انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية التطهير»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Saeedi
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ٤٠: سطر ٤٠:
***إمّا أن تكون في تعلقها بالشيء على نحو إيجاده الحتمي فتسمى حينئذ " [[الإرادة التكوينية|إرادة تكوينية]] "  والتعلّق بهذا النحو لايمكن أن يتأخر فيه الشيء المُراد عن إرادة المولى تعالى، وبالتالي فوجود الشيء المراد  تحقّقه حتمي لا محالة، وهذا المعنى من الإرادة نلحظه في الأمور الإيجادية أو الإعدامية أي إيجاد الشيء أو إعدامه، وهذا ما يدلّ عليه قوله تعالى:{{قرآن|إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}}،<ref>يس: 82.</ref> الذي وقع بعد جملة من الآيات التي تتحدث عن الخلق والإيجاد.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 17، ص 115.</ref>
***إمّا أن تكون في تعلقها بالشيء على نحو إيجاده الحتمي فتسمى حينئذ " [[الإرادة التكوينية|إرادة تكوينية]] "  والتعلّق بهذا النحو لايمكن أن يتأخر فيه الشيء المُراد عن إرادة المولى تعالى، وبالتالي فوجود الشيء المراد  تحقّقه حتمي لا محالة، وهذا المعنى من الإرادة نلحظه في الأمور الإيجادية أو الإعدامية أي إيجاد الشيء أو إعدامه، وهذا ما يدلّ عليه قوله تعالى:{{قرآن|إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}}،<ref>يس: 82.</ref> الذي وقع بعد جملة من الآيات التي تتحدث عن الخلق والإيجاد.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 17، ص 115.</ref>
***وإمّا أن تكون في  تعلّقها بالشيء على نحو التنظيم والتشريع والتقنين، فتسمى عند ذلك  " [[الإرادة التشريعية|إرادة تشريعية]] "، وهذا النحو من التعلق يمكن أن يتأخر فيه المُراد عن إرادة المولى تعالى لأنّه يفيد معنى التخيير لا أكثر، أي أنّ [[صفة الارادة|إرادة]] المولى تعالى تتعلّق بالشيء الذي فيه مصلحة فيوجب القيام به أو تتعلّق بما فيه المفسدة فينهى العبد عن ارتكابه، ثمّ يترك للعبد الخيار أيهما يختار، و [[صفة الارادة|الإرادة]] بهذا النحو تكون في المسائل التشريعية والتنظمية لا المسائل التي فيها خلق وإيجاد أو إعدام، وهذا نجده في قوله تعالى:{{قرآن|وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}} <ref>المائدة: 6.</ref> الذي وقع كتعليل من المولى تعالى على تشريعه لجملة من [[الأحكام الشرعية |الأحكام الشرعية]] التي ذكرها قبل هذا القول الكريم.{{بحاجة لمصدر}}
***وإمّا أن تكون في  تعلّقها بالشيء على نحو التنظيم والتشريع والتقنين، فتسمى عند ذلك  " [[الإرادة التشريعية|إرادة تشريعية]] "، وهذا النحو من التعلق يمكن أن يتأخر فيه المُراد عن إرادة المولى تعالى لأنّه يفيد معنى التخيير لا أكثر، أي أنّ [[صفة الارادة|إرادة]] المولى تعالى تتعلّق بالشيء الذي فيه مصلحة فيوجب القيام به أو تتعلّق بما فيه المفسدة فينهى العبد عن ارتكابه، ثمّ يترك للعبد الخيار أيهما يختار، و [[صفة الارادة|الإرادة]] بهذا النحو تكون في المسائل التشريعية والتنظمية لا المسائل التي فيها خلق وإيجاد أو إعدام، وهذا نجده في قوله تعالى:{{قرآن|وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}} <ref>المائدة: 6.</ref> الذي وقع كتعليل من المولى تعالى على تشريعه لجملة من [[الأحكام الشرعية |الأحكام الشرعية]] التي ذكرها قبل هذا القول الكريم.{{بحاجة لمصدر}}
**'''المسألة الثالثة:''' أنّ [[الظهور اللفظي |الظاهر]] من [[آية|الآية]] هو كون [[صفة الإرادة|الإرادة]] الواردة ، هي [[صفة الإرادة|الإرادة]] بالنحو الأول، أي [[الإرادة التكوينية]] لا [[الإرادة التشريعية|التشريعية]] ، ولهذا القول قرائن عديدة من نفس آية التطهير منها : العناية الخاصة التي أولاها المولى تعالى [[أهل البيت|بأهل البيت]]{{عليهم السلام}} في هذه [[آية|الآية]] الكريمة، وهذه العناية يكشفها الآتي:
**'''المسألة الثالثة:''' أنّ الظاهر من [[آية|الآية]] هو كون [[صفة الإرادة|الإرادة]] الواردة ، هي [[صفة الإرادة|الإرادة]] بالنحو الأول، أي [[الإرادة التكوينية]] لا [[الإرادة التشريعية|التشريعية]] ، ولهذا القول قرائن عديدة من نفس آية التطهير منها : العناية الخاصة التي أولاها المولى تعالى [[أهل البيت|بأهل البيت]]{{عليهم السلام}} في هذه [[آية|الآية]] الكريمة، وهذه العناية يكشفها الآتي:
***فمع العودة [[آية التطهير |للآية]] يُلحظ أن المولى تعالى قد ابتدأ [[آية|الآية]] بأداة الحصر، التي تحصر إرادته بإذهاب [[الرجس]] وتطهير [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}، فلو كانت [[الإرادة التشريعية|إرادته تشريعية]] لما كان للحصر معنى.
***فمع العودة [[آية التطهير |للآية]] يُلحظ أن المولى تعالى قد ابتدأ [[آية|الآية]] بأداة الحصر، التي تحصر إرادته بإذهاب [[الرجس]] وتطهير [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}، فلو كانت [[الإرادة التشريعية|إرادته تشريعية]] لما كان للحصر معنى.
***أنّه تعالى وضّح وعيّن الجهة التي تعلّقت بها إرادته، وهم { [[أهل البيت|أَهْلُ البَيـْتِ]] }{{عليهم السلام}}، فكان يمكن أن لا يذكرهم في [[آية|الآية]]  بدون أن يقع أي خلل في سياقها، فيقول { '''إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا''' }، وعليه فذكرهم بنحو الإختصاص يكشف بوضوح على العناية الخاصة بهم.
***أنّه تعالى وضّح وعيّن الجهة التي تعلّقت بها إرادته، وهم { [[أهل البيت|أَهْلُ البَيـْتِ]] }{{عليهم السلام}}، فكان يمكن أن لا يذكرهم في [[آية|الآية]]  بدون أن يقع أي خلل في سياقها، فيقول { '''إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا''' }، وعليه فذكرهم بنحو الإختصاص يكشف بوضوح على العناية الخاصة بهم.
***التأكيد لعملية التطهير ، فَفِعْل  " يطَهِّرَكُم " جاء ليؤكد أكثر عملية التطهير، فالمولى تعالى كان يمكن أن يستغنى عن التأكيد فتكون العبارة { '''إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت'''  }، وبدون أن يختل سياق العبارة، وعليه فهذا التأكيد الحاصل في الآية كاشف عن [[الإرادة التكوينية |الإرادة]] الخاصة والعناية الزائدة.
***التأكيد لعملية التطهير ، فَفِعْل  " يطَهِّرَكُم " جاء ليؤكد أكثر عملية التطهير، فالمولى تعالى كان يمكن أن يستغنى عن التأكيد فتكون العبارة { '''إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت'''  }، وبدون أن يختل سياق العبارة، وعليه فهذا التأكيد الحاصل في الآية كاشف عن [[الإرادة التكوينية |الإرادة]] الخاصة والعناية الزائدة.
***أنّه تعالى نَكَّرَ مصدر { تَطْهِيرَا }، ليُدلل على الإكبار والتعظيم، فيكون المعنى " يطهركم تطهيرا عظيما. وعليه فالحصر لإرادته، وتعيين الأفراد المتعلّق بهم التطهير وإذهاب [[الرجس]]، وتأكيد إذهاب [[الرجس]] والتطهير، وتنكير لفظة " تطْهِيرا " للدّلالة على التعظيم، لهي [[القرائن اللفظية|قرائن لفظية]] تكشف عن العناية الزائدة والإرادة الخاصة، وهذا كلّه لا ينسجم مع [[الإرادة التشريعية]]، بل هو ظاهر في أنّ [[الإرادة التكوينية|الإرادة تكوينية]].<ref>وللتوسع راجع كتاب السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 10، ص 204-205.</ref>
***أنّه تعالى نَكَّرَ مصدر { تَطْهِيرَا }، ليُدلل على الإكبار والتعظيم، فيكون المعنى " يطهركم تطهيرا عظيما. وعليه فالحصر لإرادته، وتعيين الأفراد المتعلّق بهم التطهير وإذهاب [[الرجس]]، وتأكيد إذهاب [[الرجس]] والتطهير، وتنكير لفظة " تطْهِيرا " للدّلالة على التعظيم، لهي قرائن لفظية تكشف عن العناية الزائدة والإرادة الخاصة، وهذا كلّه لا ينسجم مع [[الإرادة التشريعية]]، بل هو ظاهر في أنّ [[الإرادة التكوينية|الإرادة تكوينية]].<ref>وللتوسع راجع كتاب السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 10، ص 204-205.</ref>
*{{قرآن|ليُذْهِبَ}} : فعل مضارع مشتق من " الإذهاب " الذي هو بمعنى الإزالة، وعليه فمعناه في آية التطهير هو أنّ المولى تعالى يريد إزالة [[الرجَس]] من [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}.
*{{قرآن|ليُذْهِبَ}} : فعل مضارع مشتق من " الإذهاب " الذي هو بمعنى الإزالة، وعليه فمعناه في آية التطهير هو أنّ المولى تعالى يريد إزالة [[الرجَس]] من [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}.
*{{قرآن|عَنْكُم}} : جار ومجرور، والمجرور ضمير متصل للجمع المذكر، ويجوز استعماله في الجمع المختلط بين الذكور والإناث، وهذا متفق عليه بين الجميع.
*{{قرآن|عَنْكُم}} : جار ومجرور، والمجرور ضمير متصل للجمع المذكر، ويجوز استعماله في الجمع المختلط بين الذكور والإناث، وهذا متفق عليه بين الجميع.
مستخدم مجهول