انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خطبة الأشباح»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٦٧: سطر ٦٧:
قال [[ابن أبي الحديد]] عندما ذكر مقطع من الخطبة في صفة [[الملائكة]] هذا موضع المثل:
قال [[ابن أبي الحديد]] عندما ذكر مقطع من الخطبة في صفة [[الملائكة]] هذا موضع المثل:


(إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل)! إذا جاء هذا الكلام الرباني، واللفظ القدسي، بطلت فصاحة [[العرب]]، وكانت نسبة الفصيح من كلامها إليه، نسبة التراب إلى النضار<ref>قيل : النُّضار ، بالضمّ : الجَوْهرُ الخالص من التِّبْر وغيرِه . وقَدَحٌ نُضارٌ : اتُّخِذَ من نُضارِ الخِشَب.</ref> الخالص، ولو فرضنا أن العرب تقدر على الألفاظ الفصيحة المناسبة، أو المقاربة لهذه الألفاظ، من أين لهم المادة التي عبرت هذه الألفاظ عنها، ومن أين تعرف [[الجاهلية]] بل الصحابة المعاصرون لرسول الله صلى الله عليه وآله هذه المعاني الغامضة السمائية، ليتهيأ لها التعبير عنها! ... فإنه لم يكن معروفا عندهم على هذا التفصيل، نعم ربما علموه جملة غير مقسمة هذا التقسيم، ولا مرتبة هذا الترتيب، بما سمعوه من ذكر الملائكة في [[القرآن]] العظيم،... فثبت أن هذه الأمور الدقيقة في مثل هذه العبارة الفصيحة، لم تحصل إلا لعلى وحده. وأقسم أن هذا الكلام إذا تأمله اللبيب اقشعر<ref>اقشعر جلد فلان اقشعرارا فهو مقشعر: إذا أخذته قشعريرة، والجمع القشاعر، فتحذف الميم لزيادتها.</ref> جلده، ورجف قلبه، واستشعر عظمة الله العظيم في روعه وخلده، وهام نحوه وغلب الوجد عليه، وكاد أن يخرج من مسكه شوقا، وأن يفارق هيكله صبابة ووجدا.<ref>[[ابن أبي الحديد]]، شرح نهج البلاغة 6: 426.</ref>
(إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل)! إذا جاء هذا الكلام الرباني، واللفظ القدسي، بطلت فصاحة [[العرب]]، وكانت نسبة الفصيح من كلامها إليه، نسبة التراب إلى النضار<ref>قيل : النُّضار ، بالضمّ : الجَوْهرُ الخالص من التِّبْر وغيرِه . وقَدَحٌ نُضارٌ : اتُّخِذَ من نُضارِ الخِشَب.</ref> الخالص، ولو فرضنا أن العرب تقدر على الألفاظ الفصيحة المناسبة، أو المقاربة لهذه الألفاظ، من أين لهم المادة التي عبرت هذه الألفاظ عنها، ومن أين تعرف [[الجاهلية]] بل الصحابة المعاصرون لرسول الله صلى الله عليه وآله هذه المعاني الغامضة السمائية، ليتهيأ لها التعبير عنها! ... فإنه لم يكن معروفا عندهم على هذا التفصيل، نعم ربما علموه جملة غير مقسمة هذا التقسيم، ولا مرتبة هذا الترتيب، بما سمعوه من ذكر الملائكة في [[القرآن]] العظيم،... فثبت أن هذه الأمور الدقيقة في مثل هذه العبارة الفصيحة، لم تحصل إلا لعلى وحده. وأقسم أن هذا الكلام إذا تأمله اللبيب اقشعر<ref>اقشعر جلد فلان اقشعرارا فهو مقشعر: إذا أخذته قشعريرة، والجمع القشاعر، فتحذف الميم لزيادتها.</ref> جلده، ورجف قلبه، واستشعر عظمة الله العظيم في روعه وخلده، وهام نحوه وغلب الوجد عليه، وكاد أن يخرج من مسكه شوقا، وأن يفارق هيكله صبابة ووجدا.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 426.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول