مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خديجة الكبرى عليها السلام»
ط
←دورها في نجاح الدعوة الإسلامية: توئيك وترقيم
imported>Ali110110 |
imported>Ali110110 ط (←دورها في نجاح الدعوة الإسلامية: توئيك وترقيم) |
||
سطر ٨٥: | سطر ٨٥: | ||
مزجت السيدة خديجة (عليها السلام) بين [[الإيمان]] والعمل، فكانت المصداق البارز للحديث الشريف "الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان؛"<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 27.</ref> ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الالهي وآيات [[القرآن|الذكر الحكيم]] بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة، فلم يبق من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف الرسول (ص) وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بأنها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لا يدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبّاً وحناناً لمحمد (ص) في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.{{بحاجة لمصدر}} | مزجت السيدة خديجة (عليها السلام) بين [[الإيمان]] والعمل، فكانت المصداق البارز للحديث الشريف "الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان؛"<ref>الكليني، الكافي، ج 2، ص 27.</ref> ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الالهي وآيات [[القرآن|الذكر الحكيم]] بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة، فلم يبق من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف الرسول (ص) وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بأنها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لا يدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبّاً وحناناً لمحمد (ص) في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.{{بحاجة لمصدر}} | ||
وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول (ص) والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عُدّ ذلك من النعم التي أنعمها [[الله]] تعالى عليه (ص): {{قرآن|وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}}<ref>الضحى: 8.</ref> وكان (ص) يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلا: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 63.</ref> وكان (ص) يعتق بمالها الرقيق ويؤدي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في [[شعب أبي طالب]] وعند المحاصرة مال خديجة (عليها السلام) ومال [[أبو طالب|أبي طالب]] حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما»<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 16.</ref> ومن الشواهد على ذلك أن [[أبا جهل]] بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي [[حكيم بن حزام]] بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله (ص) ، ومعه في الشّعب، فتعلّق | وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول (ص) والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عُدّ ذلك من النعم التي أنعمها [[الله]] تعالى عليه (ص): {{قرآن|وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}}<ref>الضحى: 8.</ref> وكان (ص) يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلا: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 63.</ref> وكان (ص) يعتق بمالها الرقيق ويؤدي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في [[شعب أبي طالب]] وعند المحاصرة مال خديجة (عليها السلام) ومال [[أبو طالب|أبي طالب]] حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما»<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج 19، ص 16.</ref> ومن الشواهد على ذلك أن [[أبا جهل]] بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي [[حكيم بن حزام]] بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله (ص) ، ومعه في الشّعب، فتعلّق به، وقال: أتذهب بالطعام إلى [[بني هاشم]]؟ و[[الله]] لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك ب[[مكة]]. فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري: طعام كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثت إليه فيه، أ فتمنعه أن يأتيها بطعامها!.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 354.</ref> | ||
لقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الأخلاق الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول (ص) ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم [[محمد بن عبد الله]] (ص).<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 320.</ref> وكان الرسول (ص) لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.</ref> | لقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الأخلاق الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول (ص) ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم [[محمد بن عبد الله]] (ص).<ref>المجلسي، بحار الانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 320.</ref> وكان الرسول (ص) لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1817.</ref> | ||
لقد عاضدت السيدة خديجة (عليها السلام) | لقد عاضدت السيدة خديجة (عليها السلام) [[النبي (ص)]] في حركته منذ الساعات الأولى [[البعثة|للبعثة]] وحتى رحيلها عن هذه الدنيا، وكان لمساندتها الدور البارز في تقوية واستحكام الجبهة الداخلية للجماعة المؤمنة فكانت المثل الأعلى للمؤمن الرسالي الثابت القدم الراسخ العقيدة، ومن هنا نالت وبجدارة كبيرة لقب الطاهرة والصديقة وسيدة نساء قريش وخير النساء و[[أم المؤمنين|أمّ المؤمنين]]، وغير ذلك من الألقاب الكبيرة.{{بحاجة لمصدر}} | ||
==وفاتها == | ==وفاتها == |