مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد باقر الصدر»
ط
إصلاح الترقيم
imported>Maytham ط (حذف تصنيف:مدفونون في النجف الأشرف، إضافة تصنيف:مدفونون في النجف باستخدام المصناف الفوري) |
imported>Nabavi ط (إصلاح الترقيم) |
||
سطر ٧٨: | سطر ٧٨: | ||
|عرض صندوق = | |عرض صندوق = | ||
}} | }} | ||
'''السيد محمد باقر الصدر''' [[فقيه]] و[[مفسر]]، ومفكر [[الشيعة|شيعي]]، وقائد [[العراق|عراقي]]. درس العلوم الدينية عند كبار علماء [[الحوزة العلمية في النجف]] من أمثال [[السيد الخوئي]]، و[[محمد رضا آل ياسين|الشيخ محمد رضا آل ياسين]]. واستطاع أن يصل إلى مرتبة [[الاجتهاد]] | '''السيد محمد باقر الصدر''' [[فقيه]] و[[مفسر]]، ومفكر [[الشيعة|شيعي]]، وقائد [[العراق|عراقي]]. درس العلوم الدينية عند كبار علماء [[الحوزة العلمية في النجف]] من أمثال [[السيد الخوئي]]، و[[محمد رضا آل ياسين|الشيخ محمد رضا آل ياسين]]. واستطاع أن يصل إلى مرتبة [[الاجتهاد]] في سنين مبكرة، وبدأ بتدريس العلوم الدينية في حوزة النجف. | ||
كان مؤلفاً في مجالات | وقد كان مؤلفاً في مجالات مختلفة، فضلاً عن تدريسه للعلوم الإسلامية؛ كالاقتصاد الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، وتفسير القرآن، و[[الفقه]]، و[[أصول الفقه]]، إضافة لكتابه في نظرية المعرفة وهو [[الأسس المنطقية للاستقراء (كتاب)|الأسس المنطقية للاستقراء]]. | ||
لم يكن [[محمد باقر الصدر|الصدر]] غائباً عن الحياة السياسية، فقد أسس [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وأصدر فتواه الشهيرة بحرمة الإنتماء لـ[[حزب البعث العربي الاشتراكي]]، كما أنّه أول من دعى إلى إسقاط نظام [[البعث]]. | |||
==ولادته وأسرته== | ==ولادته وأسرته== | ||
ولد [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] في [[ الكاظمية|مدينة الكاظمية]] في الخامس والعشرين من [[ذي القعدة]] [[سنة 1353 هـ]].<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 35.</ref>أبوه [[السيد حيدر الصدر]]، وأمه بنت الشيخ [[عبد الحسين آل ياسين]].<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 32.</ref> جده [[آية الله السيد إسماعيل الصدر]] من مراجع تقليد [[الشيعة]] في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وقد توفي [[سنة 1338 هـ]]. ويتصل نسب [[آل الصدر|عائلة الصدر]] بـ[[الإمام الكاظم]].وقد عاش أفراد هذه العائلة ما بين [[العراق]] و[[إيران]] و[[لبنان]] | ولد [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] في [[ الكاظمية|مدينة الكاظمية]] في الخامس والعشرين من [[ذي القعدة]] [[سنة 1353 هـ]].<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 35.</ref> أبوه [[السيد حيدر الصدر]]، وأمه بنت الشيخ [[عبد الحسين آل ياسين]].<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 32.</ref> جده [[آية الله السيد إسماعيل الصدر]] من مراجع تقليد [[الشيعة]] في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وقد توفي [[سنة 1338 هـ]]. ويتصل نسب [[آل الصدر|عائلة الصدر]] بـ[[الإمام الكاظم]]. وقد عاش أفراد هذه العائلة ما بين [[العراق]] و[[إيران]] و[[لبنان]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
أخوه الأكبر وأستاذه السيد إسماعيل الصدر، وكان من العلماء المجتهدين في [[العراق]]. توفي [[سنة 1388 هـ]]. | أخوه الأكبر وأستاذه السيد إسماعيل الصدر، وكان من العلماء المجتهدين في [[العراق]]. توفي [[سنة 1388 هـ]]. | ||
وأخته [[بنت الهدى|الشهيدة آمنة الصدر]] ([[بنت الهدى]])، وهي شاعرة وكاتبة ومدرسة [[الفقه|للفقه]] والأخلاق، وقد أعدمت مع [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]. | وأخته [[بنت الهدى|الشهيدة آمنة الصدر]] ([[بنت الهدى]])، وهي شاعرة وكاتبة ومدرسة [[الفقه|للفقه]] والأخلاق، وقد أعدمت مع [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]. | ||
فقد [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] والده وهو لايزال في سن الرابعة عشرة، وقد ترعرع في ظلّ حماية أخيه السيد إسماعيل الصدر وأمه | فقد [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] والده وهو لايزال في سن الرابعة عشرة، وقد ترعرع في ظلّ حماية أخيه السيد إسماعيل الصدر وأمه.{{بحاجة لمصدر}} | ||
[[ملف:شهید صدر در پنج سالگی به همراه برادرش سید اسماعیل صدر.jpg|150px|تصغير|الشهيد الصدر في سن الخامسة مع أخيه السيد إسماعيل]] | [[ملف:شهید صدر در پنج سالگی به همراه برادرش سید اسماعیل صدر.jpg|150px|تصغير|الشهيد الصدر في سن الخامسة مع أخيه السيد إسماعيل]] | ||
سطر ١٧٠: | سطر ١٧٠: | ||
==مرجعيته== | ==مرجعيته== | ||
برز [[محمد باقر الصدر|الصدر]] كأستاذٍ مجتهدٍ في [[الفقه]] و[[أصول الفقه]] و[[الفلسفة]] و[[المنطق]]، إلاّ أنّه لم يتصدى [[المرجعية الدينية|للمرجعية]] إلا بعد وفاة [[السيد محسن الحكيم]]، وكان قد أسس قبل ذلك [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وكان هو مرجع التقليد بالنسبة لأفراد الحزب، وكذلك قلّده أناس من خارج الحزب في [[العراق]] وخارج العراق | برز [[محمد باقر الصدر|الصدر]] كأستاذٍ مجتهدٍ في [[الفقه]] و[[أصول الفقه]] و[[الفلسفة]] و[[المنطق]]، إلاّ أنّه لم يتصدى [[المرجعية الدينية|للمرجعية]] إلا بعد وفاة [[السيد محسن الحكيم]]، وكان قد أسس قبل ذلك [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وكان هو مرجع التقليد بالنسبة لأفراد الحزب، وكذلك قلّده أناس من خارج الحزب في [[العراق]] وخارج العراق.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==نشاطه السياسي والاجتماعي== | ==نشاطه السياسي والاجتماعي== | ||
===تأسيس حزب الدعوة الإسلامية=== | ===تأسيس حزب الدعوة الإسلامية=== | ||
{{مفصلة|حزب الدعوة}} | {{مفصلة|حزب الدعوة}} | ||
أدرك مجموعة من العلماء - منهم [[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]]، و [[السيد طالب الرفاعي]]، و [[الشيخ محمد مهدي السماوي]] _ وجوب أن يوجد حزبٌ سياسيٌّ يحمل الفكر الإسلامي، ويدخل المعترك السياسي؛ كي يحقق الأهداف المشروعة للمتدينين [[الإسلام|بالإسلام]]. وبعد أن طرحوا هذه الفكرة على [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]، قام [[محمد باقر الصدر|الصدر]] بتأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية|حزب الدعوة]] وكان هذا في خمسينيات القرن العشرين | أدرك مجموعة من العلماء - منهم [[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]]، و [[السيد طالب الرفاعي]]، و [[الشيخ محمد مهدي السماوي]] _ وجوب أن يوجد حزبٌ سياسيٌّ يحمل الفكر الإسلامي، ويدخل المعترك السياسي؛ كي يحقق الأهداف المشروعة للمتدينين [[الإسلام|بالإسلام]]. وبعد أن طرحوا هذه الفكرة على [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]، قام [[محمد باقر الصدر|الصدر]] بتأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية|حزب الدعوة]] وكان هذا في خمسينيات القرن العشرين.{{بحاجة لمصدر}} | ||
أسس [[محمد باقر الصدر|الصدر]] [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وحاول أن يرسخ المعتقدات الدينية في منهج الحزب وأفراده، وحاول أن ينظم الحزب ويوسع من نشاطاته. وبعد خمس سنوات من تأسيس الحزب خرج [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] منه؛ وذلك لأنّه كان يرى المصلحة في ذلك. وأوصى من تبقى في الحزب أن يسيروا على نهجه | أسس [[محمد باقر الصدر|الصدر]] [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وحاول أن يرسخ المعتقدات الدينية في منهج الحزب وأفراده، وحاول أن ينظم الحزب ويوسع من نشاطاته. وبعد خمس سنوات من تأسيس الحزب خرج [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] منه؛ وذلك لأنّه كان يرى المصلحة في ذلك. وأوصى من تبقى في الحزب أن يسيروا على نهجه.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===جماعة العلماء=== | ===جماعة العلماء=== | ||
بعد وصول [[عبد الكريم قاسم]] إلى حكم [[العراق]] بعد انقلاب عام 1958م توسعت نفوذ الشيوعيين في [[العراق]]. وكان من المعلوم أنهم أصحاب فكر إلحادي؛ فلذلك كان على العلماء أن يتصدوا لهذا المد من خلال برامج اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية تنافس هذا المد وهذا الفكر، وعلى هذا قام مجموعة من العلماء في [[النجف الأشرف]] بتأسيس [[جماعة العلماء]]، ، والمؤسسين لهذه الجمعية هم: [[الشيخ مرتضى آل ياسين]] ، و[[الشيخ محمد رضا آل ياسين]] ، و[[ محمد رضا المظفر|الشيخ محمد رضا المظفر]] ، و[[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]] (ابن [[السيد محسن الحكيم]]) | بعد وصول [[عبد الكريم قاسم]] إلى حكم [[العراق]] بعد انقلاب عام 1958م توسعت نفوذ الشيوعيين في [[العراق]]. وكان من المعلوم أنهم أصحاب فكر إلحادي؛ فلذلك كان على العلماء أن يتصدوا لهذا المد من خلال برامج اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية تنافس هذا المد وهذا الفكر، وعلى هذا قام مجموعة من العلماء في [[النجف الأشرف]] بتأسيس [[جماعة العلماء]]، ، والمؤسسين لهذه الجمعية هم: [[الشيخ مرتضى آل ياسين]] ، و[[الشيخ محمد رضا آل ياسين]] ، و[[ محمد رضا المظفر|الشيخ محمد رضا المظفر]] ، و[[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]] (ابن [[السيد محسن الحكيم]]).{{بحاجة لمصدر}} | ||
لم يكن [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] عضواً رسمياً في [[جماعة العلماء]] في بداية تأسيسها ؛ وذلك لصغر سنه، ولكنه كان يعمل معهم، وهو الذي كتب البيان الأول للجماعة. وكانت [[مجلة الأضواء]] التي أسست في سنة 1961م صوت الجماعة المعبر عن آرائها وأفكارها. وقد كتب [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] افتتاحية المجلة في الأعداد الخمسة الأولى من صدورها تحت عنوان (رسالتنا). وكذلك كانت أخته [[ بنت الهدى|السيدة بنت الهدى]] تنشر مقالاتها في هذه المجلة.<ref>السيد محمد مهدي الحكيم، التحرك الإسلامي في العراق، ص 21.</ref> | لم يكن [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] عضواً رسمياً في [[جماعة العلماء]] في بداية تأسيسها ؛ وذلك لصغر سنه، ولكنه كان يعمل معهم، وهو الذي كتب البيان الأول للجماعة. وكانت [[مجلة الأضواء]] التي أسست في سنة 1961م صوت الجماعة المعبر عن آرائها وأفكارها. وقد كتب [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] افتتاحية المجلة في الأعداد الخمسة الأولى من صدورها تحت عنوان (رسالتنا). وكذلك كانت أخته [[ بنت الهدى|السيدة بنت الهدى]] تنشر مقالاتها في هذه المجلة.<ref>السيد محمد مهدي الحكيم، التحرك الإسلامي في العراق، ص 21.</ref> | ||
سطر ١٨٨: | سطر ١٨٨: | ||
*القسم الثاني:بيان الرؤية الكونية للعقيدة الإسلامية، ونقد عقائد المادية. | *القسم الثاني:بيان الرؤية الكونية للعقيدة الإسلامية، ونقد عقائد المادية. | ||
كما قام بتأليف كتابٍ آخر يبين فيه النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي في الإسلام، وجاء الكتاب تحت اسم [[اقتصادنا (كتاب)|اقتصادنا]] | كما قام بتأليف كتابٍ آخر يبين فيه النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي في الإسلام، وجاء الكتاب تحت اسم [[اقتصادنا (كتاب)|اقتصادنا]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
[[ملف:شهید صدر در کنار امام خمینی.jpg|250px|تصغير|الشهيد الصدر والإمام الخميني]] | [[ملف:شهید صدر در کنار امام خمینی.jpg|250px|تصغير|الشهيد الصدر والإمام الخميني]] | ||
سطر ١٩٥: | سطر ١٩٥: | ||
كان [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] يعتقد: أن انتصار [[الثورة الإسلامية في إيران]] يمثل أملا لنجاة الأمة؛ ولهذا كان مدافعاً عن الثورة الإسلامية وعن [[الإمام الخميني]] حتى قبل انتصار الثورة الإسلامية. | كان [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] يعتقد: أن انتصار [[الثورة الإسلامية في إيران]] يمثل أملا لنجاة الأمة؛ ولهذا كان مدافعاً عن الثورة الإسلامية وعن [[الإمام الخميني]] حتى قبل انتصار الثورة الإسلامية. | ||
وفي عام 1967م وعندما انتقل [[الإمام الخميني]] من [[تركيا]] إلى [[العراق]]، قام [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] مع مجموعة من طلابه باستقبال [[الإمام الخميني]]، كما كان [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] إلى جانب [[الإمام الخميني]] وتربطه به علاقة قوية طوال السنوات التي قضاها [[الإمام الخميني]] في [[النجف الأشرف]]، وكان يقول: ذوبوا في [[الإمام الخميني|الخميني]] كما هو ذاب في الإسلام. | وفي عام 1967م وعندما انتقل [[الإمام الخميني]] من [[تركيا]] إلى [[العراق]]، قام [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] مع مجموعة من طلابه باستقبال [[الإمام الخميني]]، كما كان [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] إلى جانب [[الإمام الخميني]] وتربطه به علاقة قوية طوال السنوات التي قضاها [[الإمام الخميني]] في [[النجف الأشرف]]، وكان يقول: ذوبوا في [[الإمام الخميني|الخميني]] كما هو ذاب في الإسلام. | ||
ومما يسجل في تأييد [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] [[الثورة الإسلامية في إيران|للثورة الإسلامية]] في [[إيران]] هو تأليف كتابه ([[الإسلام يقود الحياة (كتاب)|الإسلام يقود الحياة]]) في ستة مجلدات حاول من خلاله كتابة دستور [[الجمهورية الإسلامية|للجمهورية الإسلامية]]، وبيّن فيه أيضا مصادر قدرة الدولة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي | ومما يسجل في تأييد [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] [[الثورة الإسلامية في إيران|للثورة الإسلامية]] في [[إيران]] هو تأليف كتابه ([[الإسلام يقود الحياة (كتاب)|الإسلام يقود الحياة]]) في ستة مجلدات حاول من خلاله كتابة دستور [[الجمهورية الإسلامية|للجمهورية الإسلامية]]، وبيّن فيه أيضا مصادر قدرة الدولة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===تحريم الانتماء إلى حزب البعث=== | ===تحريم الانتماء إلى حزب البعث=== | ||
سطر ٢٠٢: | سطر ٢٠٢: | ||
==شهادته== | ==شهادته== | ||
[[ملف:بنت الهدی صدر.png|150px|تصغير|بنت الهدى]] | [[ملف:بنت الهدی صدر.png|150px|تصغير|بنت الهدى]] | ||
من أجل عزل [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] عن الناس ، وقطع اتصال الناس به، جعل [[محمد باقر الصدر|الصدر]] تحت الإقامة الجبرية من قبل [[حزب البعث|النظام البعثي]]. واستمر هذاالحصار على [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] نحو تسعة أشهر. خلال هذه الفترة حاول جلاوزة [[حزب البعث|البعث]] أن يثنوا [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] عن أفكاره وأطروحاته في خصوص [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة الإسلامية]] التي انتصرت على يد [[الإمام الخميني]]، ولكن [[محمد باقر الصدر|الصدر]] ظل مدافعا عن الثورة الإسلامية وعن [[الإمام الخميني]] | من أجل عزل [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] عن الناس ، وقطع اتصال الناس به، جعل [[محمد باقر الصدر|الصدر]] تحت الإقامة الجبرية من قبل [[حزب البعث|النظام البعثي]]. واستمر هذاالحصار على [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] نحو تسعة أشهر. خلال هذه الفترة حاول جلاوزة [[حزب البعث|البعث]] أن يثنوا [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] عن أفكاره وأطروحاته في خصوص [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة الإسلامية]] التي انتصرت على يد [[الإمام الخميني]]، ولكن [[محمد باقر الصدر|الصدر]] ظل مدافعا عن الثورة الإسلامية وعن [[الإمام الخميني]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
في يوم 19 [[جمادى الأولى]] [[سنة 1400 هـ|1400 هـ]] تم اعتقال [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] من قبل أجهزة المخابرات، ثم نقلوه من [[النجف الأشرف|النجف]] إلى [[بغداد]]. وفي اليوم التالي تم اعتقال العلوية [[بنت الهدى]] أخت [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]. طلب [[برزان إبراهيم الحسن]] -الأخ غير الشقيق [[صدام حسين|لصدام]] ، ومسؤول الأمن العام- من [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] أن يكتب ولو بعض الكلمات ضد [[الإمام الخميني]] أو ضد الثورة الإسلامية حتى يتم إطلاق سراحه، وإذا لم يفعل هذا فسوف يقتل. وقد رفض [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] هذا الكلام وقال: إنني متأهب للشهادة، ولايمكن أن أفعل أي فعل لاإنساني ومخالف للدين. ولمّا يئس رجال الأمن من استجابة [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] لمطالبهم، قاموا بتعذيبه إلى أن مات [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] وأخته [[بنت الهدى]] من أثر التعذيب في يوم 9-4- | في يوم 19 [[جمادى الأولى]] [[سنة 1400 هـ|1400 هـ]] تم اعتقال [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] من قبل أجهزة المخابرات، ثم نقلوه من [[النجف الأشرف|النجف]] إلى [[بغداد]]. وفي اليوم التالي تم اعتقال العلوية [[بنت الهدى]] أخت [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]. طلب [[برزان إبراهيم الحسن]] -الأخ غير الشقيق [[صدام حسين|لصدام]] ، ومسؤول الأمن العام- من [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] أن يكتب ولو بعض الكلمات ضد [[الإمام الخميني]] أو ضد الثورة الإسلامية حتى يتم إطلاق سراحه، وإذا لم يفعل هذا فسوف يقتل. وقد رفض [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] هذا الكلام وقال: إنني متأهب للشهادة، ولايمكن أن أفعل أي فعل لاإنساني ومخالف للدين. ولمّا يئس رجال الأمن من استجابة [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] لمطالبهم، قاموا بتعذيبه إلى أن مات [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] وأخته [[بنت الهدى]] من أثر التعذيب في يوم 9-4-1980 م.{{بحاجة لمصدر}} | ||
===محل دفنه=== | ===محل دفنه=== | ||
[[ملف:مزار شهید صدر.jpg|250px|لاإطار|يسار|قبر الشهيد الصدر]] | [[ملف:مزار شهید صدر.jpg|250px|لاإطار|يسار|قبر الشهيد الصدر]] | ||
يقول الدّفان [[عباس بلاش]] لمراسل جريدة القبس [[الكويت|الكويتية]]: في الشهر الرابع من عام 1981 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً كل من مفوضي الأمن [[جبار سعد حميد]]، و[[فاضل صاحي فرز علي]]، وطلبا من أخي الأكبر التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم [بعد أن نظر إليه]: نعم، أعرفه إنه [[محمد باقر الصدر]] | يقول الدّفان [[عباس بلاش]] لمراسل جريدة القبس [[الكويت|الكويتية]]: في الشهر الرابع من عام 1981 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً كل من مفوضي الأمن [[جبار سعد حميد]]، و[[فاضل صاحي فرز علي]]، وطلبا من أخي الأكبر التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم [بعد أن نظر إليه]: نعم، أعرفه إنه [[محمد باقر الصدر]].{{بحاجة لمصدر}} | ||
فقال المفوضان: طيب، بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فإنك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر؛ ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بداً من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم [[صدام حسين|صدام]] مخافة أن يشي أحد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية. كما عمدت مديرية أمن [[النجف]] طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجدداً على هذا التعهد.وفي عام 1986م استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان [[الحرب العراقية - الإيرانية]] فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر [[محمد باقر الصدر|الصدر]]، فتوجه إلى شخصين يثق بهما، وأخبرهما بالأمر مشترطاً عليهما أداء القسم عند مرقد [[الإمام علي]]{{ع}} بعدم إفشاء هذا السر؛ لكي يدلهما على القبر. وعقب أدائهما اليمين أمامه توّجه بهما في منتصف الليل، ودلهما عليه مؤكداً أنّه قد نزع الخاتم الذي كان بخنصر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]]، ودسه في الكفن ليظل علامة دالة على قبره ورفاته | فقال المفوضان: طيب، بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فإنك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر؛ ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بداً من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم [[صدام حسين|صدام]] مخافة أن يشي أحد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية. كما عمدت مديرية أمن [[النجف]] طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجدداً على هذا التعهد.وفي عام 1986م استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان [[الحرب العراقية - الإيرانية]] فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر [[محمد باقر الصدر|الصدر]]، فتوجه إلى شخصين يثق بهما، وأخبرهما بالأمر مشترطاً عليهما أداء القسم عند مرقد [[الإمام علي]]{{ع}} بعدم إفشاء هذا السر؛ لكي يدلهما على القبر. وعقب أدائهما اليمين أمامه توّجه بهما في منتصف الليل، ودلهما عليه مؤكداً أنّه قد نزع الخاتم الذي كان بخنصر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]]، ودسه في الكفن ليظل علامة دالة على قبره ورفاته.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وفي عام 1991 إبان [[الإنتفاضة الشـعبانية]] ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في [[النجف]] واعتقاله من أجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] ، فنفى ذلك جملة وتفصيلاً، فأفرج عنه بعد أن تحمل أنواع التعذيب. لقد اضطر أخي لأن يخفي هذه المرة الحقيقة، كما قال [[عباس بلاش]]، وأضاف: لقد اتفقت مع أخي أن الظروف لم تكن تسمح بعد [[الانتفاضة الشعبانية]] بأن نستمر في حمل السر وحدنا. واتفقنا على إبلاغ نفر قليل من أقرب أنصاره، وعمدنا تحت جنح الظلام إلى نقل الجثمان إلى مكان آخر على بعد ثلاثة أمتار من الأول. وقد صدق حدسنا حيث قام رجال الأمن بعد عودة سيطرة نظام [[صدام حسين|صدام]] على المدينة بهدم القبر الأول اعتقاداً منهم أن الجثة مازالت فيه! | وفي عام 1991 إبان [[الإنتفاضة الشـعبانية]] ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في [[النجف]] واعتقاله من أجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر [[محمد باقر الصدر|السيد الصدر]] ، فنفى ذلك جملة وتفصيلاً، فأفرج عنه بعد أن تحمل أنواع التعذيب. لقد اضطر أخي لأن يخفي هذه المرة الحقيقة، كما قال [[عباس بلاش]]، وأضاف: لقد اتفقت مع أخي أن الظروف لم تكن تسمح بعد [[الانتفاضة الشعبانية]] بأن نستمر في حمل السر وحدنا. واتفقنا على إبلاغ نفر قليل من أقرب أنصاره، وعمدنا تحت جنح الظلام إلى نقل الجثمان إلى مكان آخر على بعد ثلاثة أمتار من الأول. وقد صدق حدسنا حيث قام رجال الأمن بعد عودة سيطرة نظام [[صدام حسين|صدام]] على المدينة بهدم القبر الأول اعتقاداً منهم أن الجثة مازالت فيه!{{بحاجة لمصدر}} | ||
وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من [[صدام حسين|صدام]] ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات. | وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من [[صدام حسين|صدام]] ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات. | ||
وبادر نفر من أصدقائه الذين حملوا السر معنا إلى إعادة تكفين الجثمان، ومن ثم دفنه في هذه البقعة الجديدة لتكون مزاراً | وبادر نفر من أصدقائه الذين حملوا السر معنا إلى إعادة تكفين الجثمان، ومن ثم دفنه في هذه البقعة الجديدة لتكون مزاراً.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |