مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شعب أبي طالب»
ط
←محاصرة بني هاشم
imported>Foad طلا ملخص تعديل |
imported>Foad |
||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
==محاصرة بني هاشم== | ==محاصرة بني هاشم== | ||
في ظل الحصار الإقتصادي والإجتماعي الذي فرضته قريش على [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]] {{صل}} و[[بني هاشم]] لجأ بنوهاشم إلى هذا الشِعب وقضوا فيه مدة الحصار التي استمرت لمدة ثلاث سنوات تحملوا فيها أنواع المشقة وأنواع العذاب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج 1،ص 163.</ref> | في ظل الحصار الإقتصادي والإجتماعي الذي فرضته قريش على [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]]{{صل}} و[[بني هاشم]] لجأ بنوهاشم إلى هذا الشِعب وقضوا فيه مدة الحصار التي استمرت لمدة ثلاث سنوات تحملوا فيها أنواع المشقة وأنواع العذاب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج 1،ص 163.</ref> | ||
وقد تمت محاصرة [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]] {{صل}} مع بني هاشم في السنة السادسة من البعثة المباركة، وهي أحد الوسائل التي اتخذتها قريش بعد أن عجزت عن اقناع النبي {{صل}} بالتنازل عن دعوته إلى الإسلام. كما انها حاولت تفريق المسلمين عنه لكنها لم تنفع في نهاية المطاف. | وقد تمت محاصرة [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]]{{صل}} مع بني هاشم في السنة السادسة من البعثة المباركة، وهي أحد الوسائل التي اتخذتها قريش بعد أن عجزت عن اقناع النبي{{صل}} بالتنازل عن دعوته إلى الإسلام. كما انها حاولت تفريق المسلمين عنه لكنها لم تنفع في نهاية المطاف. | ||
===اتفاق المشركين=== | ===اتفاق المشركين=== | ||
بعد أن رأى زعماء قريش فشل كل الوسائل المتبعة في محاربة [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]] {{صل}} اجتمعوا في [[دار الندوة]] وقرروا محاصرة [[بني هاشم]] وبضمنهم [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]] {{صل}}، وقد تواصوا على أن من يخرق قانون المحاصرة فإنه مهدور الدم. | بعد أن رأى زعماء قريش فشل كل الوسائل المتبعة في محاربة [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]]{{صل}} اجتمعوا في [[دار الندوة]] وقرروا محاصرة [[بني هاشم]] وبضمنهم [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]]{{صل}}، وقد تواصوا على أن من يخرق قانون المحاصرة فإنه مهدور الدم. | ||
وما جاء في اتفاق القرشيين فهو عبارة عن: | وما جاء في اتفاق القرشيين فهو عبارة عن: | ||
*لا نبيع لبني هاشم ومحمد وأصحابه ولا نشتري منهم. | *لا نبيع لبني هاشم ومحمد وأصحابه ولا نشتري منهم. | ||
سطر ٤٤: | سطر ٤٤: | ||
وكان المسلمون وبني هاشم يستطيعون الخروج من الشعب في [[موسم الحج]] ويتعاملون مع الحجيج القادمين من خارج [[مكة]]، ولما رأت قريش هذا الشيء أصدرت أمرا مفاده: كل من يتعامل مع [[بني هاشم]] من الحجيج تصادر أمواله.<ref>الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ص 71ــ 72.</ref> | وكان المسلمون وبني هاشم يستطيعون الخروج من الشعب في [[موسم الحج]] ويتعاملون مع الحجيج القادمين من خارج [[مكة]]، ولما رأت قريش هذا الشيء أصدرت أمرا مفاده: كل من يتعامل مع [[بني هاشم]] من الحجيج تصادر أمواله.<ref>الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ص 71ــ 72.</ref> | ||
وكان [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]] {{صل}} لا يتوانا عن دعوة الناس في موسم الحج إلى الإسلام، ولكن هذا العمل أزعج قريش ؛ ولهذا طلبوا من [[أبوطالب|أبي طالب]] أن يسلمهم [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]] {{صل}} كي يقتلوه، | وكان [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]]{{صل}} لا يتوانا عن دعوة الناس في موسم الحج إلى الإسلام، ولكن هذا العمل أزعج قريش ؛ ولهذا طلبوا من [[أبوطالب|أبي طالب]] أن يسلمهم [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]]{{صل}} كي يقتلوه، ولكن [[أبوطالب|أبا طالب]] رفض طلبهم هذا ووقف حائلا دون قتل [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]]{{صل}}.<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ص 72ــ 73.</ref> | ||
وكان [[أبو طالب|أبوطالب]] يغيّر المكان الذي ينام فيه النبي {{صل}} في كل ليلة، وكان إذا نام في مكان ما جعله ينام في الوسط، ويجعل أبنائه ينامون في الأطراف؛ حفاظاً على حياته {{صل}}. | وكان [[أبو طالب|أبوطالب]] يغيّر المكان الذي ينام فيه النبي{{صل}} في كل ليلة، وكان إذا نام في مكان ما جعله ينام في الوسط، ويجعل أبنائه ينامون في الأطراف؛ حفاظاً على حياته {{صل}}. | ||
===وضع بني هاشم المحزن=== | ===وضع بني هاشم المحزن=== | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
===نهاية الحصار=== | ===نهاية الحصار=== | ||
وفي إحدى الليالي كان [[حكيم بن حزام]] وكعادته يأتي بالغذاء إلى من كانوا في الشعب، فصادف أن رآه أبو جهل فمنعه من الدخول إلى الشِعب، وقد تجمع عليهم جمعٌ من الناس، وأخذوا يلومون أبا جهل، ثم ندم مجموعة من أهل مكة لمحاصرتهم لبني هاشم، وقالوا أيتنعم [[بنو مخزوم]] (عشيرة أبو جهل)، وأولاد هاشم وعبد المطلب يعيشون الضيم والحصار، ثم قرروا إلغاء العهد الذي اتفقوا عليه من أجل محاصرة بني هاشم. وقد اجتمع مجموعة من الذين شاركوا في كتابة العهد، وقرروا أن يمزقوا العهد الذي كتبوه وعلقوه على [[الكعبة]]، ثم انطلقوا إلى الكعبة فوجدوا العهد المعلق على جدار الكعبة قد أكلته الإرضة، ولم يبقى منه إلا كلمة (بسمك اللهم) <ref>جعفر الشهيدي، التاريخ التحليلي للإسلام، ص 53.</ref> | وفي إحدى الليالي كان [[حكيم بن حزام]] وكعادته يأتي بالغذاء إلى من كانوا في الشعب، فصادف أن رآه أبو جهل فمنعه من الدخول إلى الشِعب، وقد تجمع عليهم جمعٌ من الناس، وأخذوا يلومون أبا جهل، ثم ندم مجموعة من أهل مكة لمحاصرتهم لبني هاشم، وقالوا أيتنعم [[بنو مخزوم]] (عشيرة أبو جهل)، وأولاد هاشم وعبد المطلب يعيشون الضيم والحصار، ثم قرروا إلغاء العهد الذي اتفقوا عليه من أجل محاصرة بني هاشم. وقد اجتمع مجموعة من الذين شاركوا في كتابة العهد، وقرروا أن يمزقوا العهد الذي كتبوه وعلقوه على [[الكعبة]]، ثم انطلقوا إلى الكعبة فوجدوا العهد المعلق على جدار الكعبة قد أكلته الإرضة، ولم يبقى منه إلا كلمة (بسمك اللهم) <ref>جعفر الشهيدي، التاريخ التحليلي للإسلام، ص 53.</ref> | ||
في هذه الأثناء أخبر [[النبي الأكرم|النبي]] {{صل}} عمه أبا طالب أن الإرضة قد أكلت العهد المعلق على أستار الكعبة ولم يبق منه إلا كلمة (بسمك اللهم)، فذهب أبو طالب إلى قريش وأخبرهم بقوله، ثم قال لهم إن صدق ابن أخي فأرفعوا عنّا الحصار، وإن كذب فسوف أسلّمه لكم. فذهبوا إلى العهد فوجدوه كما أخبر النبي {{صل}}، وبهذا انتهت المحاصرة عن النبي {{صل}} وأصحابه وبني هاشم. | في هذه الأثناء أخبر [[النبي الأكرم|النبي]] {{صل}} عمه أبا طالب أن الإرضة قد أكلت العهد المعلق على أستار الكعبة ولم يبق منه إلا كلمة (بسمك اللهم)، فذهب أبو طالب إلى قريش وأخبرهم بقوله، ثم قال لهم إن صدق ابن أخي فأرفعوا عنّا الحصار، وإن كذب فسوف أسلّمه لكم. فذهبوا إلى العهد فوجدوه كما أخبر النبي {{صل}}، وبهذا انتهت المحاصرة عن النبي{{صل}} وأصحابه وبني هاشم. | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |