مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آل حرفوش»
←الحكام من آل حرفوش
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
ولكن السلطان مراد أطلقهم أحراراً وعادوا إلى بلادهم أمراء. كما فشل والي [[بلاد الشام|الشام]] الجديد سنان باشا (1586 م) في القضاء عليه قبل أن يصبح صدراً أعظم ويخلفه في ولاية دمشق ابنه محمد باشا. | ولكن السلطان مراد أطلقهم أحراراً وعادوا إلى بلادهم أمراء. كما فشل والي [[بلاد الشام|الشام]] الجديد سنان باشا (1586 م) في القضاء عليه قبل أن يصبح صدراً أعظم ويخلفه في ولاية دمشق ابنه محمد باشا. | ||
و«في يوم الجمعة في ثامن عشر من شهر ذي القعدة سنة (998 ه-1589 م) دخل علي بصحبة يانظ إبراهيم وجماعة من الينكرجية، فاجتمع بمحمد باشا وبن سنان باشا، وكان يومئذ نائب ي [[بلاد الشام|الشام]]، فأكرمه وهرع إليه الناس للسلام عليه، ونزل في بيت يانظ إبراهيم، ثم قبض عليه بعد عشرة أيام، وحبس وعرض الباشا فيه إلى أبيه وهو الوزير الأعظم، وكان أبوه حين كان في الشام نائباً أراد القبض عليه، فهرب منه فلما علم بإمساكه أنهى إلى حضرة السلطان أنه من العصاة فأمر بقتله فضربت عنقه داخل قلعة [[دمشق]] بعد صلاة العشاء ليلة السبت في ثاني عشر من شهر محرم سنة (999 ه-1590 م)، وأرسل رأسه إلى التخت السلطاني، ودفن جسده في مقبرة الفراديس بدمشق وقد تم قتله بدسيسة [[فخر الدين المعني]]» <ref> الكواكب السائرة، الغزي | و«في يوم الجمعة في ثامن عشر من شهر ذي القعدة سنة (998 ه-1589 م) دخل علي بصحبة يانظ إبراهيم وجماعة من الينكرجية، فاجتمع بمحمد باشا وبن سنان باشا، وكان يومئذ نائب ي [[بلاد الشام|الشام]]، فأكرمه وهرع إليه الناس للسلام عليه، ونزل في بيت يانظ إبراهيم، ثم قبض عليه بعد عشرة أيام، وحبس وعرض الباشا فيه إلى أبيه وهو الوزير الأعظم، وكان أبوه حين كان في الشام نائباً أراد القبض عليه، فهرب منه فلما علم بإمساكه أنهى إلى حضرة السلطان أنه من العصاة فأمر بقتله فضربت عنقه داخل قلعة [[دمشق]] بعد صلاة العشاء ليلة السبت في ثاني عشر من شهر محرم سنة (999 ه-1590 م)، وأرسل رأسه إلى التخت السلطاني، ودفن جسده في مقبرة الفراديس بدمشق وقد تم قتله بدسيسة [[فخر الدين المعني]]» <ref> الكواكب السائرة، الغزي ج 3 ص 194، نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 265. </ref> | ||
كان علي بن موسى الحرفوشي أمين [[بعلبك]] وأمير لواء [[حمص]]، وأمير لواء تدمر، ويبدو أن [[كسروان]] والشوف كانت قد دخلت في إقطاعه فترة ما، وكذلك [[بيروت]]. كما تدل هوية المقاتلين الذين استعاد بهم حكم [[بعلبك]] من أحمد الأقرع، والخلاف الناشب بينه وبين سيف الدين على بعض الأملاك في مدينة [[بيروت]]. حضر إلى [[اسطنبول]] سنة 1585 م، حيث جرت مفاوضات ترمي إلى تلزيمه لمدة أربع سنوات مقاطعات ابن معن في مدينة صيدا، والمقاطعات التابعة لها، ومقاطعات محمد بن شرف الدين 2، بما في ذلك القرى وحصن الأكراد، على ان يدفع مئة ألف فلوري بزيادة خمسة وعشرين ألفاً عن مبلغ التزامها المعتاد. لكنه اشترط لقبول ذلك ما يلي: | كان علي بن موسى الحرفوشي أمين [[بعلبك]] وأمير لواء [[حمص]]، وأمير لواء تدمر، ويبدو أن [[كسروان]] والشوف كانت قد دخلت في إقطاعه فترة ما، وكذلك [[بيروت]]. كما تدل هوية المقاتلين الذين استعاد بهم حكم [[بعلبك]] من أحمد الأقرع، والخلاف الناشب بينه وبين سيف الدين على بعض الأملاك في مدينة [[بيروت]]. حضر إلى [[اسطنبول]] سنة 1585 م، حيث جرت مفاوضات ترمي إلى تلزيمه لمدة أربع سنوات مقاطعات ابن معن في مدينة صيدا، والمقاطعات التابعة لها، ومقاطعات محمد بن شرف الدين 2، بما في ذلك القرى وحصن الأكراد، على ان يدفع مئة ألف فلوري بزيادة خمسة وعشرين ألفاً عن مبلغ التزامها المعتاد. لكنه اشترط لقبول ذلك ما يلي: | ||
#تحويل الولاية المذكورة إلى «بيكلريك» <ref>لبنان والإمارة الدرزية، أبو حسين ص 108، نقلاً عن: نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، | #تحويل الولاية المذكورة إلى «بيكلريك» <ref>لبنان والإمارة الدرزية، أبو حسين ص 108، نقلاً عن: نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 265.</ref> | ||
#تخصيص علي بك -وهو اسم علي الحرفوشي في المراسلات الرسمية بالإضافة إلى لقب الإمارة- بمبلغ ثمانماية ألف أقجة من عوائد الضرائب. | #تخصيص علي بك -وهو اسم علي الحرفوشي في المراسلات الرسمية بالإضافة إلى لقب الإمارة- بمبلغ ثمانماية ألف أقجة من عوائد الضرائب. | ||
#تحويل زعامة ابن معن وشرف الدين إلى خاصة تابعة له <ref> زعامة أرض زراعية تقطع للمحاربين والمقصود هو إلحاق إقطاع ابن معن وابن شرف الدين بإدارته. </ref>. | #تحويل زعامة ابن معن وشرف الدين إلى خاصة تابعة له <ref> زعامة أرض زراعية تقطع للمحاربين والمقصود هو إلحاق إقطاع ابن معن وابن شرف الدين بإدارته. </ref>. | ||
سطر ٥٤: | سطر ٥٤: | ||
ويبدو أن هذه الفرصة المناسبة لم تسنح قبل سنة (998 ه-1590 م) ، عندما استدرجه والي [[بلاد الشام|الشام]] وابن الصدر الأعظم إلى [[دمشق]] حيث كانت نهايته. بعد أن أرسلت [[اسطنبول]] هذا الحكم الحاسم إلى [[دمشق]] المؤرخ في 15 ذي الحجة 998 ه-10 تشرين الأول/أكتوبر 1590 م. | ويبدو أن هذه الفرصة المناسبة لم تسنح قبل سنة (998 ه-1590 م) ، عندما استدرجه والي [[بلاد الشام|الشام]] وابن الصدر الأعظم إلى [[دمشق]] حيث كانت نهايته. بعد أن أرسلت [[اسطنبول]] هذا الحكم الحاسم إلى [[دمشق]] المؤرخ في 15 ذي الحجة 998 ه-10 تشرين الأول/أكتوبر 1590 م. | ||
كان من المرجح أن تفشل المفاوضات بين علي والدولة العثمانية. فرغم أن الشروط التي وضعها كان فيها قدر من سعة السلطان والاستقلالية الإدارية، لم تألفه السياسة [[الدولة العثمانية|العثمانية]] في [[سوريا]] منذ أن أصبحت ايالات [أي ولاية] في الإمبراطورية، فهو لم يكن في أي وقت حاكماً عثمانياً مطيعاً حتى عندما نقل ابراهيم باشا، قائد الجيوش العثمانية وصهر السلطان إدارة شؤون البلاد بكاملها إليه سنة 1585م <ref>فخر الدين ومعاصروه فوستنفلد، | كان من المرجح أن تفشل المفاوضات بين علي والدولة العثمانية. فرغم أن الشروط التي وضعها كان فيها قدر من سعة السلطان والاستقلالية الإدارية، لم تألفه السياسة [[الدولة العثمانية|العثمانية]] في [[سوريا]] منذ أن أصبحت ايالات [أي ولاية] في الإمبراطورية، فهو لم يكن في أي وقت حاكماً عثمانياً مطيعاً حتى عندما نقل ابراهيم باشا، قائد الجيوش العثمانية وصهر السلطان إدارة شؤون البلاد بكاملها إليه سنة 1585م <ref>فخر الدين ومعاصروه فوستنفلد، ص 104. </ref>فالأحكام السلطانية التي تناولته في دفتر المهمة العثماني تزخر بأخبار شقاوته وتمرده وإغارته على مختلف الأنحاء فليس غريباً أن تحاول السلطة استجلاب طاعته بهذا الثمن المرتفع. | ||
وفي تموز 1576م أرسل قاضي الزبداني إلى العاصمة طلباً عاجلاً للمساعدة في الدفاع عن بلدته من غارات الحرفوشي مع سبعين أو ثمانين فارساً من رجاله وبعد سنوات قليلة صدر أمر سلطاني إلى حاكم دمشق باتخاذ تدابير عسكرية رادعه ضده بعد أن أغار على قرى عديدة خارجة عن سيطرته في بعلبك وإعادة الممتلكات المنهوبة وبعد أشهر في نفس العام تلقى والي طرابلس أوامر بمواجهة المتمرد والذي يتلقى من فخر الدين مساعدات في ثورته في بعلبك ونقل السلطة على البقاع إلى الإيالة المستحدثة في طرابلس، تسهيلاً للقضاء عليه إلا أن هذا التدبير لم يستمر طويلاً وأعيد إلحاق البقاع بولاية دمشق كما كانت دائما. | وفي تموز 1576م أرسل قاضي الزبداني إلى العاصمة طلباً عاجلاً للمساعدة في الدفاع عن بلدته من غارات الحرفوشي مع سبعين أو ثمانين فارساً من رجاله وبعد سنوات قليلة صدر أمر سلطاني إلى حاكم دمشق باتخاذ تدابير عسكرية رادعه ضده بعد أن أغار على قرى عديدة خارجة عن سيطرته في بعلبك وإعادة الممتلكات المنهوبة وبعد أشهر في نفس العام تلقى والي طرابلس أوامر بمواجهة المتمرد والذي يتلقى من فخر الدين مساعدات في ثورته في بعلبك ونقل السلطة على البقاع إلى الإيالة المستحدثة في طرابلس، تسهيلاً للقضاء عليه إلا أن هذا التدبير لم يستمر طويلاً وأعيد إلحاق البقاع بولاية دمشق كما كانت دائما. | ||
سطر ٦٤: | سطر ٦٤: | ||
ومن الواضح أن الحكومة المركزية كانت تنتظر الفرصة المناسبة للقضاء على الحرفوشي وقد سنحت لها عند زيارة طوعية قام بها إلى والي دمشق وذكرت الأسباب رسميا بأنها مخالفاته الضريبية. وليس هناك ما يؤكد الإتهامات التي وجهت إلى دسائس فخر الدين ومدى مساهمتها في مقتله. | ومن الواضح أن الحكومة المركزية كانت تنتظر الفرصة المناسبة للقضاء على الحرفوشي وقد سنحت لها عند زيارة طوعية قام بها إلى والي دمشق وذكرت الأسباب رسميا بأنها مخالفاته الضريبية. وليس هناك ما يؤكد الإتهامات التي وجهت إلى دسائس فخر الدين ومدى مساهمتها في مقتله. | ||
ويبدو البروفسور أبو حسين غير مقتنع بالمبررات العثمانية ولا بدور المعني في إعدامه، فانه يعتقد أن هرطقته المتشددة، وعلاقاته المفترضة مع [[الدولة الصفوية|الصفوية]] الإيرانية هما المسؤولان عن نهايته.<ref> الامارات | ويبدو البروفسور أبو حسين غير مقتنع بالمبررات العثمانية ولا بدور المعني في إعدامه، فانه يعتقد أن هرطقته المتشددة، وعلاقاته المفترضة مع [[الدولة الصفوية|الصفوية]] الإيرانية هما المسؤولان عن نهايته.<ref> الامارات الشيعية، ص 85.</ref> | ||
===موسى بن علي (1590-1607) م=== | ===موسى بن علي (1590-1607) م=== | ||
خلف موسى والده في جميع مناصبه بما فيها أمانة [[بعلبك]] وإمارة لواء [[حمص]] <ref>الامارات الشيعية ص 181، نقلاً عن تاريخ الشيعة في | خلف موسى والده في جميع مناصبه بما فيها أمانة [[بعلبك]] وإمارة لواء [[حمص]] <ref>الامارات الشيعية ص 181، نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان،ج 1، ص 269.</ref>. | ||
قال المحبي في كتابه خلاصة الأثر عند ترجمته لموسى: "'' الأمير ابن الأمير ، أمير بعلبك ، وَلي إمارتها بعد قتل أبيه ، وذلك بعد أن قُبض على أبيه ، وأُرسل هو والأمير منصور بن الفريخ والأمير قانصوه إلى الروم ، ثُمّ خلص هو وابن الفريخ ، ثُمّ قَبض عليه مُراد باشا كما قبض على ابن الفريخ ، وخنقه في قلعة دمشق سَنة إحدى أو اثنتين بعد الألف ، وهؤلاء القوم مِن الغُلاة في الرفض ، إلاّ أنّ صاحب الترجمة كان أقرب أهله إلى التَسنُّن ، كما قال النجم في ترجمته ''" <ref>خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر؛ نقلاً عن تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني ، | قال المحبي في كتابه خلاصة الأثر عند ترجمته لموسى: "'' الأمير ابن الأمير ، أمير بعلبك ، وَلي إمارتها بعد قتل أبيه ، وذلك بعد أن قُبض على أبيه ، وأُرسل هو والأمير منصور بن الفريخ والأمير قانصوه إلى الروم ، ثُمّ خلص هو وابن الفريخ ، ثُمّ قَبض عليه مُراد باشا كما قبض على ابن الفريخ ، وخنقه في قلعة دمشق سَنة إحدى أو اثنتين بعد الألف ، وهؤلاء القوم مِن الغُلاة في الرفض ، إلاّ أنّ صاحب الترجمة كان أقرب أهله إلى التَسنُّن ، كما قال النجم في ترجمته ''" <ref>خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر؛ نقلاً عن تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني ، ج 3، ص 12. </ref> | ||
لكن ليس القرب من التسنن الذي ألصقته به الدولة وأجهزتها وأوساط الباشا في دمشق الا حجة واهية قصدت بها تبرير عجزها عن منع موسى من خلافة والده المقتول على تشيعه. | لكن ليس القرب من التسنن الذي ألصقته به الدولة وأجهزتها وأوساط الباشا في دمشق الا حجة واهية قصدت بها تبرير عجزها عن منع موسى من خلافة والده المقتول على تشيعه. | ||
سطر ٧٧: | سطر ٧٧: | ||
واستمر هذا التحالف بين ين بوجه يوسف سيفا والي [[طرابلس]] وعدو والي دمشق محمد باشا المنتقل من ولاية [[مصر]] سنة 1598 م. | واستمر هذا التحالف بين ين بوجه يوسف سيفا والي [[طرابلس]] وعدو والي دمشق محمد باشا المنتقل من ولاية [[مصر]] سنة 1598 م. | ||
وانهزم السيفي في معركة جرت بينهما في نهر الكلب كما يقول معظم المؤرخين بينما يؤكد غيرهم أنها جرت في أعزاز الواقعة في ولاية [[حلب]]. ثم قام موسى بهجوم أخر على السيفي قريباً من مركز ولايته فدهم جبة بشري في حزيران 1602 م ونهبها بينما كان أهلها في الساحل يعملون بحل الحرير .<ref>تاريخ الأمير فخر الدين، المعلوف ص 75؛ نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، | وانهزم السيفي في معركة جرت بينهما في نهر الكلب كما يقول معظم المؤرخين بينما يؤكد غيرهم أنها جرت في أعزاز الواقعة في ولاية [[حلب]]. ثم قام موسى بهجوم أخر على السيفي قريباً من مركز ولايته فدهم جبة بشري في حزيران 1602 م ونهبها بينما كان أهلها في الساحل يعملون بحل الحرير .<ref>تاريخ الأمير فخر الدين، المعلوف ص 75؛ نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 269.</ref> | ||
ولما بلغ يوسف باشا ذلك جمع سكمانيته وأهل الناحية، وهم أكثر من خمسة آلاف نفس، فكبسوا بعلبك في حزيران/يونيو 1602 م. ونهبوا المدينة فهرب أهلها إلى الشام. والتجأ شلهوب بن نبعة مع جماعة من بيت الحرفوش إلى قلعة بعلبك، وكان معهم من أهل البلاد ما يزيد على ألف رجل غير النساء والأولاد.<ref>تاريخ | ولما بلغ يوسف باشا ذلك جمع سكمانيته وأهل الناحية، وهم أكثر من خمسة آلاف نفس، فكبسوا بعلبك في حزيران/يونيو 1602 م. ونهبوا المدينة فهرب أهلها إلى الشام. والتجأ شلهوب بن نبعة مع جماعة من بيت الحرفوش إلى قلعة بعلبك، وكان معهم من أهل البلاد ما يزيد على ألف رجل غير النساء والأولاد.<ref>تاريخ الدويهي، ص 456؛ نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 269.</ref> | ||
وبعد حوالي الأربع سنوات من هذه الحادثة، تولى ابن سيفا قيادة جند الشام ليحارب المتمردين على السلطان، وعلى رأسهم ابن جانبولاد الذي وصل مع جيشه قاصدا دمشق، إلى تخوم إمارة موسى. فقصده موسى مداراة ومحاماة عن أرضه وطلب إليه حبياً أن يبقى بعيداً عن إمارته. واجتمع المعني وموسى وجانبولاد على نبع العاصي قرب [[الهرمل]] فتداولوا في الأمور، فطلب موسى اتفاقية سلام تعقد بين المتخاصمين، وتعهد بالذهاب إلى الشام ومحاولة تحقيق شروط جانبولاد سلميا. فتمت الموافقة على اقتراحه. فحضر إلى الشام "فرمي من عسكرها بغاية الملام" <ref>خلاصة الاثر، المحبي الجزء الرابع ص 598؛ ؛نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، | وبعد حوالي الأربع سنوات من هذه الحادثة، تولى ابن سيفا قيادة جند الشام ليحارب المتمردين على السلطان، وعلى رأسهم ابن جانبولاد الذي وصل مع جيشه قاصدا دمشق، إلى تخوم إمارة موسى. فقصده موسى مداراة ومحاماة عن أرضه وطلب إليه حبياً أن يبقى بعيداً عن إمارته. واجتمع المعني وموسى وجانبولاد على نبع العاصي قرب [[الهرمل]] فتداولوا في الأمور، فطلب موسى اتفاقية سلام تعقد بين المتخاصمين، وتعهد بالذهاب إلى الشام ومحاولة تحقيق شروط جانبولاد سلميا. فتمت الموافقة على اقتراحه. فحضر إلى الشام "فرمي من عسكرها بغاية الملام" <ref>خلاصة الاثر، المحبي الجزء الرابع ص 598؛ ؛نقلاً عن تاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 271. </ref>فقابل أمير الأمراء بدمشق وعرض عليه مطالب جانبولاد وحلفائه.<ref>تاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 271.</ref> | ||
ولكن الشيخ محمد بن سعد الدين(وهو رأس مجالس الشام وأعيانها) رفض ما تم الاتفاق عليه، فرجع الأمير موسى إلى جانبولاد مخذولاً ليبلغه فشل مساعيه، فعزم جانبولاد على قصد دمشق ومهاجمتها. | ولكن الشيخ محمد بن سعد الدين(وهو رأس مجالس الشام وأعيانها) رفض ما تم الاتفاق عليه، فرجع الأمير موسى إلى جانبولاد مخذولاً ليبلغه فشل مساعيه، فعزم جانبولاد على قصد دمشق ومهاجمتها. | ||
ويحتمل المؤرخ سعدون حمادة جداً: "أن الأمير موسى عاد مرةً أخرى إلى دمشق لاستكمال مساعيه التفاوضية بطلب من جانبولاد وفخر الدين اللذين عمدا إلى إبعاده لاستغلال فرصة غيابه ومهاجمة بعلبك ونهبها ثم تسليم الحكم فيها إلى يونس، خصوصاً بعد الأهمية التي وصل إليها موسى، حتى استطاع أن تكون كلمته مسموعة حتى في دار السلطنة منذ زيارته لها، وأن يجند في حملاته خمسة عشر ألف مقاتل، وهذه أمور لن يتقبلها فخر الدين بطيبة خاطر بل سيسعى حسب عادته إلى التخلص منه كما فعل مع والده علي وسيفعل بعد ذلك مع يونس نفسه. وليس الإلتزام بوساطة موسى إلا مناورة قصد المعني من ورائها ابعاده عن الحكم. والسعي إلى استبداله بحرفوشي آخر توهم فيه خور الهمة والعزيمة." <refتاريخ الشيعة في لبنان، | ويحتمل المؤرخ سعدون حمادة جداً: "أن الأمير موسى عاد مرةً أخرى إلى دمشق لاستكمال مساعيه التفاوضية بطلب من جانبولاد وفخر الدين اللذين عمدا إلى إبعاده لاستغلال فرصة غيابه ومهاجمة بعلبك ونهبها ثم تسليم الحكم فيها إلى يونس، خصوصاً بعد الأهمية التي وصل إليها موسى، حتى استطاع أن تكون كلمته مسموعة حتى في دار السلطنة منذ زيارته لها، وأن يجند في حملاته خمسة عشر ألف مقاتل، وهذه أمور لن يتقبلها فخر الدين بطيبة خاطر بل سيسعى حسب عادته إلى التخلص منه كما فعل مع والده علي وسيفعل بعد ذلك مع يونس نفسه. وليس الإلتزام بوساطة موسى إلا مناورة قصد المعني من ورائها ابعاده عن الحكم. والسعي إلى استبداله بحرفوشي آخر توهم فيه خور الهمة والعزيمة." <refتاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 272.></ref> | ||
أما الرأي السائد هو أنه لمّا "عزم ابن جانبولاذ على قصد دمشق ، هرب الأمير موسى إليها ، وأخبر أنّه ترك ابن جانبولاذ على قصد دمشق ، ثُمّ إنّ ابن جانبولاذ جاء إلى البقاع وخيّم بها ، وانحاز إليه الأمير يونس بن حسين بن الحرفوش ـ ابن عم الأمير موسى ـ ومَن معه مِن أولاد عمّه ، وقصدوا بعلبك فنهبوها ، وفرّقوا أهلها ، ووقع مِن ابن جانبولاذ بعد ذلك ما وقع مِن قصّته ، وحوصرت الشام ، وصولح ابن جانبولاذ على المال ، وصولح ابن معن على أن تكون بعلبك والبقاع للأمير يونس" الحرفوشي.<ref>تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني، | أما الرأي السائد هو أنه لمّا "عزم ابن جانبولاذ على قصد دمشق ، هرب الأمير موسى إليها ، وأخبر أنّه ترك ابن جانبولاذ على قصد دمشق ، ثُمّ إنّ ابن جانبولاذ جاء إلى البقاع وخيّم بها ، وانحاز إليه الأمير يونس بن حسين بن الحرفوش ـ ابن عم الأمير موسى ـ ومَن معه مِن أولاد عمّه ، وقصدوا بعلبك فنهبوها ، وفرّقوا أهلها ، ووقع مِن ابن جانبولاذ بعد ذلك ما وقع مِن قصّته ، وحوصرت الشام ، وصولح ابن جانبولاذ على المال ، وصولح ابن معن على أن تكون بعلبك والبقاع للأمير يونس" الحرفوشي.<ref>تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني، ج 3، ص 13.</ref> | ||
رفض موسى أن تكون بعلبك والبقاع ليونس الحرفوش، فذهب إلى القيرانية قرب نبع العاصي، وجمع عشيراً كبيراً لقتال ابن عمه واستعادة إمارته، إلا أن المرض داهمه فصرف العشير ورجع إلى [[دمشق]] مريضاً فمات يوم الجمعة في السابع عشر من صفر (1016 ه 1608 م) ، ودفن في مقبرة باب الفراديس بالقبة المعروفة ببني الحرفوش إلى جانب والده. <ref>تاريخ الشيعة في لبنان، | رفض موسى أن تكون بعلبك والبقاع ليونس الحرفوش، فذهب إلى القيرانية قرب نبع العاصي، وجمع عشيراً كبيراً لقتال ابن عمه واستعادة إمارته، إلا أن المرض داهمه فصرف العشير ورجع إلى [[دمشق]] مريضاً فمات يوم الجمعة في السابع عشر من صفر (1016 ه 1608 م) ، ودفن في مقبرة باب الفراديس بالقبة المعروفة ببني الحرفوش إلى جانب والده. <ref>تاريخ الشيعة في لبنان، ج 1، ص 272.</ref> | ||
=== يونس=== | === يونس=== | ||
حكم [[ يونس الحرفوشي| يونس]] من سنة 1016 الى1035هـ. وكان سياسياً محنكاً، إذ استطاع أن يوجد نوع من الوحدة والصداقة مع أمراء جبل لبنان في وجه [[العثمانيين|السلطة العثمانية]] في ما يخص أمور [[بعلبك]] و[[البقاع]]. وهذا الاجتهاد من قبل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] أغضب السلطان [[العثمانيين|العثماني]] [[أحمد]] الذي حكم من 1012 -1026هـ. ولهذا أعطى أمراً الى والي [[دمشق]] [[حافظ باشا]] ليهاجم [[بعلبك]] ويقتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]]. ولكن [[ فخر الدين المعنى]] أمير [[بيروت]] استطاع أن ينقذ [[ يونس الحرفوشي| يونس]].<ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخر الدين المعنى الثاني، ص | حكم [[ يونس الحرفوشي| يونس]] من سنة 1016 الى1035هـ. وكان سياسياً محنكاً، إذ استطاع أن يوجد نوع من الوحدة والصداقة مع أمراء جبل لبنان في وجه [[العثمانيين|السلطة العثمانية]] في ما يخص أمور [[بعلبك]] و[[البقاع]]. وهذا الاجتهاد من قبل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] أغضب السلطان [[العثمانيين|العثماني]] [[أحمد]] الذي حكم من 1012 -1026هـ. ولهذا أعطى أمراً الى والي [[دمشق]] [[حافظ باشا]] ليهاجم [[بعلبك]] ويقتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]]. ولكن [[ فخر الدين المعنى]] أمير [[بيروت]] استطاع أن ينقذ [[ يونس الحرفوشي| يونس]].<ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخر الدين المعنى الثاني، ص 5 - 7.</ref> | ||
كان [[ يونس الحرفوشي|يونس]] يجتهد كثيراً كي يبني حكومة [[الشيعة|شيعية]] تمتد من [[حمص]] الى [[بعلبك]] وتشمل [[الكرك]] و[[جبل عامل]]، وهذا ماجعله يصطدم [[ فخر الدين المعنى|ب فخر الدين المعنى]]. <ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخرالدين المعنى الثاني، ص | كان [[ يونس الحرفوشي|يونس]] يجتهد كثيراً كي يبني حكومة [[الشيعة|شيعية]] تمتد من [[حمص]] الى [[بعلبك]] وتشمل [[الكرك]] و[[جبل عامل]]، وهذا ماجعله يصطدم [[ فخر الدين المعنى|ب فخر الدين المعنى]]. <ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخرالدين المعنى الثاني، ص 66-67.</ref> | ||
وكان [[ يونس الحرفوشي|يونس]] أول من بنى مسجداً خاصاً [[الشيعة|للشيعة]] في [[بعلبك]] وكان هذا في سنة 1026هـ. وكان هذا المسجد قريباً من النهر ولهذا كان يعرف بمسجد النهر. <ref>حسن نصر الله، تاريخ | وكان [[ يونس الحرفوشي|يونس]] أول من بنى مسجداً خاصاً [[الشيعة|للشيعة]] في [[بعلبك]] وكان هذا في سنة 1026هـ. وكان هذا المسجد قريباً من النهر ولهذا كان يعرف بمسجد النهر. <ref>حسن نصر الله، تاريخ بعلبك، ج 1، ص 321.</ref> | ||
كان [[ يونس الحرفوشي| يونس]] يقدم المساعدة الى [[فخر الدين المعنى]] ضد الحكومة [[العثمانيين|العثمانية]]-كما في سنة1028هـ- حتى مع الضغط الذي كان يمارسه [[فخر الدين المعنى|المعنى]] على [[الشيعة]] في [[جبل عامل]] وفرار أغلب وجهاء [[جبل عامل]] [[الشيعة]] اليه. <ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخر الدين المعنى الثاني، ص | كان [[ يونس الحرفوشي| يونس]] يقدم المساعدة الى [[فخر الدين المعنى]] ضد الحكومة [[العثمانيين|العثمانية]]-كما في سنة1028هـ- حتى مع الضغط الذي كان يمارسه [[فخر الدين المعنى|المعنى]] على [[الشيعة]] في [[جبل عامل]] وفرار أغلب وجهاء [[جبل عامل]] [[الشيعة]] اليه. <ref>أحمد خالد الصفدي، لبنان في عهد فخر الدين المعنى الثاني، ص 77.</ref> | ||
ولكن العلاقة الودية بين [[ يونس الحرفوشي| يونس]] و[[فخر الدين المعنى]] سرعان ما إنتهت في سنة 1032 هـ. بسبب سعاية [[ يونس الحرفوشي| يونس]] لدى [[حمزة بيگ]] قائد جيش [[بلاد الشام|الشام]] وإطلاع [[ فخر الدين المعنى| فخر الدين]] على هذه السعاية. | ولكن العلاقة الودية بين [[ يونس الحرفوشي| يونس]] و[[فخر الدين المعنى]] سرعان ما إنتهت في سنة 1032 هـ. بسبب سعاية [[ يونس الحرفوشي| يونس]] لدى [[حمزة بيگ]] قائد جيش [[بلاد الشام|الشام]] وإطلاع [[ فخر الدين المعنى| فخر الدين]] على هذه السعاية. | ||
وفي الأول من [[محرم الحرام|محرم]] من سنة 1033هـ. وفي منطقة [[ميسلون]] التحق [[ يونس الحرفوشي|يونس]] بالجيش [[العثمانيين|العثماني]] ثم إلتحمت قواتهم مع جيش [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]] في منطقة [[عنجر]]. | وفي الأول من [[محرم الحرام|محرم]] من سنة 1033هـ. وفي منطقة [[ميسلون]] التحق [[ يونس الحرفوشي|يونس]] بالجيش [[العثمانيين|العثماني]] ثم إلتحمت قواتهم مع جيش [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]] في منطقة [[عنجر]]. | ||
وانتهت هذه المعركة بخسارة [[ يونس الحرفوشي|يونس]] كما إن حليفه [[مصطفى باشا]] الوالي [[العثمانيين|العثماني]] على [[دمشق]] وقع تحت الأسر عند [[ فخر الدين المعنى]]. <ref>تاريخ الأمراء الشهابيين، ص | وانتهت هذه المعركة بخسارة [[ يونس الحرفوشي|يونس]] كما إن حليفه [[مصطفى باشا]] الوالي [[العثمانيين|العثماني]] على [[دمشق]] وقع تحت الأسر عند [[ فخر الدين المعنى]]. <ref>تاريخ الأمراء الشهابيين، ص 65-67.</ref> | ||
وفي الثاني عشر من [[محرم الحرام|شهر محرم الحرام]] سنة 1033هـ. سيطرت جيوش [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]] على [[بعلبك]]. أما [[ يونس الحرفوشي| يونس]] ذهب الى [[حمص]] ومنها الى [[حماة]] [[حلب|فحلب]]، ومن هناك راسل السلطان [[العثمانيين|العثماني]] [[مراد الرابع]] يشتكي فيها ماجرى له، ثم أرسل إبن عمه [[ شلهوب الحرفوشي]] الى [[بعلبك]] ، ولكن إبن عمه خانه وإلتحق [[فخر الدين المعنى|بفخر الدين]]. <ref>طنوس الشدياق، أخبار الأعيان في جبل | وفي الثاني عشر من [[محرم الحرام|شهر محرم الحرام]] سنة 1033هـ. سيطرت جيوش [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]] على [[بعلبك]]. أما [[ يونس الحرفوشي| يونس]] ذهب الى [[حمص]] ومنها الى [[حماة]] [[حلب|فحلب]]، ومن هناك راسل السلطان [[العثمانيين|العثماني]] [[مراد الرابع]] يشتكي فيها ماجرى له، ثم أرسل إبن عمه [[ شلهوب الحرفوشي]] الى [[بعلبك]] ، ولكن إبن عمه خانه وإلتحق [[فخر الدين المعنى|بفخر الدين]]. <ref>طنوس الشدياق، أخبار الأعيان في جبل لبنان، ج 2، ص 92-93.</ref> | ||
أما [[ فخر الدين المعنى| فخر الدين]] فبعد أن أخذ رشوة كبيرة وخرب [[بعلبك]] خرج من هذه المدينة في الأول من شعبان | أما [[ فخر الدين المعنى| فخر الدين]] فبعد أن أخذ رشوة كبيرة وخرب [[بعلبك]] خرج من هذه المدينة في الأول من شعبان 1033 هـ. ورجع [[ يونس الحرفوشي| يونس]] الى [[بعلبك]]، واستطاع أن يرشي والي [[دمشق]] وأن يأخذ إبن عمه [[ شلهوب الحرفوشي|شلهوب]] ويقتله. <ref>طنوس الشدياق، أخبار الأعيان في جبل لبنان، ج 2، ص 98.</ref> وفي سنة 1035هـ. قتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] بتواطئ من قبل [[فخر الدين المعنى|فخر الدين]]. <ref>ميخائيل ألوف بعلبكي، تاريخ بعلبك، ص 94.</ref> | ||
===حكام آخرين من آل حرفوش=== | ===حكام آخرين من آل حرفوش=== | ||
بعد مقتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] أفل نجم [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وسادت فيما بين أمرائهم المنازعات والأختلافات. | بعد مقتل [[ يونس الحرفوشي| يونس]] أفل نجم [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وسادت فيما بين أمرائهم المنازعات والأختلافات. | ||
ومن بين هؤلاء الأمراء [[ علي الحرفوشي]] الذي حكم سنة1082هـ. والذي قاتل أبناء عمه [[ عمر الحرفوشي| عمر]] و[[شديد الحرفوشي|شديد]] و[[يونس]] واستطاع أن ينتصر عليهم ويهزمهم بمساعد الوالي [[العثمانيين|العثماني]] في [[دمشق]] ومن ثم بث سيطرته على [[بعلبك]]. <ref>محسن الأمين، أعيان | ومن بين هؤلاء الأمراء [[ علي الحرفوشي]] الذي حكم سنة1082هـ. والذي قاتل أبناء عمه [[ عمر الحرفوشي| عمر]] و[[شديد الحرفوشي|شديد]] و[[يونس]] واستطاع أن ينتصر عليهم ويهزمهم بمساعد الوالي [[العثمانيين|العثماني]] في [[دمشق]] ومن ثم بث سيطرته على [[بعلبك]]. <ref>محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 334.</ref> | ||
وفي بداية القرن الثاني عشر حكم [[ حسين الحرفوشي]] [[بعلبك]] حتى قتل سنة 1136هـ. وحكم بعده خليفته [[إسماعيل بن شديد الحرفوشي]]. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص | وفي بداية القرن الثاني عشر حكم [[ حسين الحرفوشي]] [[بعلبك]] حتى قتل سنة 1136هـ. وحكم بعده خليفته [[إسماعيل بن شديد الحرفوشي]]. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص 96. </ref> | ||
وبعد إنتهاء المنازعات بين [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] انتقلت حكومة [[بعلبك]] من ا[[لأمير حيدر الحرفوشي|لأمير حيدر]] الى أخيه [[ حسين الحرفوشي| حسين]]. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، القسم الأول، ص | وبعد إنتهاء المنازعات بين [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] انتقلت حكومة [[بعلبك]] من ا[[لأمير حيدر الحرفوشي|لأمير حيدر]] الى أخيه [[ حسين الحرفوشي| حسين]]. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، القسم الأول، ص 38.</ref> | ||
وفي سنة 1164هـ قتل [[ حسين الحرفوشي| حسين]] من قبل عملاء أخيه [[ حيدر الحرفوشي| حيدر]]، فأصبح [[حيدر الحرفوشي|حيدر]] حاكماً [[بعلبك|لبعلبك]] الى سنة | وفي سنة 1164هـ قتل [[ حسين الحرفوشي| حسين]] من قبل عملاء أخيه [[ حيدر الحرفوشي| حيدر]]، فأصبح [[حيدر الحرفوشي|حيدر]] حاكماً [[بعلبك|لبعلبك]] الى سنة 1168 هـ حيث عزل [[حيدر الحرفوشي|حيدر]] عن الحكم من قبل الوالي [[العثمانيين|العثماني]] في [[دمشق]]، وجعل إبن عمه [[حسين الحرفوشي|حسين]] مكانه. <ref>حسن نصرالله، تاريخ بعلبك ج 1، ص 284-285.</ref> | ||
وفي سنة 1172هـ قام [[إسماعيل بن شديد الحرفوشي]] بإعطاء رشوة استطاع من خلالها أن يصبح حاكماً لـ [[بعلبك]]، وبعد موته سنة | وفي سنة 1172هـ قام [[إسماعيل بن شديد الحرفوشي]] بإعطاء رشوة استطاع من خلالها أن يصبح حاكماً لـ [[بعلبك]]، وبعد موته سنة 1177 هـ أصبح [[حيدر الحرفوشي]] أميراً على [[بعلبك]] مرة أخرى وبقي في الحكم الى وفاته سنة 1188هـ. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج 3، ص 999.</ref> | ||
وفي سنة 1190هـ استطاع حاكم [[صيدا]] [[أحمد باشا الجزار|أحمد باشا]] المعروف [[أحمد باشا الجزار|بالجزار]] أن يفرض سيطرته على [[بعلبك]] ويضع حاكمها [[محمد الحرفوشي]] في السجن. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، | وفي سنة 1190هـ استطاع حاكم [[صيدا]] [[أحمد باشا الجزار|أحمد باشا]] المعروف [[أحمد باشا الجزار|بالجزار]] أن يفرض سيطرته على [[بعلبك]] ويضع حاكمها [[محمد الحرفوشي]] في السجن. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، القسم الأول، ص 120.</ref> | ||
وفي سنة 1195هـ وبمساعدة جيوش [[ يوسف الشهابي]] استطاع أن يسيطر على [[بعلبك]]، ولكن استطاع أخاه أن يفرض سيطرته على [[بعلبك]] بمساعدة جيوش [[ محمد باشا العظيم]](والي [[بلاد الشام|الشام]]) في السنة اللاحقة. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين | وفي سنة 1195هـ وبمساعدة جيوش [[ يوسف الشهابي]] استطاع أن يسيطر على [[بعلبك]]، ولكن استطاع أخاه أن يفرض سيطرته على [[بعلبك]] بمساعدة جيوش [[ محمد باشا العظيم]](والي [[بلاد الشام|الشام]]) في السنة اللاحقة. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج 3، ص 1022-1023.</ref> | ||
وفي سنة 1196هـ تصالح [[ مصطفى الحرفوشي]] مع [[ يوسف الشهابي]]، وفي هذه الأثناء كان وجهاء [[صيدا]] يهربون الى [[بعلبك]] من ظلم [[أحمد باشا الجزار]] فأستقبلهم أمير [[بعلبك]] [[مصطفى الحرفوشي]] وهذا ما أغضب [[أحمد باشا الجزار]]؛ ولهذا أرسل جيشاً عظيماً الى [[بعلبك]] بمساعدة [[محمد درويش باشا]] والي [[بلاد الشام|الشام]] فإستطاع أن يسيطر على [[بعلبك]] ويأسر [[مصطفى الحرفوشي]] وستة من إخوانه ومجموعة من النساء والأطفال [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وأرسلهم الى [[دمشق]]، وصادر أموالهم، وطارد الفاريين منهم. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء | وفي سنة 1196هـ تصالح [[ مصطفى الحرفوشي]] مع [[ يوسف الشهابي]]، وفي هذه الأثناء كان وجهاء [[صيدا]] يهربون الى [[بعلبك]] من ظلم [[أحمد باشا الجزار]] فأستقبلهم أمير [[بعلبك]] [[مصطفى الحرفوشي]] وهذا ما أغضب [[أحمد باشا الجزار]]؛ ولهذا أرسل جيشاً عظيماً الى [[بعلبك]] بمساعدة [[محمد درويش باشا]] والي [[بلاد الشام|الشام]] فإستطاع أن يسيطر على [[بعلبك]] ويأسر [[مصطفى الحرفوشي]] وستة من إخوانه ومجموعة من النساء والأطفال [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وأرسلهم الى [[دمشق]]، وصادر أموالهم، وطارد الفاريين منهم. <ref>حيدر أحمد الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين، ج 3، ص 1024.</ref> | ||
أما [[ جهجاه الحرفوشي| جهجاه بن مصطفى الحرفوشي]] فهو أشهر الحكام [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وقد حكم من سنة 1200- | أما [[ جهجاه الحرفوشي| جهجاه بن مصطفى الحرفوشي]] فهو أشهر الحكام [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] وقد حكم من سنة 1200-1232 هـ. وقد كان من بين الأسرى [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] في [[دمشق]] وقد فر الى [[العراق]] وأقام هناك عند إبن عمه، ثم عاد الى [[بعلبك]] وبمساعدة مئة نفر من [[بني معلوف |بني معلوف]] استطاع أن يسيطر على الحكم هناك. <ref>ميخائيل ألوف البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص 98-99.</ref> | ||
وقد واجه [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في أيام حكومته حوادث مختلفة، من جملتها:ما حصل بينه وبين إبن عمه [[ قاسم الحرفوشي| قاسم]] في سنة1203هـ من خلاف. حتى وصل الأمر الى إنه إشتبك معه وقاتله بمساعدة والي [[بلاد الشام|الشام]] و[[عكا]] في سنة1205و 1206هـ، وعدة مرات كانت حكومة [[بعلبك]] تنتقل من يد الى يد. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص | وقد واجه [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في أيام حكومته حوادث مختلفة، من جملتها:ما حصل بينه وبين إبن عمه [[ قاسم الحرفوشي| قاسم]] في سنة1203هـ من خلاف. حتى وصل الأمر الى إنه إشتبك معه وقاتله بمساعدة والي [[بلاد الشام|الشام]] و[[عكا]] في سنة1205و 1206هـ، وعدة مرات كانت حكومة [[بعلبك]] تنتقل من يد الى يد. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص 99-100.</ref> | ||
توفي [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في جمادي الأولى سنة 1232هـ بعد 31 سنة من الحكم غير المستقر، وأصبح محله أخوه [[أمين]]. <ref>أحمد حيدر الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:948</ref> | توفي [[جهجاه الحرفوشي|جهجاه]] في جمادي الأولى سنة 1232هـ بعد 31 سنة من الحكم غير المستقر، وأصبح محله أخوه [[أمين]]. <ref>أحمد حيدر الشهابي، لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج3، ص:948</ref> | ||
وقد قام والي [[دمشق]] بعزل [[أمين الحرفوشي]] سنة 1235هـ بتحريض من [[بشير الشهابي]]، وجعل مكانه [[نصوح بن جهجاه الحرفوشي]]، ولكن هذا الحاكم الشاب قتل على يد عمه [[ أمين الحرفوشي]]، وحكم [[بعلبك]] الى سنة 1247هـ. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص | وقد قام والي [[دمشق]] بعزل [[أمين الحرفوشي]] سنة 1235هـ بتحريض من [[بشير الشهابي]]، وجعل مكانه [[نصوح بن جهجاه الحرفوشي]]، ولكن هذا الحاكم الشاب قتل على يد عمه [[ أمين الحرفوشي]]، وحكم [[بعلبك]] الى سنة 1247هـ. <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص 101-102.</ref> | ||
وفي سنة 1247هـ أصبح [[ جواد الحرفوشي]] حاكماً على [[بعلبك]] من قبل [[إبراهيم باشا]] (إبن [[محمد علي باشا]] والي [[مصر]]). <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:102</ref> | وفي سنة 1247هـ أصبح [[ جواد الحرفوشي]] حاكماً على [[بعلبك]] من قبل [[إبراهيم باشا]] (إبن [[محمد علي باشا]] والي [[مصر]]). <ref>ميخائيل الوفي البعلبكي، تاريخ بعلبك، ص:102</ref> | ||
ثم إن [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] أول من إنتفض ضد حكومة [[محمد علي باشا|محمد علي]] في [[لبنان]]، وساعدوا [[العثمانيون|العثمانيين]] ضد جيش [[محمد علي باشا|محمد علي]]، فكافئهم [[العثماييون|العثمانييون]] حيث جعلوا [[ خنجر الحرفوشي]] حاكماً على [[بعلبك]] سنة 1256هـ. <ref>سليمان الظاهر، تاريخ الشيعة:السياسي، الثقافي، الديني | ثم إن [[آل حرفوش|الحرفوشيين]] أول من إنتفض ضد حكومة [[محمد علي باشا|محمد علي]] في [[لبنان]]، وساعدوا [[العثمانيون|العثمانيين]] ضد جيش [[محمد علي باشا|محمد علي]]، فكافئهم [[العثماييون|العثمانييون]] حيث جعلوا [[ خنجر الحرفوشي]] حاكماً على [[بعلبك]] سنة 1256هـ. <ref>سليمان الظاهر، تاريخ الشيعة:السياسي، الثقافي، الديني ج 3، ص 45-62.</ref> | ||
==نهاية حكمهم== | ==نهاية حكمهم== |