انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دحو الأرض»

ط
imported>Ali110110
imported>Madani
سطر ١٣: سطر ١٣:
==آراء المفسرين==
==آراء المفسرين==
أشار [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] إلى إختلاف كلمة المفسرين حول المراد من كلمة "بعد ذلك" قائلاً<ref>ذيل كلمة نازعات: ۳۰.</ref>: اختلف أهل [[التأويل]] في معنى قوله (بَعْدَ ذَلكَ) فقال بعضهم: دُحِيت الأرض من بعد خَلق [[السماء]]. وقال آخرون: بل معنى ذلك: [[الأرض|والأرض]] مع ذلك دحاها.<ref>المصدر السابق.</ref>
أشار [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] إلى إختلاف كلمة المفسرين حول المراد من كلمة "بعد ذلك" قائلاً<ref>ذيل كلمة نازعات: ۳۰.</ref>: اختلف أهل [[التأويل]] في معنى قوله (بَعْدَ ذَلكَ) فقال بعضهم: دُحِيت الأرض من بعد خَلق [[السماء]]. وقال آخرون: بل معنى ذلك: [[الأرض|والأرض]] مع ذلك دحاها.<ref>المصدر السابق.</ref>
وأردف الطبري قائلاً: والقول الذي ذكرناه عن [[ابن عباس]] من أن الله تعالى خلق الأرض، وقدّر فيها أقواتها، ولم يدحها، ثم استوى إلى السماء، فسوّاهن [[سبع سموات]]، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل؛ لأنه جلّ ثناؤه قال: "وَالأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا".
وأردف الطبري قائلاً: والقول الذي ذكرناه عن [[ابن عباس]] من أن الله تعالى خلق الأرض، وقدّر فيها أقواتها، ولم يدحها، ثم استوى إلى السماء، فسوّاهن [[سبع سموات]]، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل؛ لأنه جلّ ثناؤه قال: ﴿وَالأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾
وقال في تاريخ الأمم والملوك<ref>ج۱، ص۲۳.</ref> بعد التعرض لنفس البحث: فان قال قائل: فإنك قد علمت أن جماعة من أهل التأويل قد وجهت قول الله "والأرض بعد ذلك دحاها" إلى معنى "مع ذلك دحاها" فما برهانك على صحة ما قلت من أن ذلك بمعنى "بعد" التى هي خلاف قبل؟ قيل: المعروف من معنى بعد في كلام العرب هو الذي قلنا من أنها بخلاف معنى "قبل" لا بمعنى "مع" وإنما توجه معاني الكلام إلى الأغلب عليه من معانيه المعروفة في أهله لا إلى غير ذلك.
 
وأشار [[الفخر الرازي]] في ذيل تفسير الآية الى قول ثالث مفاده: أن لا يكون معنى قوله دَحاها: مجرد البسط، بل يكون المراد أنه بسطها بسطا مهيأ لنبات الأقوات وهذا هو الذي بينه بقوله: "أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها" ([[سورة النازعات|النازعات]]: 31) وذلك لأن هذا الاستعداد لا يحصل للأرض إلا بعد وجود السماء فإن الأرض كالأم والسماء كالأب، وما لم يحصلا لم تتولد أولا المعادن والنباتات والحيوانات.
 
وقال في تاريخ الأمم والملوك<ref>ج۱، ص۲۳.</ref> بعد التعرض لنفس البحث: فان قال قائل: فإنك قد علمت أن جماعة من أهل التأويل قد وجهت قول الله ﴿والأرض بعد ذلك دحاه﴾ إلى معنى "مع ذلك دحاها" فما برهانك على صحة ما قلت من أن ذلك بمعنى "بعد" التى هي خلاف قبل؟ قيل: المعروف من معنى بعد في كلام العرب هو الذي قلنا من أنها بخلاف معنى "قبل" لا بمعنى "مع" وإنما توجه معاني الكلام إلى الأغلب عليه من معانيه المعروفة في أهله لا إلى غير ذلك.
 
 
وأشار [[الفخر الرازي]] في ذيل تفسير الآية الى قول ثالث مفاده: أن لا يكون معنى قوله دَحاها: مجرد البسط، بل يكون المراد أنه بسطها بسطا مهيأ لنبات الأقوات وهذا هو الذي بينه بقوله: ﴿أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها﴾  ([[سورة النازعات|النازعات]]: 31) وذلك لأن هذا الاستعداد لا يحصل للأرض إلا بعد وجود السماء فإن الأرض كالأم والسماء كالأب، وما لم يحصلا لم تتولد أولا المعادن والنباتات والحيوانات.
وقد ناقش العلامة [[محمد باقر المجلسي]] الاشكالات الواردة على خلق الأرض وبسطها<ref>بحار الانوار، ج۵۴، ص۲۲ – ۲۵.</ref> مع تعرضه لتطابق الروايات مع هذا المعنى المذكورة.<ref>بحار الانوار، ص۲۵ – ۲۱۶.</ref>
وقد ناقش العلامة [[محمد باقر المجلسي]] الاشكالات الواردة على خلق الأرض وبسطها<ref>بحار الانوار، ج۵۴، ص۲۲ – ۲۵.</ref> مع تعرضه لتطابق الروايات مع هذا المعنى المذكورة.<ref>بحار الانوار، ص۲۵ – ۲۱۶.</ref>


مستخدم مجهول