مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مالك الأشتر»
←حروب أمير المؤمنين (ع)
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia |
||
سطر ١١٧: | سطر ١١٧: | ||
حينما كان المعترضون على عثمان مجتمعين في [[المدينة]] انسحب الأشتر الذي كان على رأس الكوفيين و[[حكيم بن جبلة]] رأس البصريين، إلا أن ابن عديس عاد إلى حصارعثمان بعد أن أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر يطلب منه أن يقتل بعضهم – أي بعض الثوار- وأن يصلب بعضهم.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج3، ص411. الأمين، أعيان الشيعة: ج9، ص41.</ref> وبعد أن قتل عثمان جاء الأشتر على رأس وفد لمبايعة أمير المؤمنين {{ع}}.<ref>الأمين، أعيان الشيعة: ج9، ص41.</ref> | حينما كان المعترضون على عثمان مجتمعين في [[المدينة]] انسحب الأشتر الذي كان على رأس الكوفيين و[[حكيم بن جبلة]] رأس البصريين، إلا أن ابن عديس عاد إلى حصارعثمان بعد أن أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر يطلب منه أن يقتل بعضهم – أي بعض الثوار- وأن يصلب بعضهم.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج3، ص411. الأمين، أعيان الشيعة: ج9، ص41.</ref> وبعد أن قتل عثمان جاء الأشتر على رأس وفد لمبايعة أمير المؤمنين {{ع}}.<ref>الأمين، أعيان الشيعة: ج9، ص41.</ref> | ||
==حروب أمير المؤمنين | ==حروب أمير المؤمنين {{ع}}== | ||
===الجمل=== | ===الجمل=== | ||
[[ملف:مالك الأشتر.jpg|300px|تصغير|صورة تمثيلية لمالك الأشتر من مسلسل الإمام علي {{ع}}]] | [[ملف:مالك الأشتر.jpg|300px|تصغير|صورة تمثيلية لمالك الأشتر من مسلسل الإمام علي {{ع}}]] | ||
كان الأشتر في [[معركة الجمل]] على ميمنة جيش [[الإمام علي عليه السلام|الإمام أمير المؤمنين]] | كان الأشتر في [[معركة الجمل]] على ميمنة جيش [[الإمام علي عليه السلام|الإمام أمير المؤمنين]] {{ع}}.<ref>المهاجر، مالك الأشتر سيرته ومقامه في بعلبك: ص83.</ref> وفي تلك المعركة اعترض [[عبد الله بن الزبير]] الأشترَ، وكان ابن الزبير قد أخذ بزمام جمل [[عائشة]]، وجرح جرحاً بليغاً في صراعه مع مالك الأشتر، وكان يرغب في قتل مالك حتّى لو كلّفه ذلك حياته وطالت المصارعة بينهما حتى أنّ ابن الزبير قال: «اقتلوني ومالكاً * واقتلوا مالكا معي». وشد أناس من أصحاب علي {{ع}} وأصحاب عائشة فافترقا وأنقّذ كل واحد من الفريقين صاحبه.<ref>المهاجر، مالك الأشتر سيرته ومقامه في بعلبك: ص84.</ref> | ||
ولمّا فرغوا من المعركة اشترى مالك الأشتر جملاً بسبعمائة درهم، وبعث به إلى عائشة بيد أحد رجاله، وقال لها: هذا عوض من بعيرك، إلا أنّها رفضت استلام البعير.<ref>الطبري، | ولمّا فرغوا من المعركة اشترى مالك الأشتر جملاً بسبعمائة درهم، وبعث به إلى عائشة بيد أحد رجاله، وقال لها: هذا عوض من بعيرك، إلا أنّها رفضت استلام البعير.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج4، ص542. كما نقل المهاجر، مالك الأشتر سيرته ومقامه في بعلبك: ص84.</ref> | ||
===صفين=== | ===صفين=== | ||
كان مالك الأشتر من أبرز قادة جيش [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] | كان مالك الأشتر من أبرز قادة جيش [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] {{ع}} ولمّا لاحت أمارات القهر والغلبة، ودلائل النصر والظفر وضحت وأشرف الأشتر على معسكر [[معاوية]] ليدخله فعدل أهل [[الشام]] عن القراع إلى الخداع ورفعوا المصاحف، وكان ذلك برأي [[عمرو بن العاص]]، وقد حصل ذلك عقيب [[ليلة الهرير]] المعروفة، فانطلت الخديعة على طائفة كبيرة من جيش الإمام {{ع}} يقدر عددهم بعشرين ألفاً، أحاطوا بمقر الإمام {{ع}} طالبين منه أن يرجع الأشتر والقبول بالتحكيم، ولم ينفع معهم نصح الإمام وبيان وجه الخديعة، فلمّا أصروا أرسل {{ع}} إلى الأشتر [[يزيد بن هاني]] أن ائتني، فأتاه فأبلغه، فقال الأشتر: ائته فقل له: ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقفي، إنّي قد رجوت الفتح فلا تعجلني، فرجع يزيد بن هاني إلى {{ع}} فأخبره، في تلك الأثناء ارتفع الرهج، وعلت الأصوات من قبل الأشتر، وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل [[العراق]]، ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام. | ||
فقال القوم لعلي | فقال القوم لعلي {{ع}} : والله، ما نراك إلا أمرته بالقتال! قال: أرأيتموني ساررت رسولي إليه؟ أليس إنما كلمته على رؤوسكم علانية، وأنتم تسمعون؟ قالوا: فابعث إليه فليأتك، وإلا - فوالله - اعتزلناك. فقال: ويحك يا يزيد قل له: أقبل إليّ فإنّ الفتنة قد وقعت فأتاه فأخبره، فقال الأشتر: أبرفع هذه المصاحف؟ قال: نعم، قال: أما والله لقد ظننت أنها حين رفعت ستوقع خلافاً وفرقة، إنها مشورة ابن النابغة يعني ابن العاص. ثم قال ليزيد بن هانئ: ويحك ألا ترى إلى الفتح؟ ألا ترى إلى ما يلقون؟ ألا ترى إلى الذي يصنع الله لنا؟ أينبغي أن ندع هذا، وننصرف عنه؟ فقال يزيد: أتحب أنك ظفرت ههنا وأن أمير المؤمنين بمكانة الذي هو فيه، يفرج عنه ويسلم إلى عدوه؟! قال: سبحان الله - لا والله - لا أحب ذلك. | ||
قال ابن هانئ: فإنهم قد قالوا له، وحلفوا عليه: لترسلن إلى الأشتر، فليأتينك أو لنقتلنك بأسيافنا، كما قتلنا عثمان، أو لنسلمنك إلى عدوك. فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم، فصاح يا أهل الذل والوهن! أ حين علوتم القوم، وظنوا أنكم لهم قاهرون، ورفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها؟ وقد - والله - تركوا ما أمر الله به فيها، وتركوا سنة من أنزلت عليه، فالا تجيبوهم، أمهلوني فواقاً، فإني قد أحسست بالفتح، قالوا: لا نمهلك...وكان مالك من المعارضين للتحكيم.<ref> | قال ابن هانئ: فإنهم قد قالوا له، وحلفوا عليه: لترسلن إلى الأشتر، فليأتينك أو لنقتلنك بأسيافنا، كما قتلنا عثمان، أو لنسلمنك إلى عدوك. فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم، فصاح يا أهل الذل والوهن! أ حين علوتم القوم، وظنوا أنكم لهم قاهرون، ورفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها؟ وقد - والله - تركوا ما أمر الله به فيها، وتركوا سنة من أنزلت عليه، فالا تجيبوهم، أمهلوني فواقاً، فإني قد أحسست بالفتح، قالوا: لا نمهلك...وكان مالك من المعارضين للتحكيم.<ref>الأمين، أعيان الشيعة: ج9، ص39.</ref> | ||
==سفره إلى مصر وشهادته== | ==سفره إلى مصر وشهادته== |