مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هشام بن الحكم»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
|مدرسة أم = | |مدرسة أم = | ||
|عمل = تاجر | |عمل = تاجر | ||
|سبب شهرة =[[علم الكلام|متكلّم]] و[[علم الحديث|محدّث]] | |سبب شهرة =[[علم الكلام|متكلّم]] و[[علم الحديث|محدّث]] | ||
|أعمال بارزة = | |أعمال بارزة = | ||
سطر ٤٠: | سطر ٣٦: | ||
|تأثير = | |تأثير = | ||
|منشأ = | |منشأ = | ||
|لقب = الكندي، الشيباني | |لقب = الكندي، الشيباني | ||
|دين = [[الإسلام]] | |دين = [[الإسلام]] | ||
|مذهب = [[التشيّع]] | |مذهب = [[التشيّع]] | ||
سطر ٦٤: | سطر ٥٣: | ||
== نبذة عن حياته == | == نبذة عن حياته == | ||
يكنى | يكنى هشام بن الحكم بأبي محمد وقيل بأبي الحكم،<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص294.</ref> ومن الصعب معرفة السنة التي ولد فيها هشام على التحقيق، إلا أنّ القرائن الحافّة ومناظراته وكلمات المترجمين له تحصر ولادته في بدايات القرن الثاني للهجرة،<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص42-43. صفايي، هشام بن الحكم، ص10-11.</ref> وقد اتفق مترجموه على أنّه من [[الموالي]]. ويبدو من بعض النصوص أنّه عربي الأصل ينتمي [[قبيلة خزاعة |لقبيلة خزاعة]] العربية، <ref>الصدر، تأسيس الشيعة، ص360. نعمة، هشام بن الحكم، ص40-41.</ref>، وربّما يؤيد ذلك الأسماء التي يحملها هو وأبوه وأخوه [[محمد بن الحكم |محمد]]. واختلفوا فيمن ينتسب إليه بالولاء، فهل هو مولى [[قبلية شيبان|لشيبان]] أو [[قبيلة كندة|لكندة]]؟؛ ولكن يمكن رفع التنافي بين النسبتين والجمع بينهما، وذلك لأنّه ينسب إلى [[قبيلة كندة|كندة]] بالولاء وإلى [[قبيلة شيبان|شيبان]] بالسكن حيث كان قد اختار السكن في جوار تلك القبيلة.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص301.</ref> ويشهد لذلك وصف [[ابن النديم |ابن النديم]] له بالقول: هشام بن الحكم [[بغداد|البغدادي]] [[قبيلة كندة|الكندي]] مولى بني [[قبيلة شَيبان|شَيبان]]. حيث وصفه [[قبيلة كندة|بالكندي]] و[[قبيلة شيبان|الشيباني]] في آن واحد.<ref>ابن النديم، الفهرست، ص224.</ref> | ||
ونقل [[الكشي |الكشي]] عن [[الفضل بن شاذان]] أنّ | ونقل [[الكشي |الكشي]] عن [[الفضل بن شاذان]] أنّ هشام بن الحكم كان [[الكوفة|كوفي]] الأصل ولد ونشأ في [[واسط |واسط]]<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص255.</ref> ونقل [[الكشي |الكشي]] عن [[الفضل بن شاذان |الفضل بن شاذان]]- أيضاً- أنّه شاهد دار هشام في [[واسط |واسط]]. وكان يمتهن التجارة ويعيش منها، ومركز تجارته [[بغداد |بغداد]]، ومنزله منها في [[محلة الكرخ]] في [[قصر وضّاح |قصر وضّاح]]<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص433.</ref> ويظهر أنّه كان يبيع الكرابيس.<ref>الكِرْبَاسُ : ثوبٌ غليظٌ من القطن</ref><ref>ابن بابويه، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص437.</ref> | ||
ويستفاد أنّه [[الإمامي|إمامي المذهب]] مما رواه عن أبيه عن [[سعيد بن جبير بن هشام الأنصاري|سعيد بن جبير]] عن [[عبد الله بن عباس |عبد الله بن عباس]] عن [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} حول [[الأئمة الإثني عشر|الخلفاء الإثني عشر]].<ref>الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، ص371.</ref> | ويستفاد أنّه [[الإمامي|إمامي المذهب]] مما رواه عن أبيه عن [[سعيد بن جبير بن هشام الأنصاري|سعيد بن جبير]] عن [[عبد الله بن عباس |عبد الله بن عباس]] عن [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} حول [[الأئمة الإثني عشر|الخلفاء الإثني عشر]].<ref>الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، ص371.</ref> | ||
وتدل النصوص وكتب [[علماء الرجال |الرجاليين]] أنّ | وتدل النصوص وكتب [[علماء الرجال |الرجاليين]] أنّ لهشام أخاً اسمه [[محمد بن الحكم |محمد بن الحكم]]، كان أحد [[رواة الحديث |رواة الحديث]]، يروي عنه [[ابن أبي عمير |ابن أبي عمير]]،<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ص109.</ref> كما أن له ولداً يُدعى [[حكم بن هشام |الحكم بن هشام]] بن الحكم الكندي سكن [[البصرة |البصرة]] وكان مشهوراً ب[[علم الكلام |علم الكلام]]، وله مجالس كلامية كثيرة تؤثر عنه. ولهشام بنت تُدعى [[فاطمة بنت هشام |فاطمة]].<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص136.</ref> | ||
== الاتجاهات الفكرية والدينية == | == الاتجاهات الفكرية والدينية == | ||
نُسب | نُسب هشام لأكثر من إتجاه فكري وفرقة فكرية. والراصد لتاريخ حياته الفكرية والعلمية يمكنه توزيعها على ثلاث مراحل<ref>ابن نعمة، هشام بن الحكم رائد الحركة الكلامية، ص55.</ref> مهمة، هي: | ||
* | * المرحلة الأولى: لقد عدّه البعض من أصحاب الملحد الدهري [[ أبو شاكر الديصاني|أبي شاكر الديصاني]]<ref>الخياط، الانتصار، ص40-41. الملطي الشافعي، التنبيه والرّد على أهل الأهواء والبدع، ص31.</ref> مستندين في ذلك إلى رواية منسوبة إلى [[الإمام الرضا]] {{ع}} جاء فيها: ذكر [[الإمام الرضا|الرضا]] {{ع}} [[هشام بن إبراهيم]] العباسي، فقال: هو من غلمان [[يونس بن عبد الرحمن |أبي الحارث]] - يعني [[يونس بن عبد الرحمن |يونس بن عبد الرحمن]] -، و[[يونس بن عبد الرحمن |أبو الحارث]] من غلمان هشام]]، وهشام، من غلمان [[يونس بن عبد الرحمن|أبي شاكر]]، و[[يونس بن عبد الرحمن|أبو شاكر]] زنديق"<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص278.</ref> وقال بعض المتابعين لحياة هشام: إننا لا نعرف على وجه التحقيق شيئاً عن مبلغ تأثر هشام بأبي شاكر الديصاني، ولا عن مدى تجاوبه مع آرائه، ولا عن مقدار ما أخذ من تفكيره. | ||
لكن وجدنا لدى | لكن وجدنا لدى هشام اتجاهاً مادياً قويّاً، فقد نسب إليه القول بجسمية أكثر الأعراض، كالألوان والطعوم والروائح، ونسب إليه القول بقسمة الجزء أبداً، والقول بأنّ الله تعالى جسم، وغير ذلك. وهذه الآراء تنسب إلى [[الرواقيون |الرواقيين]] من [[:تصنيف:فلاسفة اليونان |فلاسفة اليونان]]، ومن الممكن أن يكون لهؤلاء [[الرواقيون |الرواقيين]] أثر في تفكير هشام، جاءه عن طريق [[الدياصنة |الدياصنة]] الذين كانوا منتشرين في [[العراق |العراق]]، ومن دعاتها وزعمائها [[أبو شاكر الديصاني |أبو شاكر الديصاني]] أُستاذ هشام. ومن العادة أن تلمح آراء الأستاذ في آراء تلميذه<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص56-58.</ref> إلا أن تلك الشواهد على ديصانية هشام لا يمكن الركون إليها والاستناد إليها، وبتعبير آخر هي شواهد غير قائمة وذلك: | ||
#أن الرواية ضعيفة ولا أقل من كونها مرسلة. | #أن الرواية ضعيفة ولا أقل من كونها مرسلة. | ||
#أنّه من غير الصحيح الانتقال من القول بكون [[أبو شاكر الديصاني|أبي شاكر الديصاني]] [[الدهرية |دهرياً]] إلى وسم | #أنّه من غير الصحيح الانتقال من القول بكون [[أبو شاكر الديصاني|أبي شاكر الديصاني]] [[الدهرية |دهرياً]] إلى وسم هشام [[الدهرية|بالدهرية]]؛ إذ لا تلازم بين الإثنين. | ||
#أنّ مجرّد التشابه بين آراء الرجلين لا تكشف عن تبيعة الثاني للأوّل في جميع ما يذهب إليه ويكون نسخة متوافقة معه تماماً<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص28.</ref> | #أنّ مجرّد التشابه بين آراء الرجلين لا تكشف عن تبيعة الثاني للأوّل في جميع ما يذهب إليه ويكون نسخة متوافقة معه تماماً<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص28.</ref> | ||
* | * المرحلة الثانية: وعدّه [[ابن النديم |ابن النديم]] في مّن اعتنق مذهب [[الجهم بن صفوان |الجهم بن صفوان]]، حيث قال: كان أوّلاً من أصحاب [[الجهم بن صفوان |الجهم بن صفوان]]. فهشام حسب هذا الرأي الذي أورده [[عبد الله نعمة |عبد الله نعمة]]- من دعاة [[الجهمية |الجهمية]] ناظر إلى طريقتها، كان متحمساً إليها. ثم قال نعمة: ونحن لا نعرف مبلغ تأثير [[الجهمية |الجهمية]] في تفكير هشام. نعم، وجدنا بين بعض آرائه وبين بعض آراء [[الجهمية |الجهمية]] شبهاً كاملاً.<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص58.</ref> | ||
* | * المرحلة الثالثة: ذهب أصحاب هذا الإتجاه إلى القول بأنّ هشاماً انتقل إلى القول [[الإمامية|بالإمامة]] بالدلائل والنظر، ودان بمذهب [[الإمامية|الشيعة الإمامية]]، وتبع [[الإمام الصادق عليه السلام |الإمام الصادق]] {{ع}} فانقطع إليه. ولهشام في شأن انتقاله إلى [[الإمامية|مذهب الإمامية]] واتباعه [[الإمام الصادق|للإمام الصادق]] {{ع}} قصة طريفة يرويها [[الكشي |الكشي]] عن [[عمر بن يزيد الكوفي |عمر بن يزيد الكوفي]] السابري.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص60-61.</ref> | ||
== شخصية هشام بن الحكم في الروايات == | == شخصية هشام بن الحكم في الروايات == | ||
سطر ٩١: | سطر ٨٠: | ||
=== الروايات المادحة === | === الروايات المادحة === | ||
أمّا الروايات المادحة فقد رويت عن كل من [[الإمام الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] و[[الإمام الرضا|الرضا]] و[[الإمام الجواد|الجواد]] {{هم}}، وقد وصفه [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]] {{هم}} بقولهم: رائد حقنا، وسائق قولنا، المؤيد لصدقنا، والدافع لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص278. ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص128.</ref>، وإنه كان عبداً ناصحاً، وأوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له،<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص270.</ref> وهو ناصرنا بقلبه ولسانه ويده <ref>الكليني، الكافي، ج1، ص172. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص294.</ref>، وقال له [[الإمام الصادق]]{{ع}}: "يا | أمّا الروايات المادحة فقد رويت عن كل من [[الإمام الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] و[[الإمام الرضا|الرضا]] و[[الإمام الجواد|الجواد]] {{هم}}، وقد وصفه [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]] {{هم}} بقولهم: رائد حقنا، وسائق قولنا، المؤيد لصدقنا، والدافع لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص278. ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص128.</ref>، وإنه كان عبداً ناصحاً، وأوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له،<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص270.</ref> وهو ناصرنا بقلبه ولسانه ويده <ref>الكليني، الكافي، ج1، ص172. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص294.</ref>، وقال له [[الإمام الصادق]]{{ع}}: "يا هشام لا تزال مؤيداً [[روح القدس |بروح القدس]] ما نصرتنا بلسانك".<ref>الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج1، ص85.</ref> | ||
=== الروايات الذامة === | === الروايات الذامة === | ||
أما الروايات الذامة: فقد روي أنّه تسبب في حبس وشهادة [[الإمام الكاظم|الإمام الكاظم]]{{ع}}، ومفادها أنّ [[الإمام الكاظم|الإمام]] {{ع}} أمر | أما الروايات الذامة: فقد روي أنّه تسبب في حبس وشهادة [[الإمام الكاظم|الإمام الكاظم]]{{ع}}، ومفادها أنّ [[الإمام الكاظم|الإمام]] {{ع}} أمر هشام بن الحكم بالإمساك عن الكلام: فأمسك هشام ابن الحكم عن الكلام شهراً لم يتكلم، ثم تكلم فأتاه [[عبد الرحمن بن الحجاج |عبد الرحمن بن الحجاج]]، فقال له: سبحان الله، يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام، قال: مثلي لا ينهى عن الكلام، قال أبو يحيى: فلما كان من قابل أتاه [[عبدالرحمن بن الحجاج |عبدالرحمن بن الحجاج]]، فقال له: يا هشام قال لك- أي [[الإمام الكاظم|الإمام]]- أيسرك أن تشرك في دم امرئ [[المسلم|مسلم]]؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فإن سكت وإلا فهو الذبح، فما سكت حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه وآله.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص270-271؛ المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص298.</ref> | ||
==== ردّ الروايات الذامة ==== | ==== ردّ الروايات الذامة ==== | ||
سطر ١٠١: | سطر ٩٠: | ||
نوقشت الرواية بعِدّة وجوه، منها: | نوقشت الرواية بعِدّة وجوه، منها: | ||
* | *الوجه الأوّل: إنّ النهي كان وجّه إليه في زمن [[المهدي العباسي]] ثم أُبيح له الكلام، فقد روي أن [[الإمام الكاظم|أبا الحسن الكاظم]] {{ع}} بعث إليه فقال له: كف هذه الأيام عن الكلام فإن الأمر شديد. قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات [[المهدي العباسي |المهدي]] وسكن الأمر، فهذا الأمر الذي كان من أمره وانتهائي، ثم أذن له {{ع}} بالكلام<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص265-266-269-270.</ref> | ||
* | *الوجه الثاني: إنّ النهي لم يكن موجهاً إلى هشام من أوّل الأمر، ولذلك قال: "مثلي لا ينهى عن الكلام"،<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص270-271.</ref> وقد روي عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}أنّه خاطب هشام بن الحكم بقوله: "مثلك فليكلم الناس"<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص173.</ref> يضاف إلى ذلك لو صحّت تلك الرواية لما ترحم عليه كل من الإمامين [[الإمام الرضا|الرضا]] و[[الإمام الجواد|الجواد]] {{هما}}<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص270-278. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص297-298.</ref> نعم، وردت في حقه روايات أخرى ذامة ولكنها كلها [[ضعيفة السند |ضعيفة السند]] إلا رواية واحدة صحيحة [[السند |السند]]. لكنّها- كما قال [[السيد الخوئي |السيد الخوئي]] في ترجمته لهشام: لا تقاوم الروايات الكثيرة وفيها الصحاح، التي قد دلّت على جلالة هشام بن الحكم وعظمته، على أن مضمون الرواية باطل في نفسه، فإنما علمنا من الخارج أنّ سبب قتل [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|موسى]] بن [[الإمام جعفر الصادق|جعفر]] {{هما}}لم يكن مناظرات هشام، بل مناظراته إنما سببت الإضرار بنفس هشام، بل إن هشاماً قد امتنع عن الكلام حينما نهاه [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام]] {{ع}} عن ذلك<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص298.</ref> | ||
* | *الوجه الثالث: وهناك وجه آخر للرد مفادهز لو صحت الروايات الذامة فيمكن حملها على التقية للحفاظ على سلامة هشام من القتل نظير ما صدر من [[الإمام الصادق|الإمام]] في ذم [[زرارة بن أعين]].<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص298. أسعدي، هشام بن الحكم، ص35-43.</ref> | ||
== مكانته العلمية == | == مكانته العلمية == | ||
كان هشام من أبرز الشخصيات العلمية في عصره ومن أشهر [[:تصنيف:أعلام الشيعة|أعلام الشيعة]] و[[:تصنيف:المتكلمون الشيعة |متكلميهم]] في القرن الثاني للهجرى. حتى أنّ [[علي بن إسماعيل |علي بن إسماعيل]]- الذي كان هو الآخر في سجن [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]]- قال عندما سمع بأنّ السلطة تتعقب هشام بن الحكم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما يمضي من العلم إن قتل! يعني إن قتل هشام يمضي معه العلم ويموت بموته، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون على ما يمضي معه من العلم ويفوت بفواته إن قتل أو مات، فلقد كان عضدنا وشيخنا وأُستاذنا. وذلك لأن [[علي بن إسماعيل الميثمي |علي بن إسماعيل الميثمي]] كان تلميذ هشام بن الحكم وخريجه.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص263. المجلسي، بحار الأنوار، ج48، ص193. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص296.</ref> | |||
ولم يقتصر الأمر على ثناء [[:تصنيف:أعلام الإمامية |أعلام الإمامية]] عليه، بل أثنى عليه [[:تصنيف:أعلام السنّة |أعلام السنّة]] أيضا، وكان من الملازمين [[يحيى بن خالد البرمكيّ |ليحيى بن خالد البرمكيّ]]؛ إذ كان دائم الحضور في مجالس المناظرة التي يعقدها هذا الوزير في [[بغداد |بغداد]]، وكان القيّم بمجالس نظره وكلامه. وقد حظي بهبات كثيرة وجوائز سنيّة من [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] تدل على عظم مكانته العلمية<ref>المفيد، الفصول المختارة، ص9-10. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص329.</ref> | |||
ويدل على شخصيته العلمية الواسعه ما رووه من أنّ ملك الصفد كتب إلى الرشيد يسأله أن يبعث إليه من يعلمه الدين فدعا يحيى بن خالد يعرض عليه الكتاب، فقال يحيى: لا يقوم لذاك إلا رجلان ببابك: هشام بن الحكم، وضرار<ref>الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء، ج1، ص37-38.</ref> | |||
وكان متضلعاً بالكثير من علوم زمانه وله مصنفات ومؤلفات كثيرة حتى وصفه [[ابن النديم |ابن النديم]] بقوله: من متكلمي [[الشيعة]] ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب والنظر... وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب<ref>ابن النديم، الفهرست، ص223.</ref> | وكان متضلعاً بالكثير من علوم زمانه وله مصنفات ومؤلفات كثيرة حتى وصفه [[ابن النديم |ابن النديم]] بقوله: من متكلمي [[الشيعة]] ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب والنظر... وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب<ref>ابن النديم، الفهرست، ص223.</ref> | ||
وقد شكك [[الشهرستاني]] في نسبة بعض التُهم إليه وقال: هذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على [[المعتزلة]] فإن الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص311.</ref> | |||
وقال [[أحمد أمين |أحمد أمين]] المصري: أكبر شخصية شيعية في علم الكلام... وكان مجادلاً قوي الحجّة، ناظر [[المعتزلة |المعتزلة]] وناظروه، ونقلت له في كتب الأدب مناظرات كثيرة متفرقة، تدل على حضور بديهته وقوّة حجّته. | |||
بل توسع هشام في الخوض في أكثر من مجال علمي، حتى حينما دار الحديث عن العشق والحبّ أدلى بدلوه قائلاً - وفق رواية [[المسعودي |المسعودي]]-: العشق حِبَالةٌ نَصَبَهَا الدهر فلا يصيد بها إلا أهل التخالص في النوائب، فإذا عَلِقَ المحب في شبكتها ونشب في أثنائها فأبعد به أن يقوم سليماً أو يتخلص وشيكاً، ولا يكون إلا من اعتدال الصورة، وتكافؤ في الطريقة، وملاءمة في الهمة، له مقتل في صميم الكبد، ومهجة القلب، يعقد اللسان الفصيح، ويترك المالك مملوكاً والسيد خَوَلاً حتى يخضع لعبد عبده<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص238-239.</ref> | |||
بل، ذهب البعض إلى أن هشاماّ كان ذا اتجاه [[الفلسفة النقدية |نقدي للفلاسفة]] وله طعون ودحض لنظرياتهم، ومن الطبيعي أن ذلك يستلزم معرفة الرجل بتلك النظريات والرؤى التي يطروحونها ليوجه إليها سهام نقده بموضوعية وإتقان<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص258-263. الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج1، ص369-370.</ref> | |||
وكان لهشام يد طولى في العلوم. وتعبر رسالة الألفاظ التي تعد أول رسالة كتبت- حسب بعض التفسيرات- في مجال [[علم أصول الفقه |علم أصول الفقه]]<ref>الطوسي، الفهرست، ص355-356. الصدر، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، ص360-361.</ref> دليلاً على رصده لعلوم لم تبتكر بعد، ومن النظريات الأصولية التي خاض فيها وأشار إليها: [[حجّية الخبر الواحد |حجّية الخبر]] [[التواتر |المتواتر]]، [[الاستصحاب |الاستصحاب]] و[[الإجماع |الإجماع]].<ref>الخياط، الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، ص139-157-158. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص296. أسعدي، هشام بن الحكم، ص46.</ref> | |||
== أساتذته وتلامذته == | == أساتذته وتلامذته == | ||
سطر ١٣٣: | سطر ١٢٢: | ||
والجدير بالذكر هنا أن أكثر آرائه العقائدية والنظريات التي يطرحها تتوافق مع ما جاء في روايات الإمامين [[الإمام الصادق|الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] {{هما}}، مما يكشف عن المصدر الذي يستقي منه أفكاره ورؤاه. | والجدير بالذكر هنا أن أكثر آرائه العقائدية والنظريات التي يطرحها تتوافق مع ما جاء في روايات الإمامين [[الإمام الصادق|الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] {{هما}}، مما يكشف عن المصدر الذي يستقي منه أفكاره ورؤاه. | ||
تلامذته | |||
من جملة تلامذة هشام: | من جملة تلامذة هشام: | ||
# | # [[محمد بن جليل السكاك|أبو جعفر محمد بن جليل السكاك]]: ذكر ضمن أصحاب [[هشام بن الحكم |هشام بن الحكم]]،<ref>ابن النديم، الفهرست، ص225. النجاشي، رجال النجاشي، ص328-329.</ref> وخليفة يونس بن عبد الرحمن في ردّ المخالفين<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص539.</ref> | ||
# | # [[علي بن منصور|أبو الحسن علي بن منصور]]: كان من المقربين من [[أبو جعفر السكاك|أبي جعفر السكاك]] ومن شيوخ متكلمي الشيعة<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص63.</ref> تتلمّذ على هشام في الكلام، له كتاب في التوحيد والإمامة جمع فيه آراء هشام بن الحكم.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص250-433.</ref> | ||
# | # [[يونس بن عبد الرحمن |يونس بن عبد الرحمن]]: من أصحاب [[الإمام الكاظم|الإمام موسى الكاظم]]{{ع}}، كان عالم زمانه وخليفة هشام في ردّ المخالفين،<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص539. ابن النديم، الفهرست، ص276.</ref> وألّف ثلاثين كتاباً<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص367.</ref> روى يونس عن هشام عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص224.</ref> | ||
وممن روى عن | وممن روى عن هشام عن الإمامين [[الإمام الصادق|الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] {{هما}} [[محمد بن أبي عمير|أبو أحمد محمد بن أبي عمير]] المتوفى سنة 217 هـ، و[[نشيط بن صالح |نشيط بن صالح]] بن لفافة، و[[عبد العظيم الحسني]] المتوفى سنة 252 هـ، وغيرهم،<ref>نبها، مسند هشام بن الحكم، ص92-93-97-102.</ref> وقد أدرج بعض الباحثين [[النظّام |النظّام المعتزلي]] ضمن الرجال الذين تأثروا بـ هشام بن الحكم وأخذوا عنه أفكارهم ونظرياتهم.<ref>البغدادي، الفرق بين الفرق، ص68.</ref> | ||
== مناظراته == | == مناظراته == | ||
ناظر | ناظر هشام الكثير من الأعلام بما يعبر عن مدى قوّته الجدلية، وحضور بديهته، وممن ناظرهم من كبار [[المعتزلة]]: أبو عثمان [[عمرو بن عبيد التميمي |عمرو بن عبيد التميمي]] البصري المتوفى سنة 144 هـ، ثاني شخصية في الوسط [[المعتزلة|المعتزلي]]، ومنهم عبد الرحمن بن كيسان (أبو بكر الأصم) المتوفى سنة 200 هـ، و[[أبو الهذيل العلاف |أبو الهذيل العلاف]] المتوفى سنة [[سنة 235 للهجرة|235 هـ]] والنظّام المتوفى سنة 231 هـ.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج5، ص21-22. الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص274-275. الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص308 ؛ أسعدي، هشام بن الحكم، ص49-251-303..</ref> | ||
== سماته الأخلاقية == | == سماته الأخلاقية == | ||
امتاز | امتاز هشام بسمات [[أخلاق |أخلاقية]] سامية رفعته ليكون أسوة يحتذى بسلوكه وخلقه الرفيع ولما امتاز به من سعة صدر واستيعاب [[المخالفون |للمخالفين]]. حتى أنّه كان يشترك مع [[عبد الله بن يزيد الإباضي |عبد الله بن يزيد الإباضي]] في حانوت واحد، وهما على غاية الانسجام والاتفاق، على ما بينهما من التباين في النزعة والاختلاف في الرأي. وكانا وهما في حانوت واحد يختلف إلى كل واحد منهما أصحابُه للأخذ عنه والاستفادة منه. ومن هنا قال [[الجاحظ |الجاحظ]] في حقهما: إنهما فُضلا على سائر المتضادين بما صارا إليه من الشركة في جميع تجارتهما.<ref>الجاحظ، البيان والتبيين، ج1، ص46-47. الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء، ج3، ص13.</ref> | ||
يضاف إلى ذلك أن مشاركته في الكثير من المناظرات تكشف عن مدّى الشجاعة التي كان يتحلّى بها، مع مراعات [[أصول الحوار |أصول الحوار]] و[[قوانين المناظرة |قوانين المناظرة]]، مع التحرّز عن الكلمات النابية والعبارات الجارحة وتوجيه الإهانة إلى خصمه، مضافاً إلى رعاية الإنصاف والصدق في الحوار، كل ذلك عزّز من شخصيته الأخلاقية وصيّر منه مثالاً يشار إليه بالبنان.<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص52-54.</ref> | يضاف إلى ذلك أن مشاركته في الكثير من المناظرات تكشف عن مدّى الشجاعة التي كان يتحلّى بها، مع مراعات [[أصول الحوار |أصول الحوار]] و[[قوانين المناظرة |قوانين المناظرة]]، مع التحرّز عن الكلمات النابية والعبارات الجارحة وتوجيه الإهانة إلى خصمه، مضافاً إلى رعاية الإنصاف والصدق في الحوار، كل ذلك عزّز من شخصيته الأخلاقية وصيّر منه مثالاً يشار إليه بالبنان.<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص52-54.</ref> | ||
== آراءه الكلامية == | == آراءه الكلامية == | ||
يمكن توزيع الآراء الكلامية والنظريات التي طرحها | يمكن توزيع الآراء الكلامية والنظريات التي طرحها هشام على خمسة محاور أساسية، هي: | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
# آراءه ونظرياته في [[التوحيد |معرفة الله]] | # آراءه ونظرياته في [[التوحيد |معرفة الله]] | ||
سطر ١٦٣: | سطر ١٥٢: | ||
====معرفة الله ==== | ====معرفة الله ==== | ||
تذهب بعض التقارير والوثائق التي رصدت الجانب المعرفي لشخصية هشام إلى القول بأنّه كان يرى معرفة الله تعالى ضرورية.<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص104. ابن بابويه، التوحيد، ص98.</ref> | |||
يقول [[أبو الحسن الاشعري |أبو الحسن الأشعري]]: أصحاب هشام بن الحكم يزعمون أنّ المعرفة كلّها اضطرار بإيجاب الخلقة وإنها لا تقع إلا بعد النظر والاستدلال.<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص52.</ref> <ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص66-73.</ref> | |||
روى [[ابن بابوية |ابن بابوية]] في كتاب التوحيد، عن [[هشام بن سالم |هشام بن سالم]]، قال: حضرت [[محمد بن النعمان الأحول]] فقام إليه رجل فقال له: بم عرفت ربك؟ قال بتوفيقه وإرشاده وتعريفه وهدايته، قال: فخرجت من عنده، فلقيت هشام بن الحكم فقلت له: ما أقول لمن يسألني فيقول لي بم عرفت ربك؟ فقال: إن سأل سائل فقال: بم عرفت ربك؟ قلت: عرفت الله جل جلاله بنفسي لأنّها أقرب الأشياء إليّ، وذلك أنّي أجدها أبعاضاً مجتمعة وأجزاء مؤتلفة، ظاهرة التركيب، متبينة الصنعة، مبينة على ضروب من التخطيط والتصوير، زائدة من بعد نقصان، وناقصة من بعد زيادة، قد أنشأ لها حواس مختلفة، وجوارح متباينة مجبولة على الضعف والنقص والمهانة... واستحال في العقول وجود تأليف لا مؤلف له، وثبات صورة لا مصور لها، فعلمت أنّ لها خالقاً خلقها، ومصوراً صوّرها.<ref>ابن بابويه، التوحيد، ص289.</ref> | |||
ونسب إليه [[الشهرستاني |الشهرستاني]] القول بأنّ الأعراض لا تدل على كونه تعالى خالقاً ولا تصلح الأعراض دلالات، بل الأجسام تدل على كونه خالقاً ، وذلك لأن إثبات بعضها يحتاج إلى دليل وما يستدل به على وجود الله ينبغي أن يكون ضرورياً.<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص309. أسعدي، هشام بن الحكم، ص73-79.</ref> | |||
=====صفاته===== | =====صفاته===== | ||
يمكن تصنيف مباحث صفات الله عند | يمكن تصنيف مباحث صفات الله عند هشام إلى صنفين: العامّة والخاصّة. | ||
ومن جملة المباحث العامّة دراسة كيفية اتصافه تعالى بالصفات، فقد ذهب هشام إلى ثبوت الصفات ولكنه في الوقت نفسه رفض القول بأنّ صفاته تعالى عين ذاتة، كما أنّه خالف [[المعتزلة]] الذين ذهبوا إلى القول - بأنّ الله عالماً لنفسه وبنفسه- ويتضح موقف هشام هذا بجلاء في خصوص [[الإلهيات|العلم الإلهي]] . | |||
حيث نَقل عنه [[الشهرستاني |الشهرستاني]] بصراحة<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص37-38.</ref>إنه كان يقول: إنّ البارئ علم بعلم.<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص311.</ref> | |||
وروي أنّ هشام بن الحكم يقول في صفات من قبيل العلم والإرادة والخلق والبقاء والفناء: إن خلق الشيء صفة للشيء لا هو الشيء ولا هو غيره لأنّه صفة للشيء والصفة لا توصف، وكذلك البقاء صفة للباقي لا هي هو ولا غيره وكذلك الفناء صفة للفاني لا هي هو ولا هي غيره.<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص55-222-511. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص67-69.</ref> | |||
وكان يقول في قدرة الله وسمعه وبصره وحياته وإرادته أنّها لا قديمة ولا محدثة، لأنّ الصفة لا توصف، وأنّها لا هي هو ولا غيره. | |||
=====العلم الإلهي===== | =====العلم الإلهي===== | ||
{{مفصلة|الإلهيات}} | {{مفصلة|الإلهيات}} | ||
يظهر من بعض ما نسبه إليه غير واحد من مؤلفي الفرق أنّه يذهب إلى القول بأن علم الله تعالى حادث،<ref>القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص183. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص67. المجلسي، بحار الأنوار، ج4، ص90.</ref> وأنّه تعالى لا يعلم بالأشياء قبل حدوثها مطلقاً سواء كانت تلك الأشياء أفعال البشر أم غيرها، فيما ينسب إليه أنّ علمه تعالى بأفعال العباد حادث. | |||
نعم، هناك إشارات أخرى تنفي تلك النسبة عنه وتذهب إلى القول بأنّه لم يكن من النافين للعلم الإلهي بالمستقبليات بل يقول بثبوت علمه بها مع حصول علم آخر له بالأشياء بعد خلقها. | |||
علماً أنّ السبب الذي دعاه- حسب الفرض - إلى القول بحدوث العلم، لأن القول بأزلية العلم يستلزم القول بأزلية المعلوم فضلاً عن عدم صحة الإمتحان والابتلاء من الله لعباده حينئذ، وأنّه كان يقرر ذلك بقوله: فإن كان الله لم يزل عالماً بكفر الكافرين، فما معنى إرسال الرسل إليهم، وما معنى الاحتجاج عليهم؟ وما معنى تعريضهم لما قد علم أنّهم لا يتعرضون له؟<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص311-312. الشهرستاني، نهاية الإقدام في علم الكلام، ص217 ؛ العلامة الحلّي، أنوار الملكوت، ص159.</ref> <ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص37-493-494. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص67. العلامة الحلّي، أنوار الملكوت، ص60-61.</ref> | |||
===== الأدلة النقلية ===== | ===== الأدلة النقلية ===== | ||
ذكروا أنّ | ذكروا أنّ هشاماً استدل على ما ذهب إليه بقوله تعالى: {{قرآن| ثُمَّ جَعَلْنَاكمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كيفَ تَعْمَلُونَ}} (يونس،14) وقوله تعالى: {{قرآن| الأنَ خَفَّفَ اللَّـهُ عَنكمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكمْ ضَعْفًا}}.(الأنفال، 66).<ref>الخياط، الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، ص115.</ref> | ||
وفي الوقت الذي نرى فيه بعض [[:تصنيف:أعلام الشيعة|أعلام الشيعة]] [[العلامة الحلي|كالعلامة الحلي]] ينسبون إلى هشام القول بحدوث علمه تعالى،<ref>العلامة الحلّي، أنوار الملكوت، ص160-161.</ref> نرى الكثير منهم ينفون عنه تلك النسبة وينزهون ساحته عن تلك الزلة.<ref>المفيد، أوائل المقالات، ص54-55. الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج1، ص86. أسعدي، هشام بن الحكم، ص86-115.</ref> | وفي الوقت الذي نرى فيه بعض [[:تصنيف:أعلام الشيعة|أعلام الشيعة]] [[العلامة الحلي|كالعلامة الحلي]] ينسبون إلى هشام القول بحدوث علمه تعالى،<ref>العلامة الحلّي، أنوار الملكوت، ص160-161.</ref> نرى الكثير منهم ينفون عنه تلك النسبة وينزهون ساحته عن تلك الزلة.<ref>المفيد، أوائل المقالات، ص54-55. الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج1، ص86. أسعدي، هشام بن الحكم، ص86-115.</ref> | ||
سطر ١٩٧: | سطر ١٨٦: | ||
===== التشبيه والتجسيم ===== | ===== التشبيه والتجسيم ===== | ||
من الأمور التي نسبتها بعض [[:تصنيف:كتاب الملل والنحل|كتب الملل والنحل]] إلى | من الأمور التي نسبتها بعض [[:تصنيف:كتاب الملل والنحل|كتب الملل والنحل]] إلى هشام والهشامية بل إلى [[الشيعة]] قضية [[التجسيم]] مدعين أنّهم أوّل من قال [[التجسيم|بالتجسيم]] وأن الله تعالى جسم، <ref>الخياط، الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، ص60. الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص31-33. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص66. الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص308.</ref> وقيل أن هشاماً استند لمدّعاه في [[التجسيم]] على ثلاثة أدلة،<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص105-106. الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص31-33. ابن بابويه، التوحيد، ص99.</ref> لكن ليست هذه الأدلة بكاملة وحسب بل إن اسنادها إلى هشام بحاجة إلى تأمل ولا يظهر صحته.<ref>أسعدي، هشام بن حكم، ص118-121.</ref> | ||
وقد ذهب [[:تصنيف:علماء الشيعة |علماء الشيعة]] في معالجة تلك النسبة إلى ثلاثة اتجاهات: | وقد ذهب [[:تصنيف:علماء الشيعة |علماء الشيعة]] في معالجة تلك النسبة إلى ثلاثة اتجاهات: | ||
الاتجاه الأوّل: ذهب أصحاب هذا الاتجاه إلى إنكار تلك النسبة أساساً وأنها من مفتريات خصومه الذين نسبوا إليه ذلك.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص300. شرف الدين، المراجعات، ص420-421.</ref> | |||
الاتجاه الثاني: ذهب أصحاب هذا الاتجاه، إلى القول بأن هشاماً إنما ذهب إلى ذلك القول قبل التحاقه بمدرسة [[الإمام الصادق]] {{ع}}.<ref>الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج1، ص365-366. المجلسي، بحار الأنوار، ج3، ص290. مدرس يزدي، مجالس المؤمنين، ص67. شرف الدين، المراجعات، ص420.</ref> | |||
الاتجاه الثالث: فيما ذهب هذا الفريق إلى القول بأن هشاماً إنما قال "إن الله جسم لا كالاجسام" في مقام المعارضة للمعتزلة أو [[أبو الهذيل العلاف |لأبي الهذيل العلاف]] أو [[هشام بن سالم |لهشام بن سالم]] الجواليقي.<ref>الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج1، ص83-84. الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص307-308. المجلسي، بحار الأنوار، ج3، ص290.</ref> | |||
===معرفة العالم === | ===معرفة العالم === | ||
=====حدوث العالم===== | =====حدوث العالم===== | ||
ذكروا | ذكروا لهشام بن الحكم مجموعة من النظريات والآراء في هذا المجال . | ||
منها:القول [[نظرية حدوث العالم|بحدوث العالم]] وهذا ما يظهر من عنوان بعض مؤلفاته . | |||
ومنها: [[تناهي العالم]]، وإنكار [[الجزء الذي لا يتجزأ |الجزء الذي لا يتجزأ]] والاعتقاد بتداخل بعض الاجسام مع البعض الآخر<ref>ابن قتيبه، عيون الأخبار، ج 2، ص 153؛ الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص 59؛ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص 68.</ref> | |||
=====الجسم والأعراض===== | =====الجسم والأعراض===== | ||
من الموضوعات المهمة في مجال معرفة العالم التي حظيت بأهمية كبيرة في فكر | من الموضوعات المهمة في مجال معرفة العالم التي حظيت بأهمية كبيرة في فكر هشام بن الحكم مسألة [[الجسم |الجسم]] و[[العرض |العرض]] . | ||
فقد ذكر [[التوحيدي |التوحيدي]] في [[البصائر والذخائر |البصائر والذخائر]] أنّ هشاما كان يرى الأجسام أشياء لها طول وعرض وعمق، وأما [[الأعراض |الأعراض]] فهي صفات للأجسام لا توجد إلا فيها وتعدم بالأنفصال عنها.<ref>التوحيدي، البصائر والذخائر، ص195-196.</ref> | |||
وقد اختلف هشام مع المشهور حول [[الأعراض |الاعراض]] حيث فضّل استعمال مفردة الصفات بدلا عن الأعراض، وعَدَّ في زمرة صفات الأجسام ما يدرجه غيره تحت [[الأعراض|مقوله الأعراض]] من قبيل الحركات والقيام والقعود والإرادة والكراهة والطاعة والمعصية<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص344.</ref> | |||
=====الظواهر الطبيعية===== | =====الظواهر الطبيعية===== | ||
لهشام بن الحكم معالجات وتحليلات لبعض الظواهر الطبيعية كالزلزلة والفضاء والمطر والهواء و...)<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص267-268. الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص63. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص68.</ref> | |||
فقد نسب إليه الأشعري<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص62.</ref> القول في تحليل ظاهرة الزلازل: إن الله سبحانه خلق الأرض من [[الطبائع الأربعة |طبائع]] مختلفة يمسك بعضها بعضاً فإذا ضعفت طبيعة منها غلبت الأخرى فكانت الزلزلة، وإن ضعفت أشدّ من ذلك كان الخسف. | |||
وكان يقول في [[السحر |السحر]]: إنه خديعة ومخاريق ولا يجوز أن يقلب الساحر إنساناً حماراً أو العصا حيّة. | |||
وكان يقول في المطر: جائر أن يكون ماء يصعده الله ثم يمطره على الناس وجائز أن يكون الله يخترعه في الجو ثم يمطره وكان يزعم أن الجو جسم رقيق.<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص62.</ref> | |||
=====الملائكة===== | =====الملائكة===== | ||
قال هشام في [[الملائكة |الملائكة]]: إنّهم مأمورون منهيون لقول الله عزّ وجل في الآية 29 من سورة الأنبياء {{قرآن| وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمين}} وقوله سبحانه في سورة النحل الآية 49 {{قرآن| يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ}}. | |||
=====الجن===== | =====الجن===== | ||
وافق هشام بن الحكم [[المعتزلة]] فيما ذهبت إليه مؤكداً على أن [[الجن |الجن]] مأمورون ومنهيون لأنّه تعالى قال: | |||
{{قرآن| | {{قرآن| يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطان}} الرحمن 33. | ||
و {{قرآن| | و {{قرآن| لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَان}} الرحمن 74. | ||
===== الشيطان ===== | ===== الشيطان ===== | ||
يستند هشام في ثبوت [[الشيطان |الشيطان]] إلى قوله تعالى في سورة الناس الآية الرابعة {{قرآن| مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}} وقوله في الآية الخامسة {{قرآن| الَّذِي يوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}}. | |||
ومما قاله في هذا الخصوص: فعلمنا أنّه يوسوس وليس يدخل أبدان الناس، ولكن قد يجوز أن يكون الله سبحانه قد جعل الجوَّ أداة [[الشيطان |للشيطان]] يصل بها إلى القلب من غير أن يدخل فيه، وقال: ويعلم ما يحدث في القلب وليس ذلك بغيب لأن الله سبحانه قد جعل عليه دليلاً مثل ذلك أن يشير الرجل إلى الرجل أن أقبل أو أدبر فيعلم ما يريد فذلك إذا فعل الإنسان فعلاً يريد شيئاً من البرّ عرف [[الشيطان |الشيطان]] ذلك بالدليل فينهي الإنسان عنه.<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص62.</ref> | |||
=== معرفة الانسان === | === معرفة الانسان === | ||
===== نفي جسمانية الإنسان ===== | ===== نفي جسمانية الإنسان ===== | ||
يذهب هشام إلى نفي الجسمية عن الإنسان، فقد صرح في مناظرة له مع [[النظّام |النظّام]] بعدم جسمانية الروح<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، ج2، ص123-124.</ref> ومما يؤيد ذلك أن [[الشيخ المفيد]] ذكر في المسائل السّروية،<ref>المفيد، المسائل السروية،ص57-59.</ref> في جواب السؤال الموجه إليه حول الإنسان أهو هذا الشخص المرئي المدرك أم جزء حال في القلب حساس دراك؟ إن الإنسان هو ما ذكره [[:تصنيف:نوبخت |بنو نوبخت]] وقد حكي عن هشام بن الحكم أيضاً هو شيء قائم بنفسه لا حجم له ولا حيّز لا يصح عليه التركيب ولا [[الحركة |الحركة]] ولا و[[السكون |السكون]] ولا الاجتماع والافتراق وهو الشيء الذي كانت تسميه [[الحكماء |الحكماء]] الأوائل [[الجوهر البسيط |الجوهر البسيط]]<ref>المفيد، أوائل المقالات، ص183.</ref> | |||
===== خلود الإنسان ===== | ===== خلود الإنسان ===== | ||
يذهب هشام بن الحكم إلى القول بخلود الإنسان وله مناظرة مع النظّام استدل فيها على خلود أصحاب الجنّة.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص274-275. المقدسي، البدء والتاريخ، ج2، ص121-122.</ref> | |||
===== الجبر والاختيار ===== | ===== الجبر والاختيار ===== | ||
اضطربت الكلمات المنقولة | اضطربت الكلمات المنقولة عن هشام في خصوص مسألة [[الجبر و التفويض |الجبر والاختيار]]، حيث نسب البعض إليه القول بالجبر<ref>ابن قتيبه، عيون الأخبار، ج2، ص142. الدينوري، تأويل مختلف الحديث، ص35. الخياط، الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، ص6. ابن عبد ربّه، عقد الفريد، ج2، ص236. المقدسي، البدء والتاريخ، ج5، ص132.</ref> | ||
إلا أن كبار علام الشيعة [[الشريف المرتضى|كالشريف المرتضى]] <ref>الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج1، ص86-87.</ref> نفوا تلك النسبة عنه، وذلك لأن روايات [[أهل البيت]] {{هم}} المادحة | إلا أن كبار علام الشيعة [[الشريف المرتضى|كالشريف المرتضى]] <ref>الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج1، ص86-87.</ref> نفوا تلك النسبة عنه، وذلك لأن روايات [[أهل البيت]] {{هم}} المادحة لهشام تنفي عنه ذلك، إذ من غير المعقول أن يثني [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]] {{هم}} على رجل يخالفهم في قضية مهمة [[الجبر و التفويض |كالجبر والاختيار]]. | ||
يضاف إلى ذلك أنّ هشاماً كان من ضمن [[:تصنيف:الرواة |الرواة]] الذين نقلوا عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] {{هم}} روايات إبطال الجبر<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج5، ص18-20.</ref> | |||
وأيضاً مضافاً إلى ما نسب إليه من القول بالاختيار، وذلك أثناء استدلاله على حدوث العلم الإلهي حيث برّر رأيه بأنّ القول بأزلية العلم الإلهي هنا يتنافى مع [[التكليف |التكليف]] والاختيار لدى الإنسان<ref>البغدادي، الفرق بين الفرق، ص67.</ref> | |||
وروى الأشعري عن [[جعفر بن حرب |جعفر بن حرب]] عن هشام بن الحكم أنّه كان يقول: إنّ أفعال الإنسان إختيار له من وجه واضطرار من وجه آخر، اختيار من جهة أنه أرادها واكتسبها واضطرار من جهة أنّها لا تكون منه إلا عند حدوث السبب المهيج عليها<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص40-41.</ref> | |||
ولا ريب أنّ إدراك مغزى كلام هشام لا يتم إلا بعد معرفة المراد من السبب المهيج. وعلى كل حال لا يمكن القول بالتلازم بين السبب المهيج والجبر، وذلك لأن كلمات [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] {{هم}} في الوقت الذي نفت فيه الجبر اعتبرت السبب المهيج من أركان الاستطاعة . | |||
ومن هنا لابد من القول بأنّ هشاماً كان - شأنه شأن سائر [[:تصنيف:علماء الشيعة |علماء الشيعة]] - من القائل بنظرية الأمر بين الأمرين<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص177-181.</ref> | |||
=====الاستطاعة===== | =====الاستطاعة===== | ||
يلحظ | يلحظ هشام في معنى الاستطاعة كل ما له تأثير مباشر أو غير مباشر في تحقق الفعل. | ||
وذهب [[الشهرستاني |الشهرستاني]]<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص150.</ref> إلى القول بأنّ أركان الاستطاعة عند هشام ثلاثة هي: الآلات والجوارح والوقت والمكان. فيما ذهب الأشعري إلى القول بأنها خمسة: الصحة، وتخلية الشؤون، والمدّة في الوقت، والآلة التي يكون بها الفعل كاليد يكون بها اللطم، والفأس للنجارة، والإبرة للخياطة، والسبب المهيج الذي من أجله يكون الفعل . فإذا اجتمعت هذه الأشياء كان الفعل واقعاً.<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص42-43.</ref> ولكن من العسير فهم مراد هشام من السبب الوارد والسبب المهيج؛ بل استعصى فهم ذلك حتى على الرجال الذين تلقوه في عصر النص، ومن هنا نوكل فهمه إلى [[الأئمة]]{{هم}}<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص181-185.</ref> | |||
===معرفة النبوّة=== | ===معرفة النبوّة=== | ||
=====تعريف النبي===== | =====تعريف النبي===== | ||
نقل عن هشام بن الحكم تعريفه [[النبي محمد|للنّبي]] {{صل}} بأنّه إنسان مبعوث من اللّه تعالى إلى عباده بواسطة [[جبرائيل |الملك]] الذي يوحي إليه، وأن الإيحاء هو أحد الفوارق الأساسية بين [[النبي محمد|النبي]] و[[الأئمة الإثني عشر|الإمام]]{{هم}}<ref>ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص365. المجلسي، بحار الأنوار، ج69، ص148-149.</ref> | |||
=====العصمة===== | =====العصمة===== | ||
سطر ٢٨٨: | سطر ٢٧٦: | ||
{{مفصلة|العصمة}} | {{مفصلة|العصمة}} | ||
نسب كلّ من الأشعري والبغدادي إلى هشام القول بأنّ [[الرسول صلي الله عليه و آله و سلم|الرسول]]{{صل}} جائز عليه أن يعصي الله، فأمّا [[الأئمة الأطهار عليهم السلام |الأئمة]] {{ع}} فلا يجوز ذلك عليهم، لأنّ [[الرسول صلي الله عليه و آله و سلم|الرسول]] {{صل}} إذا عصى فالوحي يأتيه من قبل الله و[[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] {{ع}} لا يوحي إليهم ولا تهبط [[الملائكة |الملائكة]] عليهم وهم [[العصمة|معصومون]] فلا يجوز عليهم أن يسهوا ولا يغلطوا وإن جاز على [[الرسول صلي الله عليه و آله و سلم|الرسول]] {{صل}}العصيان<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص48.</ref> <ref>البغدادي، الفرق بين الفرق، ص67-68.</ref> | |||
وعلى فرض التسليم بهذه النسبة إلى هشام فإنها لا تعني بحال من الأحوال نفي [[العصمة]] عن النبي مطلقاً حتى في تلقي [[الوحي |الوحي]] وتبليغه، بل هناك شواهد تمنع من ذهاب هشام إلى القول بنفي [[العصمة]]<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص189-191.</ref> | |||
منها : أنّه إنما تلفظ بذلك- على فرض صدوره- من باب إلزام الخصم<ref>نعمة، هشام بن الحكم، ص203.</ref> ومن الجائز أن يقصد في مقام الاستدلال على [[العصمة|عصمة الإمام]] أنّه إذا جاز أن يكون [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي]] {{صل}} [[العصمة|معصوماً]] مع كونه [[الوحي |يوحى]] إليه لو أخطأ فينبهه على وجه الخطأ، كان جواز [[العصمة |العصمة]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|للإمام]] {{ع}} مع كونه لا [[الوحي |يوحى]] إليه أولى، فإنه يجوز أن يكون ذلك كلاماً ساقه إليه الافتراض، لأجل بيان وجه [[العصمة|عصمة]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الإمام]] {{ع}} وأن ثبوتها في [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الإمام]] {{ع}} أولى لأنه لا [[الوحي |يوحى]] إليه بخلاف [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي]] {{صل}}. | |||
نعم، إن هذا الاحتمال لا ينسجم مع ما نقل عنه من معصية [[الرسول صلي الله عليه و آله و سلم|الرسول]] {{صل}}، إلا إذا قلنا بأنّ الذين ألصقوا به تهمة الإلزام هم أنفسهم نسبوا إليه تلك الفرية كذباً<ref>أسعدي، هشام بن الحكم، ص191.</ref> | |||
===== المعجزة ===== | ===== المعجزة ===== | ||
من خصائص [[:تصنيف:الأنبياء |الأنبياء]] الأخرى التي تعرض لها هشام مسألة [[المعجزة |المعجزة]] والتي فسّرها بالأمور الخارقة للعادة، موزعاً لها على ثلاث طوائف: | |||
الطائفة الأولى: الأمور الخارقة للعادة التي ينحصر وقوعها على يد [[:تصنيف:الأنبياء |الأنبياء]] فقط ولا يتسنّى لغيرهم الإتيان بها، وهي المعبّر عنها بين المتكلمين [[المعجزة|بالمعجزة]]<ref>البغدادي، الفرق بين الفرق، ص68.</ref> | |||
الطائفة الثانية: الخوارق التي لا ينحصر وقوعها بيد [[:تصنيف:الأنبياء|الأنبياء]] فقط بل يمكن أن تقع على يد غيرهم. وحكي عنه أنّه أجاز المشي على الماء لغير [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي]] {{صل}}<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص63. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص68.</ref>وهذه الطائفة من الخوارق تسمّى [[الكرامات|بالكرامات]]، وقد روي عن هشام أنه كان يقول بوقوع [[الكرامات |الكرامات]] وخوارق العادات على يد [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] {{هم}} عامّة والإمامين [[الإمام الصادق|الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] {{هما}} خاصّة<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص271-310. القطب الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص325. المجلسي، بحار الأنوار، ج48، ص31-33-34.</ref> | |||
الطائفة الثالثة: ما يظهر أنه خرق للعادة أحياناً هو في الحقيقة مجرد خديعة [[السحر |كالسحر]] حيث كان يقول في [[السحر]] إنّه خديعة ومخاريق ولا يجوز أن يقلب الساحرُ إنساناً حماراً أو العصا حيّة<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص63.</ref> | |||
===== دليل ضرورة النبوّة ===== | ===== دليل ضرورة النبوّة ===== | ||
من الأمور التي تعرض لها هشام قضية المستند والدليل على ضرورة [[النبوّة |النبوّة]]، فكان يرى دليل الضرورة هنا هو نفس دليل الضرورة في نصب [[الإمام |الإمام]]. | |||
ويمكن تحليل مستنده وإرجاعه إمّا إلى دليل كون الإنسان اجتماعياً بالطبع، أو إلى [[قاعدة اللطف |قاعدة اللطف]]. فقد روي عنه أنّه كان يعلل وجود [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي]] {{صل}} و[[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الإمام]] {{ع}} وأنه تعالى أقام لعباده حجًة ودليلاً كيلا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربّهم<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص172. أسعدي، هشام بن الحكم، ص194-196.</ref> | |||
=== الإمامة === | === الإمامة === | ||
كان | كان لهشام بن الحكم كما كان لغيره من كبار علماء [[الإمامية]] مناظرات في [[الإمامة |الإمامة]]، بل نجد [[الإمام الصادق]] {{ع}} يوكل إليه مناظرة الرجل الشامي في موضوع [[الإمامة]] من بين سائر [[:تصنيف:أصحاب الإمام الصادق |أصحاب الإمام]] الحاضرين في مجلسه<ref>الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، ج2، ص365-367.</ref> | ||
===== وجوب النصب الإلهي ===== | ===== وجوب النصب الإلهي ===== | ||
يرى هشام كسائر متكلمي [[الإمامية]] وجوب النصب الإلهي [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|للإمام]]. مستنداً في مدعاه على: | |||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
# | # [[برهان الحكمة |برهان الحكمة]]. | ||
# | # [[برهان العدل |برهان العدل]] . | ||
# | # [[برهان الاضطرار |برهان الاضطرار]] . | ||
# | # [[برهان الرحمة |برهان الرحمة]]<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص168-173. المسعودي، مروج الذهب، ج5، ص22-23. ابن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص207 -209، ج2، ص365. الطبرسي، ج2، ص367-368. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص305.</ref> | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
والجميع تعود بنحو ما إلى [[برهان اللطف |برهان اللطف]]، وذلك أن هشاما يرى أن وجود [[الإمام |الإمام]] يعني وجود المعلم الذي يجمعُ للناس كلمتهُمْ ويُقِيمُ أَوَدَهُمْ ويُخبِرُهُمْ بحَقِّهِمْ من باطلهم كيلا يتشتتوا أو يختلفوا<ref>ابن بابويه، ص270-275. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ص202-204. أسعدي، هشام بن الحكم، ص201-212.</ref> | |||
===== خصائص الإمام ===== | ===== خصائص الإمام ===== | ||
يمكن تصنيف الخصائص التي افترضها هشام في [[الإمام |الإمام]] إلى الخصائص النسبية والخصائص الشخصية: | |||
الخصائص النسبية: هي أن يكون معروف القبيلة معروف الجنس معروف النسب معروف البيت، وكونه منصوصاً عليه<ref>ابن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص362-368. المجلسي، بحار الأنوار، ج48، ص197-203.</ref> | |||
وقد صرح [[القاضي عبد الجبار |القاضي عبد الجبار]] في المغني بأن دعوى النصّ الجلي على خلافة [[علي بن أبي طالب|علي]] مما وضعه [[هشام بن الحكم |هشام بن الحكم]] ونصره [[ الراوندي |ابن الراوندي]] و[[أبو عيسى الوراق |أبو عيسى الوراق]] وغيرهم<ref>القاضي عبد الجابر، شرح الأصول الخمسة، ج20، ص118.</ref> وقد ردّ [[:تصنيف:علماء الشيعة |علماء الشيعة]] ومتكلموها كلام القاضي هذا لأن جمعاً من [[:تصنيف:متكلّمو الشيعة|متكلّمي الشيعة]] قد سبقوا | وقد صرح [[القاضي عبد الجبار |القاضي عبد الجبار]] في المغني بأن دعوى النصّ الجلي على خلافة [[علي بن أبي طالب|علي]] مما وضعه [[هشام بن الحكم |هشام بن الحكم]] ونصره [[ الراوندي |ابن الراوندي]] و[[أبو عيسى الوراق |أبو عيسى الوراق]] وغيرهم<ref>القاضي عبد الجابر، شرح الأصول الخمسة، ج20، ص118.</ref> وقد ردّ [[:تصنيف:علماء الشيعة |علماء الشيعة]] ومتكلموها كلام القاضي هذا لأن جمعاً من [[:تصنيف:متكلّمو الشيعة|متكلّمي الشيعة]] قد سبقوا هشاماً، وتناولوا بحث [[الإمامة |الإمامة]]، وألّفوا فيها منهم [[عيسى بن روضة |عيسى بن روضة]] حاجب [[المنصور العباسي |المنصور العباسي]]، الذي صنف كتاباً في [[الإمامة |الإمامة]]. | ||
الخصائص الشخصية : هي [[العصمة |العصمة]] و[[العلم |العلم]] والسخاء والجود والشجاعة. وحينما سُئل عن معنى قوله إن [[الإمام |الإمام]] لا يكون إلا [[العصمة|معصوماً]]؟ قال: سألت [[الإمام الصادق|أبا عبد الله الصادق]] {{ع}}عن ذلك فقال: [[العصمة|المعصوم]] هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، وقال الله تبارك وتعالى {{قرآن| وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم}}. آل عمران الآية 101.<ref>ابن بابويه، معاني الأخبار، ص132. المجلسي، بحار الأنوار، ج25، ص194-195.</ref> | |||
===== تحليل العصمة ===== | ===== تحليل العصمة ===== | ||
سطر ٣٤٢: | سطر ٣٣٠: | ||
{{مفصلة|العصمة}} | {{مفصلة|العصمة}} | ||
يظهر من جواب هشام [[ابن أبي عمير |لابن أبي عمير]]، المرادُ من حقيقة [[العصمة |العصمة]] عند هشام وتحليله لها. | |||
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" > | <div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" > | ||
قال [[ابن أبي عمير]]: ما سمعت و لا استفدت من [[هشام بن الحكم |هشام بن الحكم]] في طول صحبتي إيّاه شيئاً أحسن من هذا الكلام في صفة [[العصمة|عصمة]] [[الإمام |الإمام]]، فإني سألته يوماً عن [[الإمام]] أهو [[العصمة|معصوم]] ؟ | |||
قال: نعم. | |||
قلت له: فما صفة [[العصمة]] فيه وبأي شيء تعرف؟ | |||
قال: إنّ جميع الذنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة. فهذه منفية عنه،<br /> | |||
لا يجوز أن يكون حريصاً على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه، لأنه خازن [[المسلمين |المسلمين]] فعلى ماذا يحرص ؟ <br /> | |||
ولا يجوز أن يكون حسوداً، لأنّ الإنسان إنما يحسد من هو فوقه، وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه، <br /> | |||
ولا يجوز أن يغضب لشيء من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل، فإن الله عز وجل قد فرض عليه إقامة الحدود وأن لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله عز وجل. <br /> | |||
ولا يجوز أن يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة، لأن الله عز وجل حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا، فهل رأيت أحداً ترك وجهاً حسناً لوجه قبيح وطعاماً طيباً لطعام مرّ، وثوباً ليّنا لثوب خشن، ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية<ref>ابن بابويه، معاني الأخبار، ص133. المجلسي، بحار الأنوار، ص215.</ref>؟! | |||
وقد استدل هشام على ضرورة [[العصمة]] بمجموعة من الأدلة منها : [[برهان التسلسل |برهان التسلسل]] و[[برهان تنافي الذنب |برهان تنافي الذنب مع شؤون الإمامة]]<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ص204. المجلسي، بحار الأنوار، ج2، ص367.</ref> | |||
وحول مساحة [[العصمة]] يذهب هشام- كما نقل عنه- إلى القول [[العصمة|بعصمة]] [[الإمام |الإمام]] عن المعاصي والذنوب الكبيرة والصغيرة<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ص203؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج25، ص143.</ref> ويظهر من التعريف الذي ذكره [[الإمامة|للإمامة]] وما نقله عنه كل من البغدادي<ref>البغدادي، الفرق بين الفرق، ص67 .</ref> والشهرستاني<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص310-311.</ref> أنّه يذهب إلى [[العصمة|عصمة]] [[الإمام |الإمام]] من المعاصي، إلاّ أن الأشعري<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص48.</ref> روى عنه القول [[العصمة|بالعصمة]] من السهو والخطأ أيضاً. | |||
</div> | </div> | ||
===== العلم ===== | ===== العلم ===== | ||
ومن خصائص [[الإمام]] عند | ومن خصائص [[الإمام]] عند هشام تحليه بالعلم، ويعني بهذا أن الغرض من نصب [[الإمام |الإمام]] هو [[برهان اللطف |لطف من الله]] يقرّب من خلاله العباد إلى الطاعة ويبعدهم عن العصيان، وهذا لا يتم إلا إذا كان [[الإمام]] عالماً؛ أما مع فرض كونه جاهلاً فيكون نقضاً للغرض الذي من أجله وجب [[الإمام]]<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ص274.</ref> | ||
===== تنفيذ الأحكام ===== | ===== تنفيذ الأحكام ===== | ||
من شئون [[الإمام]] الثابتة له جزماً تنفيذ الأحكام وإجراء الحدود وإقامة السنن و[[الشرائع السمواية |الشرائع الإلهية]]، وهي متوقفة على كونه عالماً؛ إذ لو لم يكن عالماً لم يؤمن أن تنقلب شرائعه وأحكامه، فيقطع من يجب عليه الحد، ويحد من يجب عليه القطع<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ص203.</ref> فيتحول الصلاح الذي أراده المولى تعالى إلى فساد <ref>ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص367.</ref> وهو [[برهان نقض الغرض |نقض واضح للغرض]] من وراء نصب [[الإمام]]، ومن هنا نرى | من شئون [[الإمام]] الثابتة له جزماً تنفيذ الأحكام وإجراء الحدود وإقامة السنن و[[الشرائع السمواية |الشرائع الإلهية]]، وهي متوقفة على كونه عالماً؛ إذ لو لم يكن عالماً لم يؤمن أن تنقلب شرائعه وأحكامه، فيقطع من يجب عليه الحد، ويحد من يجب عليه القطع<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ص203.</ref> فيتحول الصلاح الذي أراده المولى تعالى إلى فساد <ref>ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص367.</ref> وهو [[برهان نقض الغرض |نقض واضح للغرض]] من وراء نصب [[الإمام]]، ومن هنا نرى هشاماً يستدل على معتقده هذا بقوله تعالى في سورة يونس الآية الخامسة والثلاثين: {{قرآن| قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}}يونس 35.<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ص203-204.</ref> | ||
===== الشجاعة ===== | ===== الشجاعة ===== | ||
يعتبر هشام في [[الإمام |الإمام]] أن يكون كاملا في كل الصفات المحمودة حتى الصفات التي ليس لها صلة بناحية التشريع والتبليغ، فهو عنده لا بد أن يكون مثالاً كاملاً في كل الخصال الحميدة ككونه أشجع الناس وأسخى الناس. <br /> | |||
وقد قرر ذلك في جواب سؤال [[عبد الله بن يزيد الأباضي |عبد الله بن يزيد الأباضي]] <br /> | |||
حينما قال له: فمن أين زعمت أنه لا بد أن يكون أشجع الخلق؟ <br /> | |||
قال: لأنه قيّمهم الذي يرجعون إليه في الحرب فإن هرب فقد باء بغضب من الله ولا يجوز أن يبوء [[الإمام]] بغضب من الله وذلك قوله عز وجل: {{قرآن| إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}}الأنفال 15-16. <br /> | |||
قال الإباضي: فمن أين زعمت أنه لا بد أن يكون أسخى الخلق؟ <br /> | |||
قال: لأنه إن لم يكن سخياً لم يصلح للإمامة لحاجة الناس إلى نواله وفضله والقسمة بينهم بالسويّة وليجعل الحق في موضعه لأنّه إذا كان سخياً لم يتق نفسه إلى أخذ شيء من حقوق الناس و[[المسلمون|المسلمين]] ولا يفضل نصيبه في القسمة على أحد من رعيته، وقد قلنا إنه [[العصمة |معصوم]] فإذالم يكن أشجع الخلق وأعلم الخلق وأسخى الخلق وأعف الخلق لم يجز أن يكون إماماً<ref>ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص367. ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ص204. المجلسي، بحار الأنوار، ج25، ص143-144.</ref> | |||
وقد روى | وقد روى هشام عن أبيه عن عدّة وسائط عن [[رسول الله|رسول الله]] {{صل}}قال: إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي [[الأئمة الإثنا عشر (كتاب)|الإثني عشر]] {{هم}} أوّلهم أخي [[علي بن ابي طالب|علي]] وآخرهم ولدي [[المهدي المنتظر|المهدي]] الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً<ref>الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، ص371.</ref> | ||
وقد تمسك | وقد تمسك هشام بن الحكم لإثبات إمامة [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين علي]]{{ع}} بمجموعة من الأدلة العقلية والنقلية. وتقوم أدلته العقلية على لزوم النص و[[العصمة]] فضلاً عن لزوم أفضلية [[الإمام]]. وعليه فان عدم النصّ وانتفاء [[العصمة]] في منتحلي [[الخلافة]] و[[الإمامة]] من الأمور المجمع عليها، بل لم نَرَى من المؤيدين لهم من يدعي [[العصمة |عصمتهم]] أو النص عليهم، وإنّما ذلك من المقولات الخاصة التي تفردت بها [[الشيعة]] فقط، وقد نقل عن هشام بن الحكم تصريحه [[العصمة|بعصمة الإمام]] والنصّ عليه<ref>الملطي الشافعي، التنبيه، ص31.</ref> | ||
وحينما قال له رجل من القوم : لم فضلت [[علي بن ابي طالب|عليّاً]] على [[أبو بكر بن قحافة |أبي بكر]]؟<br /> | |||
قال هشام: <br /> | |||
لأنكم قلتم وقلنا وقالت العامة : الجنة اشتاقت إلى أربعة نفر إلى [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} و[[المقداد بن الأسود |المقداد بن الأسود]] و[[عمار بن ياسر |عمار بن ياسر]] و[[أبو ذر الغفاري |أبي ذر الغفاري]] فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.<br /> | |||
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن الذابين عن الإسلام أربعة نفر [[علي بن أبي طالب]] و... فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم .<br /> | |||
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن القراء أربعة نفر [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} و...فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة. <br /> | |||
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن المطهرين من السماء أربعة نفر [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} و... فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة. <br /> | |||
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن الأبرار أربعة [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} و....فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة<ref>المفيد، الاختصاص، ص96-98. المجلسي، بحار الأنوار، ج10، ص297-298.</ref> | |||
===== ردّ منتحلي الخلافة ===== | ===== ردّ منتحلي الخلافة ===== | ||
سطر ٣٩٧: | سطر ٣٨٥: | ||
{{مفصلة|الخلافة}} | {{مفصلة|الخلافة}} | ||
لهشام بن الحكم مساهمات في تزييف وردّ منتحلي [[الخلافة]] منها ما ذكره في رد من يستند إلى [[آية الغار |آية الغار]] لإثبات حجية خلافة الأول، حيث جاء فيها: أخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أكان لله رضاً أم غير رضا؟ فإن زعم أنه كان لله رضاً فلم نهاه [[رسول الله |رسول الله]] {{صل}} ؟ أنهاه عن طاعة الله ورضاه؟ وإن زعم أنه كان لله غير رضا فلم يفتخر بشيء كان لله غير رضا.<ref>المفيد، الاختصاص، ص96-97. المجلسي، بحار الأنوار، ج10، ص297.</ref><br /> | |||
وذكر المطلي أن هشاماً يزعم- حسب تعبير الملطي وكأن الملطي يجهل حقيقة ذلك- أن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] {{صل}} نصّ على [[الإمامة|إمامة]] [[علي بن ابي طالب|علي]] {{ع}} في حياته بقوله "[[حديث الولاية|من كنت مولاه فعلي مولاه]]" وبقوله [[علي بن ابي طالب|لعلي]] "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي" وبقوله "[[حديث مدينة العلم|أنا مدينة العلم وعلي بابها]]" وبقوله [[علي بن ابي طالب|لعلي]] "تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله". وأنه وصي [[رسول الله]] وخليفته في ذريته وهو خليفة الله في أمته.<ref>الملطي الشافعي، التنبيه، ص31.</ref><br /> | |||
وحينما سَأَلَ [[بَيَانٌ الحَرُورِيُّ |بَيَانٌ الحَرُورِيُّ]]- أي الخارجي- هشام بن الحكم فقال أَخبرني [[:تصنيف:أصحاب الإمام علي بن أبي طالب |أَصحابُ عليٍّ]] وقتَ حُكْمِ الحكمَيْنِ أَيَّ شيءٍ كانُوا مُؤْمِنِينَ أَمْ كَافِرِين ؟<br /> | |||
قال: كانوا ثلاثة أَصنافٍ صنفٌ مؤمنونَ، وصنفٌ مشركونَ، وصنفٌ ضُلالٌ .<br /> | |||
فأَمَّا المؤمنونَ فالَذين عرفُوا إِمامةَ [[علي بن ابي طالب|عليٍّ]] {{ع}} منْ كتاب اللَّه جلَّ وعَزَّ ونصِّ [[رسول الله|رسولِ اللَّهِ]] {{صل}} وقليلاً ما كانُوا.<br /> | |||
وأَمَّا المشركون فقَوْمٌ مالوا إِلى إِمامة [[معاوية |معاوية]] بصُلْحٍ فأَشْرَكُوا إِذْ جعلُوا [[معاوية |مُعَاوِيَةَ]] مع [[علي بن ابي طالب|عليٍّ]] {{ع}}. <br /> | |||
وأَمَّا الضُّلالُ فمنْ خرج على سبِيلِ العصبِيَّةِ والحميَّةِ للْقَبَائِلِ والعشائِرِ لا للدِّين<ref>ابن بابويه، ج2، ص363.</ref> | |||
== مؤلفاته == | == مؤلفاته == | ||
يُعتبر | يُعتبر هشام من كبار مصنفي [[الشيعة |الشيعة]] إذ صنف الكثير من الكتب والرسائل<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص63. الطوسي، الفهرست، ص355.</ref> فقد ذكرت له كتب الرجال والفهارس 35 كتاباً ورسالة، جميعها فقدت ولم نعثر على شيء منها اليوم. وتشير عناوين كتبه والعلوم التي بحث فيها إلى شموليته واستيعابه للكثير من العلوم وخوضه فيها، منها: | ||
* | * مؤلفاته الفقهة والحديثية: | ||
{{Div col|3}} | {{Div col|3}} | ||
# علل التحريم | # علل التحريم | ||
سطر ٤٢٠: | سطر ٤٠٨: | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
* | * مؤلفاته الكلامية والفلسفية: | ||
{{Div col|3}} | {{Div col|3}} | ||
سطر ٤٥٨: | سطر ٤٤٦: | ||
== وفاته == | == وفاته == | ||
اضطربت كلمة الباحثين والمترجمين لحياة هشام في تحديد سنة وسبب وفاته، إذ طرحوا عدة نظريات:<br /> | |||
الأولى: ما ذهب إليه [[ابن بابويه]]: كان [[يحيي بن خالد|ليحيي بن خالد]] مجلس في داره يحضره [[المتكلمون |المتكلمون]] من كل فرقة و ملة يوم الأحد فيتناظرون في أديانهم يحتج بعضهم على بعض فبلغ ذلك [[هارون الرشيد|الرشيد]] فقال [[يحيي بن خالد|ليحيي بن خالد]] أنا أحب أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري فيحتشموني، فحضر هشام وحضر [[عبد الله بن يزيد الإباضي |عبد الله بن يزيد الإباضي]]، ودار البحث حول [[الإمامة |الإمامة]] فبين هشام خصائص [[الإمام |الإمام]] [[الظاهرية |الظاهرية]] و[[الباطنية |الباطنية]]. فعند ذلك قال ضرار مخاطباً هشاماً: فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت فقال: "صاحب القصر أمير المؤمنين" وكان [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] قد سمع الكلام كله، ففهم منها أنه يعني بذلك [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر]]{{ع}}. فعلم هشام أنه قد أتي فقام فلبس نعليه وانسل وهرب من فوره نحو [[الكوفة]] فوافى [[الكوفة]] ونزل على [[بشير النبال |بشير النبال]] وكان من حملة الحديث فأخبره الخبر. ثم اعتل علّة شديدة مات على أثرها.<ref>ابن بابويه، كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص362-368.</ref> <br /> | |||
الثانية والثالثة: ما ذكرهما [[الكشي |الكشي]]. وترجع الأولى منهما إلى مناظرة هشام [[سليمان بن جرير |لسليمان بن جرير]] في موضوع [[الإمامة |الإمامة]]، حيث صرح هشام في تلك المناظرة بأن [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علياً]] {{ع}} مفترض الطاعة، وأن خلفائه مفترضوا الطاعة وأنّ خليفته إذا قام فأمرني قمت معه، حينها غضب عليه [[هارون الرشيد |هارون الرشيد]] ففر إلى المدائن ومنها إلى [[الكوفة]] ومات في بيت ابن شرف.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص261-262.</ref><br /> | |||
أما الصورة الثالثة، فقد رواها [[الكشي |الكشي]] أيضاً عن يونس، قال: كنت مع [[هشام بن الحكم |هشام بن الحكم]] في مسجده بالعشاء، حيث أتاه مسلم صاحب [[بيت الحكمة |بيت الحكمة]]، فقال له: إن [[يحيى بن خالد |يحيى بن خالد]] يقول: قد أفسدت على [[الرافضة]] دينهم (إلى أن قال): فدخل يحيى على [[هارون الرشيد |هارون]] فأخبره، فأرسل من الغد في طلبه، فطلب في منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر، فلم يلبث شهرين أو أكثر حتى مات في منزل محمد والحسين الحناطين.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص266-267.</ref><br /> | |||
ومن هنا نرى اختلاف كلمة الباحثين في تحديد السنة التي توفي فيها، فقد ذهب [[الكشي]] إلى القول بأنّه توفي في [[الكوفة]] سنة [[سنة 179 للهجرة|179]] هـ في زمن خلافة [[هارون الرشيد]]<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص256.</ref>؛ ويظهر أن هذا الرأي هو الصحيح وينسجم مع القرائن والشواهد التي ذكرناها. وعليه لا يمكن الركون إلى القول بأنه قتل بعد نكبة [[البرامكة |البرامكة]] بقليل في زمان خلافة [[المأمون العباسي]] ([[سنة 198 للهجرة|198]]- [[سنة 218 للهجرة|218]] هـ،<ref>ابن النديم، الفهرست، ص224.</ref> أو في سنة 199 هـ بعد خروجه من بغداد إلى الكوفة.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص433.</ref> | ومن هنا نرى اختلاف كلمة الباحثين في تحديد السنة التي توفي فيها، فقد ذهب [[الكشي]] إلى القول بأنّه توفي في [[الكوفة]] سنة [[سنة 179 للهجرة|179]] هـ في زمن خلافة [[هارون الرشيد]]<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص256.</ref>؛ ويظهر أن هذا الرأي هو الصحيح وينسجم مع القرائن والشواهد التي ذكرناها. وعليه لا يمكن الركون إلى القول بأنه قتل بعد نكبة [[البرامكة |البرامكة]] بقليل في زمان خلافة [[المأمون العباسي]] ([[سنة 198 للهجرة|198]]- [[سنة 218 للهجرة|218]] هـ،<ref>ابن النديم، الفهرست، ص224.</ref> أو في سنة 199 هـ بعد خروجه من بغداد إلى الكوفة.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص433.</ref> | ||
سطر ٤٧٧: | سطر ٤٦٥: | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
*القرآن الكريم. | *القرآن الكريم. | ||
*ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، | *ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، علل الشرائع، تحقيق: السيد محمد صادق بحر العلوم، النجف الأشرف، منشورات المكتبة الحيدرية، 1385 هـ/ 1966 م. | ||
*ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، | *ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، التوحيد، تصحيح: السيد هاشم الحسيني الطهراني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1357 هـ. | ||
*ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، | *ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، معاني الأخبار، تصحيح: علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، 1361 هـ. | ||
*ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، | *ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، الخصال، تحقيق: علي أكبر غفاري، قم، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، 1403 هـ. | ||
*ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، | *ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة (وإتمام النعمة)، تحقيق: علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، 1405 هـ. | ||
*ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، | *ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي أكبر غفاري، قم، د.ن، 1414 هـ. | ||
*ابن شهر آشوب، محمد بن علي، | *ابن شهر آشوب، محمد بن علي، معالم العلماء، النجف، المطبعة الحيدرية، ط 2، 1380 هـ- 1961 م. | ||
*ابن شهر آشوب، محمد بن علي، | *ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، تحقيق: يوسف البقاعي، قم، د.ن، 1385 هـ. | ||
*ابن عبد ربّه، أحمد بن محمد، | *ابن عبد ربّه، أحمد بن محمد، العقد الفريد، تحقيق: علي شيري، بيروت، د.ن، 1409 هـ/ 1989 م. | ||
*ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، | *ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، عيون الأخبار، بيروت، د.ن، د.ت. | ||
*ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، | *ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، تأويل مختلف الحديث، بيروت، د.ن، د.ت. | ||
*ابن النديم البغدادي، أبو الفرج محمد بن اسحاق، | *ابن النديم البغدادي، أبو الفرج محمد بن اسحاق، الفهرست، تحقيق: محمد رضا تجدد، طهران، د.ن، 1350 هـ. | ||
*أسعدي، علي رضا، | *أسعدي، علي رضا، متكلمان شيعه، هشام بن حكم، قم، پژوهشگاه علوم و فرهنگ اسلامي، 1388 هـ. | ||
*أبو حيان التوحيدي، | *أبو حيان التوحيدي، البصائر والذخائر، تحقيق: وداد القاضي، بيروت، دار صادر، ط 1، 1408 هـ. | ||
*بن نعمة، عبد الله، | *بن نعمة، عبد الله، هشام بن الحكم رائد الحركة الكلامية، بيروت، دار الفكر اللبناني، ط 2، 1405 هـ/ 1985 م. | ||
*جرجاني، علي بن محمد، | *جرجاني، علي بن محمد، شرح المواقف، تحقيق: محمد بدر الدين النعساني الحلبي، مصر، د.ن، 1325 هـ/ 1907 م. | ||
*الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد، | *الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، بيروت، د.ن، د.ت. | ||
*شرف الدين الموسوي، عبد الحسين، | *شرف الدين الموسوي، عبد الحسين، المراجعات، تحقيق: حسين راضي، بيروت، د.ن، 1402 هـ/ 1982 م. | ||
*صدر الدين الشيرازي، محمد بن ابراهيم، | *صدر الدين الشيرازي، محمد بن ابراهيم، شرح أصول الكافي، تحقيق: محمد الخواجوي، طهران، مؤسسة المطالعات والتحقيقات، ط 1، 1366 هـ. | ||
*صفايي، أحمد، | *صفايي، أحمد، هشام بن الـحكم الـمتكلم الـمعروف في الـقرن الثاني الـهجري والتلميذ اللامع مكتب جعفري، طهران، 1383 هـ. | ||
*الأشعري، علي بن اسماعيل، | *الأشعري، علي بن اسماعيل، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلّين، تحقيق: هلموت ريتر، ويسبادن، د.م، 1400 هـ/ 1980 م. | ||
*البغدادي، عبد القاهر بن طاهر، | *البغدادي، عبد القاهر بن طاهر، الفرق بين الفرق، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت، د.ن، د.ت. | ||
*الجاحظ، عمرو بن بحر، | *الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، بيروت، د.ن، د.ت. | ||
*الخياط، عبد الرحيم بن محمد، | *الخياط، عبد الرحيم بن محمد، الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، تحقيق: نيبرج، بيروت، د.ن، د.ت. | ||
*الشريف المرتضى، علي بن حسين، | *الشريف المرتضى، علي بن حسين، الشافي في الأمة، تحقيق: عبد الزهراء الحسيني الخطيب وفاضل ميلاني، طهران، د.ن، 1410 هـ. | ||
*الشوشتري، نور الله بن شريف الدين، | *الشوشتري، نور الله بن شريف الدين، مجالس المؤمنين، طهران، د.ن، 1354 هـ. | ||
*الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، | *الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، تحقيق: أحمد فهمي محمد، بيروت، د.ن، 1368 هـ/ 1948 م. | ||
*الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، | *الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، نهاية الإقدام في علم الكلام، تحقيق: آلفرد غيوم، القاهرة، د.ن، د.ت. | ||
*الصدر، حسن بن هادي، | *الصدر، حسن بن هادي، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، الكاظمية- بغداد، دار الكتب العراقية، 1370 هـ/ 1951 م. | ||
*الطبرسي، الفضل بن الحسن، | *الطبرسي، الفضل بن الحسن، أعلام الورى بأعلام الهدى، تحقيق: علي أكبر غفاري، بيروت، د.ن، 1399 هـ. | ||
*الطبرسي، الفضل بن الحسن، | *الطبرسي، الفضل بن الحسن، الاحتجاج، بيروت، د.ن، 1401 هـ/ 1981 م. | ||
*الطوسي، محمد بن الحسن، | *الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، تحقيق: محمود راميار، مشهد، د.ن، 1351 هـ. | ||
*العلامة الحلّي، الحسن بن يوسف، | *العلامة الحلّي، الحسن بن يوسف، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، تحقيق: محمد نجمي رنجاني، قم، د.ن، 1363 هـ. | ||
*القمي، محمد سعيد بن محمد المفيد قاضي سعيد، | *القمي، محمد سعيد بن محمد المفيد قاضي سعيد، شرح توحيد الصدوق، تحقيق: نجف قلي حبيبي، طهران، د.ن، 1373-1374 هـ. | ||
*المعتزلي، القاضي عبد الجبار، | *المعتزلي، القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، تحقيق: عبد الكريم عثمان، القاهرة، د.ن، 1408 هـ/ 1988 م. | ||
*المعتزلي، القاضي عبد الجبار، | *المعتزلي، القاضي عبد الجبار، المغني في أبواب التوحيد والعدل، تحقيق: عبد الحليم محمود وآخرين، مصر، د.ن، د.ت. | ||
*القطب الراوندي، قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبد | *القطب الراوندي، قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبد الله،الخرائج والجرائح، د.ن، قم، 1359 هـ. | ||
*الطوسي، محمد بن الحسن، | *الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال، تحقيق: حسن مصطفوي، د.ن، مشهد، 1348 هـ. | ||
*المامقاني، عبد الله، | *المامقاني، عبد الله، تنقيح المقال في علم الرجال، النجف، مطبعة المرتضوية، 1352 هـ. | ||
*المامقاني، عبد الله، | *المامقاني، عبد الله، مرآة العقول، تحقيق: هاشم رسولي، طهران، د .ن، 1363 هـ. | ||
*مدرس يزدي، علي أكبر، | *مدرس يزدي، علي أكبر، مجموعه رسائل كلامي وفلسفي وملل ونحل، طهران، د.ن، 1374 هـ. | ||
*المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي، | *المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي، مروج الذهب، بيروت، د.ن، د.ت. | ||
*المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبد السَّلام، | *المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبد السَّلام، الفصول المختارة من العيون والمحاسن، بيروت، د.ن، 1405 هـ/ 1985 م. | ||
*المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبد السَّلام، | *المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبد السَّلام، المسائل السرَويه، قم، 1413 هـ. | ||
*المفيد، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام، | *المفيد، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام، أوائل المقالات في المذاهب والمختارات، بيروت، دار المفيد، 1414 هـ/ 1993 م. | ||
*المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبد السَّلام، | *المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان بن عبد السَّلام، الاختصاص، تحقيق: علي أكبر غفاري، د.ن، قم، 1425 هـ. | ||
*المقدسي، المطهر بن طاهر، | *المقدسي، المطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، تحقيق: افست، طهران، د.ن، 1962 م. | ||
*الملطي الشافعي، محمد بن أحمد، | *الملطي الشافعي، محمد بن أحمد، التنبيه والرّد على أهل الأهواء والبدع، تحقيق: محمد زاهد كوثري، د.ن، القاهرة، 1368 هـ/ 1949 م. | ||
*النباطي البياضي، علي بن يونس، | *النباطي البياضي، علي بن يونس، الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، تحقيق: محمد باقر بهبودي، قم، د.ن، 1384 هـ. | ||
*نبها، خضر محمد، | *نبها، خضر محمد، مسند هشام بن الحكم، بيروت، د.ن، 1427 هـ/ 2006 م. | ||
*النجاشي، أحمد بن علي، | *النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، تحقيق: موسى الشبيري الزنجاني، قم، د.ن، 1407 هـ. | ||
*نعمة، عبد الله، | *نعمة، عبد الله، هشام بن الحكم، بيروت، د.ن، 1404 هـ. | ||
*EI2, s. v. "Hishâm B. Al- Hakam" (by W. Madelung). | *EI2, s. v. "Hishâm B. Al- Hakam" (by W. Madelung). | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} |