انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد روح الله الموسوي الخميني»

ط
imported>Odai78
imported>Odai78
سطر ٢٧٥: سطر ٢٧٥:


==عودة الإمام وانتصار الثورة==
==عودة الإمام وانتصار الثورة==
منذ أواخر شهر كانون الأول, شاع خبر تصميم الإمام الخميني على العودة إلى أرض الوطن، فما كان ممن سمع ذلك إلا البكاء شوقاً بعد انتظار دام 14 عاماً. لكن كان يرافق هذه الجماهير القلق على حياة الإمام بسبب وجود الحكومة المتعاملة مع الملك والتي كانت حكومة عسكرية. لذلك فقد أوصى أصدقاؤه بتأجيل السفر حتى يتم  تأمين الأجواء الملائمة لحمايته. ومن جهة أخرى، فإن لمجيئ الإمام في تلك الظروف واتصاله بالجماهير المليونية دلالة قوية من وجهة نظر أميركا وهي زوال النظام الملكي. لذا فقد لجأوا إلى خطوات عديدة لِثَنْيِ الإمام عن العودة؛ فقد هدّدوا بتفجيرة الطائرة التي سيأتي الإمام على متنها إلى التهديد بانقلاب عسكري. حتى أن الرئيس الفرنسي حاول التوسط لدى الإمام لتأخير سفره، لكنه كان قد حسم أمره واتّخذ قراره النهائي بأن يكون إلى جانب الجماهير في هذه الأوقات المصيرية.
منذ أواخر شهر كانون الأول من عام 1978 م، شاع خبر عزم الإمام الخميني على العودة إلى أرض الوطن.<ref>الأنصاري، حديث الانطلاق، ص 91.</ref>
كان يرافق أصدقاء الإمام القلق على حياته ساعين لتأمين كل المستلزمات لحمايته في طريق عودته ووصوله إلى إيران، فكانت هناك مخاوف أمريكية من مجيء الإمام في تلك الظروف واتصاله بالجماهير المليونية فيزوال النظام الملكي لا محالة. لذا فقد لجأوا إلى خطوات عديدة لِثَنْيِ الإمام عن العودة؛ فقد هدّدوا بتفجير الطائرة التي تقلّه إلى التهديد بانقلاب عسكري. حتى أن الرئيس الفرنسي حاول التوسط لدى الإمام لتأخير سفره، لكنه كان قد حسم أمره واتّخذ قراره النهائي بأن يكون إلى جانب الجماهير في هذه الأوقات المصيرية.<ref>الأنصاري، حديث الانطلاق، ص 91.</ref>


حاولت الحكومة الضغط عليه من خلال إقفال مدارج المطار، ولكن الملايين اشتركت في تظاهرات في طهران مطالبة بفتح المطار، كذلك جرت اعتصامات، فلم تصمد الحكومة أكثر من عدة أيام ثم رضخت لمطالب الجماهير.
حاولت الحكومة الضغط عليه من خلال إقفال مدارج المطار، ولكن الملايين اشتركت في تظاهرات في طهران مطالبة بفتح المطار، كذلك جرت اعتصامات، فلم تصمد الحكومة أكثر من عدة أيام ثم رضخت لمطالب الجماهير.<ref>الأنصاري، حديث الانطلاق، ص 92.</ref>


وفي مطلع شهر شباط 1979 م, وصل الإمام الخميني إلى أرض الوطن بعد غياب دام 14 عاماً. وقد جاءت الجموع المنقطعة النظير لاستقباله، وقد قدّرتها وسائل الإعلام الغربية بين أربعة وستة ملايين نسمة.
وفي مطلع شهر شباط 1979 م, وصل الإمام الخميني إلى أرض الوطن بعد غياب دام 14 عاماً. حضرت جموع غفيرة لاستقباله قدّرتها وسائل الإعلام الغربية بين أربعة وستة ملايين نسمة.<ref>الأنصاري، حديث الانطلاق، ص 92.</ref>
وبعد وصول الإمام توجّهت الجموع إلى مقبرة جنّة الزهراء لتصغي لحديث الإمام التاريخي. وبعد أيام قلائل عين الإمام بازركان لتشكيل الحكومة الإنتقالية.<ref>ن. م، ص 124 - 126 (بتصرّف).</ref>
وبعد وصول الإمام توجّهت الجموع إلى مقبرة جنّة الزهراء لتصغي إلى حديث الإمام التاريخي. وبعد أيام قلائل عين الإمام بازركان لتشكيل الحكومة الإنتقالية.<ref>الأنصاري، حديث الانطلاق، ص 93.</ref>


=== 11 شباط يوم الله ===
=== 11 شباط يوم الله ===
في الثامن من شباط 1979 م، جاء منتسبو القوة الجوية لمبايعة الإمام في مكان إقامته في المدرسة العلوية في طهران، وشارف الجيش الملكي على السقوط.
في الثامن من شباط 1979 م، جاء منتسبو القوة الجوية لمبايعة الإمام في مكان إقامته في المدرسة العلوية في طهران، وشارف الجيش الملكي على السقوط. وفي التاسع من شباط من نفس العام، قام منتسبو القوة الجوية في أهم قاعدة لهم في طهران بالتمرّد، فبادرت قوات الحرس الملكي للقضاء على حركة التمرد، فهبّت الجماهير لدعم هذه القوات الثورية. وفي العاشر من شباط، كانت أغلب مراكز الشرطة ومراكز الدولة قد سقطت بأيدي الجماهير.<ref>الأنصاري، حديث الانطلاق، ص 94.</ref>
وفي التاسع من شباط من نفس العام، قام منتسبو القوة الجوية في أهم قاعدة لهم في طهران بالتمرّد، فبادرت قوات الحرس الملكي للقضاء على حركة التمرد، فهبّت الجماهير لدعم هذه القوات الثورية.
 
وفي العاشر من شباط، كانت أغلب مراكز الشرطة ومراكز الدولة قد سقطت بأيدي الجماهير.
أعلن القائد العسكري لمدينة طهران عن تمديد فترة حظر التجول في بيان عسكري أصدره، وبالتزامن مع ذلك عقد "بختيار" اجتماعاً طارئاً أصدر على إثره أوامره في القيام بالإنقلاب العسكري الذي كان معدّاً له سابقاً من قبل الجنرال الأميركي "هايزر". ولأجل الحيلولة دون نجاح المؤامرة، أصدر الإمام الخميني أوامره للجماهير بالنزول إلى الشوارع وإلغاء قرار منع التجوّل بشكل عمليّ، فاندفعت الجماهير رجالاً وأطفالاً ونساءً نحو الشوارع وابتدأوا بإعداد الخنادق. وما إن غادرت طلائع القوات الإنقلابية قواعدها حتى سيطرت عليها الجماهير، ففشل الإنقلاب من ساعاته الأولى.
أعلن القائد العسكري لمدينة طهران عن تمديد فترة حظر التجول في بيان عسكري أصدره، وبالتزامن مع ذلك عقد "بختيار" اجتماعاً طارئاً أصدر على إثره أوامره في القيام بالإنقلاب العسكري الذي كان معدّاً له سابقاً من قبل الجنرال الأميركي "هايزر". ولأجل الحيلولة دون نجاح المؤامرة، أصدر الإمام الخميني أوامره للجماهير بالنزول إلى الشوارع وإلغاء قرار منع التجوّل بشكل عمليّ.فاندفعت الجماهير رجالاً وأطفالاً ونساءً نحو الشوارع وابتدأوا بإعداد الخنادق. وما إن غادرت طلائع القوات الإنقلابية قواعدها حتى سيطرت عليها الجماهير، ففشل الإنقلاب من ساعاته الأولى.
وبذلك فإن آخر معاقل النظام الملكي قد سقطت، وفي صباح الحادي عشر من شهر شباط، أشرقت شمس النصر لتعلن عن انتصار نهضة الإمام الخميني والثورة الإسلامية.<ref>الأنصاري، حديث الانطلاق، ص 92.</ref>
وبذلك فإن آخر معاقل النظام الملكي قد سقطت، وفي صباح الحادي عشر من شهر شباط، أشرقت شمس النصر لتعلن عن انتصار نهضة الإمام الخميني والثورة الإسلامية.<ref>ن.م، ص 126 - 127 (بتصرّف).</ref>


==وفاته==
==وفاته==
مستخدم مجهول