انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد باقر الصدر»

ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ٢١٠: سطر ٢١٠:
يقول الدّفان عباس بلاش لمراسل جريدة القبس [[الكويت|الكويتية]]: في الشهر الرابع من عام 1981 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً كل من مفوضي الأمن جبار سعد حميد، وفاضل صاحي فرز علي، وطلبا من أخي الأكبر التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم [بعد أن نظر إليه]: نعم، أعرفه إنه محمد باقر الصدر.
يقول الدّفان عباس بلاش لمراسل جريدة القبس [[الكويت|الكويتية]]: في الشهر الرابع من عام 1981 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً كل من مفوضي الأمن جبار سعد حميد، وفاضل صاحي فرز علي، وطلبا من أخي الأكبر التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم [بعد أن نظر إليه]: نعم، أعرفه إنه محمد باقر الصدر.


فقال المفوضان: طيب، بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فإنك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر؛ ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بداً من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم [[صدام حسين|صدام]] مخافة أن يشي أحد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية. كما عمدت مديرية أمن [[النجف]] طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجدداً على هذا التعهد.وفي عام 1986م استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان [[الحرب العراقية - الإيرانية]] فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر [[محمد باقر الصدر|الصدر]]، فتوجه إلى شخصين يثق بهما، وأخبرهما بالأمر مشترطاً عليهما أداء القسم عند مرقد [[الإمام علي]]{{ع}} بعدم إفشاء هذا السر؛ لكي يدلهما على القبر. وعقب أدائهما اليمين أمامه توّجه بهما في منتصف الليل، ودلهما عليه مؤكداً أنّه قد نزع الخاتم الذي كان بخنصر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]]، ودسه في الكفن ليظل علامة دالة على قبره ورفاته.{{بحاجة لمصدر}}
فقال المفوضان: طيب، بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فإنك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر؛ ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بداً من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم [[صدام حسين|صدام]] مخافة أن يشي أحد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية. كما عمدت مديرية أمن [[النجف]] طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجدداً على هذا التعهد.وفي عام 1986م استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان [[الحرب العراقية - الإيرانية]] فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر [[محمد باقر الصدر|الصدر]]، فتوجه إلى شخصين يثق بهما، وأخبرهما بالأمر مشترطاً عليهما أداء القسم عند مرقد [[الإمام علي]]{{ع}} بعدم إفشاء هذا السر؛ لكي يدلهما على القبر. وعقب أدائهما اليمين أمامه توّجه بهما في منتصف الليل، ودلهما عليه مؤكداً أنّه قد نزع الخاتم الذي كان بخنصر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]]، ودسه في الكفن ليظل علامة دالة على قبره ورفاته.


وفي عام 1991 إبان [[الإنتفاضة الشـعبانية]] ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في [[النجف]] واعتقاله من أجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] ، فنفى ذلك جملة وتفصيلاً، فأفرج عنه بعد أن تحمل أنواع التعذيب. لقد اضطر أخي لأن يخفي هذه المرة الحقيقة، كما قال [[عباس بلاش]]، وأضاف: لقد اتفقت مع أخي أن الظروف لم تكن تسمح بعد [[الانتفاضة  الشعبانية]] بأن نستمر في حمل السر وحدنا. واتفقنا على إبلاغ نفر قليل من أقرب أنصاره، وعمدنا تحت جنح الظلام إلى نقل الجثمان إلى مكان آخر على بعد ثلاثة أمتار من الأول. وقد صدق حدسنا حيث قام رجال الأمن بعد عودة سيطرة نظام [[صدام حسين|صدام]] على المدينة بهدم القبر الأول اعتقاداً منهم أن الجثة مازالت فيه!{{بحاجة لمصدر}}
وفي عام 1991 إبان [[الإنتفاضة الشـعبانية]] ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في [[النجف]] واعتقاله من أجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] ، فنفى ذلك جملة وتفصيلاً، فأفرج عنه بعد أن تحمل أنواع التعذيب. لقد اضطر أخي لأن يخفي هذه المرة الحقيقة، كما قال [[عباس بلاش]]، وأضاف: لقد اتفقت مع أخي أن الظروف لم تكن تسمح بعد [[الانتفاضة  الشعبانية]] بأن نستمر في حمل السر وحدنا. واتفقنا على إبلاغ نفر قليل من أقرب أنصاره، وعمدنا تحت جنح الظلام إلى نقل الجثمان إلى مكان آخر على بعد ثلاثة أمتار من الأول. وقد صدق حدسنا حيث قام رجال الأمن بعد عودة سيطرة نظام [[صدام حسين|صدام]] على المدينة بهدم القبر الأول اعتقاداً منهم أن الجثة مازالت فيه!


وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من [[صدام حسين|صدام]] ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات.
وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من [[صدام حسين|صدام]] ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات.
وبادر نفر من أصدقائه الذين حملوا السر معنا إلى إعادة تكفين الجثمان، ومن ثم دفنه في هذه البقعة الجديدة لتكون مزاراً.{{بحاجة لمصدر}}
وبادر نفر من أصدقائه الذين حملوا السر معنا إلى إعادة تكفين الجثمان، ومن ثم دفنه في هذه البقعة الجديدة لتكون مزاراً.


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول