انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هشام بن الحكم»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ٩٨: سطر ٩٨:
== مكانته العلمية ==
== مكانته العلمية ==


كان هشام من أبرز الشخصيات العلمية في عصره ومن أشهر [[:تصنيف:أعلام الشيعة|أعلام الشيعة]] و[[:تصنيف:المتكلمون الشيعة |متكلميهم]] في القرن الثاني للهجرى. حتى أنّ [[علي بن إسماعيل |علي بن إسماعيل]]- الذي كان هو الآخر في سجن [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]]- قال عندما سمع بأنّ السلطة تتعقب هشام بن الحكم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما يمضي من العلم إن قتل! يعني إن قتل هشام يمضي معه العلم ويموت بموته، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما يمضي معه من العلم ويفوت بفواته إن قتل أو مات، فلقد كان عضدنا وشيخنا وأُستاذنا. وذلك لأن [[علي بن إسماعيل الميثمي |علي بن إسماعيل الميثمي]] كان تلميذ هشام بن الحكم وخريجه.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص263. المجلسي، بحار الأنوار، ج48، ص193. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص296.</ref>
كان هشام من أبرز الشخصيات العلمية في عصره ومن أشهر أعلام [[الشيعة]] و[[علم الكلام|متكلميهم]] في القرن الثاني للهجرى. حتى أنّ [[علي بن إسماعيل |علي بن إسماعيل]]- الذي كان هو الآخر في سجن [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]]- قال عندما سمع بأنّ السلطة تتعقب هشام بن الحكم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما يمضي من العلم إن قتل! يعني إن قتل هشام يمضي معه العلم ويموت بموته، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما يمضي معه من العلم ويفوت بفواته إن قتل أو مات، فلقد كان عضدنا وشيخنا وأُستاذنا. وذلك لأن [[علي بن إسماعيل الميثمي |علي بن إسماعيل الميثمي]] كان تلميذ هشام بن الحكم وخريجه.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص263. المجلسي، بحار الأنوار، ج48، ص193. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص296.</ref>


ولم يقتصر الأمر على ثناء [[:تصنيف:أعلام الإمامية |أعلام الإمامية]] عليه، بل أثنى عليه [[:تصنيف:أعلام السنّة |أعلام السنّة]] أيضا، وكان من الملازمين [[يحيى بن خالد البرمكيّ |ليحيى بن خالد البرمكيّ]]؛ إذ كان دائم الحضور في مجالس المناظرة التي يعقدها هذا الوزير في [[بغداد |بغداد]]، وكان القيّم بمجالس نظره وكلامه. وقد حظي بهبات كثيرة وجوائز سنيّة من [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] تدل على عظم مكانته العلمية<ref>المفيد، الفصول المختارة، ص9-10. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص329.</ref>
ولم يقتصر الأمر على ثناء [[:تصنيف:أعلام الإمامية |أعلام الإمامية]] عليه، بل أثنى عليه [[:تصنيف:أعلام السنّة |أعلام السنّة]] أيضا، وكان من الملازمين [[يحيى بن خالد البرمكيّ |ليحيى بن خالد البرمكيّ]]؛ إذ كان دائم الحضور في مجالس المناظرة التي يعقدها هذا الوزير في [[بغداد |بغداد]]، وكان القيّم بمجالس نظره وكلامه. وقد حظي بهبات كثيرة وجوائز سنيّة من [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] تدل على عظم مكانته العلمية<ref>المفيد، الفصول المختارة، ص9-10. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص329.</ref>
سطر ٤٤٥: سطر ٤٤٥:


== وفاته ==
== وفاته ==
اضطربت كلمة الباحثين والمترجمين لحياة هشام في تحديد سنة وسبب وفاته، إذ طرحوا عدة نظريات:


اضطربت كلمة الباحثين والمترجمين لحياة هشام في تحديد سنة وسبب وفاته، إذ طرحوا عدة نظريات:<br />
الأولى: ما ذهب إليه [[ابن بابويه]]: كان [[يحيي بن خالد|ليحيي بن خالد]] مجلس في داره يحضره [[علم الكلام|المتكلمون]] من كل فرقة و ملة يوم الأحد فيتناظرون في أديانهم يحتج بعضهم على بعض فبلغ ذلك [[هارون الرشيد|الرشيد]] فقال [[يحيي بن خالد|ليحيي بن خالد]] أنا أحب أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري فيحتشموني، فحضر هشام وحضر [[عبد الله بن يزيد الإباضي |عبد الله بن يزيد الإباضي]]، ودار البحث حول [[الإمامة |الإمامة]] فبين هشام خصائص [[الإمام |الإمام]] [[الظاهرية |الظاهرية]] و[[الباطنية |الباطنية]]. فعند ذلك قال ضرار مخاطباً هشاماً: فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت فقال: "صاحب القصر أمير المؤمنين" وكان [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] قد سمع الكلام كله، ففهم منها أنه يعني بذلك [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر]]{{ع}}. فعلم هشام أنه قد أتي فقام فلبس نعليه وانسل وهرب من فوره نحو [[الكوفة]] فوافى [[الكوفة]] ونزل على [[بشير النبال |بشير النبال]] وكان من حملة الحديث فأخبره الخبر. ثم اعتل علّة شديدة مات على أثرها.<ref>ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص362-368.</ref> <br />
 
الأولى: ما ذهب إليه [[ابن بابويه]]: كان [[يحيي بن خالد|ليحيي بن خالد]] مجلس في داره يحضره [[المتكلمون |المتكلمون]] من كل فرقة و ملة يوم الأحد فيتناظرون في أديانهم يحتج بعضهم على بعض فبلغ ذلك [[هارون الرشيد|الرشيد]] فقال [[يحيي بن خالد|ليحيي بن خالد]] أنا أحب أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري فيحتشموني، فحضر هشام وحضر [[عبد الله بن يزيد الإباضي |عبد الله بن يزيد الإباضي]]، ودار البحث حول [[الإمامة |الإمامة]] فبين هشام خصائص [[الإمام |الإمام]] [[الظاهرية |الظاهرية]] و[[الباطنية |الباطنية]]. فعند ذلك قال ضرار مخاطباً هشاماً: فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت فقال: "صاحب القصر أمير المؤمنين" وكان [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] قد سمع الكلام كله، ففهم منها أنه يعني بذلك [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر]]{{ع}}. فعلم هشام أنه قد أتي فقام فلبس نعليه وانسل وهرب من فوره نحو [[الكوفة]] فوافى [[الكوفة]] ونزل على [[بشير النبال |بشير النبال]] وكان من حملة الحديث فأخبره الخبر. ثم اعتل علّة شديدة مات على أثرها.<ref>ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص362-368.</ref> <br />
الثانية والثالثة: ما ذكرهما [[الكشي |الكشي]]. وترجع الأولى منهما إلى مناظرة هشام [[سليمان بن جرير |لسليمان بن جرير]] في موضوع [[الإمامة |الإمامة]]، حيث صرح هشام في تلك المناظرة بأن [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علياً]] {{ع}} مفترض الطاعة، وأن خلفائه مفترضوا الطاعة وأنّ خليفته إذا قام فأمرني قمت معه، حينها غضب عليه [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] ففر إلى المدائن ومنها إلى [[الكوفة]] ومات في بيت ابن شرف.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص261-262.</ref><br />  
الثانية والثالثة: ما ذكرهما [[الكشي |الكشي]]. وترجع الأولى منهما إلى مناظرة هشام [[سليمان بن جرير |لسليمان بن جرير]] في موضوع [[الإمامة |الإمامة]]، حيث صرح هشام في تلك المناظرة بأن [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علياً]] {{ع}} مفترض الطاعة، وأن خلفائه مفترضوا الطاعة وأنّ خليفته إذا قام فأمرني قمت معه، حينها غضب عليه [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] ففر إلى المدائن ومنها إلى [[الكوفة]] ومات في بيت ابن شرف.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص261-262.</ref><br />  
أما الصورة الثالثة، فقد رواها [[الكشي |الكشي]] أيضاً عن يونس، قال: كنت مع [[هشام بن الحكم |هشام بن الحكم]] في مسجده بالعشاء، حيث أتاه مسلم صاحب [[بيت الحكمة |بيت الحكمة]]، فقال له: إن [[يحيى بن خالد |يحيى بن خالد]] يقول: قد أفسدت على [[الرافضة]] دينهم (إلى أن قال): فدخل يحيى على [[هارون الرشيد |هارون]] فأخبره، فأرسل من الغد في طلبه، فطلب في منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر، فلم يلبث شهرين أو أكثر حتى مات في منزل محمد والحسين الحناطين.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص266-267.</ref><br />
أما الصورة الثالثة، فقد رواها [[الكشي |الكشي]] أيضاً عن يونس، قال: كنت مع [[هشام بن الحكم |هشام بن الحكم]] في مسجده بالعشاء، حيث أتاه مسلم صاحب [[بيت الحكمة |بيت الحكمة]]، فقال له: إن [[يحيى بن خالد |يحيى بن خالد]] يقول: قد أفسدت على [[الرافضة]] دينهم (إلى أن قال): فدخل يحيى على [[هارون الرشيد |هارون]] فأخبره، فأرسل من الغد في طلبه، فطلب في منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر، فلم يلبث شهرين أو أكثر حتى مات في منزل محمد والحسين الحناطين.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص266-267.</ref><br />
مستخدم مجهول