انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عثمان بن سعيد العمري»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali-aljammal
لا ملخص تعديل
imported>Ali-aljammal
لا ملخص تعديل
سطر ٨٧: سطر ٨٧:
==إسمه ولقبه==
==إسمه ولقبه==


أبو عمرو «عثمان بن سعيد العمري» وكان «أسدياً» وإنّما سُمِّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي‏ جعفر العمري، كان أسدياً فنسب إلى جده فقيل العمري، و يقال له «العسكري» أيضا لأنه كان من عسكر سر من رأى، و يقال له «السمّان» لأنه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر.<ref>الطوسي، الغیبة، ص354.</ref>
أبو عمرو «عثمان بن سعيد العمري» وكان «أسدياً» وإنّما سُمِّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي‏ جعفر العمري، كان أسدياً فنسب إلى جده فقيل العمري، و يقال له «العسكري» أيضا لأنه كان من عسكر سر من رأى، و يقال له «السمّان» لأنه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر.<ref>الطوسي، الغیبة، ص. 354.</ref>


و كان [[الشيعة]] إذا حملوا إلى أبي محمد {{ع}} ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن و زقاقه و يحمله إلى أبي محمد {{ع}} تقية و خوفاً.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 353.</ref>
و كان [[الشيعة]] إذا حملوا إلى أبي محمد {{ع}} ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن و زقاقه و يحمله إلى أبي محمد {{ع}} تقية و خوفاً.<ref>الطوسي، الغیبة، ص. 353.</ref>




==حياة عثمان بن سعيد==
==حياة عثمان بن سعيد==
لم تذكر لنا المصادر التاريخية تفاصيل حياة السفير و خصوصياته كولادته و شبابه. نعم، قال بعض العلماء عنه أنه من أصحاب [[الإمام الجواد عليه السلام|الامام الجواد]] {{ع}} و انه خدم الامام الجواد {{ع}} و له إحدى عشرة سنة وله اليه عهد معروف، و لم يترك خدمته {{ع}} و حظي بثقة الإمام {{ع}} به فكان يعتمد عليه في أموره ويوكل اليه في مهامه.<ref>جاسم حسین، ص142.</ref>
لم تذكر لنا المصادر التاريخية تفاصيل حياة السفير و خصوصياته كولادته و شبابه. نعم، قال بعض العلماء عنه أنه من أصحاب [[الإمام الجواد عليه السلام|الامام الجواد]] {{ع}} و انه خدم الامام الجواد {{ع}} و له إحدى عشرة سنة وله اليه عهد معروف، و لم يترك خدمته {{ع}} و حظي بثقة الإمام {{ع}} به فكان يعتمد عليه في أموره ويوكل اليه في مهامه.<ref>جاسم حسین، ص. 142.</ref>


و عن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن ـ يعني عن [[الإمام الهادي عليه السلام|الامام الهادي]] {{ع}} ـ قال: سألته وقلت: من أعامل؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون»، وعن أحمد بن إسحاق أيضا، أنّه سأل أبا محمّد {{ع}} ـ يعني [[الامام الحسن العسكري عليه السلام|الامام العسكري]] {{ع}} ـ عن مثل ذلك؟ فقال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الكلیني، ج1، ص320.</ref>
و عن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن ـ يعني عن [[الإمام الهادي عليه السلام|الامام الهادي]] {{ع}} ـ قال: سألته وقلت: من أعامل؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون»، وعن أحمد بن إسحاق أيضا، أنّه سأل أبا محمّد {{ع}} ـ يعني [[الامام الحسن العسكري عليه السلام|الامام العسكري]] {{ع}} ـ عن مثل ذلك؟ فقال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الكلیني، ج1، ص. 320.</ref>


و بعد شهادة الإمام الهادي {{ع}} نال العمري ثقة الإمام الحسن العسكري {{ع}} به  و أبقاه الى جانبه و أنزله نفس المنزلة التي كان والده عليه السلام ينزله بها.
و بعد شهادة الإمام الهادي {{ع}} نال العمري ثقة الإمام الحسن العسكري {{ع}} به  و أبقاه الى جانبه و أنزله نفس المنزلة التي كان والده عليه السلام ينزله بها.


وعندما جاء بعض [[الشيعة]] من [[اليمن]] بالأمول الشرعية الى الامام الحسن العسكري {{ع}}، قال لخادمه إمض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فلما دخل عثمان قال له الامام {{ع}}: إمض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. فقال الحاضرون عند الامام {{ع}}: يا سيدنا والله إن عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى. قال: نعم، واشهدوا على أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن إبنه محمداً وكيل إبني [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|مهديكم]].<ref>الطوسي، الغیبة، صص 31- 229.</ref>
وعندما جاء بعض [[الشيعة]] من [[اليمن]] بالأمول الشرعية الى الامام الحسن العسكري {{ع}}، قال لخادمه إمض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فلما دخل عثمان قال له الامام {{ع}}: إمض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. فقال الحاضرون عند الامام {{ع}}: يا سيدنا والله إن عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى. قال: نعم، واشهدوا على أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن إبنه محمداً وكيل إبني [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|مهديكم]].<ref>الطوسي، الغیبة، ص. 31- 229.</ref>


وفي رواية أخرى، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح أنّهم  أرادوا ان يسألوا الإمام الحسن بن علي العسكري {{ع}} عن الحجّة من بعده وفي مجلسه {{ع}} أربعون رجلا، فقال {{ع}}: أخبركم بما جئتم. قالوا: نعم، يا ابن رسول الله. قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي. قالوا: نعم. فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد {{ع}} فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه.<ref>الطوسي،الغیبة، صص 2- 231، الصدوق، كمال الدین، ص 435.</ref> وجاء خبر هؤلاء الأربعين مفصلاً في رجال النجاشي ص 41 و202 و323.
وفي رواية أخرى، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح أنّهم  أرادوا ان يسألوا الإمام الحسن بن علي العسكري {{ع}} عن الحجّة من بعده وفي مجلسه {{ع}} أربعون رجلا، فقال {{ع}}: أخبركم بما جئتم. قالوا: نعم، يا ابن رسول الله. قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي. قالوا: نعم. فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد {{ع}} فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه.<ref>الطوسي،الغیبة، صص 2- 231، الصدوق، كمال الدین، ص. 435.</ref> وجاء خبر هؤلاء الأربعين مفصلاً في رجال النجاشي ص. 41 و202 و323.


‏بقي عثمان بن سعيد ملازماً [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|للإمام الحادي عشر]] {{ع}} (الحسن العسكري {{ع}}) وهو الذي – كما يقول [[الشيخ الطوسي]]: أنه لما مات الحسن بن علي {{ع}} حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره‏ مأمورا بذلك- أي من قبل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الامام الحجة (عج)]]- للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 231.</ref>
‏بقي عثمان بن سعيد ملازماً [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|للإمام الحادي عشر]] {{ع}} (الحسن العسكري {{ع}}) وهو الذي – كما يقول [[الشيخ الطوسي]]: أنه لما مات الحسن بن علي {{ع}} حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره‏ مأمورا بذلك- أي من قبل [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الامام الحجة (عج)]]- للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها.<ref>الطوسي، الغیبة، ص. 231.</ref>


==مرحلة السفارة==
==مرحلة السفارة==


مثّل عثمان بن سعيد إحدى  الوجوه  [[الإمامية]] البارزة وهو حلقة مهمة من حلقات [[شبكة الوكالة]] وكان لمكانته ونشاطه الفاعل في عصر الامامين العاشر و الحادي عشر (عليهما السلام) في ادارة شبكة الوكالة دور كبير في إجماع شبكة الوكالة – تقريبا- على التسليم له والأخذ بما يردهم عنه من دون أن يكلفوه الاتيان بمعجزة أو حجة.<ref>الصدوق، كمال الدین، ص 90.</ref> وقد ساعده في ترسيخ ذلك بعض اصحاب الامام العسكري {{ع}} ممن تشرف بلقاء ولده الامام المهدي {{عج}} ك[[أحمد بن إسحاق القمي]].<ref>الكلیني، ج 1، ص 8- 517.</ref>
مثّل عثمان بن سعيد إحدى  الوجوه  [[الإمامية]] البارزة وهو حلقة مهمة من حلقات [[شبكة الوكالة]] وكان لمكانته ونشاطه الفاعل في عصر الامامين العاشر و الحادي عشر (عليهما السلام) في ادارة شبكة الوكالة دور كبير في إجماع شبكة الوكالة – تقريبا- على التسليم له والأخذ بما يردهم عنه من دون أن يكلفوه الاتيان بمعجزة أو حجة.<ref>الصدوق، كمال الدین، ص 90.</ref> وقد ساعده في ترسيخ ذلك بعض اصحاب الامام العسكري {{ع}} ممن تشرف بلقاء ولده الامام المهدي {{عج}} ك[[أحمد بن إسحاق القمي]].<ref>الكلیني، ج 1، ص. 8-517.</ref>




==أهم مسؤوليات و مهام السفير==
==أهم مسؤوليات و مهام السفير==


كان [[النواب الأربعة|السفراء الخاصون الأربعة]] ومنهم عثمان بن سعيد يمثلون من جهة خصوصيتهم الحلقة الأمينة بين الإمام {{عج}} وبين شيعته فهم يحملون الرسائل والأجوبة والمسائل مباشرة مع الإمام المهدي {{عج}} ويرونه ويسألونه ويبلغون عنه، ومن جهة أخرى تحمّلوا مسؤولية الحفاظ على عامة الشيعة وعقائدهم، بالاضافة الى الحفاظ على شبكة الوكلاء الخاصين التي شكلها الامامان العاشر والحادي عشر {{ع}} في جميع البلدان، ولاريب أن هذه من المهمام الكبيرة التي وقعت على كاهل السفراء الأربعة، ومن نماذج تلك المحافظة محاولتهم صرف نظر الحكام والظالمين عن الشيعة ونشاطاتهم؛<ref>الفصول العشرة، ص 13.</ref> لأنّ الدولة كانت شديدة الاهتمام بمعرفة مصير الإمام {{عج}} وطبيعة تحركاته ونوع العلاقة بينه وبين شيعته، حتى ان الدولة تدخلت في شؤون ميراث الامام العسكري {{ع}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 8- 157، الكلیني، ج 1، 51 ص 30.</ref>
كان [[النواب الأربعة|السفراء الخاصون الأربعة]] ومنهم عثمان بن سعيد يمثلون من جهة خصوصيتهم الحلقة الأمينة بين الإمام {{عج}} وبين شيعته فهم يحملون الرسائل والأجوبة والمسائل مباشرة مع الإمام المهدي {{عج}} ويرونه ويسألونه ويبلغون عنه، ومن جهة أخرى تحمّلوا مسؤولية الحفاظ على عامة الشيعة وعقائدهم، بالاضافة الى الحفاظ على شبكة الوكلاء الخاصين التي شكلها الامامان العاشر والحادي عشر {{ع}} في جميع البلدان، ولاريب أن هذه من المهمام الكبيرة التي وقعت على كاهل السفراء الأربعة، ومن نماذج تلك المحافظة محاولتهم صرف نظر الحكام والظالمين عن الشيعة ونشاطاتهم؛<ref>الفصول العشرة، ص 13.</ref> لأنّ الدولة كانت شديدة الاهتمام بمعرفة مصير الإمام {{عج}} وطبيعة تحركاته ونوع العلاقة بينه وبين شيعته، حتى ان الدولة تدخلت في شؤون ميراث الامام العسكري {{ع}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 8- 157، الكلیني، ج. 1، 51 ص. 30.</ref>


==الجبهة المعارضة لسفارة السفير الأول==
==الجبهة المعارضة لسفارة السفير الأول==
سطر ١٢١: سطر ١٢١:
==العراق مركز السفارات==
==العراق مركز السفارات==


بعد رحيل [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحادي عشر]] {{ع}} لم يجد السفير الاول ضرورة للبقاء في [[سامراء]] (التي كانت تمثل عاصمة [[الدولة العباسية]] و معسكر الجيش العباسي)، و من هنا شدّ الرحال الى [[بغداد]] لتبتعد حركة الشيعة و السفراء عن أعين السلطة و جواسيسها، و اتخذ من حيّ [[الكرخ]] (الذي تقطنه أغلبية شيعيّة) مقراً له و مركزاً لإدارة شؤون الشيعة الإمامية.<ref>جاسم حسین ص157.</ref>
بعد رحيل [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحادي عشر]] {{ع}} لم يجد السفير الاول ضرورة للبقاء في [[سامراء]] (التي كانت تمثل عاصمة [[الدولة العباسية]] و معسكر الجيش العباسي)، و من هنا شدّ الرحال الى [[بغداد]] لتبتعد حركة الشيعة و السفراء عن أعين السلطة و جواسيسها، و اتخذ من حيّ [[الكرخ]] (الذي تقطنه أغلبية شيعيّة) مقراً له و مركزاً لإدارة شؤون الشيعة الإمامية.<ref>جاسم حسین ص. 157.</ref>


و قد اعتمد السفير الأول مبدأ [[التقية]] ليكون في مأمن من الرقيب و الواشي؛ و لذلك لم يدخل في صراع أو جدل  مذهبي أو عقائدي أو سياسي، وكان يتّجر في السمن تغطية على الأمر فلقّب بالسمّان، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا بذلك اليه فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 229.</ref>
و قد اعتمد السفير الأول مبدأ [[التقية]] ليكون في مأمن من الرقيب و الواشي؛ و لذلك لم يدخل في صراع أو جدل  مذهبي أو عقائدي أو سياسي، وكان يتّجر في السمن تغطية على الأمر فلقّب بالسمّان، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا بذلك اليه فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 229.</ref>


وروى الكشي رسالة الامام {{عج}} الى اسحاق بقوله: فلا تخرجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه وتسلم عليه وتعرفه ويعرفك فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا فكل ما يحمل إلينا من شي‏ء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا.<ref>الطوسي،رجال الكشي، ص 580.</ref>
وروى الكشي رسالة الامام {{عج}} الى اسحاق بقوله: فلا تخرجن من البلدة حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه وتسلم عليه وتعرفه ويعرفك فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا فكل ما يحمل إلينا من شي‏ء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا.<ref>الطوسي،رجال الكشي، ص. 580.</ref>




==وفاة السفير الأول==
==وفاة السفير الأول==


مع أهمية الدور الذي لعبه السفير الأول عثمان بن سعيد الا ان المصادر التأريخية لم تسجل لنا تاريخ وفاته بالتحديد، ومن هنا حاول المؤرخون المتأخرون إعطاء تواريخ تقريبية لتاريخ وفاته، منهم هاشم معروف الحسني الذي قال: استمرت سفارة عثمان بن سعيد الى عام 265هجرية= 879 م ولم يبين لنا المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة.<ref>هاشم معروف الحسني، ج 2، ص 568.</ref> في المقابل ذهب المؤرخ جواد علي الى القول: بان وفاته كانت بعد عشرين عاما من الغيبة الصغرى وتحديداً في عام 280هجرية، مستندا الى التوقيع الذي قالوا بانه صدر من الامام {{عج}} لإبنه أبي جعفر بن عثمان يعزيه والشيعة بوفاة والده الذي اتسم بالورع والتقوى وينصبه فيه سفيراً عنه {{عج}} بعد رحيل أبيه.<ref>جاسم حسین، ص159.</ref>
مع أهمية الدور الذي لعبه السفير الأول عثمان بن سعيد الا ان المصادر التأريخية لم تسجل لنا تاريخ وفاته بالتحديد، ومن هنا حاول المؤرخون المتأخرون إعطاء تواريخ تقريبية لتاريخ وفاته، منهم هاشم معروف الحسني الذي قال: استمرت سفارة عثمان بن سعيد الى عام 265هجرية= 879 م ولم يبين لنا المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة.<ref>هاشم معروف الحسني، ج. 2، ص. 568.</ref> في المقابل ذهب المؤرخ جواد علي الى القول: بان وفاته كانت بعد عشرين عاما من الغيبة الصغرى وتحديداً في عام 280هجرية، مستندا الى التوقيع الذي قالوا بانه صدر من الامام {{عج}} لإبنه أبي جعفر بن عثمان يعزيه والشيعة بوفاة والده الذي اتسم بالورع والتقوى وينصبه فيه سفيراً عنه {{عج}} بعد رحيل أبيه.<ref>جاسم حسین، ص. 159.</ref>


الا ان الشواهد التأريخية الأخرى تكشف عن قصر مدة سفارة الاول، ويشهد لذلك أن [[الشيخ الطوسي]] قال: تولى السفارة أبو محمد محمد بن عثمان بن سعيد في السنة التي توفي فيها أحمد بن هلال العبرتائي سنة 267هجرية،<ref>النجاشي، ص 65.</ref> وكان من المعارضين لسفارة أبي جعفر بعد أبيه عثمان بن سعيد ومنكراً لها.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 260.</ref> ومن هنا يمكن القول بان وفاة السفير الاول كانت ما بين 260 هجرية تاريخ وفاة الامام العسكري {{ع}} وبين 267هجرية.
الا ان الشواهد التأريخية الأخرى تكشف عن قصر مدة سفارة الاول، ويشهد لذلك أن [[الشيخ الطوسي]] قال: تولى السفارة أبو محمد محمد بن عثمان بن سعيد في السنة التي توفي فيها أحمد بن هلال العبرتائي سنة 267هجرية،<ref>النجاشي، ص. 65.</ref> وكان من المعارضين لسفارة أبي جعفر بعد أبيه عثمان بن سعيد ومنكراً لها.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 260.</ref> ومن هنا يمكن القول بان وفاة السفير الاول كانت ما بين 260 هجرية تاريخ وفاة الامام العسكري {{ع}} وبين 267 هجرية.


بعد رحيل عثمان بن سعيد أوكل أمر السفارة وبأمر من الامام المهدي {{عج}} الى ولده [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان بن سعيد]]، والذي كان الامام العسكري {{ع}} قد اشار اليه من قبل ذلك أيضا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 260.</ref>
بعد رحيل عثمان بن سعيد أوكل أمر السفارة وبأمر من الامام المهدي {{عج}} الى ولده [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان بن سعيد]]، والذي كان الامام العسكري {{ع}} قد اشار إليه من قبل ذلك أيضا.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 260.</ref>


==محل دفنه==
==محل دفنه==


يقع قبر عثمان بن سعيد في الجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في أول الموضع المعروف في [[الدرب]] المعروف بدرب جبلّة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، والقبر في نفس قبلة المسجد.<ref>الطوسي، الغیبة، ص 232.</ref>
يقع قبر عثمان بن سعيد في الجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في أول الموضع المعروف في [[الدرب]] المعروف بدرب جبلّة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، والقبر في نفس قبلة المسجد.<ref>الطوسي، الغیبة، ص. 232.</ref>


وقال الشيخ الطوسي: رأيت قبره في الموضع الذي ذكر وكان بني في وجهه حائط و به محراب المسجد و إلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا ندخل إليه و نزوره مشاهرة و كذلك من وقت دخولي إلى بغداد وهي سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة نيف وثلاثين وأربعمائة.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 3- 232.</ref>
وقال الشيخ الطوسي: رأيت قبره في الموضع الذي ذكر وكان بني في وجهه حائط و به محراب المسجد و إلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا ندخل إليه و نزوره مشاهرة و كذلك من وقت دخولي إلى بغداد وهي سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة نيف وثلاثين وأربعمائة.<ref>الطوسي، الغيبة، ص. 3-232.</ref>




مستخدم مجهول