انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية الوضوء»

أُزيل ١٤٩ بايت ،  ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٧١: سطر ٧١:
في القراءة الغير مشهورة كانت اللام في «اَرجُلكُم» مجرورا وهناك احتمال واحد لها في التركيب: أن تكون معطوفة على «رُؤوسِكُم» فحكمها مثل الرأس في المسح. وقال هنا بعض من السنة: عطف «أرجل» على «الرؤوس» ليس لأجل أنها تمسح مثل الرأس بل هو لأجل المنع من الإسراف في صب الماء عند غسل الرجلين، فالعطف على كلمة الرُؤوس هو لأجل أنه في مسحها نحتاج إلى ماء قليل. <ref>الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ‌1، ص 611.</ref>
في القراءة الغير مشهورة كانت اللام في «اَرجُلكُم» مجرورا وهناك احتمال واحد لها في التركيب: أن تكون معطوفة على «رُؤوسِكُم» فحكمها مثل الرأس في المسح. وقال هنا بعض من السنة: عطف «أرجل» على «الرؤوس» ليس لأجل أنها تمسح مثل الرأس بل هو لأجل المنع من الإسراف في صب الماء عند غسل الرجلين، فالعطف على كلمة الرُؤوس هو لأجل أنه في مسحها نحتاج إلى ماء قليل. <ref>الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج ‌1، ص 611.</ref>


== المراد من «الكَعبَين» في الآية ==
==المراد من «الكَعبَين» في الآية==
كلمة «الكَعبَين» هي تثنية لـــ«كَعب» و لها ثلاث معان:
كلمة «الكَعبَين» هي تثنية لـــ«كَعب» و لها ثلاث معان:
* العظم المرفوع على القدم.
*العظم المرفوع على القدم.
* المفصل الموجود بين الساق و القدم في الرجل الذي يقع عليه عظم الساق.
*المفصل الموجود بين الساق و القدم في الرجل الذي يقع عليه عظم الساق.
* عظم الكاحل في طرفي المفصل. <ref>. مكارم شيرازي، ناصر، تفسير نمونه، ج۴، ص۲۸۸، دار الكتب الإسلامية، تهران، چاپ اول، ۱۳۷۴ ش؛ ر. ك: فرهنگ ابجدي عربي- فارسي، ص۷۳۰، </ref>
*عظم الكاحل في طرفي المفصل. <ref>مكارم الشيرازي، تفسير نمونه، ج 4، ص 288.</ref>


هناك اختلاف في الرأي بين علماء [[الشيعة]] و [[أهل السنة|السنة]] في سبب الإتيان بلفظة«الكَعبَين» في هذه [[الآية]].
هناك اختلاف في الرأي بين علماء [[الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]] في سبب الإتيان بلفظة«الكَعبَين» في هذه [[الآية]].


في رأي علماء السنة الكعب هو المعنى الثالث (العظم الموجود في طرفي المفصل)؛ وذلك لأن في كل قدم كاحلين جاءت عبارة الكَعبَين و المراد الرجل الواحدة للمتوضئ. لكن لفظة المرافِق جمعت نظرا إلى جميع المتوضئين. <ref>. ر.ك: فتح القدير، ج ۲، ص۲۲، المقنعة، ص۴۴ - ۴۵، </ref>
في رأي علماء السنة الكعب هو المعنى الثالث (العظم الموجود في طرفي المفصل)؛ وذلك لأن في كل قدم كاحلين جاءت عبارة الكَعبَين والمراد الرجل الواحدة للمتوضئ. لكن لفظة المرافِق جمعت نظرا إلى جميع المتوضئين.<ref>الشوكاني، فتح القدير، ج 2، ص 22؛ المفيد، المقنعة، ص 44 - 45.</ref>


علماء الشيعة مع ردهم المعنى الثالث للكعب، بعضهم اختاروا المعنى الأول و البعض الآخر المعنى الثاني و تثنية الكعبين عندهم ليس إلا بسبب وجود الكعب (العظم المرتفع على الرجل أو مفصل الساق) في كلا الرجلين، لا الكعبين الموجودين في رِجلٍ واحد. <ref>غنية النزوع إلى علمي الأصول و الفروع، ص۵۸. </ref> وقد جاء مثل هذا الكلام في كتاب '''قاموس القرآن''' لمثل هذه القضية: تثنية الكعبين هي لتفهيم أنه في كل رجل كعب واحد و لكن لليد جاءت كلمة «المرافق» و هذا واضح في أنه جاء بالنسبة إلى عموم الناس لأنه لكل شخص مرفقين و لو كان يقال «إلى الكعاب» لكان أوضح بالنسبة إلى أن المراد هو وجود كاحلين  في كل رجل. <ref>راجع: قاموس قرآن، ج ۶، ص۱۱۳.</ref> و <ref>تفسير شاهي، ج ‌۱، ص۳۱.</ref> و يقول: المقصود من القول بالكعبين هو أن الكعب لا يراد منه الظنبوب كما قال العامة، بل أنها المفصل أو قبة القدم، كما قاله البعض؛ لأنه لو كان المراد من الكعبين الظنبوبين لكان يلزم منه أن تأتي بصيغة الجمع (كعاب) لا التثنية (الكعبين) لأنه لكل شخص توجد أربعة منها في كل رجل اثنتين ؛ واحدة في اليمنى و أخرى في اليسرى و المجيء بكلمة المرفق بصيغة الجمع (المرافق) لا يوجب احتمال آخر؛ لأنه يوجد لكل شخص مرفقان واحدة منها في اليد اليمنى و الأخرى في اليسرى، و يحمل المرافق على كل أفراد المكلفين حتى يكون المصداق محققا و لو كان يأتي في الكعب بصيغة الجمع لما كان احتاج إلى حمله لسائر أفراد المكلفين؛ لتحقق الجمع في أفراده إذن تثنية الكعب يدل على أنّه في كل شخص مكلف يوجد كعبان؛ أحدهما في الرجل اليمنى و الآخر في الرجل اليسرى.
علماء الشيعة مع ردهم المعنى الثالث للكعب، بعضهم اختاروا المعنى الأول و البعض الآخر المعنى الثاني و تثنية الكعبين عندهم ليس إلا بسبب وجود الكعب (العظم المرتفع على الرجل أو مفصل الساق) في كلا الرجلين، لا الكعبين الموجودين في رِجلٍ واحد. <ref>غنية النزوع إلى علمي الأصول و الفروع، ص۵۸. </ref> وقد جاء مثل هذا الكلام في كتاب '''قاموس القرآن''' لمثل هذه القضية: تثنية الكعبين هي لتفهيم أنه في كل رجل كعب واحد و لكن لليد جاءت كلمة «المرافق» و هذا واضح في أنه جاء بالنسبة إلى عموم الناس لأنه لكل شخص مرفقين و لو كان يقال «إلى الكعاب» لكان أوضح بالنسبة إلى أن المراد هو وجود كاحلين  في كل رجل. <ref>راجع: قاموس قرآن، ج ۶، ص۱۱۳.</ref> و <ref>تفسير شاهي، ج ‌۱، ص۳۱.</ref> و يقول: المقصود من القول بالكعبين هو أن الكعب لا يراد منه الظنبوب كما قال العامة، بل أنها المفصل أو قبة القدم، كما قاله البعض؛ لأنه لو كان المراد من الكعبين الظنبوبين لكان يلزم منه أن تأتي بصيغة الجمع (كعاب) لا التثنية (الكعبين) لأنه لكل شخص توجد أربعة منها في كل رجل اثنتين ؛ واحدة في اليمنى و أخرى في اليسرى و المجيء بكلمة المرفق بصيغة الجمع (المرافق) لا يوجب احتمال آخر؛ لأنه يوجد لكل شخص مرفقان واحدة منها في اليد اليمنى و الأخرى في اليسرى، و يحمل المرافق على كل أفراد المكلفين حتى يكون المصداق محققا و لو كان يأتي في الكعب بصيغة الجمع لما كان احتاج إلى حمله لسائر أفراد المكلفين؛ لتحقق الجمع في أفراده إذن تثنية الكعب يدل على أنّه في كل شخص مكلف يوجد كعبان؛ أحدهما في الرجل اليمنى و الآخر في الرجل اليسرى.
مستخدم مجهول