انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد بن الحنفية»

ط
imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ٦١: سطر ٦١:
لما استولى [[المختار الثقفي|المختار]] على [[الكوفة]]، وصارت [[الشيعة]] تدعو [[محمد بن الحنفية|لابن الحنفية]]، خاف [[ابن الزبير]] أن يتداعى الناس إلى الرضا به، فألحّ عليه وعلى أصحابه في البيعة له، فحبسهم بزمزم وتوعدهم بالقتل والإحراق، وأعطى اللّه عهداً إن لم يبايعوه أن ينفِّذ ما توعَّدهم به، وضرب لهم في ذلك أجلاً.  
لما استولى [[المختار الثقفي|المختار]] على [[الكوفة]]، وصارت [[الشيعة]] تدعو [[محمد بن الحنفية|لابن الحنفية]]، خاف [[ابن الزبير]] أن يتداعى الناس إلى الرضا به، فألحّ عليه وعلى أصحابه في البيعة له، فحبسهم بزمزم وتوعدهم بالقتل والإحراق، وأعطى اللّه عهداً إن لم يبايعوه أن ينفِّذ ما توعَّدهم به، وضرب لهم في ذلك أجلاً.  


فأشار بعض مَن كان مع [[محمد بن الحنفية|ابن الحنفيّة]] عليه، أنْ يبعث إلى [[المختار الثقفي|المختار]] وإلى مَن [[الكوفة|بالكوفة]] رسولاً يُعلمهم حالهم وحال مَن معهم، وما كان توعّدهم به [[ابن الزبير]]، فوجد ثلاثة نفر مِن أهل [[الكوفة]] حين نامَ الحرس على باب [[زمزم]]، وكتب معهم إلى [[المختار الثقفي|المختار]] وأهل [[الكوفة]]؛ يُعلمهم حاله وحال من معه وما توعّدهم به [[ابن الزبير]] من القتل والتحريق بالنّار، ويطلب منهم النجدة، ويسألهم أنْ لا يخذلوه كما خذلوا [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] و[[أهل البيت(ع)|أهل بيته]] {{ع}}.
فأشار بعض مَن كان مع [[محمد بن الحنفية|ابن الحنفيّة]] عليه، أنْ يبعث إلى [[المختار الثقفي|المختار]] وإلى مَن [[الكوفة|بالكوفة]] رسولاً يُعلمهم حالهم وحال مَن معهم، وما كان توعّدهم به ابن الزبير، فوجد ثلاثة نفر مِن أهل [[الكوفة]] حين نامَ الحرس على باب [[زمزم]]، وكتب معهم إلى [[المختار الثقفي|المختار]] وأهل [[الكوفة]]؛ يُعلمهم حاله وحال من معه وما توعّدهم به ابن الزبير من القتل والتحريق بالنّار، ويطلب منهم النجدة، ويسألهم أنْ لا يخذلوه كما خذلوا [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] و[[أهل البيت(ع)|أهل بيته]] {{ع}}.


فقدموا على [[المختار الثقفي|المختار]]، فدفعوا إليه الكتاب، فنادى في النّاس، فقرأ عليهم الكتاب، ثم وجّه- يعني [[المختار الثقفي|المختار]]- [[ظبيان بن عمارة]] وكتب إلى محمّد بن عليّ مع [[أبو الطفيل عامر|أبي الطفيل عامر]] و[[محمّد بن قيس]] بتوجيه الجند إليه.
فقدموا على [[المختار الثقفي|المختار]]، فدفعوا إليه الكتاب، فنادى في النّاس، فقرأ عليهم الكتاب، ثم وجّه- يعني [[المختار الثقفي|المختار]]- [[ظبيان بن عمارة]] وكتب إلى محمّد بن عليّ مع [[أبو الطفيل عامر|أبي الطفيل عامر]] و[[محمّد بن قيس]] بتوجيه الجند إليه.


و خرج النّاس أثرهم في أثر بعض، حتّى دخلوا [[المسجد الحرام]] وهم ينادون: [[يا لثارات الحسين]]، حتّى انتهوا إلى [[زمزم]]، وقد أعدّ [[ابن الزبير]] الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي مِن الأجَل يومان، فطردوا الحرس وكسروا أعواد [[زمزم]] ودخلوا على [[محمد  بن الحنفية|ابن الحنفيّة]] فقالوا: خلّ بيننا وبين عدوّ الله [[ابن الزبير]]. فقال لهم: إنّي لا أستحلّ القتال في حرم الله. فقال [[ابن الزبير]]: وا عجباً لهذه الخشبية، ينعون [[الحسين بن علي بن أبي طالب|حسيناً]] كأنّي أنا قتلته، والله لو قدرت على قتلته لقتلتهم.
و خرج النّاس أثرهم في أثر بعض، حتّى دخلوا [[المسجد الحرام]] وهم ينادون: [[يا لثارات الحسين]]، حتّى انتهوا إلى [[زمزم]]، وقد أعدّ ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي مِن الأجَل يومان، فطردوا الحرس وكسروا أعواد [[زمزم]] ودخلوا على [[محمد  بن الحنفية|ابن الحنفيّة]] فقالوا: خلّ بيننا وبين عدوّ الله ابن الزبير. فقال لهم: إنّي لا أستحلّ القتال في حرم الله. فقال ابن الزبير: وا عجباً لهذه الخشبية، ينعون [[الحسين بن علي بن أبي طالب|حسيناً]] كأنّي أنا قتلته، والله لو قدرت على قتلته لقتلتهم.


و إنّما قيل لهم خشبيّة؛ لأنّهم وصلوا إلى [[مكة|مكّة]] وبأيديهم الخشب، كراهة إشهار السيوف في [[الحرم المكي|الحرم]]. وقيل: لأنّهم أخذوا الحطب الذي أعدّه [[ابن الزبير]]. وقال [[ابن الزبير]]: أيَحسبون أنّي أُخلّي سبيلهم دون أنْ أُبايع ويُبايعون. فقال [[أبو عبد الله الجدلي]]: أي وربّ [[الكعبة]] و[[مقام إبراهيم|المقام]] وربّ الحلّ والحرام، لتخلّينّ سبيلهم أو لنجالدنّك بأسيافنا جلاداً يرتاب منه المبطلون.
و إنّما قيل لهم خشبيّة؛ لأنّهم وصلوا إلى [[مكة|مكّة]] وبأيديهم الخشب، كراهة إشهار السيوف في [[الحرم المكي|الحرم]]. وقيل: لأنّهم أخذوا الحطب الذي أعدّه ابن الزبير. وقال ابن الزبير: أيَحسبون أنّي أُخلّي سبيلهم دون أنْ أُبايع ويُبايعون. فقال [[أبو عبد الله الجدلي]]: أي وربّ [[الكعبة]] و[[مقام إبراهيم|المقام]] وربّ الحلّ والحرام، لتخلّينّ سبيلهم أو لنجالدنّك بأسيافنا جلاداً يرتاب منه المبطلون.


فقال [[ابن الزبير]]: هل أنتم ـ والله ـ إلاّ أكلة رأس، لو أذنت لأصحابي ما مضت ساعة حتّى تُقطف رؤوسكم. فقال له [[قيس بن مالك]]: أما والله إنّي لأرجو إذ رِمت ذلك، أنْ يرسل إليك قبل أنْ ترى ما تحب. فكفّ ابن الحنفية أصحابه وحذّرهم الفتنة. ثمّ قدم [[أبو المعتر]] في مائة، و[[هاني بن قيس]] في مائة، و[[ظبيان بن عمارة]] في مائتين ومعه المال، حتّى دخلوا [[المسجد الحرام]] فكبّروا وقالوا: [[يا لثارات الحسين]]. فلمّا رآهم [[ابن الزبير]] خاف منهم.
فقال ابن الزبير: هل أنتم ـ والله ـ إلاّ أكلة رأس، لو أذنت لأصحابي ما مضت ساعة حتّى تُقطف رؤوسكم. فقال له [[قيس بن مالك]]: أما والله إنّي لأرجو إذ رِمت ذلك، أنْ يرسل إليك قبل أنْ ترى ما تحب. فكفّ ابن الحنفية أصحابه وحذّرهم الفتنة. ثمّ قدم [[أبو المعتر]] في مائة، و[[هاني بن قيس]] في مائة، و[[ظبيان بن عمارة]] في مائتين ومعه المال، حتّى دخلوا [[المسجد الحرام]] فكبّروا وقالوا: [[يا لثارات الحسين]]. فلمّا رآهم ابن الزبير خاف منهم.


فخرج [[محمد بن الحنفية|محمّد بن الحنفيّة]] ومن معه إلى [[شعب عليّ]]، وهم يستأذنون [[محمد بن الحنفية|محمّد بن الحنفيّة]] في [[ابن الزبير]]، فيأبى عليهم، واجتمع مع [[محمد بن الحنفية|محمّد]] في الشعب أربعة آلاف رجل، فقسّم بينهم ذلك المال. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص545.</ref>
فخرج [[محمد بن الحنفية|محمّد بن الحنفيّة]] ومن معه إلى [[شعب عليّ]]، وهم يستأذنون [[محمد بن الحنفية|محمّد بن الحنفيّة]] في ابن الزبير، فيأبى عليهم، واجتمع مع [[محمد بن الحنفية|محمّد]] في الشعب أربعة آلاف رجل، فقسّم بينهم ذلك المال. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص545.</ref>


== إدعاء الإمامة ==
== إدعاء الإمامة ==
مستخدم مجهول