الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قنبر»

'''قنبر''' مولى [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} ، اسم أبيه حمدان، كنيته أبو همدان، وهو من خواص [[أصحاب أمير المؤمنين]] ، و عُدّ من [[شرطة الخميس]] . استشهد على يد [[الحجاج الثقفي]] .

==تاريخه ونسب==

لم تُحدّد المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلا انه من أبناء [[التاريخ الهجري|القرن الهجري الأول]] .

وقد عاش مجهول النسب، إلاّ أن التصاقه [[أمير المؤمنين|بأمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} أعطاه شهرة وعرّفه من بين أقرانه.

دفع إليه [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} اللواء [[معركة صفين|يوم صفّين]] في قبال غلام [[عمرو بن العاص]] الذي كان قد رفع لواءه .

جاء ذكره مع [[أويس القرني]] و [[ميثم التمار]] و [[مالك الأشتر]] و [[كميل بن زياد]] و [[حبيب بن مظاهر الأسدي]]... وغيرهم في [[شرطة الخميس]]

لشدّة حبّه (رضي الله عنه) وإخلاصه ودفاعه عن [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} أمر [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] بقتله.

فقد روي أنّه (رضي الله عنه) سُئل: مولى مَن أنت؟ فقال: '''أنا مولى مَن ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر بالله طرفة عين'''...<ref>المفيد، الاختصاص  ص 37 .</ref>، فلمّا سمع ذلك الحجّاج أمر بقطع رأسه.

وروي عن الإمام الهادي {{عليه السلام}} : «أ'''نّ قنبر مولى [[أمير المؤمنين]] أُدخل على [[الحجاج بن يوسف]] فقال له: ما الذي كنت تلي من أمر [[علي بن أبي طالب]] ؟'''

'''قال: كان يتلو هذه الآية''': {'''فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ'''}.

'''قال: إذاً أسعد وتشقى.'''

ودُفن ببغداد، وقيل بحمص، وقبره معروف يُزار.

ذُكر في بعض المواطن اسماء بعض ذراري قنبر، ومنهم:

* أبي جبير ابن قنبر، وقد روى عن أبيه <ref>الإصابة ج 8 ص 113</ref>.

* شاعرباسم محمد بن علي القنبري كان يسكن مدينة همدان <ref>السمعاني، الأنساب ج 10 ص 491</ref>.

وجاء في كتاب (تاريخ بيهق) ذكر مسجدين: الأول مسجد هاني في نيشابور، والآخر شادان في سبزوار، وهما منسوبان لاثنين من أبناء قنبر <ref> تاريخ بيهق، ص 25 </ref>.

ورد في رواية [[عبد الرحمن بن الحجاج]] أنّ [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} اعترض على [[شريح القاضي]] حينما ردّ شهادة قنبر، وقال: «'''هذا مملوك، وما بأس بشهادة المملوك إذا كان عدلاً'''» <ref>الصدوق، من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 110 ح 3428 .</ref>.

قال [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام): «'''كان قنبر غلام علي يحبّ عليّاً''' {{عليه السلام}} '''حبّاً شديداً'''» <ref>الكليني، الكافي ج 2 ص 59 ح 10 .</ref>.

قال [[السيد علي البروجردي]] (قدس سره) : (فيه أحاديث دالّة على حسن حاله وخلوصه) <ref>البروجردي، طرائف المقال ج 2 ص 103 رقم 7645 .</ref>.

وقال [[الشيخ علي النمازي الشاهرودي]] (قدس سره): (من خواص أصحاب [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} ومولاه، مشكور ثقة عدل) <ref>النمازي، مستدركات علم رجال الحديث ج 6 ص 281 رقم 11896 .</ref>.

ورد في كتب التاريخ علاقة قنبر واتصاله [[أمير المؤمنين|بأمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} ولذا عدّه [[الشيخ الطوسي]] في [[أصحاب أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} <ref>الشيخ الطوسي، الرجال ص 79 .</ref>.

وذكر ابن قتيبة والذهبي أنه كان مع [[الإمام الحسن المجتبى|الإمام الحسن]] {{عليه السلام}} حين هجم الناس على بين [[عثمان بن عفان|عثمان]] ، وأنه جُرح أيضاً <ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة ج1 ص 62 . </ref>، <ref>الذهبي، تاريخ الإسلام ج 3 ص 459 .</ref>.

وفي [[معركة صفين]] أخرجه الإمام {{عليه السلام}} يحمل رايةً في قبال غلام [[عمرو ابن العاص]] الذي حمل الراية <ref>الطبري، تاريخ الإمم والملوك ج 4 ص 563 .</ref>، <ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3 ص 279 .</ref>. وفي هذه المعركة أيضاً قتل قنبر "حرب" غلام [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] <ref>ابن أعثم، الفتوح ص 510 .</ref>.

قال [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام} يخاطب قنبر: «'''يا قنبر، إنّ الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجنّ والإنس والثمر وغير ذلك، فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب، وما لم يقبل منه خبث وردئ ونتن'''» <ref>الشيخ المفيد، الاختصاص ص 249 . </ref>.

روى [[ابن شهر آشوب]] <ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 227 .</ref> أنّ سبعين رجلاً من الزط <ref>الزط بضم الزاي وتشديد الطاء هو تعريب للكلمة الفارسية جت أو جتس . أصلهم من بلاد الهند إلى بلاد فارس والعراق، استقرت في العراق وقاموا بثورة أثناء الفتنة بين [[الأمين العباسي|الأمين]] و [[المأمون العباسي|المأمون]] واستمرت حتى خلافة [[المعتصم العباسي|المعتصم]] ونجح في القضاء على فتنتهم .

ومنطقتهم تقع بين المنصورة ومكران في بلاد السند وهم من أهم شعوب وادي السند، وكانوا يسمون بالنور والغجر، يشتغلون بالسفن والقرصنة في البحر والرعي أو قطع الطرق في البر تبعاً للبيئة والظروف المحيطة بهم .</ref> أتو [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} بعد قتال أهل البصرة يدعونه إلهاً بلسانهم، وسجدوا له، قال لهم: «'''ويلكم، لا تفعلوا إنّما أنا مخلوق مثلكم'''» ، فأبوا عليه، فقال: «'''فإن لم ترجعوا عمّا قلتم فيّ وتتوبوا إلى الله لأقتلنّكم'''».

قال: فأبوا، فخد لهم أخاديد، وأوقد ناراً، فكان قنبر يحمل الرجل بعد الرجل على منكبه فيقذفه في النار، ثمّ قال:

{{بيت|إنّي إذا أبصرت أمراً منكراً|أوقدت ناراً ودعوت قنبرا}}

{{بيت|ثمّ احتفرت حفراً فحفراً|وقنبر يخطم خطماً منكرا}}

ولما أن ترافع الإمام {{عليه السلام}} إلى [[القاضي شريج]] يشكو اليهودي الذي رأى دعه {{عليه السلام}} عليه، طلب منه شريح أن يحضر شهوداً، فأحضر معه ابنه [[الإمام الحسن|الحسن]] وقنبر (رحمه الله) <ref>المسعودي،  شذرات الذهب ج 1 ص 320 .</ref>، <ref>الثقفي، الغارات ج 2 ص 722 .</ref>.

وفي أحد الأيام أمر الإمام {{عليه السلام}} قنبر أن يضرب رجلاً حداً، فغلُظ قنبر فزاده ثلاثة أسواط، فأقاده {{عليه السلام}} من قنبر ثلاثة أسواط <ref>الكليني، الكافي ج 7 ص 260 باب النوادر ح 1 .</ref> أي طلب من الرجل ان يضرب قنبر ثلاثة أسواط.

* قال زاذان: لما توفي [[سلمان الفارسي|سلمان]] أتيت باب الدار فإذا علي {{عليه السلام}} و قنبر قد ترجّلا من على صهوت الجواد <ref>ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب ج 2 ج 302 .</ref>.

وجاء [[الأشعث بن قیس]] إلى دار الإمام {{عليه السلام}} يستأذن عليه فردّه قنبر ولم يأذن له في الدخول، فغضب الأشعث وأدمى أنف قنبر <ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 117 . </ref>.

وسمع [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} رجلاً يشتم قنبرا، وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} : «مهلا يا قنبر، دع شاتمك مهاناً، تُرضِ الرحمن، وتُسخط الشيطان، وتعاقب عدوك، » <ref>الشيخ المفيد، الأمالي ص 111 .</ref>.