مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التوحيد»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{الإسلام-عمودي}} | {{الإسلام-عمودي}} | ||
'''التوحيد''' هو أهم [[أصول الدين|الأصول]] | '''التوحيد''' هو أهم [[أصول الدين|الأصول الاعتقادية]] في [[الإسلام]]، ويشير إلى أن [[الله]] واحد، وليس له مثيل، وأنه لا شريك له في خلق العالم. فأول ما قاله [[النبي محمد (ص)]] في بداية دعوته إلى الإسلام كان الشهادة على أحدية الله ونفي [[الشرك]]. وللتوحيد مكانة خاصة في [[القرآن الكريم]] وروايات [[أهل البيت (ع)]] فمضمون [[سورة الإخلاص]] أيضاً هو التوحيد. | ||
في الثقافة الإسلامية عُدّ التوحيد ضد الشرك، واعتبر له [[علم الكلام|الكلاميون]] مراتب عدّة، هي: [[التوحيد الذاتي]]، وهو الاعتقاد بوحدانية الله، و[[التوحيد الصفاتي]]، وهو الذي يدل على أن [[صفات الله]] وذاته أمر واحد، و[[التوحيد الأفعالي]] الذي يقصد به الاعتقاد بأن موجودات العالم مخلوقة لله تعالى وتابعة له وغير مستقلة عنه في فعلها، {{و}}[[التوحيد العبادي]]، أي أن لا أحد سوى الله يستحق أن يُعبد. وفي هذه المراتب الأربعة يعتبر التوحيد الذاتي اُولی المراتب، والتوحيد الأفعالي أعلى مراتب التوحيد. | في الثقافة الإسلامية عُدّ التوحيد ضد الشرك، واعتبر له [[علم الكلام|الكلاميون]] مراتب عدّة، هي: [[التوحيد الذاتي]]، وهو الاعتقاد بوحدانية الله، {{و}}[[التوحيد الصفاتي]]، وهو الذي يدل على أن [[صفات الله]] وذاته أمر واحد، {{و}}[[التوحيد الأفعالي]] الذي يقصد به الاعتقاد بأن موجودات العالم مخلوقة لله تعالى وتابعة له وغير مستقلة عنه في فعلها، {{و}}[[التوحيد العبادي]]، أي أن لا أحد سوى الله يستحق أن يُعبد. وفي هذه المراتب الأربعة يعتبر التوحيد الذاتي اُولی المراتب، والتوحيد الأفعالي أعلى مراتب التوحيد. | ||
في القرآن و[[الروايات]] ومؤلفات [[الفلسفة|الفلاسفة]] والمتكلمين نجد كثيرا من البراهين لإثبات التوحيد، منها: [[برهان التمانع]] وبرهان بعثة | في القرآن {{و}}[[الروايات]] ومؤلفات [[الفلسفة|الفلاسفة]] والمتكلمين نجد كثيرا من البراهين لإثبات التوحيد، منها: [[برهان التمانع]] وبرهان بعثة [[الأنبياء]]، {{و}}[[برهان التعين]]. | ||
يعتقد بعض [[أهل السنة]] من أمثال [[ابن تيمية]] و | يعتقد بعض علماء [[أهل السنة]] من أمثال [[ابن تيمية]] {{و}}[[محمد بن عبد الوهاب]] {{و}}[[عبد العزيز بن باز]]، بأن الاعتقاد ب[[الشفاعة]] {{و}}[[التوسل]] بالأنبياء والأولياء من مصاديق الشرك وفي مقابل [[الإيمان]] بالتوحيد العبادي. ولكن [[الشيعة]] استنادا للآيات [[القرآنية]] تنفي هذا الاتهام، حيث الشيعة لم يعتبروا [[النبي (ص)]] أربابا أو مالكا للكون، بل يقولون بأنهم عباد الله المقربون ويقصدون التقرب لله عن طريق النبي والأولياء. | ||
اهتمّ علماء الشيعة في مؤلفات كثيرة بالتوحيد، بعض هذه الكتب اعتنت بالتوحيد مباشرة، منها: [[كتاب التوحيد للشيخ الصدوق|كتاب التوحيد ]] من تأليف [[الشيخ الصدوق]]، {{و}}[[الرسائل التوحيدية]] لمؤلّفه [[العلامة الطباطبائي]]، {{و}}[[التوحيد لمرتضى المطهري|التوحيد]] بقلم [[مرتضى المطهري]]. | |||
==دلالة المصطلح== | ==دلالة المصطلح== | ||
سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
استخدم مصطلح التوحيد للدلالة على [[علم الكلام|البحوث الكلامية]] المتعلقة بوحدانية الله وصفاته وأفعاله أيضا. فأشار [[الإمام الصادق]] (ع) {{و}}[[الإمام الرضا]] (ع) لبعض البحوث الكلامية كنفي الصفات الإنسانية عن [[الله]] عز وجل في الإجابة على سؤال طُرح حول معنى التوحيد.<ref>الصدوق، التوحید، الباب 2، الحدیث 14 و15، ص 48_51.</ref> | استخدم مصطلح التوحيد للدلالة على [[علم الكلام|البحوث الكلامية]] المتعلقة بوحدانية الله وصفاته وأفعاله أيضا. فأشار [[الإمام الصادق]] (ع) {{و}}[[الإمام الرضا]] (ع) لبعض البحوث الكلامية كنفي الصفات الإنسانية عن [[الله]] عز وجل في الإجابة على سؤال طُرح حول معنى التوحيد.<ref>الصدوق، التوحید، الباب 2، الحدیث 14 و15، ص 48_51.</ref> | ||
هناك ثلاثة مواقف مختلفة تجاه التوحيد في ثلاثة مناهج هي الكلامية و[[العرفان|العرفانية]] والفلسفية؛ فالتوحيد الكلامي يُبنى على وحدانية الله، ويركز على [[الإيمان]] القائم على الاعتقاد العقلي بوجود إله واحد،<ref>طباطبائي، «توحید شهودی از منظر امام خمینی»، ص 104.</ref> والتوحيد العرفاني، يصل إلى وحدانية الله من خلال [[الشهود]].<ref>الهاشمي نسب، بحوث هامة في المناهج التوحيدية، ص 49.</ref> التوحيد في [[الفلسفة]] يبحث عن وحدة [[واجب الوجود]] كمفهوم فلسفي، ولكن في العرفان لا يعتبر واجب الوجود مفهوما ومصطلحا بل هو مصداق التوحيد، أي الله الذي هو وجود واحد، وتستفيد منه سائر الكائنات.<ref>زکی افشاگر، «توحید افعالی و آموزههای مرتبط از نظر ابن عربی وملاصدرا»، ص136.</ref> وهكذا يحاول الفيلسوف أن يثبت توحيد واجب الوجود،<ref>زکی افشاگر، «توحید افعالی و آموزههای مرتبط از نظر ابن عربی و ملاصدرا»، ص 136.</ref> ولكن محاولة العارف هي الشهود والوصول الذاتي إلى التوحيد.<ref>الهاشمي نسب، بحوث هامة في المناهج التوحيدية، ص 49.</ref> ورغم هذا تجمع الحكمة المتعالية _المنسوبة لملا صدرا الشيرازي_ بين [[القرآن]] والعرفان والبرهان، وبالمباحث الاستدلالية بُيّن الشهود العرفاني فيه.<ref>زکی افشاگر، «توحید افعالی و آموزههای مرتبط از نظر ابن عربی و ملاصدرا»، ص 136.</ref> | هناك ثلاثة مواقف مختلفة تجاه التوحيد في ثلاثة مناهج هي الكلامية {{و}}[[العرفان|العرفانية]] والفلسفية؛ فالتوحيد الكلامي يُبنى على وحدانية الله، ويركز على [[الإيمان]] القائم على الاعتقاد العقلي بوجود إله واحد،<ref>طباطبائي، «توحید شهودی از منظر امام خمینی»، ص 104.</ref> والتوحيد العرفاني، يصل إلى وحدانية الله من خلال [[الشهود]].<ref>الهاشمي نسب، بحوث هامة في المناهج التوحيدية، ص 49.</ref> التوحيد في [[الفلسفة]] يبحث عن وحدة [[واجب الوجود]] كمفهوم فلسفي، ولكن في العرفان لا يعتبر واجب الوجود مفهوما ومصطلحا بل هو مصداق التوحيد، أي الله الذي هو وجود واحد، وتستفيد منه سائر الكائنات.<ref>زکی افشاگر، «توحید افعالی و آموزههای مرتبط از نظر ابن عربی وملاصدرا»، ص136.</ref> وهكذا يحاول الفيلسوف أن يثبت توحيد واجب الوجود،<ref>زکی افشاگر، «توحید افعالی و آموزههای مرتبط از نظر ابن عربی و ملاصدرا»، ص 136.</ref> ولكن محاولة العارف هي الشهود والوصول الذاتي إلى التوحيد.<ref>الهاشمي نسب، بحوث هامة في المناهج التوحيدية، ص 49.</ref> ورغم هذا تجمع الحكمة المتعالية _المنسوبة لملا صدرا الشيرازي_ بين [[القرآن]] والعرفان والبرهان، وبالمباحث الاستدلالية بُيّن الشهود العرفاني فيه.<ref>زکی افشاگر، «توحید افعالی و آموزههای مرتبط از نظر ابن عربی و ملاصدرا»، ص 136.</ref> | ||
== مكانة التوحيد في الإسلام == | == مكانة التوحيد في الإسلام == | ||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
التوحيد هو أساس [[الإسلام]]،<ref>دشتي، الخلل الوهابي في فهم التوحيد، ص 25.</ref> وهو أهم المسائل [[العقائد|العقائدية]] التي تصدّرت المفاهيم والتعاليم السماوية على الإطلاق.<ref>سبحاني، بحوث قرآنية، ص 23.</ref> بحسب [[القرآن الكريم]]، التوحيد هو رسالة جميع [[الأنبياء]]، ومن أجله أرسلوا.<ref>دشتي، الخلل الوهابي في فهم التوحيد، ص 25.</ref> رغم عدم ذكر كلمة "التوحيد" في القرآن الكريم، ولكن هناك آيات كثيرة حول إثبات التوحيد ونفي [[الشرك]] بالله تعالى، كما إنه ورد في السنة والروايات.<ref>الحازمي، شرح كتاب التوحيد، الدرس 22، ص 23.</ref> حيث ذكر [[ملا صدرا]] في تفسيره أن الهدف الأساس من نزول القرآن هو إثبات توحيد [[الله]] تعالى.<ref>ملاصدرا، تفسیر القرآن الکریم، ج 4، ص 54.</ref> وقيل أن ثلث موضوعات القرآن تدور حول التوحيد وجاءات عصارتها في [[سورة الإخلاص|سورة الأخلاص]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ص 545.</ref> | التوحيد هو أساس [[الإسلام]]،<ref>دشتي، الخلل الوهابي في فهم التوحيد، ص 25.</ref> وهو أهم المسائل [[العقائد|العقائدية]] التي تصدّرت المفاهيم والتعاليم السماوية على الإطلاق.<ref>سبحاني، بحوث قرآنية، ص 23.</ref> بحسب [[القرآن الكريم]]، التوحيد هو رسالة جميع [[الأنبياء]]، ومن أجله أرسلوا.<ref>دشتي، الخلل الوهابي في فهم التوحيد، ص 25.</ref> رغم عدم ذكر كلمة "التوحيد" في القرآن الكريم، ولكن هناك آيات كثيرة حول إثبات التوحيد ونفي [[الشرك]] بالله تعالى، كما إنه ورد في السنة والروايات.<ref>الحازمي، شرح كتاب التوحيد، الدرس 22، ص 23.</ref> حيث ذكر [[ملا صدرا]] في تفسيره أن الهدف الأساس من نزول القرآن هو إثبات توحيد [[الله]] تعالى.<ref>ملاصدرا، تفسیر القرآن الکریم، ج 4، ص 54.</ref> وقيل أن ثلث موضوعات القرآن تدور حول التوحيد وجاءات عصارتها في [[سورة الإخلاص|سورة الأخلاص]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ص 545.</ref> | ||
شهادة أن لا إله إلا الله والابتعاد عن الشرك، هي أول التصريحات التي أدلى بها [[الرسول الأكرم (ص)]] في بداية دعوته العلنية مخطابا أهل [[مكة]].<ref>الیعقوبي، تاریخ الیعقوبی، ج 2، ص 24.</ref> مبعوثو الرسول ومنهم [[معاذ بن جبل]] الذين أُرسلوا لتبليغ [[الإسلام]] إلى مناطق شتى، كانوا دائما يدعون الناس لقبول وحدانية الله.<ref>الیعقوبي، تاریخ الیعقوبی، ج 2، ص 76 و81.</ref> بعض العلماء سمّوا المسلمين "أهل التوحيد" بسبب مكانة التوحيد في الإسلام،<ref>كسنزاني، موسوعة الكسنزان، ص 293.</ref> واعتبروا التوحيد علامة المسلم.<ref>مصباح یزدي، خداشناسی، ص 180.</ref> و[[الإمام علي (ع)]] اعتبر الاعتقاد بالتوحيد أساس معرفة الله تعالى.<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغه، ص 39.</ref> | شهادة أن لا إله إلا الله والابتعاد عن الشرك، هي أول التصريحات التي أدلى بها [[الرسول الأكرم (ص)]] في بداية دعوته العلنية مخطابا أهل [[مكة]].<ref>الیعقوبي، تاریخ الیعقوبی، ج 2، ص 24.</ref> مبعوثو الرسول ومنهم [[معاذ بن جبل]] الذين أُرسلوا لتبليغ [[الإسلام]] إلى مناطق شتى، كانوا دائما يدعون الناس لقبول وحدانية الله.<ref>الیعقوبي، تاریخ الیعقوبی، ج 2، ص 76 و81.</ref> بعض العلماء سمّوا المسلمين "أهل التوحيد" بسبب مكانة التوحيد في الإسلام،<ref>كسنزاني، موسوعة الكسنزان، ص 293.</ref> واعتبروا التوحيد علامة المسلم.<ref>مصباح یزدي، خداشناسی، ص 180.</ref> {{و}}[[الإمام علي (ع)]] اعتبر الاعتقاد بالتوحيد أساس معرفة الله تعالى.<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغه، ص 39.</ref> | ||
أكد [[القرآن الكريم]] على التوحيد ووحدانية [[الله]] بكلمات مختلفة مرارا وتكرارا؛<ref>دشتي، الخلل الوهابي في فهم التوحيد، ص 25 و26.</ref> منها في [[سورة الإخلاص]] التي اعتبرت الله "أحدا".<ref>الدوخي، منهج ابن تيمية في التوحيد، ص 335,</ref> وهي تصف التوحيد بشكل جامع لا يحتاج إلى إية إضافة<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ص 543.</ref> نفي سائر الآلهة، ووحدانية الله، وإله واحد للجميع، وإله كل العالم، وذم من يؤمن بآلهة شتى، ورد إدعاءات أصحاب التثليث، ونفي أي شبيه لله من المفاهيم المتعلقة بالتوحيد التي ذُكرت في القرآن الكريم.<ref>طارمي راد، «توحید»، ص 406 و407.</ref> ومن الآيات التي أشارت إلى التوحيد بشكل مباشرة، هي: | أكد [[القرآن الكريم]] على التوحيد ووحدانية [[الله]] بكلمات مختلفة مرارا وتكرارا؛<ref>دشتي، الخلل الوهابي في فهم التوحيد، ص 25 و26.</ref> منها في [[سورة الإخلاص]] التي اعتبرت الله "أحدا".<ref>الدوخي، منهج ابن تيمية في التوحيد، ص 335,</ref> وهي تصف التوحيد بشكل جامع لا يحتاج إلى إية إضافة<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ص 543.</ref> نفي سائر الآلهة، ووحدانية الله، وإله واحد للجميع، وإله كل العالم، وذم من يؤمن بآلهة شتى، ورد إدعاءات أصحاب التثليث، ونفي أي شبيه لله من المفاهيم المتعلقة بالتوحيد التي ذُكرت في القرآن الكريم.<ref>طارمي راد، «توحید»، ص 406 و407.</ref> ومن الآيات التي أشارت إلى التوحيد بشكل مباشرة، هي: | ||
سطر ٥٦: | سطر ٥٦: | ||
=== التوحيد العبادي === | === التوحيد العبادي === | ||
{{مفصلة|التوحيد العبادي|العبادة}} | {{مفصلة|التوحيد العبادي|العبادة}} | ||
المراد من التوحيد العبادي هو حصر [[العبادة]] بالله سبحانه وتعالى، فلا يستحق سوى الله أن يُعبد، ولا [[معبود]] سوى [[الله]].<ref>سبحاني، مفاهيم القرآن، ص 431.</ref> بحسب [[القرآن]]، أهم برنامج جميع الرسل و[[الأنبياء]] هو الدعوة لعبادة الله تعالى، كما ويصف القرآن التوحيد في العبادة الأصل المشترك بين جميع الشرائع السماوية.<ref>سبحاني، مفاهيم القرآن، ص 427.</ref> | المراد من التوحيد العبادي هو حصر [[العبادة]] بالله سبحانه وتعالى، فلا يستحق سوى الله أن يُعبد، ولا [[معبود]] سوى [[الله]].<ref>سبحاني، مفاهيم القرآن، ص 431.</ref> بحسب [[القرآن]]، أهم برنامج جميع الرسل {{و}}[[الأنبياء]] هو الدعوة لعبادة الله تعالى، كما ويصف القرآن التوحيد في العبادة الأصل المشترك بين جميع الشرائع السماوية.<ref>سبحاني، مفاهيم القرآن، ص 427.</ref> | ||
هناك عدد من [[الآيات]] تدل على التوحيد العبادي، منها ما ذكر في [[سورة النحل]]: {{قرآن|وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}}.<ref>سورة النحل، الآیة 36.</ref> وفي آية أخرى من [[سورة غافر]]، يؤكد القرآن على أن [[الرسول]] اُمر بأن ينهى الناس عن عبادة غير الله: {{قرآن|قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}}<ref>سورة غافر: 66</ref> | هناك عدد من [[الآيات]] تدل على التوحيد العبادي، منها ما ذكر في [[سورة النحل]]: {{قرآن|وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}}.<ref>سورة النحل، الآیة 36.</ref> وفي آية أخرى من [[سورة غافر]]، يؤكد القرآن على أن [[الرسول]] اُمر بأن ينهى الناس عن عبادة غير الله: {{قرآن|قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}}<ref>سورة غافر: 66</ref> | ||
سطر ٦٤: | سطر ٦٤: | ||
== أدلة التوحيد == | == أدلة التوحيد == | ||
{{مفصلة|براهين التوحيد}} | {{مفصلة|براهين التوحيد}} | ||
ذُكرت في [[القرآن الكريم]]، وفي بعض [[الروايات]]، وعند الفلاسفة و[[علم الكلام|المتكلمين]] الإسلاميين، أدلة لإثبات توحيد [[الله]] تعالى، منها: | ذُكرت في [[القرآن الكريم]]، وفي بعض [[الروايات]]، وعند الفلاسفة {{و}}[[علم الكلام|المتكلمين]] الإسلاميين، أدلة لإثبات توحيد [[الله]] تعالى، منها: | ||
* [[برهان التمانع]]، والذي اُخذ من [[الآية]] الكريمة: {{قرآن|لَوْ کانَ فیهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا}}<ref>سورة الأنبیاء، آية 22.</ref> ويثبت هذا البرهان التوحيد من خلال نفي [[الشرك]].<ref>یثربي، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 503 و504.</ref> في شرح هذا البرهان، يُقال بأن إذا كان هناك إلهين، وأحدهما أراد أن يعمل عملا على خلاف الآخر، فهناك ثلاث فرضيات ستحصل: | * [[برهان التمانع]]، والذي اُخذ من [[الآية]] الكريمة: {{قرآن|لَوْ کانَ فیهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا}}<ref>سورة الأنبیاء، آية 22.</ref> ويثبت هذا البرهان التوحيد من خلال نفي [[الشرك]].<ref>یثربي، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 503 و504.</ref> في شرح هذا البرهان، يُقال بأن إذا كان هناك إلهين، وأحدهما أراد أن يعمل عملا على خلاف الآخر، فهناك ثلاث فرضيات ستحصل: | ||
# أن تتحقق إرادة الإلهين، وهكذا سيجمع الضدان، وهذا أمر مستحيل. | # أن تتحقق إرادة الإلهين، وهكذا سيجمع الضدان، وهذا أمر مستحيل. | ||
سطر ٧١: | سطر ٧١: | ||
* [[برهان التركيب]]، من البراهين في الفلسفة [[الإسلامية]]، والذي يثبت التوحيد من خلال نفي تركيب الله، فعلى هذا فالاعتقاد بتركيب الله يستلزم الاعتقاد بوجود إلهين، وبالتالي تكوين [[واجب الوجود]] من واجبين. فكل كائن مركب يتكون من أجزاء، فلا يمكن للكائن المركب أن يكون واجب الوجود، بل يجب أن يكون بسيطا، ومن هذا المنطلق فالتركيب يعارض واجب الوجود، وكل واجب وجود يجب أن يكون واحدا.<ref>یثربي، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 508 ــ 509.</ref> | * [[برهان التركيب]]، من البراهين في الفلسفة [[الإسلامية]]، والذي يثبت التوحيد من خلال نفي تركيب الله، فعلى هذا فالاعتقاد بتركيب الله يستلزم الاعتقاد بوجود إلهين، وبالتالي تكوين [[واجب الوجود]] من واجبين. فكل كائن مركب يتكون من أجزاء، فلا يمكن للكائن المركب أن يكون واجب الوجود، بل يجب أن يكون بسيطا، ومن هذا المنطلق فالتركيب يعارض واجب الوجود، وكل واجب وجود يجب أن يكون واحدا.<ref>یثربي، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 508 ــ 509.</ref> | ||
إضافة إلى ما ذُكر، ففي الفلسفة و[[الكلام]] الإسلامي هناك براهين أخرى أيضا، ك[[برهان التعين]]، {{و}}[[برهان امتناع الكثرة]]، {{و}}[[برهان المقدورات]]، و[[برهان بعثة الأنبياء]].<ref>یثربی، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 506 ــ 515.</ref> صرح [[الإمام علي (ع)]] في وصيته إلى [[الإمام الحسن (ع)]] بإحدى أدلة إثبات وحدانية الله، فيقول: لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لأَتَتْكَ رُسُلُه، ولَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِه وسُلْطَانِه، ولَعَرَفْتَ أَفْعَالَه وصِفَاتِه، ولَكِنَّه إِلَه وَاحِدٌ.<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة، الرسالة 31.</ref> يشير المتكلمون المسلمون إلى هذا البرهان تحت مسمى برهان بعثة الأنبياء.<ref>یثربی، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 513 و514.</ref> | إضافة إلى ما ذُكر، ففي الفلسفة {{و}}[[الكلام]] الإسلامي هناك براهين أخرى أيضا، ك[[برهان التعين]]، {{و}}[[برهان امتناع الكثرة]]، {{و}}[[برهان المقدورات]]، {{و}}[[برهان بعثة الأنبياء]].<ref>یثربی، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 506 ــ 515.</ref> صرح [[الإمام علي (ع)]] في وصيته إلى [[الإمام الحسن (ع)]] بإحدى أدلة إثبات وحدانية الله، فيقول: لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لأَتَتْكَ رُسُلُه، ولَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِه وسُلْطَانِه، ولَعَرَفْتَ أَفْعَالَه وصِفَاتِه، ولَكِنَّه إِلَه وَاحِدٌ.<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة، الرسالة 31.</ref> يشير المتكلمون المسلمون إلى هذا البرهان تحت مسمى برهان بعثة الأنبياء.<ref>یثربی، تاریخ تحلیلی انتقادی فلسفه اسلامی، ص 513 و514.</ref> | ||
==تهمة الشرك بشأن الشيعة== | ==تهمة الشرك بشأن الشيعة== | ||
سطر ٨١: | سطر ٨١: | ||
==كتب حول التوحيد== | ==كتب حول التوحيد== | ||
كتب بعض [[علم الكلام|المتكلمين]] و[[المحدث|المحدثين]] | كتب بعض [[علم الكلام|المتكلمين]] {{و}}[[المحدث|المحدثين]] المسلمين، وخاصة الشيعة منهم، كتبا مستقلة حول التوحيد، وأحيانا تطرقوا للتوحيد ضمن عقائد [[الشيعة]]. بعض المصادر تشير إلى 22 كتابا مهما خاصا بالتوحيد عند الشيعة.<ref>روحاني، «التوحید»، ص 134 و135.</ref> منها: | ||
* [[كتاب التوحيد]] [[الشيخ | * [[كتاب التوحيد]] من تأليف [[الشيخ الصدوق]]، والذي فيه موضوعات كتوحيد ذات [[الله]]، والصفات الثبوتية والسلبية لله، {{و}}[[القضاء]] والقدر، {{و}}[[الجبر والتفويض]]، وكل ذلك استنادا على [[الآيات]] القرآنية {{و}}[[الروايات]] المنقولة عن [[أهل البيت]] عليهم السلام.<ref>هوشنگی، «التوحید»، ص 401 ــ 404.</ref> | ||
* [[شرح الباب الحادي عشر]]، حول أصول عقائد الشيعة، بقلم [[فاضل مقداد سيوري الحلي]]. الفصل الأول من هذا الكتاب حول التوحيد.<ref>رضانژاد، «توحید در مذاهب کلامی»، ص 59.</ref> كتاب [[الباب الحادي عشر]]، من مؤلفات [[العلامة الحلي]].<ref>رضانژاد، «توحید در مذاهب کلامی»، ص 59.</ref> | * [[شرح الباب الحادي عشر]]، حول أصول عقائد الشيعة، بقلم [[فاضل مقداد سيوري الحلي]]. الفصل الأول من هذا الكتاب حول التوحيد.<ref>رضانژاد، «توحید در مذاهب کلامی»، ص 59.</ref> كتاب [[الباب الحادي عشر]]، من مؤلفات [[العلامة الحلي]].<ref>رضانژاد، «توحید در مذاهب کلامی»، ص 59.</ref> | ||
* [[الرسائل التوحيدية]]، بقلم [[العلامة الطباطبائي]]، والذي فيه أربع مقالات حول [[التوحيد الذاتي]]، وأسماء الله وأفعاله، والوسيط بين الله والطبيعة. هذا الكتاب، كتاب استدلالي بلغة علمية وتم تأليفه سنة 1356 و1357 للهجرة.<ref>الطباطبائي، الرسائل التوحيدية، ص 9_11.</ref> | * [[الرسائل التوحيدية]]، بقلم [[العلامة الطباطبائي]]، والذي فيه أربع مقالات حول [[التوحيد الذاتي]]، وأسماء الله وأفعاله، والوسيط بين الله والطبيعة. هذا الكتاب، كتاب استدلالي بلغة علمية وتم تأليفه سنة 1356 و1357 للهجرة.<ref>الطباطبائي، الرسائل التوحيدية، ص 9_11.</ref> | ||
* [[التوحيد (الشهيد مطهري)|التوحيد]]، وهو سلسلة من محاضرات ألقاها [[الشهيد مرتضى مطهري]]، في جمع من طلاب الجامعة.<ref>خزرجي، مقدمة التوحید، ص 5.</ref> أغلب هذا الكتاب يحوي على أجوبة في الرد على الشبهات التي تخص التوحيد و[[نظرية التكامل]] وموضوع الشر.<ref>مطهري، توحید، ص 211_250.</ref> | * [[التوحيد (الشهيد مطهري)|التوحيد]]، وهو سلسلة من محاضرات ألقاها [[الشهيد مرتضى مطهري]]، في جمع من طلاب الجامعة.<ref>خزرجي، مقدمة التوحید، ص 5.</ref> أغلب هذا الكتاب يحوي على أجوبة في الرد على الشبهات التي تخص التوحيد {{و}}[[نظرية التكامل]] وموضوع الشر.<ref>مطهري، توحید، ص 211_250.</ref> | ||
* [[التوحيد والشرك عند الشيعة والوهابية]]، بقلم [[أحمد عابدي]]، بحسب المؤلف هذا الكتاب رد على إدعاءات كتاب "أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية" الذي ألفه [[ناصر القفاري]]. ترجم هذا الكتاب إلى [[اللغة العربية]] سنة 1434 للهجرة.<ref>عابدی، التوحيد والشرك، ص 15 و16.</ref> | * [[التوحيد والشرك عند الشيعة والوهابية]]، بقلم [[أحمد عابدي]]، بحسب المؤلف هذا الكتاب رد على إدعاءات كتاب "أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية" الذي ألفه [[ناصر القفاري]]. ترجم هذا الكتاب إلى [[اللغة العربية]] سنة 1434 للهجرة.<ref>عابدی، التوحيد والشرك، ص 15 و16.</ref> | ||
سطر ١٦٣: | سطر ١٦٣: | ||
| توضیحات = | | توضیحات = | ||
}}</onlyinclude> | }}</onlyinclude> | ||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:أصول الدين]] | |||
[[Category:توحيد]] | |||
[[Category:مقالات مصححة بناء على صالحة للترجمة]] | |||
[[تصنيف:مقالات أساسية]] | [[تصنيف:مقالات أساسية]] |