مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي الهادي عليه السلام»
ط
توئيك
imported>Ahmadnazem |
imported>Ali110110 ط (توئيك) |
||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
ومن ألقابه {{عليه السلام}} التي تعبّر عن محياه الكريم وسيرته الزكيّة؛ النجيب والمرتضى والهادي والنقي والعالم والفقيه والأمين والمؤتمن والطيب والمتوكل.<ref>الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.</ref> يكنى بأبي الحسن الثالث <ref>الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.</ref>، وأبي الحسن الأخير تمييزاً له عن [[الإمام الكاظم]] {{عليه السلام}} المكنى بأبي الحسن الأوّل وعن [[الإمام الرضا]] {{عليه السلام}} المكنى بأبي الحسن الثاني. | ومن ألقابه {{عليه السلام}} التي تعبّر عن محياه الكريم وسيرته الزكيّة؛ النجيب والمرتضى والهادي والنقي والعالم والفقيه والأمين والمؤتمن والطيب والمتوكل.<ref>الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.</ref> يكنى بأبي الحسن الثالث <ref>الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.</ref>، وأبي الحسن الأخير تمييزاً له عن [[الإمام الكاظم]] {{عليه السلام}} المكنى بأبي الحسن الأوّل وعن [[الإمام الرضا]] {{عليه السلام}} المكنى بأبي الحسن الثاني. | ||
وكان نقش خاتمه: | وكان نقش خاتمه: «<nowiki/>[[الله]] ربّي وهو عصمتي من خلقه».<ref>الدخيل، أئمتنا، ج 2، ص 209.</ref> | ||
==ولادته وشهادته== | ==ولادته وشهادته== | ||
ولد الإمام {{عليه السلام}} حسب رواية كل من [[الشيخ الكليني |الكليني]] و[[الشيخ المفيد]] و[[الشيخ الطوسي]] و[[ابن الأثير]] بـ[[صريا|صُريا]] - قرية أسسها [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر]] {{عليه السلام}} - على ثلاثة أميال من [[المدينة]]، للنصف من [[ذي الحجة|ذي الحجّة]] سنة 212 هـ.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 635.</ref> | ولد الإمام {{عليه السلام}} حسب رواية كل من [[الشيخ الكليني |الكليني]] و[[الشيخ المفيد]] و[[الشيخ الطوسي]] و[[ابن الأثير]] بـ[[صريا|صُريا]] - قرية أسسها [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر]] {{عليه السلام}} - على ثلاثة أميال من [[المدينة]]، للنصف من [[ذي الحجة|ذي الحجّة]] [[سنة 212 للهجرة|سنة 212 هـ]].<ref>المفيد، الإرشاد، ص 635.</ref> | ||
وتوفى - كما نقل الشيخ المفيد وغيره - بسرّ من رأى في [[رجب]] سنة أربع وخمسين ومأتين، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة وأشهر، وكانت مدة إقامته في [[سامراء]] عشرين سنة وتسعة أشهر.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 649.</ref> وحدّدت بعض المصادر الثالث من شهر رجب تاريخاً لشهادته {{عليه السلام}}.<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص 134.</ref> وهناك من أثبتها في الخامس والعشرين أو السادس والعشرين من [[جمادى الثانية]].<ref>الإربلي، كشف الغمة، ج 4، ص 7.</ref> وكانت شهادته في عصر [[الخليفة]] [[بني العباس|العباسي]] الثالث عشر [[المعتز العباسي]]. | وتوفى - كما نقل الشيخ المفيد وغيره - بسرّ من رأى في [[رجب]] سنة أربع وخمسين ومأتين، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة وأشهر، وكانت مدة إقامته في [[سامراء]] عشرين سنة وتسعة أشهر.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 649.</ref> وحدّدت بعض المصادر الثالث من شهر رجب تاريخاً لشهادته {{عليه السلام}}.<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص 134.</ref> وهناك من أثبتها في الخامس والعشرين أو السادس والعشرين من [[جمادى الثانية]].<ref>الإربلي، كشف الغمة، ج 4، ص 7.</ref> وكانت شهادته في عصر [[الخليفة]] [[بني العباس|العباسي]] الثالث عشر [[المعتز العباسي]]. | ||
سطر ٧٠: | سطر ٧٠: | ||
|sstyle = | |sstyle = | ||
}} | }} | ||
تسنم الإمام الهادي {{عليه السلام}} منصب [[الإمامة]] بعد شهادة أبيه [[الإمام الجواد عليه السلام|الجواد]] {{عليه السلام}} سنة 220 | تسنم الإمام الهادي {{عليه السلام}} منصب [[الإمامة]] بعد شهادة أبيه [[الإمام الجواد عليه السلام|الجواد]] {{عليه السلام}} [[سنة 220 هجرية]]، وقد أجمع كبار [[الشيعة]] على إمامته {{عليه السلام}}، وقد أشار [[الشيخ المفيد]] إلى ذلك بقوله: كان الإمام بعد أبي جعفر {{عليه السلام}} ابنه أبا الحسن علي بن محمد لاجتماع خصال الإمامة فيه وتكامل فضله وأنّه لا وارث لمقام أبيه سواه وثبوت النص عليه بالإمامة والإشارة إليه من أبيه بالخلافة.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 638.</ref> | ||
نعم، ذهب البعض إلى إمامة أخيه [[موسى المبرقع|موسى بن محمد]] المعروف بموسى المبرقع المتوفى 296 | نعم، ذهب البعض إلى إمامة أخيه [[موسى المبرقع|موسى بن محمد]] المعروف بموسى المبرقع المتوفى [[296 هـ]]، لكن سرعان ما عادوا للقول بإمامة الهادي {{عليه السلام}}.<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ص 134.</ref> وقد علّل سعد بن عبد الله عودة هؤلاء إلى القول بإمامة الهادي {{عليه السلام}} لتنفر موسى المبرقع - نفسه - من هؤلاء القوم وطرده لهم.<ref>الأشعري القمي، المقالات والفرق، ص 99 .</ref> | ||
===دليل إمامته=== | ===دليل إمامته=== | ||
سطر ١٥١: | سطر ١٥١: | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
قال الراوي: | قال الراوي: «و<nowiki/>[[الله]] لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته!. وبكى من حضره، ثم أمر أن يرفع الشراب، وأمر بإرجاع الإمام {{عليه السلام}} إلى داره مكرماً».<ref>ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 497.</ref> | ||
==عصر المنتصر العباسي== | ==عصر المنتصر العباسي== | ||
بعد وفاة المتوكل العباسي تولى الحكم ابنه [[المنتصر العباسي|المنتصر]] ستة أشهر، وهو الذي أحدث الانقلاب على أبيه المتوكل بالاشتراك مع قواد جيشه فقطعوه إربا إربا مع وزرائه وندمائه وحاشيته وهم على مائدة الشراب والغناء، وذلك سنة 248 ه. وبمجيئ المنتصر خفّ الضغط على الإمام {{عليه السلام}} خاصة و[[العلويين]] عامة في [[سامراء]] وأحسن إليهم، حيث كان المنتصر يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعناً عليه ونصرة لفعله، وإن بقي موقف بعض الوزراء والأمراء خارج سامراء على حالة من الضغط على [[الشيعة]] ومحاربتهم. | بعد وفاة المتوكل العباسي تولى الحكم ابنه [[المنتصر العباسي|المنتصر]] ستة أشهر، وهو الذي أحدث الانقلاب على أبيه المتوكل بالاشتراك مع قواد جيشه فقطعوه إربا إربا مع وزرائه وندمائه وحاشيته وهم على مائدة الشراب والغناء، وذلك [[سنة 248 ه]]. وبمجيئ المنتصر خفّ الضغط على الإمام {{عليه السلام}} خاصة و[[العلويين]] عامة في [[سامراء]] وأحسن إليهم، حيث كان المنتصر يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعناً عليه ونصرة لفعله، وإن بقي موقف بعض الوزراء والأمراء خارج سامراء على حالة من الضغط على [[الشيعة]] ومحاربتهم. | ||
وكان لهذا التخفيف ورفع القيود النسبية عن حركة الإمام {{عليه السلام}} دور في إعادة تنظيم واقع الشيعة في سائر البلدان، فكان الإمام {{عليه السلام}} يتدخل بسرعة لتنصيب البديل عن الوكيل الذي يعتقل أو يمنع من التحرك في الوسط الشيعي. | وكان لهذا التخفيف ورفع القيود النسبية عن حركة الإمام {{عليه السلام}} دور في إعادة تنظيم واقع الشيعة في سائر البلدان، فكان الإمام {{عليه السلام}} يتدخل بسرعة لتنصيب البديل عن الوكيل الذي يعتقل أو يمنع من التحرك في الوسط الشيعي. | ||
سطر ١٧١: | سطر ١٧١: | ||
من المسائل الرهيبة التي ابتلي بها [[الإسلام|المسلمون]] في حياتهم الدينية، وامتحنوا بها كأشد ما يكون الامتحان هي مسألة [[خلق القرآن]]، فقد ابتدعها الحكم العباسي في بدايات القرن الثالث الهجري، وأثاروها للقضاء على خصومهم، وقد قتل خلق كثيرون من جرائها، وانتشرت الأحقاد والأضغان بين المسلمين. | من المسائل الرهيبة التي ابتلي بها [[الإسلام|المسلمون]] في حياتهم الدينية، وامتحنوا بها كأشد ما يكون الامتحان هي مسألة [[خلق القرآن]]، فقد ابتدعها الحكم العباسي في بدايات القرن الثالث الهجري، وأثاروها للقضاء على خصومهم، وقد قتل خلق كثيرون من جرائها، وانتشرت الأحقاد والأضغان بين المسلمين. | ||
ومن هنا حذّر الإمام {{عليه السلام}} شيعته من النزول إلى تلك المعركة التي ضلّ فيها الجدليّون ضلالاً كبيراً، فلم يشترك الشيعة في ذلك النزاع حول صنع الله عزّ وجلّ وحول كلامه الكريم، وبيّن لهم الموقف في رسالته التي جاء فيها: «عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين».<ref>الصدوق، الأمالي، ص 438 .</ref> وبهذا وضع {{عليه السلام}} النقاط على الحروف في هذه المسألة الحساسة وجنّب شيعته الوقوع في فتنة كبيرة وفخّ خطير كادت دماؤهم أن تراق بسببه. | ومن هنا حذّر الإمام {{عليه السلام}} شيعته من النزول إلى تلك المعركة التي ضلّ فيها الجدليّون ضلالاً كبيراً، فلم يشترك الشيعة في ذلك النزاع حول صنع [[الله]] عزّ وجلّ وحول كلامه الكريم، وبيّن لهم الموقف في رسالته التي جاء فيها: «عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين».<ref>الصدوق، الأمالي، ص 438 .</ref> وبهذا وضع {{عليه السلام}} النقاط على الحروف في هذه المسألة الحساسة وجنّب شيعته الوقوع في فتنة كبيرة وفخّ خطير كادت دماؤهم أن تراق بسببه. | ||
===كلام الله=== | ===كلام الله=== |