مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هانئ بن عروة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
|أعمال بارزة = | |أعمال بارزة = | ||
|صنف = | |صنف = | ||
|سلف = قبيلة مَذحِج | |سلف = قبيلة مَذحِج | ||
|خلف = | |خلف = | ||
|دين =[[الإسلام]] | |دين =[[الإسلام]] | ||
|مذهب = [[التشيع]] | |مذهب = [[التشيع]] | ||
سطر ٦٣: | سطر ٤٩: | ||
|والدان = | |والدان = | ||
|أنسباء = يحيى بن هانئ بن عروة | |أنسباء = يحيى بن هانئ بن عروة | ||
|ملاحظات = | |ملاحظات = | ||
|عرض صندوق = | |عرض صندوق = | ||
}} | }} | ||
هانئ بن عروة، ([[استشهاد]]: [[8 ذي الحجة]] [[60 هـ]]) هو من أبرز سادات [[الكوفة]] وأشرافها، وأحد خواص [[علي بن أبي طالب |علي بن أبي طالب عليه السلام]]، شارك في معركتَي [[معركة الجمل|الجمل]]،<ref>ابن أعثم الكوفي، ج 5، ص 40 </ref> و[[معركة صفين|صفين]]. <ref>ابن مزاحم، ص 137 </ref> وكان أحد أقطاب ثورة [[حجر بن عدي|حِجْر بن عُدي]] ضد [[عبيد الله بن زياد]]،<ref>البلاذري، ج 5، ص 255 </ref> وكان من أشدّ المعارضين لبيعة [[يزيد بن معاوية|يزيد]] التي رام [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] أخذها من [[الكوفة|الكوفيين]]. | |||
كما كانت داره مركز النشاط السياسي في [[الكوفة]] عند قدوم [[عبيد الله بن زياد]] إليها، وقد لعب دوراً بارزاً في دعم حركة [[مسلم بن عقيل]]. استشهد في [[8 ذي الحجة|الثامن من ذي الحجّة]] [[سنة 60 هـ]] بعد شهادة [[مسلم بن عقيل]] مباشرة وقد احتزّ رأسه بأمر من [[عبيد الله بن زياد]]، وبلغ خبر شهادته هو و[[مسلم بن عقيل]] ''[[الإمام الحسين عليه السلام]]'' (ع) وهو في الطريق إلى [[الكوفة]] فخنقته العبرة، ثمّ قال: | كما كانت داره مركز النشاط السياسي في [[الكوفة]] عند قدوم [[عبيد الله بن زياد]] إليها، وقد لعب دوراً بارزاً في دعم حركة [[مسلم بن عقيل]]. استشهد في [[8 ذي الحجة|الثامن من ذي الحجّة]] [[سنة 60 هـ]] بعد شهادة [[مسلم بن عقيل]] مباشرة وقد احتزّ رأسه بأمر من [[عبيد الله بن زياد]]، وبلغ خبر شهادته هو و[[مسلم بن عقيل]] ''[[الإمام الحسين عليه السلام]]'' (ع) وهو في الطريق إلى [[الكوفة]] فخنقته العبرة، ثمّ قال: | ||
سطر ٨٤: | سطر ٥٨: | ||
== نسبه و مکانته== | == نسبه و مکانته== | ||
هو | هو هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قماس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي يرجع نسبه إلى [[بني مراد]] من [[قبيلة مَذحِج]] <ref>ابن عبدربه، ج 3، ص 363 ؛ ابن حزم اندلسي، ص 406 </ref> وكان وجه [[بني مراد]] وسيدهم <ref>التستري، ج 10، ص 490 </ref> من أشراف [[الكوفة]] ومتقدميهم. <ref>ابن قتيبة، ج 2، ص 4 </ref> | ||
كان | كان هانئ سيداً في قومه وقد سجل لنا [[المسعودي]] في تاريخه وغيره من المؤرخين ما يشير الى عظم مكانة الرجل في قومه بأن هانئ بن عروة كان شيخ مراد وزعيمها إذا ركبَ ركبَ معه أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل، فإذا أجابتها أحلافها من [[كندة]] وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع. <ref> ج 3، ص255 </ref> ومع ذلك ترك وحيداً حينما اقتيد من قبل زبانية [[عبيد الله بن زياد|إبن زياد]] ولم يستجب دعوته أحد من تلك الجموع الغفيرة. <ref>إبن اعثم الکوفي، ج 5، ص 61؛ الطبري، تاريخ؛ التستري، ج 10، ص 493، الزرکلي، ج 8، ص 68</ref> | ||
*'''ولده''' | *'''ولده''' | ||
کان ولده [[يحيى بن هانئ بن عروة|يحيى]] من رواة الحدیث و اعتبره علماء [[اهل السنة]] ثقة.<ref>إبن سعد، ج 1، ص 330؛ الذهبي، ج 8، ص 302، حوادث والوفيات 121ـ 140 هـ؛ إبن الأثير، أسد الغابة، ج2، ص 15؛ إبن حجر العسقلاني، ج 6، ص 188 والأمين، ج 7، ص 344 والطوسي، ص 85 وانظر: الإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، الجرح والتعديل، رقم الترجمة 814</ref> | کان ولده [[يحيى بن هانئ بن عروة|يحيى]] من رواة الحدیث و اعتبره علماء [[اهل السنة]] ثقة.<ref>إبن سعد، ج 1، ص 330؛ الذهبي، ج 8، ص 302، حوادث والوفيات 121ـ 140 هـ؛ إبن الأثير، أسد الغابة، ج2، ص 15؛ إبن حجر العسقلاني، ج 6، ص 188 والأمين، ج 7، ص 344 والطوسي، ص 85 وانظر: الإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، الجرح والتعديل، رقم الترجمة 814</ref> | ||
سطر ٩٣: | سطر ٦٧: | ||
لم تسعفنا المصادر التاريخية بمعلومات وافرة عن حياته قبل دخول [[مسلم بن عقيل|سفير الإمام الحسين عليه السلام]] [[مسلم بن عقيل]] [[الكوفة]]، واكتفت بالإشارة إلى اشتراكه في [[معركة الجمل]] <ref>إبن أعثم الکوفي، ج 5، ص 40 </ref> و[[صفين]] <ref>إبن مزاحم، ص 137 </ref> وكان أحد الوجوه التي كان [[الإمام علي عليه السلام]] يستشيرها في [[معركة صفين]]. | لم تسعفنا المصادر التاريخية بمعلومات وافرة عن حياته قبل دخول [[مسلم بن عقيل|سفير الإمام الحسين عليه السلام]] [[مسلم بن عقيل]] [[الكوفة]]، واكتفت بالإشارة إلى اشتراكه في [[معركة الجمل]] <ref>إبن أعثم الکوفي، ج 5، ص 40 </ref> و[[صفين]] <ref>إبن مزاحم، ص 137 </ref> وكان أحد الوجوه التي كان [[الإمام علي عليه السلام]] يستشيرها في [[معركة صفين]]. | ||
ولما دعا [[أمير المؤمنين |أمير المؤمنين (ع)]] [[حسان بن مخدوج]]، فجعل له رياسة [[كندة]] و[[ربيعة]] التي كانت [[الأشعث بن قيس|للأشعث بن قيس]]، فتكلم في ذلك أناس من أهل [[اليمن]]، منهم [[مالك الأشتر|الأشتر]]، و[[عدي بن حاتم الطائي|عدي الطائي]]، و[[زحر بن قيس]] | ولما دعا [[أمير المؤمنين |أمير المؤمنين (ع)]] [[حسان بن مخدوج]]، فجعل له رياسة [[كندة]] و[[ربيعة]] التي كانت [[الأشعث بن قيس|للأشعث بن قيس]]، فتكلم في ذلك أناس من أهل [[اليمن]]، منهم [[مالك الأشتر|الأشتر]]، و[[عدي بن حاتم الطائي|عدي الطائي]]، و[[زحر بن قيس]] وهانئ بن عروة، فقاموا إلى [[علي بن أبي طالب|علي]] فقالوا: يا [[أمير المؤمنين]]، إن رياسة [[الأشعث بن قيس|الأشعث]] لا تصلح إلا لمثله، وما [[حسان بن مخدوج]] مثل [[الأشعث بن قيس|الأشعث]]. <ref>إبن مزاحم، ص 137 </ref> | ||
و كان | و كان هانئ أحد اقطاب ثورة [[حُجر بن عدي]] ضد [[عبيدالله بن زياد|إبن زياد]]. <ref>البلاذري، ج 5، ص255 </ref> وكان من المعترضين على ولاية [[يزيد بن معاوية|يزيد]] فقد أشارت بعض المصادر التاريخية والحديثية الى أن وفداً من أهل [[الكوفة]] وفد على [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] حين خطب لابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] بالعهد بعده وفي أهل [[الكوفة]] هانئ بن عروة المرادي وكان سيداً في قومه، فقال يوما في مسجد [[دمشق]] والناس حوله: العجب [[معاوية بن أبي سفيان|لمعاوية]] يريد أن يقسرنا على بيعة [[يزيد بن معاوية|يزيد]] وحاله حاله وما ذاك والله بكائن. <ref>أبو علي مسکويه، ج2، ص 32؛ إبن أبي الحديد، ج 18، ص 407؛ التستري، ج 10، ص 491 </ref> | ||
== دوره في حركة مسلم بن عقيل== | == دوره في حركة مسلم بن عقيل== | ||
=== داره مركز للثورة=== | === داره مركز للثورة=== | ||
لعب | لعب هانئ بن عروة دوراً بارزاً في حركة [[مسلم بن عقيل]] وذلك بعد انتقال [[مسلم بن عقيل|مسلم]] الى دار هانئ وتركه لبيت [[المختار الثقفي|المختار بن أبي عبيد الثقفي]] بعد انكشاف أمره من قبل رجال [[عبيد الله بن زياد]]. <ref>راجع البلاذري، ج2، ص 336؛ الدينوري، ص233؛ الطبري، ج 5، ص 362؛ إبن أعثم الکوفي، ج 5، ص 40؛ المسعودي، ج 3، ص252؛ الطبرسي، ج 1، ص 438؛ قس المقدسي، ج 6، ص 9 فلقد أرسله [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين عليه السلام]] الى [[الکوفة]] فاستقر في بيت هاني بن عروة. </ref> وجاء في رواية [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] أنه لمّا سمع [[مسلم بن عقيل]] بمجئ [[عبيدالله بن زياد|عبيدالله]] ومقالته التي قالها وما أخذ به العرفاء والناس فخرج من دار [[المختار الثقفي|المختار]] وقد علم به حتى انتهى إلى دار هانئ بن عروة المرادى فدخل بابه وأرسل إليه أن اخرج فخرج إليه هانئ فكره هانئ مكانه حين رآه فقال له [[مسلم بن عقيل|مسلم]] أتيتك لتجيرني وتضيفنى فقال رحمك الله لقد كلفتني شططا ولولا دخولك دارى وثقتك لاحببت ولسألتك أن تخرج عنى غير أنه يأخذني من ذلك ذمام وليس مردود مثلى على مثلك عن جهل أدخل فآواه وأخذت [[الشيعة]] تختلف إليه في دار هانئ بن عروة. <ref>الطبري، تاريخ؛ إبن الأثير، الکامل في التاريخ، ج 4، ص 25 </ref> وإنما اختيرت دار هانئ مركزاً للثورة بعد دار [[المختار الثقفي|المختار]] لما يتمتع به هانئ من نفوذ اجتماعي ومكانة مرموقة في الوسط [[الكوفة|الكوفي]]. <ref>راجع الدينوري، ص 233 ؛ ابو الفرج الإصفهاني، ص 97 ـ 98 </ref> | ||
وجاء [[شريك بن الأعور الهمداني]]- وكان من خواص [[أمير المؤمنين |أمير المؤمنين عليه السلام]] <ref>1. الثقفي، ج2، ص 793 </ref> ومن سادات [[الشيعة]] في [[البصرة]]- مع [[عبيد الله بن زياد]]، فمرض فنزل (في) دار | وجاء [[شريك بن الأعور الهمداني]]- وكان من خواص [[أمير المؤمنين |أمير المؤمنين عليه السلام]] <ref>1. الثقفي، ج2، ص 793 </ref> ومن سادات [[الشيعة]] في [[البصرة]]- مع [[عبيد الله بن زياد]]، فمرض فنزل (في) دار هانئ أياما وكان صديقا له <ref>راجع الثقفي، ج2، ص 793 ـ 794 ؛ البلاذري، ج 2،ص 337؛ الدينوري، ص 333 ـ 334 </ref> ودعا هانئ بن عروة لمؤازرة [[مسلم بن عقيل]] والدفاع عنه، ثم قال [[مسلم بن عقيل|لمسلم]]: إن [[عبيد الله بن زياد]] يعودني وإني مطاوله الحديث، فاخرج إليه بسيفك فاقتله، <ref>البلاذري، ج 5، ص255، الدينوري، ص234ـ235؛ الطبري، ج 5، ص 363؛ ابن أعثم الکوفي، ج 5، ص 42ـ 43؛ أبو الفرج الأصفهاني، ص 98ـ 99</ref> وعلامتك أن أقول: اسقوني ماء، ونهاه هانئ عن ذلك، فلما دخل [[عبيد الله بن زياد|عبيد الله]] على شريك وسأله عن وجعه وطال سؤاله ورأى أن أحدا لا يخرج فخشي أن يفوته فأخذ يقول: ما الانتظار بسلمى أن تحييها * " كأس المنية بالتعجيل اسقوها " فتوهم [[عبيد الله بن زياد|إبن زياد]] وخرج... فلما خرج [[عبيد الله بن زياد|إبن زياد]] دخل [[مسلم بن عقيل|مسلم]] والسيف في كفه، قال له [[شريك بن الأعور الهمداني|شريك]]: ما منعك من الأمر؟ فذكر له [[مسلم بن عقيل|مسلم]] مبررات امتناعه عن قتله. <ref>البلاذري، ج 5، ص255؛ إبن قتيبة، ج2، ص4؛ اليعقوبي، ج2، ص243؛ قس الطبري، تاريخ، حيث أشار هناك الى أن عمارة بن عبيد السلولي هو من اقترح ذلك والبلاذري؛ج 5، ص255، الدينوري؛ ص234ـ235؛ الطبري؛ ج 5، ص 363؛ ابن أعثم الکوفي، ج 5، ص 42ـ 43؛ ؛ قس ابو الفرج الأصفهاني، ص 99، حيث ذكر أن زوجة هاني لم تكن موافقة على ذلك.</ref> | ||
=== جواسيس السلطة تراقب حركة الثورة === | === جواسيس السلطة تراقب حركة الثورة === | ||
ولمّا شعر [[عبيد الله بن زياد]] بخطر الثورة دسّ عبداً شاميّا له يسمى [[معقل مولى عبيد الله بن زياد|معقل]] لمراقبة دار | ولمّا شعر [[عبيد الله بن زياد]] بخطر الثورة دسّ عبداً شاميّا له يسمى [[معقل مولى عبيد الله بن زياد|معقل]] لمراقبة دار هانئ بن عروة <ref>راجع البلاذري، ج2، ص 336ـ 337؛ الدينوري، ص235ـ236؛ الطبري، ج 5، ص 348، 362؛ إبن أعثم الکوفي، ج 5، ص 41ـ 42؛ المفيد، ص 45ـ 46 </ref> فخاف هانئ بن عروة [[عبيدالله بن زياد|عبيدالله]] على نفسه فانقطع عن حضور مجلسه وتمارض، فقال [[عبيدالله بن زياد|إبن زياد]] لجلسائه: ما لي لا أرى هانئا؟ فقالوا: هو شاك، فقال: لو علمت بمرضه لعدته، ودعا [[محمد بن الاشعث]]، و[[أسماء بن خارجة]] <ref>الدينوري ص236 </ref>، و[[عمرو بن الحجاج الزبيدي]] <ref>الطبري، ج 5، ص 349؛ إبن أعثم الكوفي، ج 5، ص 45؛ إبن الاثير، ج 4، ص28؛ الطبرسي، ج 1، ص 440 </ref>، | ||
و كانوا من أقرباء | و كانوا من أقرباء هانئ وأصدقائه، فقال لهم: ما يمنع هانئ بن عروة من إتياننا ؟ فقالوا: ما ندري وقد قيل: إنه يشتكي، قال: قد بلغني أنه قد برئ، وهو يجلس على باب داره، فالقوه ومروه أن لا يدع ما عليه من حقنا، فإنّي لا أحب أن يفسد عندي مثله من أشراف العرب. فأتوه حتى وقفوا عليه عشية، وهو جالس على بابه وقالوا له: ما يمنعك من لقاء الأمير؟ فإنه قد ذكرك وقال: لو أعلم أنه شاك لعدته. فقال لهم: الشكوى تمنعني. وما زالوا به حتى اقنعوه بالذهاب الى [[دار الإمارة]] فلما دخل قال له [[عبيد الله بن زياد]]: إيه يا هانئ بن عروة، ما هذه الامور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين؟ جئت [[مسلم بن عقيل|بمسلم بن عقيل]] فأدخلته دارك وجمعت له الجموع، والسلاح والرجال في الدور بحولك وظننت أن ذلك يخفى علي؟ فانكر هانئ ذلك، فدعا [[عبيد الله بن زياد|إبن زياد]] معقلا- ذلك الجاسوس- فجاء حتى وقف بين يديه، | ||
فقال له: أتعرف هذا ؟...فلما كثر الكلام بينهما قال [[عبيد الله بن زياد|عبيد الله]]: أدنوه مني فادني منه، فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسالت الدماء على وجهه ولحيته، ونثر لحم جبينه وخده على لحيته، حتى كسر القضيب. <ref>راجع البلاذري، الأخبار الطوال؛ الدينوري، ص237ـ238؛ الطبري، ج 5، ص 365ـ 367؛ المسعودي، ج2، ص252؛ إبن أعثم الکوفي،ج 5،ص 46ـ 47 </ref> فكانت شهادة | فقال له: أتعرف هذا ؟...فلما كثر الكلام بينهما قال [[عبيد الله بن زياد|عبيد الله]]: أدنوه مني فادني منه، فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسالت الدماء على وجهه ولحيته، ونثر لحم جبينه وخده على لحيته، حتى كسر القضيب. <ref>راجع البلاذري، الأخبار الطوال؛ الدينوري، ص237ـ238؛ الطبري، ج 5، ص 365ـ 367؛ المسعودي، ج2، ص252؛ إبن أعثم الکوفي،ج 5،ص 46ـ 47 </ref> فكانت شهادة هانئ بن عروة عاملا مؤثراً في فشل حركة [[مسلم بن عقيل]] وتفرق الناس عنه. | ||
=== شريح القاضي وشهادة الزور === | === شريح القاضي وشهادة الزور === | ||
وبلغ [[عمرو بن الحجاج]] أن | وبلغ [[عمرو بن الحجاج]] أن هانئا قد قتل، فأقبل في [[مذحج]] حتى أحاط بالقصر ومعه جمع عظيم <ref>الدينوري، ص238؛ الطبري، ج 5، ص 367؛ إبن أعثم الکوفي، ج 5، ص 48</ref> فقيل [[عبيدالله بن زياد|لعبيدالله بن زياد]]: وهذه فرسان [[مذحج]] بالباب؟ فقال [[شريح القاضي|لشريح القاضي]]: أدخل على صاحبهم فانظر إليه ثم اخرج وأعلمهم أنّه حي لم يقتل، فدخل [[شريح القاضي|شريح]] فنظر إليه، ثم خرج إليهم فقال لهم: إن الأمير لما بلغه كلامكم ومقالتكم في صاحبكم أمرني بالدخول إليه، فأتيته فنظرت إليه فأمرني أن ألقاكم واعرفكم أنّه حي، وأن الذي بلغكم من قتله باطل. فلما سمعوا مقالة [[شريح القاضي|شريح]] وشهادته انصرفوا. <ref>الدينوري؛ ص237ـ238؛ الطبري؛ ج 5، ص 365ـ 367؛ إبن أعثم الکوفي؛ج 5، ص 48، ابن الاثير، ج 4، ص28</ref> | ||
== استشهاده == | == استشهاده == | ||
[[ملف: مرقد هاني باب الورود.jpg|تصغير|يسار|مدخل مرقد هاني]] | [[ملف: مرقد هاني باب الورود.jpg|تصغير|يسار|مدخل مرقد هاني]] | ||
في الثامن من ذي الحجّة سنة ستين للهجرة وبعد شهادة [[مسلم بن عقيل]] أمر [[عبيد الله بن زياد]] بضرب عنق | في الثامن من ذي الحجّة سنة ستين للهجرة وبعد شهادة [[مسلم بن عقيل]] أمر [[عبيد الله بن زياد]] بضرب عنق هانئ بن عروة فضربه مولى [[عبيد الله بن زياد|لعبيد الله بن زياد]] تركي، إسمه [[رشيد]] بالسّيف في سوق القصابين بعد أن شدّ كتافا. <ref> إبن سعد، ج 5، ص 122 ؛ الطبري، ج 5، ص 365- 367؛ ؛ إبن أعثم الكوفي، ج 5، ص 61 الطبرسي، ج1، ص 444</ref> ولما أخرج ليقتل جعل يقول وا [[مذحج|مذحجاه]] وأين مني [[مذحج]] وآ عشيرتاه وأين مني عشيرتي. <ref> الطبري؛ج 5 ص 365- 367؛ إبن أعثم الكوفي؛ج 5 ص 61؛ الطبرسي، ج 1 ص 444 </ref> | ||
وكان [[أمير المؤمنين |أمير المؤمنين عليه السلام]] قد تنبأ بمصير | وكان [[أمير المؤمنين |أمير المؤمنين عليه السلام]] قد تنبأ بمصير هانئ وشهادته. <ref>الأمين، ج 7، ص 7 </ref> | ||
=== جسد هانئ في سوق الكناسة === | === جسد هانئ في سوق الكناسة === | ||
لم يكتف [[عبيد الله بن زياد]] بقتل [[مسلم بن عقيل]] | لم يكتف [[عبيد الله بن زياد]] بقتل [[مسلم بن عقيل]] وهانئ بن عروة بل أمر بقطع رأسيهما وبعث بهما إلى [[يزيد بن معاوية]] مع [[هانئ بن أبي حيّة الوداعي]] و[[الزبير بن الأروح]]. فكتب اليه [[يزيد بن معاوية|يزيد]]: أما بعد فإنك لم تعدُ ان كنت كما اُحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش، فقد أغنيت وكفيت.<ref> البلاذري، ج2، ص 341ـ 342؛ الدينوري، ص240ـ241؛ الطبري، ج 5، ص 380 </ref> وأمر [[عبيد الله بن زياد|إبن زياد]] بجثّتي [[مسلم بن عقيل|مسلم]] وهاني فجرتا بالحبال <ref>ابن کثير، ج 8، ص 157 </ref> ثم صلبتا في سوق الكناسة. <ref>ابن خلدون، ج 3، ص29</ref> | ||
=== وصول خبر شهادة هانئ الى الحسين (ع) === | === وصول خبر شهادة هانئ الى الحسين (ع) === | ||
وصل خبر شهادة [[مسلم بن عقيل]] | وصل خبر شهادة [[مسلم بن عقيل]] وهانئ بن عروة الى [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين عليه السلام]] وهو في منطقة [[الثعلبية]] <ref>إبن الأثير، ج 4، ص 42 </ref> أو [[زرود]] <ref>الدينوري، الأخبار الطوال. </ref> أو [[القادسية]] <ref>المسعودي،ج 3، ص256 </ref> أو [[القطقطانة]] <ref>اليعقوبي، ج2، ص243 </ref> فخنقته العبرة، ثمّ قال: اللهم اجعل لنا و[[الشيعة|لشيعتنا]] منزلاً كريماً واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك إنّك على كل شيء قدير. <ref>راجع الدينوري، الأخبار الطوال؛ الطبري، تاريخ الطبري </ref> وفي [[مسلم بن عقيل]] وهانئ بن عروة رحمهما الله، يقول [[عبد الله بن الزبير الأسدي]]: <ref>البلاذري، ج2، ص 340؛ ابن سعد، ج2، ص 42؛ المقدسي، ج 6، ص 9؛ أبو الفرج الأصفهاني، ص 108؛ قس ابن حبيب، ص245، حيث ذكر أن اسم الشاعر هو عبد الرحمان بن زبير الأسدي؛ ابن الطقطقي، ص 114، كما ذكر أيضا أن اسم الشاعر هو الفرزدق </ref> | ||
{{بداية قصيدة}} | {{بداية قصيدة}} | ||
سطر ١٣٣: | سطر ١٠٧: | ||
== مرقده == | == مرقده == | ||
[[ملف:هاني بن عروة رضوان الله عليه.jpg|200px|تصغير|ضريح هاني بن عروة رضوان الله عليه.]] | [[ملف:هاني بن عروة رضوان الله عليه.jpg|200px|تصغير|ضريح هاني بن عروة رضوان الله عليه.]] | ||
دفن | دفن هانئ بن عروة الى جنب [[دار الإمارة]] في [[الكوفة]] وقد شيّد المؤمنون له ضريحا متصلا [[مسجد الكوفة|بمسجد الكوفة]] خلف قبر [[مسلم بن عقيل]] من الجهة الشمالية. <ref>البراقي النجفي، ص 84 </ref> ويعد ضريحة اليوم أحد المزارات والأضرحة المعروفة التي يقصدها المؤمنون من [[الشيعة|أتباع المذهب الإمامي]]. | ||
=== متن الزيارة === | === متن الزيارة === | ||
يزار | يزار هانئ بن عروة بزيارة خاصة جاء فيها: سلام الله العظيم وصلواته عليك يا [[هاني بن عروة]] السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع الناصح لله و[[رسول الله|لرسوله]] و[[أمير المؤمنين|لأمير المؤمنين]] و[[الحسن بن علي بن أبي طالب|للحسن]] و[[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين عليهم السلام]] أشهد أنك قتلت مظلوما فلعن الله من قتلك واستحل دمك... <ref>راجع القمي، ذيل "زيارة هاني بن عروة" </ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} |