انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الخطبة الفدكية»

imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ١٧: سطر ١٧:


==دراسة موضع النزاع==
==دراسة موضع النزاع==
لما توفي [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) وقع النزاع بين [[أبي بكر]] من جهة وبين [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (ع) و[[العباس بن عبد المطلب|العباس بن عبد المطلب]] (عم النبي{{صل}}) من جهة أخرى في ميراث النبي (ص)، فعن [[عائشة]]: إنّ فاطمة (ع) والعبّاس أتيا أبا بكر يطلبان ميراثهما من رسول الله (ص)، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: أما أنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: «لا نورث، ما تركناه فهو صدقة».
لما توفي [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] {{صل}}وقع النزاع بين [[أبي بكر]] من جهة وبين [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] {{ها}} و[[العباس بن عبد المطلب|العباس بن عبد المطلب]] (عم النبي{{صل}}) من جهة أخرى في ميراث النبي {{صل}}، فعن [[عائشة]]: إنّ فاطمة {{ها}}والعبّاس أتيا أبا بكر يطلبان ميراثهما من رسول الله {{صل}}، وهما حينئذٍ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: أما أنّي سمعت رسول الله {{صل}}يقول: «لا نورث، ما تركناه فهو صدقة».


وقد كشفت المصادر التاريخية والحديثة أنّ فاطمة (ع) حاججت أبا بكر مرتين كان العباس حاضرا في المرة الأولى منهما. وذهب باحثوا [[الشيعة]] وأعلامهم الى كونها ملكاً لفاطمة (ع) انتزعها [[الخليفة]] منها.<ref> Vecci Vaglieri L. "Fatima." Encyclopedia of Islam, Leiden, Vol. 2, The Netherlands: Brill, ISSN ۱5۷۳-۳۹۱۲, Page 844-850</ref> وذهب [[السيد جعفر الشهيدي]] إلى ثبوت النزاع في [[فدك]] والخطبة الفدكية مستدلا على ذلك بأنّ بعض أعلام [[المعتزلة]] كابن أبي الحديد والنقيب البصري رووا '''الخطبة الفدكية''' وهم ليسوا بمتهمين بجعلها ووضعها؛ إذ لا مصلحة لهم وراء ذلك.<ref>الشهيدي، زندكاني [حياة] فاطمة الـ زهراء ، ص 19.</ref>
وقد كشفت المصادر التاريخية والحديثة أنّ فاطمة {{ها}} حاججت أبا بكر مرتين كان العباس حاضراً في المرة الأولى منهما. وذهب باحثوا [[الشيعة]] وأعلامهم الى كونها ملكاً لفاطمة {{ها}}انتزعها [[الخليفة]] منها.<ref> Vecci Vaglieri L. "Fatima." Encyclopedia of Islam, Leiden, Vol. 2, The Netherlands: Brill, ISSN ۱5۷۳-۳۹۱۲, Page 844-850</ref> وذهب [[السيد جعفر الشهيدي]] إلى ثبوت النزاع في [[فدك]] والخطبة الفدكية مستدلاً على ذلك بأنّ بعض أعلام [[المعتزلة]] كابن أبي الحديد والنقيب البصري رووا '''الخطبة الفدكية''' وهم ليسوا بمتهمين بجعلها ووضعها؛ إذ لا مصلحة لهم وراء ذلك.<ref>الشهيدي، زندكاني [حياة] فاطمة الـ زهراء ، ص 19.</ref>


وذهب دنيس الصوفي إلى القول بأنّه لا يصح من أبي بكر الاستدلال بحديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورث...» <ref>Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p. 97, 99</ref> لتواتر [[الروايات]] التي تؤكد غضب فاطمة (ع) وهجرها لأبي بكر حتى أنها أمرت بأن تدفن ليلا كي لا يحضر جنازتها الخليفة أبو بكر.<ref> Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p.126</ref>
وذهب دنيس الصوفي إلى القول بأنّه لا يصح من أبي بكر الاستدلال بحديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورث...» <ref>Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p. 97, 99</ref> لتواتر [[الروايات]] التي تؤكد غضب فاطمة {{ها}}وهجرها لأبي بكر حتى أنها أمرت بأن تُدفن ليلا ً كي لا يحضر جنازتها الخليفة أبو بكر.<ref> Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p.126</ref>


ويضيف أيضاً: إن [[الأحاديث]] تؤكد دخول فاطمة (ع) في النزاع الذي حصل بعد رحيل [[النبي الأكرم]] (ص)، وهذه الأحاديث مع ميلها وتحيزها – حسب قوله- إلا أنّها لا تخلوا من الحقيقة؛ والدليل على ذلك أنّ [[أهل السنة]] لم يتمكنوا من تطهير تاريخهم مما يشينه. فلا ريب أنّ فاطمة (ع) نازعت أبا بكر، واعترضت عليه لتصديه [[الخلافة|للخلافة]] وضبطه لأموال الرسول، وقد ماتت وهي واجدة<ref>غاضبة، وساخطة.</ref> عليه، بل لا يبعد أن يكون إخفاء موتها مدة وإخفاء مراسم تشييعها ودفنها يعد وسيلة  للغمز من الخليفة. ومن الواضح أن أهل السنة أهملوا هذه الكوة [النافذة] الصغيرة من حياة فاطمة (ع) أو التقليل من شأنها، بينما ركّز عليها [[الشيعة]]،وأكّدوا عليها كثيراً.<ref>Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p.206</ref>
ويضيف أيضاً: إن [[الأحاديث]] تؤكد دخول فاطمة {{ها}} في النزاع الذي حصل بعد رحيل [[النبي الأكرم]] {{صل}}، وهذه الأحاديث مع ميلها وتحيزها – حسب قوله- إلا أنّها لا تخلوا من الحقيقة؛ والدليل على ذلك أنّ [[أهل السنة]] لم يتمكنوا من تطهير تاريخهم مما يشينه. فلا ريب أنّ فاطمة {{ها}} نازعت أبا بكر، واعترضت عليه لتصديه [[الخلافة|للخلافة]] وضبطه لأموال الرسول، وقد ماتت وهي واجدة<ref>غاضبة، وساخطة.</ref> عليه، بل لا يبعد أن يكون إخفاء موتها مدة وإخفاء مراسم تشييعها ودفنها يعد وسيلة  للغمز من الخليفة. ومن الواضح أن أهل السنة أهملوا هذه الكوة [النافذة] الصغيرة من حياة فاطمة (ع) أو التقليل من شأنها، بينما ركّز عليها [[الشيعة]]،وأكّدوا عليها كثيراً.<ref>Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p.206</ref>


==انتقال فدك إلى بيت المال==
==انتقال فدك إلى بيت المال==
مستخدم مجهول