مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فطرس»
←إشكال وجواب
imported>Abo baker (←ألقابه) |
imported>Abo baker |
||
سطر ٤٦: | سطر ٤٦: | ||
==إشكال وجواب== | ==إشكال وجواب== | ||
* '''قد يقال''': هل يمكن للملك أن يخالف ويعصي الله تعالى؟ إذا لم يكن ما صدر عن هذا الملَك معصيةً فكيف صحَّت معاقبته، أليس من الظلم | * '''قد يقال''': هل يمكن للملك أن يخالف ويعصي الله تعالى؟ إذا لم يكن ما صدر عن هذا الملَك معصيةً فكيف صحَّت معاقبته، أليس من الظلم ّن يُعاقب المكلَّف دون أن يرتكب معصية؟ | ||
'''والجواب عن هذا''': لا ريب عندنا نحن | '''والجواب عن هذا''': لا ريب عندنا نحن الإمامية في عصمة الملائكة لقوله تعالى يصف الملائكة: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} <ref>سورة التحريم، الآية 6 .</ref> لا أنّ ما صدر عن فطرس الملَك لم يكن سوى الإبطاء عن امتثال الأمر الإلهي بحسب المقدار الثابت من الروايات، والإبطاء ليس معصية حتى منافياً للعصمة، نعم الإبطاء في مقام الامتثال منافٍ لما هو الأولى، فكان ينبغي لفطرس المسارعة في الامتثال. | ||
إلا انَّ عدم التزامه بما هو الأولى لا ينافي العصمة، إذ من المقطوع به | إلا انَّ عدم التزامه بما هو الأولى لا ينافي العصمة، إذ من المقطوع به أنَّ مخالفة الأولى يمكن صدوره من المعصوم، فقد يترك المعصوم ما هو مستحب في حالاتٍ نادرة، وقد أفاد القرآن الكريم أنَّ المخالفة للأولى قد صدرت عن بعض الأنبياء كنبيِّ الله آدم {{عليه السلام}} ونبيِّ الله يونس {{عليه السلام}}. | ||
* '''وقد يقال''': إذا لم يكن الإبطاء معصيةً فلماذا عُوقب بكسر جناحه؟ | * '''وقد يقال''': إذا لم يكن الإبطاء معصيةً فلماذا عُوقب بكسر جناحه؟ | ||
'''وجوابه''': | '''وجوابه''': أنّ كسر الجناح ليس بمعنى تهشيمه أو إعطابه، فإنّ ذلك من شؤون الجناح المادي والحال أنَّ الملائكة من المجردات، فالتعبير بالكسر إنّما هو لتقريب المعنى للذهن، فمعنى أنّه تعالى كسر جناحه هو أنّه سلبه القدرة على التحليق، وذلك ليس من العقوبة التي هي جزاءٌ على الذنب حتى يقال أنَّه ظلمٌ لأنّه لم يرتكب ذنباً، فالتحليق منحة إلهية أعطاها الله تعالى للملَك ثم سلبها منه لمخالفته الأولى، فلم يكن مستحقاً على الله أنْ يهبه القدرة على التحليق حتى يكون سلبه إياها دون ذنب عقوبةً على غير استحقاق وإنّما كانت منحةً ابتدائية منحها إيّاه ثم اقتضت حكمته البالغة أن يسلبها منه لمخالفته للأولى. وهذا هو شأن الله تعالى في عباده، فقد يمنح أحداً من الناس رزقاً وافراً ثم يسلبه منه لأنه لم يتصدق مثلاً صدقة مستحبّة. | ||
==فطر في الشعر== | ==فطر في الشعر== |