مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أسعد بن زرارة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
| الأعمال = كان من الأوائل الذين بذلوا جهودا في تبليغ الرسالة الإسلامية ونشرها في المدينة | | الأعمال = كان من الأوائل الذين بذلوا جهودا في تبليغ الرسالة الإسلامية ونشرها في المدينة | ||
}} | }} | ||
'''أبو أمامة اَسْعَد بن زُرارة''' (القرن الأول الهجري/ 623م) الملقب بـ أسعد الخير صحابي من [[أوائل المسلمين]] اليثربيين. كان من الأوائل الذين بذلوا جهودا في تبليغ الرسالة الإسلامية ونشرها في المدينة وقيل أنه حطم الأصنام ووقف في صفوف المصلين للصلاة. اختاره [[النبي الأكرم]] {{صل}} في [[بيعة العقبة]] | '''أبو أمامة اَسْعَد بن زُرارة''' (القرن الأول الهجري/ 623م) الملقب بـ أسعد الخير صحابي من [[أوائل المسلمين]] [[يثرب|اليثربيين]]. كان من الأوائل الذين بذلوا جهودا في تبليغ الرسالة الإسلامية ونشرها في المدينة وقيل أنه حطم الأصنام ووقف في صفوف المصلين للصلاة. اختاره [[النبي الأكرم]] {{صل}} في [[بيعة العقبة الثانية]] نقيبا لبني النجار بل اختاره على رواية نقيب النقباء. كانت تربطه بالنبي الأكرم علاقة ودّ متبادلة. وحينما توفي أسعد، صلّى عليه النبي {{صل}} ودفن في [[البقيع]]، وقيل أنّ الآية 143 من [[سورة البقرة]] نزلت في جماعة من [[الصحابة]] منهم أسعد بن زرارة. | ||
== أوّل مسلمي المدينة المنورة == | == أوّل مسلمي المدينة المنورة == | ||
أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ويكنى أبا أمامة وأمّه سعاد، ويقال الفريعة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر. روى ابن سعد في الطبقات، عن عمارة بن غزية قال: أسعد بن زرارة أوّل من أسلم ثم لقيه الستة النفر هو سادسهم.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3 ، ص 608.؛ ابن خياط، الطبقات، صص 90 - 91.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 429.؛ الهاشمي البغدادي، المحبر، ص 269.</ref> وكان من الموحدين في العصر الجاهلي.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار الكتب العلمية، ج 1، ص 169.؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج 3 ، ص 203.</ref> | أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ويكنى أبا أمامة وأمّه سعاد، ويقال الفريعة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر. روى ابن سعد في الطبقات، عن عمارة بن غزية قال: أسعد بن زرارة أوّل من أسلم ثم لقيه الستة النفر هو سادسهم.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3 ، ص 608.؛ ابن خياط، الطبقات، صص 90 - 91.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 429.؛ الهاشمي البغدادي، المحبر، ص 269.</ref> وكان من الموحدين في [[العصر الجاهلي]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار الكتب العلمية، ج 1، ص 169.؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج 3 ، ص 203.</ref> | ||
=== التعرّف على النبي الأكرم === | === التعرّف على النبي الأكرم === | ||
ذكرت مصادر التاريخ والسيرة قصة لقائه مع النبي {{صل}} باختلاف، تعود جميعها إلى لقاء اليثربيين مع النبي أثناء بيعة العقبة. | ذكرت مصادر التاريخ والسيرة قصة لقائه مع النبي {{صل}} باختلاف، تعود جميعها إلى لقاء اليثربيين مع النبي أثناء بيعة العقبة. | ||
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
ما بين [[بيعة العقبة الأولى]] و[[بيعة العقبة الثانية|الثانية]] فاصل زمني لا يتجاوز السنة ولكنها فترة زمنية– على قصرها- حافلة بتطورات الأحداث فهذه [[المدينة|يثرب]] قد انتشر فيها الإسلام وكَثُر فيها [[الأنصار]] بعد أن فقدت الدعوة أنصارها في مكة إلا القلة المستضعفة ولم تجد في قبائل العرب ناصراً ولا معينا.<ref>فرحان، دروس في السيرة النبوية، ج 1، ص 547.</ref> | ما بين [[بيعة العقبة الأولى]] و[[بيعة العقبة الثانية|الثانية]] فاصل زمني لا يتجاوز السنة ولكنها فترة زمنية– على قصرها- حافلة بتطورات الأحداث فهذه [[المدينة|يثرب]] قد انتشر فيها الإسلام وكَثُر فيها [[الأنصار]] بعد أن فقدت الدعوة أنصارها في مكة إلا القلة المستضعفة ولم تجد في قبائل العرب ناصراً ولا معينا.<ref>فرحان، دروس في السيرة النبوية، ج 1، ص 547.</ref> | ||
ويدعي بنو النجار الذين ينتمي إليهم أسعد بن زرارة أنّه كان أوّلَ المبايعين للنبي {{صل}}،<ref> ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 73، 81 و ج 1، ص 89.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 364.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 1، ص 222.</ref> ثم إنّ رسول الله | ويدعي بنو النجار الذين ينتمي إليهم أسعد بن زرارة أنّه كان أوّلَ المبايعين للنبي {{صل}}،<ref> ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 73، 81 و ج 1، ص 89.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 364.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 1، ص 222.</ref> ثم إنّ رسول الله قال بعد بيعة العقبة مخاطباً الأنصار: | ||
أخرجوا إليّ إثنى عشر نقيباً يكونوا على قومهم بما فيهم. فأخرجوا اثني عشر نقيباً– كان أسعد من بينهم- تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 85.</ref> وفي رواية أنّه {{صل}} اختار أسعد بن زراره نقيباً للنقباء.<ref>البلاذري، انساب الاشراف، ج 1، ص 254.</ref> | أخرجوا إليّ إثنى عشر نقيباً يكونوا على قومهم بما فيهم. فأخرجوا اثني عشر نقيباً– كان أسعد من بينهم- تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 85.</ref> وفي رواية أنّه {{صل}} اختار أسعد بن زراره نقيباً للنقباء.<ref>البلاذري، انساب الاشراف، ج 1، ص 254.</ref> | ||
== العلاقة بين أسعد والنبي == | == العلاقة بين أسعد والنبي == | ||
يكشف حديث أسعد ليلة العقبة،<ref>ابن حنبل، المسند، ج 4، ص 268.؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج 1، ص 302.</ref> وموقفه حينما استقبل الأنصار الرسول {{صل}} في منطقة قبا وفي المدينة وخدماته التي أسداها [[الرسول الأعظم|للرسول]] | يكشف حديث أسعد ليلة العقبة،<ref>ابن حنبل، المسند، ج 4، ص 268.؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج 1، ص 302.</ref> وموقفه حينما استقبل الأنصار الرسول {{صل}} في منطقة قبا وفي المدينة وخدماته التي أسداها [[الرسول الأعظم|للرسول]] وللرسالة<ref>الطبرسي، أعلام الورى، صص 76 - 78.؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 159.</ref> عن مدى إيمانه بالقضية وعلاقته الوثيقة بصاحب الرسالة. فكان يتردد عليه {{صل}} حينما كان في قبا كل يوم ويأتم بصلاته. <ref>الطبرسي، أعلام الورى، ص 76. </ref> وكان يبادله المشاعر نفسها وكان يكن له وافر الإحترام، وما أن وطأت قدما [[رسول الله]] المدينة حتى سأل عنه. <ref>ابن حنبل، المسند، ج 5، ص 26. </ref> ولما أخذت أسعد بن زرارة الذبحة أتاه رسول الله {{صل}} فقال: اكتو فإني لا ألوم نفسي عليك. وروي عن بعض أصحاب النبي قال: كوى رسول الله أسعد بن زرارة مرّتين في حلقه من الذبحة وقال: لا أدع في نفسي منه حرجا.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار الكتب العلمية، ج 3، ص 458.؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، بيروت، ج 1، ص 175. </ref> | ||
== نشر الرسالة في المدينة == | == نشر الرسالة في المدينة == | ||
كان أسعد من المؤمنين بالرسالة والمدافعين عنها والداعين إليها بلسانه وبكل ما أوتي من قوّة حتى قيل أنّه أقدم على تحطيم الأصنام في المدينة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3 ، صص 609 - 610 </ref> وروي عن أمّ خارجة بن [[زيد بن ثابت]] تقول: أخبرتني النوار أمّ زيد بن ثابت أنّها رأت أسعد بن زرارة قبل أن يقدم رسول الله {{صل}} المدينة يصلي بالناس الصلوات الخمسة ويجمع بهم في مسجد بناه في مربد سهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. وقال محمد بن عمر: إنّما كان مصعب بن عمير يصلي بهم في ذلك المسجد ويجمع بهم الجمعات بأمر رسول الله | كان أسعد من المؤمنين بالرسالة والمدافعين عنها والداعين إليها بلسانه وبكل ما أوتي من قوّة حتى قيل أنّه أقدم على تحطيم الأصنام في المدينة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3 ، صص 609 - 610 </ref> وروي عن أمّ خارجة بن [[زيد بن ثابت]] تقول: أخبرتني النوار أمّ زيد بن ثابت أنّها رأت أسعد بن زرارة قبل أن يقدم رسول الله {{صل}} المدينة يصلي بالناس الصلوات الخمسة ويجمع بهم في مسجد بناه في مربد سهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. وقال محمد بن عمر: إنّما كان مصعب بن عمير يصلي بهم في ذلك المسجد ويجمع بهم الجمعات بأمر رسول الله فلما خرج إلى النبي ليهاجر معه صلى بهم أسعد بن زرارة،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 435.؛ السهيلي، روض الأنف، ج 4، صص 100 ـ 101.؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10 ، ص 431.</ref> ومن هنا نرى اختلاف كلمة المؤرخين وأصحاب السيرة في قضية نشر سعد للرسالة وتصديه لإمامة الجماعة؛ فقد جاء في رواية ابن أسحاق أن النبي {{صل}} قد بعث بعد العقبة الأولى مصعب بن عمير – وبطلب من المسلمين- إلى المدينة ليعلمهم [[القرآن]] و[[الأحكام الفقهية|الأحكام]]، <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 76.</ref> وبعد أن أنجز المهمة عاد مع [[الأنصار]] في بيعة العقبة الثانية،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 81 .</ref> وقيل إنّما رجع مصعب بعد العقبة الثانية.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، القاهرة، ج 4 ، ص 1473.</ref> فيما ذهب الواقدي إلى القول بأن الرسول أوكل تعليم القرآن إلى مصعب بن عمير وإمامة الصلاة لأسعد بن زرارة،<ref>البلاذري، أنساب الاشراف، ج 1، صص 239 ، 243 ، 266.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2 ، ص 357.</ref> وقد نزل مصعب بن عمير على أسعد بن زرارة في داره فكان يقرئهم القرآن هناك. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 76.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2 ، ص 359.</ref> | ||
== وفاته == | == وفاته == | ||
لم تسجل لنا المصادر التاريخية شيئا من حياة أسعد بعد [[هجرة النبي صلى الله عليه وآله|هجرة الرسول]] {{صل}} إلى المدينة سوى أنّه مرض بعد هجرته | لم تسجل لنا المصادر التاريخية شيئا من حياة أسعد بعد [[هجرة النبي صلى الله عليه وآله|هجرة الرسول]] {{صل}} إلى المدينة سوى أنّه مرض بعد هجرته ومات في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة ومسجد رسول الله يومئذ يُبنى،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3، ص 611.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 379.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، صص 100، 153.؛ابن الخياط، التاريخ، ج 1، ص 14.</ref> فحضر رسول الله {{صل}} [[الغسل|غسله]] و[[الكفن|كفنه]] في ثلاثة أثواب منها برد وصلى عليه ورئي رسول الله يمشي أمام الجنازة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار الكتب العلمية، ج 3، ص 459.</ref> وصلى عليه وهي أوّل صلاة ميت تقام في المدينة،<ref>ابن شبه، تاريخ المدينة، ج 1، ص 96.؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 1، ص 209.</ref> ودفنه في [[البقيع]]؛ وقيل: إن أوّل من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة. قال محمد بن عمر هذا قول [[الأنصار]] و[[المهاجرون]] يقولون أوّل من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون. وقيل أنّه أوّل من دفن في البقيع.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3، صص 611 ـــــ 612.</ref> | ||
ولما توفي أسعد جاءت بنو النجار إلى رسول الله {{صل}} فقالوا: قد مات نقيبنا فنقب علينا فقال رسول الله | ولما توفي أسعد جاءت بنو النجار إلى رسول الله {{صل}} فقالوا: قد مات نقيبنا فنقب علينا فقال رسول الله: أنا نقيبكم. فكانوا يفتخرون بذلك. <ref>ابن هشام، السيره النبوية، ج 1، ص 154.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3، ص 611.</ref> | ||
لم يعقب أسعد بن زرارة من الأولاد الذكور وإنما كانت ذريته من الإناث فقط. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3، ص 608.</ref> | لم يعقب أسعد بن زرارة من الأولاد الذكور وإنما كانت ذريته من الإناث فقط. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج 3، ص 608.</ref> |