مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيدة زينب بنت علي عليها السلام»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٨: | سطر ١٨: | ||
|الأولاد= | |الأولاد= | ||
}} | }} | ||
'''السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب'''، أمّها [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة الزهراء]]{{ها}}. وبحسب بعض [[الروايات]] إنّ [[رسول الله|النبي]] (ص) سمّاها زينب، وذكر أنها كانت تعلّم النساء [[تفسير القرآن]] وذلك في فترة [[خلافة | '''السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب'''، أمّها [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة الزهراء]]{{ها}}. وبحسب بعض [[الروايات]] إنّ [[رسول الله|النبي]] (ص) سمّاها زينب، وذكر أنها كانت تعلّم النساء [[تفسير القرآن]] وذلك في فترة [[خلافة أمير المؤمنين (ع)]] في [[الكوفة]]. شاركت أخاها [[الإمام الحسين|الحسين]]{{عليه السلام}} في [[واقعة الطف]]، وكان لها دور بارز في أحداثها، وقد سيقت هي وسائر الأرامل والأيتام بعد [[العاشر من المحرم|العاشر]] من المحرم [[سبايا كربلاء|سبايا]] إلى [[الكوفة]] حيث ألقت [[خطبة السيدة زينب في الكوفة|خطبتها الشهيرة]] هناك، ومن ثم سيقت إلى [[الشام]]، فألقت [[خطبة السيدة زينب في الشام|خطبة أخرى في الشام]] أيضاً، وبحسب المحللين كان لخطبتها دورٌ كبير في بقاء الثّورة الحسينيّة وتحقّق أهدافها وفضح [[الأمويون|السلطة الأموية]]. وقد لُقّبت [[أم المصائب|بأم المصائب]] لما رأت من مصائب في حياتها. | ||
توفّيت [[سنة 62 للهجرة]]، ودفنت في مدينة [[دمشق]]. وهناك رأيان آخران: أحدهما أنها توفّيت في [[القاهرة]]، ودفنت هناك [[سنة 64 للهجرة]]. والآخر يرى أنها دُفنت في [[مقبرة البقيع]] [[المدينة|بالمدينة]]. | توفّيت [[سنة 62 للهجرة]]، ودفنت في مدينة [[دمشق]]. وهناك رأيان آخران: أحدهما أنها توفّيت في [[القاهرة]]، ودفنت هناك [[سنة 64 للهجرة]]. والآخر يرى أنها دُفنت في [[مقبرة البقيع]] [[المدينة|بالمدينة]]. | ||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
:'''ألقابها''' | :'''ألقابها''' | ||
لقّبت السيدة زينب{{عليها السلام}} بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها، منها: عقيلة [[بنو هاشم|بني هاشم]]، والعالمة غير المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الحسين، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الحسين<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 52و53.</ref> و[[أم المصائب]].<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.</ref> | لقّبت السيدة زينب{{عليها السلام}} بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها، منها: عقيلة [[بنو هاشم|بني هاشم]]، والعالمة غير المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الحسين، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الحسين<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 52و53.</ref> {{و}}[[أم المصائب]].<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.</ref> | ||
وتكنّى بأم كلثوم.<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.</ref> | وتكنّى بأم كلثوم.<ref>نورالدين الجزائري، الخصائص الزينبية، ص 48؛ القرشي، السيدة زينب، ص 39.</ref> | ||
===ولادتها ووفاتها=== | ===ولادتها ووفاتها=== | ||
ولدت السيدة زينب{{عليها السلام}} في [[المدينة المنورة]] في [[5 جمادى الأولى]]، [[سنة 5 للهجرة|سنة 5]] أو [[سنة 6 للهجرة|6]] من [[الهجرة]] النبوية،<ref>محلاتي، ذبيح الله، رياحين الشريعة، ج 3، ص 33؛ محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 17.</ref> وتوفيت (ع) | ولدت السيدة زينب{{عليها السلام}} في [[المدينة المنورة]] في [[5 جمادى الأولى]]، [[سنة 5 للهجرة|سنة 5]] أو [[سنة 6 للهجرة|6]] من [[الهجرة]] النبوية،<ref>محلاتي، ذبيح الله، رياحين الشريعة، ج 3، ص 33؛ محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 17.</ref> وتوفيت (ع) يوم الأحد [[15 رجب]] سنة [[62 هـ]]،<ref>القزويني، زينب الكبرى من المهد إلى اللحد، دار الغدير، ص 561.</ref> وفي خبر آخر يوم [[14 رجب]].<ref>القرشي، السيدة زينب بطلة التاريخ...، ص 298.</ref> | ||
===زوجها وأولادها=== | ===زوجها وأولادها=== | ||
لمّا بَلَغت السيدة زينب الكبرى{{عليها السلام}} مَبلَغ النساء، خطَبَها ـ فيمَن خطَبَها ـ ابنُ عمّها [[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب]]. وكان [[الإمام علي|الإمام أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}} يَرغَبُ أن يزوّج بناته من أبناء عُمومتهنّ أولاد [[عقيل بن أبي طالب|عقيل]] وأولاد جعفر، ولعلّ السبب في ذلك هو كلام [[رسول الله]]{{صل}} ـ حينَ نظر إلى أولاد الإمام علي{{عليه السلام}} وأولاد [[جعفر بن أبي طالب]] ـ فقال: «بَناتُنا لبَنينا، وبَنونا لبَناتنا». وحصلت الموافقة على الزواج. | لمّا بَلَغت السيدة زينب الكبرى{{عليها السلام}} مَبلَغ النساء، خطَبَها ـ فيمَن خطَبَها ـ ابنُ عمّها [[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب]]. وكان [[الإمام علي|الإمام أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}} يَرغَبُ أن يزوّج بناته من أبناء عُمومتهنّ أولاد [[عقيل بن أبي طالب|عقيل]] وأولاد جعفر، ولعلّ السبب في ذلك هو كلام [[رسول الله]]{{صل}} ـ حينَ نظر إلى أولاد الإمام علي{{عليه السلام}} وأولاد [[جعفر بن أبي طالب]] ـ فقال: «بَناتُنا لبَنينا، وبَنونا لبَناتنا». وحصلت الموافقة على الزواج. | ||
وأنجبت زينب{{عليها السلام}} علياً، و[[عون ابن عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب|عوناً]]، وعباساً، و[[محمد بن عبد الله بن جعفر الطيار|محمداً]]، وبنتاً اسمها أمّ كلثوم.<ref>ابن عساكر، اعلام النساء، ص 190، رياحين الشريعة، ج 3، ص 41 وترجمة زينب كبرى، ص 89.</ref> | وأنجبت زينب{{عليها السلام}} علياً، {{و}}[[عون ابن عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب|عوناً]]، وعباساً، {{و}}[[محمد بن عبد الله بن جعفر الطيار|محمداً]]، وبنتاً اسمها أمّ كلثوم.<ref>ابن عساكر، اعلام النساء، ص 190، رياحين الشريعة، ج 3، ص 41 وترجمة زينب كبرى، ص 89.</ref> | ||
==خصالها، فضائلها ومناقبها== | ==خصالها، فضائلها ومناقبها== | ||
سطر ٤٨: | سطر ٤٨: | ||
تلقّت علمها {{عليها السلام}}، من أمّها فاطمة الزهراء {{عليها السلام}}، وقد طوت عمراً من الدهر مع الإمامين السبطين (عليهما السلام).<ref>انظر: العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي، وفاة السيدة زينب من كتاب وفيات الأئمة، ص 437-438.</ref> | تلقّت علمها {{عليها السلام}}، من أمّها فاطمة الزهراء {{عليها السلام}}، وقد طوت عمراً من الدهر مع الإمامين السبطين (عليهما السلام).<ref>انظر: العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي العلامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي، وفاة السيدة زينب من كتاب وفيات الأئمة، ص 437-438.</ref> | ||
ويشهد بذلك وبتبحرها في | ويشهد بذلك وبتبحرها في آيات [[القرآن الكريم]] خطبها وكلماتها في [[الكوفة]] وفي مجلس [[عبيد الله بن زياد]] وفي قصر [[يزيد بن معاوية]] في [[الشام]]، مضافاً إلى الأحاديث التي روتها عن أبيها أمير المؤمنين {{عليه السلام}} وأمّها فاطمة الزهراء (ع).<ref>ابن عساكر، أعلام النساء، ص 189.</ref> وكانت (عليها السلام) تعقد مجالس التفسير وبيان معاني القرآن للنساء في الكوفة إبّان حكم أبيها.<ref>دلايل الامامة، الطبري، ج 3؛ ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ص 57.</ref> | ||
روى عنها الحديث كل من [[عبدالله بن عباس]]، و[[محمد بن عمرو]]، و[[عطاء بن السائب]] و[[فاطمة بنت الحسين]] وغيرهم.<ref>نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج 16، ص 210؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 13 و14 وبحار الأنوار، ج 6، ص 107.</ref> وروت هي عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] (ع) وفي موضوعات مختلفة منها: منزلة ومكانة [[الشيعة]] ومحبي [[آل محمد]]، قضية [[فدك]]، حقوق الجار، [[البعثة]] وغيرها. | روى عنها الحديث كل من [[عبدالله بن عباس]]، {{و}}[[محمد بن عمرو]]، {{و}}[[عطاء بن السائب]] {{و}}[[فاطمة بنت الحسين]] وغيرهم.<ref>نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج 16، ص 210؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 13 و14 وبحار الأنوار، ج 6، ص 107.</ref> وروت هي عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]] (ع) وفي موضوعات مختلفة منها: منزلة ومكانة [[الشيعة]] ومحبي [[آل محمد]]، قضية [[فدك]]، حقوق الجار، [[البعثة]] وغيرها. | ||
بل كانت على معرفة بالوقائع والأحداث التي جرت عليها في المستقبل، وقد أخبرها بذلك أبوها أمير المؤمنين {{عليه السلام}}.<ref>ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ج 3، ص 56 و73.</ref> | بل كانت على معرفة بالوقائع والأحداث التي جرت عليها في المستقبل، وقد أخبرها بذلك أبوها أمير المؤمنين {{عليه السلام}}.<ref>ذبيح اللّه محلّاتي، رياحين الشريعة، ج 3، ص 56 و73.</ref> | ||
سطر ١٢٧: | سطر ١٢٧: | ||
فأدخلت السيدة زينب {{عليها السلام}} وسائر الأسرى إلى دار الإمارة إلا أنها (ع) لم تسكت، بل واجهت ابن زياد وهو في مجلس بكلام أدحض حجته وبيّن سفه رأيه.<ref>ابومخنف، وقعة الطف، ص 299و 300/ الشيخ المفيد، الارشاد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413، ص 353 / محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 117.</ref> | فأدخلت السيدة زينب {{عليها السلام}} وسائر الأسرى إلى دار الإمارة إلا أنها (ع) لم تسكت، بل واجهت ابن زياد وهو في مجلس بكلام أدحض حجته وبيّن سفه رأيه.<ref>ابومخنف، وقعة الطف، ص 299و 300/ الشيخ المفيد، الارشاد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413، ص 353 / محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 117.</ref> | ||
وكان لكلام كل من السيدة زينب {{عليها السلام}} و[[الإمام السجاد عليه السلام|الامام السجّاد]] {{عليه السلام}} و[[أم كلثوم بنت الإمام علي عليه السلام|أمّ كلثوم]] و[[فاطمة بنت الحسين]] في [[الكوفة]] وفي [[دار الإمارة]]، بالإضافة إلى اعتراض كل من [[عبد الله بن عفيف الأزدي]] و[[زيد بن أرقم]]، الأثر الكبير في تغيير الرأي العام وندم الكوفيين على ما اقترفوه مما جعلهم يفكرون في الثأر للشهداء والانتقام من قتلتهم، وبهذا تشكلت النواة الأولى للمعارضة، وتمهدت الأرضية ل[[ثورة المختار]] والالتفاف حول حركته. | وكان لكلام كل من السيدة زينب {{عليها السلام}} {{و}}[[الإمام السجاد عليه السلام|الامام السجّاد]] {{عليه السلام}} {{و}}[[أم كلثوم بنت الإمام علي عليه السلام|أمّ كلثوم]] {{و}}[[فاطمة بنت الحسين]] في [[الكوفة]] وفي [[دار الإمارة]]، بالإضافة إلى اعتراض كل من [[عبد الله بن عفيف الأزدي]] {{و}}[[زيد بن أرقم]]، الأثر الكبير في تغيير الرأي العام وندم الكوفيين على ما اقترفوه مما جعلهم يفكرون في الثأر للشهداء والانتقام من قتلتهم، وبهذا تشكلت النواة الأولى للمعارضة، وتمهدت الأرضية ل[[ثورة المختار]] والالتفاف حول حركته. | ||
===مع قافلة الأسارى إلى الشام=== | ===مع قافلة الأسارى إلى الشام=== | ||
سارع [[عبيد الله بن زياد]] بالكتابة إلى [[يزيد بن معاوية]] في [[الشام]] يعلمه بمصرع الإمام الشهيد (ع) ووصول [[سبايا كربلاء|سباياه]] ورؤوس القتلى إلى [[الكوفة]]، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه، فبادر ابن زياد بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس إلى الشام. | سارع [[عبيد الله بن زياد]] بالكتابة إلى [[يزيد بن معاوية]] في [[الشام]] يعلمه بمصرع الإمام الشهيد (ع) ووصول [[سبايا كربلاء|سباياه]] ورؤوس القتلى إلى [[الكوفة]]، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه، فبادر ابن زياد بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس إلى الشام. | ||
فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع [[مخفر بن ثعلبة العائذي]] و[[شمر بن ذي الجوشن]].<ref>سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 326؛ وانظر: صالح بن ابراهيم بن صالح الشهرستاني، تَاريخُ النِّياحَة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (ع)، ص 71.</ref> | فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع [[مخفر بن ثعلبة العائذي]] {{و}}[[شمر بن ذي الجوشن]].<ref>سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 326؛ وانظر: صالح بن ابراهيم بن صالح الشهرستاني، تَاريخُ النِّياحَة على الإمام الشهيد الحسين بن علي (ع)، ص 71.</ref> | ||
وكان معاوية قد رسّخ جذور الحكم [[بني أمية|الأموي]] في الشام، وكانت الأمور متسقة أمام يزيد بن معاوية بسبب الماكنة الإعلامية القوية التي سخّرها آل [[أبي سفيان]] لتضليل الجماهير وإظهار [[بنو أمية|الأمويين]] بمظهر الوريث الشرعي [[النبي محمد|للنبي الأكرم]] {{صل}}, فكان الوضع السياسي والأمني مطمئنا لا يشوبه ما يكدر حياة يزيد السياسية؛ وقد وصف الصحابي [[سهل بن سعد الساعدي]] حالة الفرح والإبتهاج في الوسط الشامي قبيل قدوم السبايا بقوله: «خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول...».<ref>محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 327ـ328.</ref> | وكان معاوية قد رسّخ جذور الحكم [[بني أمية|الأموي]] في الشام، وكانت الأمور متسقة أمام يزيد بن معاوية بسبب الماكنة الإعلامية القوية التي سخّرها آل [[أبي سفيان]] لتضليل الجماهير وإظهار [[بنو أمية|الأمويين]] بمظهر الوريث الشرعي [[النبي محمد|للنبي الأكرم]] {{صل}}, فكان الوضع السياسي والأمني مطمئنا لا يشوبه ما يكدر حياة يزيد السياسية؛ وقد وصف الصحابي [[سهل بن سعد الساعدي]] حالة الفرح والإبتهاج في الوسط الشامي قبيل قدوم السبايا بقوله: «خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول...».<ref>محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 327ـ328.</ref> | ||
ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب بمجرد دخول ركب السبايا إلى [[الشام]] وسماعهم خطب [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجّاد]] {{عليه السلام}} و[[خطبة السيدة زينب (ع) في الشام|خطبة عمّته زينب (ع)]] التي فضحت البيت الأموي، وبينت عظم الجريمة التي اقترفها الأموييون من جهة، وخففت من غلواء العداء الشامي ل[[أهل البيت]] (عليهم السلام) وحولته إلى حالة من الحبّ والتعاطف معهم. | ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب بمجرد دخول ركب السبايا إلى [[الشام]] وسماعهم خطب [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجّاد]] {{عليه السلام}} {{و}}[[خطبة السيدة زينب (ع) في الشام|خطبة عمّته زينب (ع)]] التي فضحت البيت الأموي، وبينت عظم الجريمة التي اقترفها الأموييون من جهة، وخففت من غلواء العداء الشامي ل[[أهل البيت]] (عليهم السلام) وحولته إلى حالة من الحبّ والتعاطف معهم. | ||
في تلك الأجواء عقد [[يزيد بن معاوية]] مجلساً لم يعقد من قبله حضره الرؤساء والحكام والقادة و....<ref>سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 330.</ref> وتحت تأثير نشوة الانتصار نطق بكلمة [[الشرك]] و[[الكفر]].<ref>محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 248.</ref> | في تلك الأجواء عقد [[يزيد بن معاوية]] مجلساً لم يعقد من قبله حضره الرؤساء والحكام والقادة و....<ref>سيد عبدالكريم هاشمي نجاد، درسي كه حسين به انسانها آموخت، ص 330.</ref> وتحت تأثير نشوة الانتصار نطق بكلمة [[الشرك]] {{و}}[[الكفر]].<ref>محمّد محمّدي اشتهاردي، حضرت زينب فروغ تابان كوثر، ص 248.</ref> | ||
وجيء برأس [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده.<ref>حسن الهي، زينب كبري عقيله بني هاشم، ص 208.</ref> مظهراً ما كتمه من عداء وبغض ل[[رسول الله]] {{صل}} والرسالة المحمدية، وأخذ یتمثل بقول ابن الزبعري المشرك و زاد علیها أبیات أخر: | وجيء برأس [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده.<ref>حسن الهي، زينب كبري عقيله بني هاشم، ص 208.</ref> مظهراً ما كتمه من عداء وبغض ل[[رسول الله]] {{صل}} والرسالة المحمدية، وأخذ یتمثل بقول ابن الزبعري المشرك و زاد علیها أبیات أخر: | ||
سطر ٢٥٩: | سطر ٢٥٩: | ||
{{سبايا كربلاء}} | {{سبايا كربلاء}} | ||
{{نساء الشيعة الراويات}} | {{نساء الشيعة الراويات}} | ||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[Category:بنات الإمام علي]] | |||
[[Category:مدفونات في دمشق]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:سبايا الطف]] | |||
[[Category:السيدة زينب]] | |||
[[Category:راويات الطف]] | |||
[[Category:بنات السيدة الزهراء]] | |||
[[تصنيف:بنات الإمام علي]] | [[تصنيف:بنات الإمام علي]] |