انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي الرضا عليه السلام»

imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ١٢٩: سطر ١٢٩:


=== السيرة الرضوية ===
=== السيرة الرضوية ===
السيرة العبادية: ورد في السيرة العملية للإمام الرضا (ع) أنه (ع) عندما يسمع صوت [[الأذان]] وهو في مناظرة مع كبار علماء الأديان والفرق، يترك جلسة المناظرة، ويجيب على طلب الحاضرين لمواصلة المناظرة: نصلي ونعود،<ref>صدوق، عیون اخبار الرضا، 1378 هـ، ج 1، ص 172.</ref> كما أن هناك أخبار وردت عن [[العبادة|تهجده]] وإحيائه الليل بالعبادة وذكر [[الله]]،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص 184.</ref> وحينما أهدى الإمام الرضا (ع) قميصه [[دعبل الخزاعي|لدعبل الخزاعي]] قال له: احتفظ بهذا القميص، فقد صليت فيه ألف ليلة ألف [[الركعة|ركعة]]،<ref>الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص 359.</ref>  وختمت فيه [[القرآن]] ألف ختمة، وذكرت له [[سجدة|سجدات]] طويلة أيضاً.<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص 17.</ref>
'''السيرة العبادية''': ورد في السيرة العملية للإمام الرضا (ع) أنه (ع) عندما يسمع صوت [[الأذان]] وهو في مناظرة مع كبار علماء الأديان والفرق، يترك جلسة المناظرة، ويجيب على طلب الحاضرين لمواصلة المناظرة: نصلي ونعود،<ref>صدوق، عیون اخبار الرضا، 1378 هـ، ج 1، ص 172.</ref> كما أن هناك أخبار وردت عن [[العبادة|تهجده]] وإحيائه الليل بالعبادة وذكر [[الله]]،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص 184.</ref> وحينما أهدى الإمام الرضا (ع) قميصه [[دعبل الخزاعي|لدعبل الخزاعي]] قال له: احتفظ بهذا القميص، فقد صليت فيه ألف ليلة ألف [[الركعة|ركعة]]،<ref>الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص 359.</ref>  وختمت فيه [[القرآن]] ألف ختمة، وذكرت له [[سجدة|سجدات]] طويلة أيضاً.<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص 17.</ref>


السيرة الأخلاقية: هناك نماذج ذكرت حول السلوك الطيب للإمام ومعاشرته مع الآخرين، منها مجالسته مع العبيد والخدم وتناوله الطعام معهم على مائدة واحدة حتى بعد [[ولاية عهد الإمام الرضا (ع)|ولاية عهده]]،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، 1378 هـ، ج 2، ص 159.</ref> روى [[ابن شهر آشوب]] أن الإمام الرضا (ع) دخل الحمام ذات مرة، وطلب أحد الأشخاص الحاضرين في الحمام وكان لا يعرف الإمام أن يدلكه (ع)، فبدأ (ع) يدلكه، ثم عرفه، ويجعل يعتذر من الإمام (ع)، لكن الإمام أخذ بخاطره، واستمر يدلكه.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص 362</ref>
'''السيرة الأخلاقية:''' هناك نماذج ذكرت حول السلوك الطيب للإمام ومعاشرته مع الآخرين، منها مجالسته مع العبيد والخدم وتناوله الطعام معهم على مائدة واحدة حتى بعد [[ولاية عهد الإمام الرضا (ع)|ولاية عهده]]،<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، 1378 هـ، ج 2، ص 159.</ref> روى [[ابن شهر آشوب]] أن الإمام الرضا (ع) دخل الحمام ذات مرة، وطلب أحد الأشخاص الحاضرين في الحمام وكان لا يعرف الإمام أن يدلكه (ع)، فبدأ (ع) يدلكه، ثم عرفه، ويجعل يعتذر من الإمام (ع)، لكن الإمام أخذ بخاطره، واستمر يدلكه.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص 362</ref>
{{Quote box
{{Quote box
  |class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
  |class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
  |title = <small>قال الإمام الرضا (ع):</small>
  |title = <small>قال الإمام الرضا (ع):</small>
  |quote = '''لَا تَدَعُوا الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَالِاجْتِهَادَ فِي الْعِبَادَةِ اتِّكَالًا عَلَى‏ حُبِ‏ آلِ‏ مُحَمَّدٍ (ع)  وَلَا تَدَعُوا حُبَّ آلِ مُحَمَّدٍ (ع) وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى الْعِبَادَةِ فَإِنَّهُ لَا يُقْبَلُ أَحَدُهُمَا دُونَ الْآخَرِ.'''
  |quote = لَا تَدَعُوا الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَالِاجْتِهَادَ فِي الْعِبَادَةِ اتِّكَالًا عَلَى‏ حُبِ‏ آلِ‏ مُحَمَّدٍ (ع)  وَلَا تَدَعُوا حُبَّ آلِ مُحَمَّدٍ (ع) وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى الْعِبَادَةِ فَإِنَّهُ لَا يُقْبَلُ أَحَدُهُمَا دُونَ الْآخَرِ.
  |source = <small>المجلسي، بحار الأنوار،ج 75، ص 348.</small>
  |source = <small>المجلسي، بحار الأنوار،ج 75، ص 348.</small>
  |align = left
  |align = left
سطر ١٥٢: سطر ١٥٢:
  |sstyle =
  |sstyle =
}}
}}
السيرة التربوية: أكدت السيرة الرضوية على دور الأسرة في تربية الأولاد، ومن النقاط التي ورد فيها ضرورة اختيار الزوجة الصالحة،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 5، ص327.</ref> والاعتناء بالأيام التي المرأة فيها حامل،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 6، ص23</ref> وتسمية الأولاد،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 6، ص19</ref> وتكريمهم،<ref>النوري مستدرك الوسائل، 1408 هـ، ج 15، ص170.</ref> وللإمام الرضا (ع) اهتمام بالغ بمجالسة أقربائه، وبناء عليه كلما سنحت له فرصة يجمع أقرباؤه الصغير منهم والكبير، ويجلس، ويتكلم معهم.<ref>شيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص159.</ref>
'''السيرة التربوية:''' أكدت السيرة الرضوية على دور الأسرة في تربية الأولاد، ومن النقاط التي ورد فيها ضرورة اختيار الزوجة الصالحة،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 5، ص327.</ref> والاعتناء بالأيام التي المرأة فيها حامل،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 6، ص23</ref> وتسمية الأولاد،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 6، ص19</ref> وتكريمهم،<ref>النوري مستدرك الوسائل، 1408 هـ، ج 15، ص170.</ref> وللإمام الرضا (ع) اهتمام بالغ بمجالسة أقربائه، وبناء عليه كلما سنحت له فرصة يجمع أقرباؤه الصغير منهم والكبير، ويجلس، ويتكلم معهم.<ref>شيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص159.</ref>


السيرة العلمية: عندما كان الإمام الرضا (ع) في [[المدينة]] يجلس في [[الروضة النبوية]]، ويجيب على أسئلة العلماء حينما يعجزون عن الجواب،<ref>الطبرسي، إعلام الورى، 1417 هـ، ج 2، ص64.</ref> وبعد ما حضر في مرو أجاب على كثير من الشبهات والسؤالات من خلال المناظرات التي نظمت آنذاك، وفضلا عنها فقد أقام الإمام (ع) مجلسا علميا في مسجد [[مدينة مرو|مرو]]، ولكن عندما سمع [[المأمون]] بذلك أمر بتفريق الناس عنه، وعطل درس الإمام، فدعا الإمام الرضا (ع) على المأمون لفعلته هذه.<ref>صدوق، عیون اخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص172.</ref>
'''السيرة العلمية:''' عندما كان الإمام الرضا (ع) في [[المدينة]] يجلس في [[الروضة النبوية]]، ويجيب على أسئلة العلماء حينما يعجزون عن الجواب،<ref>الطبرسي، إعلام الورى، 1417 هـ، ج 2، ص64.</ref> وبعد ما حضر في مرو أجاب على كثير من الشبهات والسؤالات من خلال المناظرات التي نظمت آنذاك، وفضلا عنها فقد أقام الإمام (ع) مجلسا علميا في مسجد [[مدينة مرو|مرو]]، ولكن عندما سمع [[المأمون]] بذلك أمر بتفريق الناس عنه، وعطل درس الإمام، فدعا الإمام الرضا (ع) على المأمون لفعلته هذه.<ref>صدوق، عیون اخبار الرضا، 1378 هـ، ج 2، ص172.</ref>


{{مفصلة|طب الرضا}}
{{مفصلة|طب الرضا}}
إن الاهتمام بالصحة والطب واضح تماما في [[الروايات]] الواردة عن الإمام الرضا (ع)، وفضلا عن المفاهيم المتعلقة في هذا المجال، فقد ناقشت هذه الروايات قضية الوقاية والتغذية الصحيحة، والرعاية الشخصية، والعلاج. وكتاب طب الرضا الشهير بالرسالة الذهبية المنسوب إلى الإمام الرضا (ع) يحتوي على وصايا في هذا المطلب.
إن الاهتمام بالصحة والطب واضح تماما في [[الروايات]] الواردة عن الإمام الرضا (ع)، وفضلا عن المفاهيم المتعلقة في هذا المجال، فقد ناقشت هذه الروايات قضية الوقاية والتغذية الصحيحة، والرعاية الشخصية، والعلاج. وكتاب طب الرضا الشهير بالرسالة الذهبية المنسوب إلى الإمام الرضا (ع) يحتوي على وصايا في هذا المطلب.


عدم التقية في قضية الإمامة: كان عصر الإمام الرضا (ع) لم يقبل [[التقية]] إلى حدّ ما؛ إذ أن ظهور الفرقة [[الواقفية]] وفكرتها تعد خطرا جادا على الإمامة، كما أن هناك بقايا الفرقة [[الفطحية]] كانت تنشط في عهد الإمام الرضا (ع)، فهذه الظروف جعلت الإمام (ع) أن يبتعد من سياسة التقية إلى حدّ ما، وبدأ بتبيين أبعاد [[الإمامة]] بشكل أكثر وضوحا، وعلى سبيل المثال إن موضوع "الإمام مفترض الطاعة" قد طرح بواسطة [[الإمام الصادق (ع)]] في الجلسات الكلامية والمجالس الدينية، لكن الأئمة المعصومون كانوا يتعاملون مع هذا الموضوع بتقية، وكان الإمام الرضا (ع) ودون خشية من الطغاة يعرّف نفسه بأنّه إمام مفترض الطاعة،<ref>پاکتچی، ابعاد شخصیت و زندگی حضرت امام رضا، 1392ش، ج1، ص141-147. </ref>{{ملاحظة|على سبيل المثال رد الإمام (ع) على سؤال أحد رموز الواقفية وهو علي ابن أبي حمزة البطائني عندما سأله: فأنت إمام مفترض طاعته من الله؟ قال: :نعم" (الكشي، ص 463.) وأجاب عليه السلام على سؤال وجه إليه أيضا، وهل هذه تصدق على الإمام علي (ع)؟ فقال الرضا (ع): نعم. .(الكليني، الكافي، (1363ش)، ج1، ص187)}}وفي الوقت نفسه كان الإمام يطلب من الشيعة أن يتقوا [[الله]]، وينشروا كلامهم إلى الجميع.<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 2، ص224</ref>
'''عدم التقية في قضية الإمامة:''' كان عصر الإمام الرضا (ع) لم يقبل [[التقية]] إلى حدّ ما؛ إذ أن ظهور الفرقة [[الواقفية]] وفكرتها تعد خطرا جادا على الإمامة، كما أن هناك بقايا الفرقة [[الفطحية]] كانت تنشط في عهد الإمام الرضا (ع)، فهذه الظروف جعلت الإمام (ع) أن يبتعد من سياسة التقية إلى حدّ ما، وبدأ بتبيين أبعاد [[الإمامة]] بشكل أكثر وضوحا، وعلى سبيل المثال إن موضوع "الإمام مفترض الطاعة" قد طرح بواسطة [[الإمام الصادق (ع)]] في الجلسات الكلامية والمجالس الدينية، لكن الأئمة المعصومون كانوا يتعاملون مع هذا الموضوع بتقية، وكان الإمام الرضا (ع) ودون خشية من الطغاة يعرّف نفسه بأنّه إمام مفترض الطاعة،<ref>پاکتچی، ابعاد شخصیت و زندگی حضرت امام رضا، 1392ش، ج1، ص141-147. </ref>{{ملاحظة|على سبيل المثال رد الإمام (ع) على سؤال أحد رموز الواقفية وهو علي ابن أبي حمزة البطائني عندما سأله: فأنت إمام مفترض طاعته من الله؟ قال: :نعم" (الكشي، ص 463.) وأجاب عليه السلام على سؤال وجه إليه أيضا، وهل هذه تصدق على الإمام علي (ع)؟ فقال الرضا (ع): نعم. .(الكليني، الكافي، (1363ش)، ج1، ص187)}}وفي الوقت نفسه كان الإمام يطلب من الشيعة أن يتقوا [[الله]]، وينشروا كلامهم إلى الجميع.<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 2، ص224</ref>


وکان جواب الإمام على رسالة [[المأمون]] الذي طلب منه أن يبين له محض [[الإسلام]] {{و}}[[شرائع الدين]]، أنه (ع) أشار إلى [[التوحيد]] {{و}}[[نبوة|نبوة النبي (ص)]]، وتطرّق إلى [[الإمامة|إمامة]] [[الإمام علي (ع)]] وأحد عشر من أبنائه وعبّر عن الإمام بأنه "القائم بأمر [[المسلمين]]".<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج ‏2، ص122.</ref>
وکان جواب الإمام على رسالة [[المأمون]] الذي طلب منه أن يبين له محض [[الإسلام]] {{و}}[[شرائع الدين]]، أنه (ع) أشار إلى [[التوحيد]] {{و}}[[نبوة|نبوة النبي (ص)]]، وتطرّق إلى [[الإمامة|إمامة]] [[الإمام علي (ع)]] وأحد عشر من أبنائه وعبّر عن الإمام بأنه "القائم بأمر [[المسلمين]]".<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378 هـ، ج ‏2، ص122.</ref>
مستخدم مجهول