الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو الهيثم بن تيهان»

وبعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله)، صحب [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] (عليه السلام) وكان من أبرز أنصاره الذين يعتقدون باحقيته في [[الخلافة]].

بايع علياً (عليه السلام) بعد مقتل عثمان واشترك معه في [[معركة الجمل]]، ثم في [[معركة صفين]] واستشهد فيها، فتألم (عليه السلام) لمصرعه وأظهر عليه الحزن والتأسّف.

اتفق المؤرخون على أنّ اسمه مالك<ref>الطبراني، المعجم الكبير، ج 9، ص 344؛ الضحاك، الآحاد والمثاني، ج 4، ص 35؛ النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 285؛ وغيرهم.</ref> واختلفوا في نسبه، واسم أبيه، ففي أسد الغابة، أنه مالك بن التيهان بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 274.</ref>. وفي [[سيرة ابن هشام]] أنّ اسم والده مالك بن عتيك <ref>ابن هشام، تفسير السيرة النبوية، ج 2، ص 195.</ref>، وقيل أن التيهان هو لقبه، وأنه من بلي وحليف لبني الأشهل<ref>النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 286</ref>.

وبعد [[هجرة النبي]] الى [[مدينة يثرب|يثرب]] آخى بينه وبين [[عثمان بن مظعون]]<ref>عيون الأثر، ج 1، ص 266.</ref>.

وقد كان ممن روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدة روايات<ref>الطبراني، المعجم الكبير، ج 19، ص 250.</ref>، ففي مجمع الزوائد: عن مالك بن التيهان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال السلام عليكم كتبت له عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له خمسون حسنة<ref>الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 8، ص 31.</ref>.

تشرّف باستضافة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه في بيته. يقول النووي: وفي ذلك [أي الاستضافة] منقبة لأبى الهيثم إذ جعله النبي صلى الله عليه وسلم أهلا لذلك وكفى به شرفا لذلك<ref>النووي، شرح صحيح مسلم، ج 13، ص 210.</ref>. وقد أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه ـ بعد تناول الطعام ـ أن يدعو له<ref>ابن قدامة، المغني، ج 11، ص 93</ref>.

وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة. ثم ضرب (عليه السلام) بيده على لحيته الشريفة الكريمة، فأطال البكاء، ثم قال: أوه على إخواني الذين قرأوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنّة، وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه".

صحب أبو الهيثم علياً (عليه السلام) بعد وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وكان يعتقد بأحقيته في الخلافة، وقد شهد له بقول النبي فيه [[غدير خم|بغدير خم]] في مواطن عديدة<ref>[[الشيخ المفيد|المفيد]]، [[كتاب الجمل|الجمل]]، ص 155؛ [[الدر النظيم]]، ص 445؛ [[النعماني]]، [[كتاب الغيبة للنعماني|الغيبة]]، ص 74؛ [[ابن طاووس]]، [[إقبال الأعمال]]، ص 153 ـ 154.</ref>.

وهناك أقوال أخرى في وفاته منها: أنّه توفي في المدينة سنة عشرين<ref>الطبراني، المعجم الكبير، ج 19، ص 250؛ الضحاك، الآحاد والمثاني، ج 4، ص 35.</ref>، ونقل الذهبي أنه توفي سنة إحدى وعشرين في زمن خلافة عمر بن الخطاب<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ص 697.</ref>.