مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد باقر الصدر»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٥٨: | سطر ٥٨: | ||
وقد كان مؤلفاً في مجالات مختلفة، كالاقتصاد الإسلامي، و[[الفلسفة الإسلامية]]، و[[تفسير القرآن]]، و[[الفقه]]، و[[أصول الفقه]]، إضافة لكتابه في نظرية المعرفة وهو [[الأسس المنطقية للاستقراء (كتاب)|الأسس المنطقية للاستقراء]]. | وقد كان مؤلفاً في مجالات مختلفة، كالاقتصاد الإسلامي، و[[الفلسفة الإسلامية]]، و[[تفسير القرآن]]، و[[الفقه]]، و[[أصول الفقه]]، إضافة لكتابه في نظرية المعرفة وهو [[الأسس المنطقية للاستقراء (كتاب)|الأسس المنطقية للاستقراء]]. | ||
لم يكن | لم يكن الصدر غائباً عن الحياة السياسية، فقد أسس [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وأصدر [[الفتوى|فتواه]] الشهيرة بحرمة الانتماء لـ[[حزب البعث العربي الاشتراكي]]، كما أنّه أول من دعى إلى إسقاط نظام البعث. | ||
==ولادته وأسرته== | ==ولادته وأسرته== | ||
سطر ٦٤: | سطر ٦٤: | ||
أخوه الأكبر وأستاذه السيد إسماعيل الصدر، وكان من العلماء المجتهدين في [[العراق]]. توفي [[سنة 1388 هـ]]. | أخوه الأكبر وأستاذه السيد إسماعيل الصدر، وكان من العلماء المجتهدين في [[العراق]]. توفي [[سنة 1388 هـ]]. | ||
وأخته [[بنت الهدى|الشهيدة آمنة الصدر]] ([[بنت الهدى]])، وهي شاعرة وكاتبة ومدرسة [[الفقه|للفقه]] والأخلاق، وقد أعدمت مع | وأخته [[بنت الهدى|الشهيدة آمنة الصدر]] ([[بنت الهدى]])، وهي شاعرة وكاتبة ومدرسة [[الفقه|للفقه]] والأخلاق، وقد أعدمت مع الشهيد الصدر. | ||
فقد | فقد الشهيد الصدر والده وهو لايزال في سن الرابعة عشرة، وقد ترعرع في ظلّ حماية أخيه السيد إسماعيل الصدر وأمه.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 1، ص 105.</ref> | ||
[[ملف:شهید صدر در پنج سالگی به همراه برادرش سید اسماعیل صدر.jpg|150px|تصغير|الشهيد الصدر في سن الخامسة مع أخيه السيد إسماعيل]] | [[ملف:شهید صدر در پنج سالگی به همراه برادرش سید اسماعیل صدر.jpg|150px|تصغير|الشهيد الصدر في سن الخامسة مع أخيه السيد إسماعيل]] | ||
==دراسته== | ==دراسته== | ||
بدأ | بدأ الشهيد الصدر دراسته في السنة الخامسة من عمره،<ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث الأصول، ص 42.</ref> وبعدها في السابعة من عمره (1943 م) التحق بمدرسة منتدى النشر الابتدائية، وأكمل جميع مراحلها الستة خلال ثلاث سنوات فقط ليتفرغ للدراسات الدينية في [[الحوزة العلمية]]؛ <ref>أبو زيد العاملي، محمد باقر الصدر، 122.</ref> وقد أكمل دراسة السطوح بفترة قياسية.<ref>النعماني، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص 46.</ref> | ||
وفي [[سنة 1365 هـ]] انتقل | وفي [[سنة 1365 هـ]] انتقل الشهيد الصدر من [[الكاظمية]] إلى [[النجف الأشرف]] برفقة أخيه السيد إسماعيل، وحضر دروس كبار العلماء في [[النجف الأشرف]] آنذاك في [[الفقه]] والأصول، وغيرها من الدروس الحوزوية.<ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث الأصول، ص 42.</ref> كما درس الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية إلى جانبها.<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، ص 47.</ref> | ||
وللشهيد الصدر مطالعات كثيرة في مجالات مختلفة كالفلسفة والاقتصاد، والمنطق، والأخلاق، والتفسير والتاريخ. وهو المؤسس لمنطق الإستقراء.<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 63.</ref> | |||
كان | كان الشهيد الصدر وعلى طوال سبعة عشر أو ثمان عشرة سنة - وهي سنوات تحصيله الأولى - يطالع ست عشرة ساعة في اليوم الواحد.<ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث علم الأصول، ص 44.</ref> ويقال: إنه بلغ [[الاجتهاد]] قبل البلوغ؛ ولهذا لم [[التقليد|يقلد]] أحداً من المراجع. <ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث الأصول، ص 52.</ref> | ||
===أساتذته=== | ===أساتذته=== | ||
سطر ١٤٦: | سطر ١٤٦: | ||
==مرجعيته== | ==مرجعيته== | ||
برز | برز الصدر كأستاذٍ مجتهدٍ في [[الفقه]] و[[أصول الفقه]] و[[الفلسفة]] و[[المنطق]]، إلاّ أنّه لم يتصدَ [[المرجعية الدينية|للمرجعية]] إلا بعد وفاة [[السيد محسن الحكيم]]، وكان قد أسس قبل ذلك [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وكان هو مرجع التقليد بالنسبة لأفراد الحزب، وكذلك قلّده أناس من خارج الحزب في [[العراق]] وخارج العراق.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 3، ص 113.</ref> | ||
==نشاطه السياسي والاجتماعي== | ==نشاطه السياسي والاجتماعي== | ||
===تأسيس حزب الدعوة الإسلامية=== | ===تأسيس حزب الدعوة الإسلامية=== | ||
{{مفصلة|حزب الدعوة}} | {{مفصلة|حزب الدعوة}} | ||
أدرك مجموعة من العلماء - منهم [[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]]، و [[السيد طالب الرفاعي]]، و [[الشيخ محمد مهدي السماوي]] _ وجوب أن يوجد حزبٌ سياسيٌّ يحمل الفكر الإسلامي، ويدخل المعترك السياسي؛ كي يحقق الأهداف المشروعة للمتدينين [[الإسلام|بالإسلام]]. وبعد أن طرحوا هذه الفكرة على [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]، قام | أدرك مجموعة من العلماء - منهم [[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]]، و [[السيد طالب الرفاعي]]، و [[الشيخ محمد مهدي السماوي]] _ وجوب أن يوجد حزبٌ سياسيٌّ يحمل الفكر الإسلامي، ويدخل المعترك السياسي؛ كي يحقق الأهداف المشروعة للمتدينين [[الإسلام|بالإسلام]]. وبعد أن طرحوا هذه الفكرة على [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]، قام الصدر بتأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية|حزب الدعوة]] وكان هذا في خمسينيات القرن العشرين.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 1، ص 241.</ref> | ||
أسس | أسس الصدر [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وحاول أن يرسخ المعتقدات الدينية في منهج الحزب وأفراده، وحاول أن ينظم الحزب ويوسع من نشاطاته. وبعد خمس سنوات من تأسيس الحزب خرج الشهيد الصدر منه؛ وذلك لأنّه كان يرى المصلحة في ذلك. وأوصى من تبقى في الحزب أن يسيروا على نهجه.<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، ص 100.</ref> | ||
===جماعة العلماء=== | ===جماعة العلماء=== | ||
بعد وصول [[عبد الكريم قاسم]] إلى حكم [[العراق]] بعد انقلاب عام 1958م توسعت نفوذ الشيوعيين في [[العراق]]. وكان من المعلوم أنهم أصحاب فكر إلحادي؛ فلذلك كان على العلماء أن يتصدوا لهذا المد من خلال برامج اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية تنافس هذا المد وهذا الفكر، وعلى هذا قام مجموعة من العلماء في [[النجف الأشرف]] بتأسيس [[جماعة العلماء]]، ، ومن المؤسسيين لهذه الجمعية: [[الشيخ مرتضى آل ياسين]] ، و[[الشيخ محمد رضا آل ياسين]] ، و[[ محمد رضا المظفر|الشيخ محمد رضا المظفر]] ، و[[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]] (ابن [[السيد محسن الحكيم]]).<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، صص 148 - 149.</ref> | بعد وصول [[عبد الكريم قاسم]] إلى حكم [[العراق]] بعد انقلاب عام 1958م توسعت نفوذ الشيوعيين في [[العراق]]. وكان من المعلوم أنهم أصحاب فكر إلحادي؛ فلذلك كان على العلماء أن يتصدوا لهذا المد من خلال برامج اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية تنافس هذا المد وهذا الفكر، وعلى هذا قام مجموعة من العلماء في [[النجف الأشرف]] بتأسيس [[جماعة العلماء]]، ، ومن المؤسسيين لهذه الجمعية: [[الشيخ مرتضى آل ياسين]] ، و[[الشيخ محمد رضا آل ياسين]] ، و[[ محمد رضا المظفر|الشيخ محمد رضا المظفر]] ، و[[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]] (ابن [[السيد محسن الحكيم]]).<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، صص 148 - 149.</ref> | ||
لم يكن | لم يكن الشهيد الصدر عضواً رسمياً في [[جماعة العلماء]] في بداية تأسيسها ؛ وذلك لصغر سنه، ولكنه كان يعمل معهم، وهو الذي كتب البيان الأول للجماعة. وكانت [[مجلة الأضواء]] التي أسست في سنة 1961م صوت الجماعة المعبر عن آرائها وأفكارها. وقد كتب الشهيد الصدر افتتاحية المجلة في الأعداد الخمسة الأولى من صدورها تحت عنوان (رسالتنا). وكذلك كانت أخته [[ بنت الهدى|السيدة بنت الهدى]] تنشر مقالاتها في هذه المجلة.<ref>السيد محمد مهدي الحكيم، التحرك الإسلامي في العراق، ص 21.</ref> | ||
وفي الوقت نفسه وبتوجيه من [[السيد محسن الحكيم]] ألفّ | وفي الوقت نفسه وبتوجيه من [[السيد محسن الحكيم]] ألفّ الشهيد الصدر كتاب [[فلسفتنا (كتاب)|فلسفتنا]].<ref>السيد محمد مهدي الحكيم، التحرك الإسلامي في العراق، ص 60.</ref> وقد نظم هذا الكتاب في قسمين: | ||
*القسم الأول:بيان نظرية المعرفة من وجهة نظر الفلسفة المعاصرة مقارنة مع الفلسفة الإسلامية. | *القسم الأول:بيان نظرية المعرفة من وجهة نظر الفلسفة المعاصرة مقارنة مع الفلسفة الإسلامية. | ||
*القسم الثاني:بيان الرؤية الكونية للعقيدة الإسلامية، ونقد عقائد المادية. | *القسم الثاني:بيان الرؤية الكونية للعقيدة الإسلامية، ونقد عقائد المادية. | ||
سطر ١٦٩: | سطر ١٦٩: | ||
===الدفاع عن الثورة الإسلامية في إيران=== | ===الدفاع عن الثورة الإسلامية في إيران=== | ||
كان | كان الشهيد الصدر يعتقد: أن انتصار [[الثورة الإسلامية في إيران]] يمثل أملا لنجاة الأمة؛ ولهذا كان مدافعاً عن الثورة الإسلامية وعن [[الإمام الخميني]] حتى قبل انتصار الثورة الإسلامية. | ||
وفي عام 1967م وعندما انتقل [[الإمام الخميني]] من [[تركيا]] إلى [[العراق]]، قام | وفي عام 1967م وعندما انتقل [[الإمام الخميني]] من [[تركيا]] إلى [[العراق]]، قام الشهيد الصدر مع مجموعة من طلابه باستقبال [[الإمام الخميني]]، كما كان الشهيد الصدر إلى جانب [[الإمام الخميني]] وتربطه به علاقة قوية طوال السنوات التي قضاها [[الإمام الخميني]] في [[النجف الأشرف]]، وكان يقول: ذوبوا في [[الإمام الخميني|الخميني]] كما هو ذاب في الإسلام. | ||
ومما يسجل في تأييد | ومما يسجل في تأييد الشهيد الصدر [[الثورة الإسلامية في إيران|للثورة الإسلامية]] في [[إيران]] هو تأليف كتابه ([[الإسلام يقود الحياة (كتاب)|الإسلام يقود الحياة]]) في ستة مجلدات حاول من خلاله كتابة دستور [[الجمهورية الإسلامية|للجمهورية الإسلامية]]، وبيّن فيه أيضا مصادر قدرة الدولة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي.<ref>النعماني، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص 259.</ref> | ||
===تحريم الانتماء إلى حزب البعث=== | ===تحريم الانتماء إلى حزب البعث=== | ||
في الوقت الذي بسط [[حزب البعث]] سيطرته على الدولة ومؤسساتها، وعلى المدارس والجامعات وفي الخصوص فيما يخص المناهج الدراسية، تصدى | في الوقت الذي بسط [[حزب البعث]] سيطرته على الدولة ومؤسساتها، وعلى المدارس والجامعات وفي الخصوص فيما يخص المناهج الدراسية، تصدى الشهيد الصدر لهذه الأعمال، وذلك من خلال إصدار فتوى بحرمة الانتماء [[حزب البعث|لحزب البعث]]، وكان يقول: أنا أريد أن يعلم الجميع أن الإنتماء لحزب البعث حرام، ولتعلم السلطة بموقف المرجعية الرافض لحزبها وعقائدها.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 4، ص 66.</ref> | ||
==شهادته== | ==شهادته== | ||
[[ملف:بنت الهدی صدر.png|150px|تصغير|[[بنت الهدى]]]] | [[ملف:بنت الهدی صدر.png|150px|تصغير|[[بنت الهدى]]]] | ||
من أجل عزل | من أجل عزل الشهيد الصدر عن الناس ، وقطع اتصال الناس به، جعل الصدر تحت الإقامة الجبرية من قبل [[حزب البعث|النظام البعثي]]. واستمر هذاالحصار على السيد الصدر نحو تسعة أشهر. خلال هذه الفترة حاول جلاوزة [[حزب البعث|البعث]] أن يثنوا الشهيد الصدر عن أفكاره وأطروحاته في خصوص [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة الإسلامية]] التي انتصرت على يد [[الإمام الخميني]]، ولكن الصدر ظل مدافعا عن الثورة الإسلامية وعن [[الإمام الخميني]].<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 4، ص 281.</ref> | ||
في يوم 19 [[جمادى الأولى]] [[سنة 1400 هـ|1400 هـ]] تم اعتقال | في يوم 19 [[جمادى الأولى]] [[سنة 1400 هـ|1400 هـ]] تم اعتقال الشهيد الصدر من قبل أجهزة المخابرات، ثم نقلوه من [[النجف الأشرف|النجف]] إلى [[بغداد]]. وفي اليوم التالي تم اعتقال العلوية [[بنت الهدى]] أخت [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]. طلب [[برزان إبراهيم الحسن]] -الأخ غير الشقيق [[صدام حسين|لصدام]] ، ومسؤول الأمن العام- من الشهيد الصدر أن يكتب ولو بعض الكلمات ضد [[الإمام الخميني]] أو ضد الثورة الإسلامية حتى يتم إطلاق سراحه، وإذا لم يفعل هذا فسوف يقتل. وقد رفض [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] هذا الكلام وقال: إنني متأهب للشهادة، ولايمكن أن أفعل أي فعل لاإنساني ومخالف للدين. ولمّا يئس رجال الأمن من استجابة الشهيد الصدر لمطالبهم، قاموا بتعذيبه إلى أن مات السيد الصدر وأخته [[بنت الهدى]] من أثر التعذيب في يوم 9-4-1980 م.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 4، ص 282.</ref> | ||
===محل دفنه=== | ===محل دفنه=== | ||
سطر ١٨٦: | سطر ١٨٦: | ||
يقول الدّفان عباس بلاش لمراسل جريدة القبس [[الكويت|الكويتية]]: في الشهر الرابع من عام 1981 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً كل من مفوضي الأمن جبار سعد حميد، وفاضل صاحي فرز علي، وطلبا من أخي الأكبر التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم [بعد أن نظر إليه]: نعم، أعرفه إنه محمد باقر الصدر. | يقول الدّفان عباس بلاش لمراسل جريدة القبس [[الكويت|الكويتية]]: في الشهر الرابع من عام 1981 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً كل من مفوضي الأمن جبار سعد حميد، وفاضل صاحي فرز علي، وطلبا من أخي الأكبر التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم [بعد أن نظر إليه]: نعم، أعرفه إنه محمد باقر الصدر. | ||
فقال المفوضان: طيب، بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فإنك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر؛ ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بداً من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم [[صدام حسين|صدام]] مخافة أن يشي أحد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية. كما عمدت مديرية أمن [[النجف]] طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجدداً على هذا التعهد.وفي عام 1986م استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان [[الحرب العراقية - الإيرانية]] فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر | فقال المفوضان: طيب، بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فإنك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر؛ ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بداً من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم [[صدام حسين|صدام]] مخافة أن يشي أحد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية. كما عمدت مديرية أمن [[النجف]] طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجدداً على هذا التعهد.وفي عام 1986م استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان [[الحرب العراقية - الإيرانية]] فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر الصدر، فتوجه إلى شخصين يثق بهما، وأخبرهما بالأمر مشترطاً عليهما أداء القسم عند مرقد [[الإمام علي]]{{ع}} بعدم إفشاء هذا السر؛ لكي يدلهما على القبر. وعقب أدائهما اليمين أمامه توّجه بهما في منتصف الليل، ودلهما عليه مؤكداً أنّه قد نزع الخاتم الذي كان بخنصر السيد الصدر، ودسه في [[الكفن]] ليظل علامة دالة على قبره ورفاته. | ||
وفي عام 1991 إبان [[الإنتفاضة الشـعبانية]] ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في [[النجف]] واعتقاله من أجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر | وفي عام 1991 إبان [[الإنتفاضة الشـعبانية]] ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في [[النجف]] واعتقاله من أجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر السيد الصدر ، فنفى ذلك جملة وتفصيلاً، فأفرج عنه بعد أن تحمل أنواع التعذيب. لقد اضطر أخي لأن يخفي هذه المرة الحقيقة، كما قال [[عباس بلاش]]، وأضاف: لقد اتفقت مع أخي أن الظروف لم تكن تسمح بعد [[الانتفاضة الشعبانية]] بأن نستمر في حمل السر وحدنا. واتفقنا على إبلاغ نفر قليل من أقرب أنصاره، وعمدنا تحت جنح الظلام إلى نقل الجثمان إلى مكان آخر على بعد ثلاثة أمتار من الأول. وقد صدق حدسنا حيث قام رجال الأمن بعد عودة سيطرة نظام [[صدام حسين|صدام]] على المدينة بهدم القبر الأول اعتقاداً منهم أن الجثة مازالت فيه! | ||
وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من [[صدام حسين|صدام]] ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات. | وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من [[صدام حسين|صدام]] ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات. |