مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي السجاد عليه السلام»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Mahdi1382 لا ملخص تعديل |
imported>Mahdi1382 لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٢٢: | سطر ٤٢٢: | ||
فصاح به علي بن الحسين: ويلك أيها الخطيب! اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق؟ فتبوَّا مقعدك من النار، ثم قال: يا يزيد، إئذنْ لي حتى أصعد هذه الأعواد، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب. | فصاح به علي بن الحسين: ويلك أيها الخطيب! اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق؟ فتبوَّا مقعدك من النار، ثم قال: يا يزيد، إئذنْ لي حتى أصعد هذه الأعواد، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب. | ||
فأبى يزيد، فقال الناس: يا أمير الؤمنين إئذنْ له ليصعد، | فأبى يزيد، فقال الناس: يا أمير الؤمنين إئذنْ له ليصعد، فلعلّنا نسمعُ منه شيئا. فقال لهم: إنْ صعد المنبر هذا لم ينزل إلاّ بفضيحتي وفضيحة [[بني امية|آل أبي سفيان]]، فقالوا: وما قدر ما يُحسن هذا؟ فقال: إنه من [[أهل البيت(ع)|أهل بيت]] قد زُقوا العلم زقا، ولم يزالوا حتى أذن له بالصعود. | ||
فصعد المنبر [[خطبة الإمام السجاد عليه السلام في الشام|فخطب]] فيهم وحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب.<ref>الحسيني، تسلية المُجالس، ج 2، ص 393.</ref> | فصعد المنبر [[خطبة الإمام السجاد عليه السلام في الشام|فخطب]] فيهم وحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب.<ref>الحسيني، تسلية المُجالس، ج 2، ص 393.</ref> | ||
سطر ٤٣١: | سطر ٤٣١: | ||
:::فقال:... أيها الناس إن الله -وله الحمد - ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في [[الاسلام]] عظيمة، قتل [[الحسين (ع)|أبو عبد الله]] وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لامثلها رزية. | :::فقال:... أيها الناس إن الله -وله الحمد - ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في [[الاسلام]] عظيمة، قتل [[الحسين (ع)|أبو عبد الله]] وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لامثلها رزية. | ||
:::أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار كأنا أولاد ترك وكابل، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في [[الإسلام]] ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين، إن هذا إلا اختلاق والله لو أن [[النبي (ص)|النبي]] تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاءة بنا لما ازدادوا على ما فعلوا بنا، | :::أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار كأنا أولاد ترك وكابل، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في [[الإسلام]] ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين، إن هذا إلا اختلاق والله لو أن [[النبي (ص)|النبي]] تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاءة بنا لما ازدادوا على ما فعلوا بنا، فانا لله وإنا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها، وأوجعها وأفجعها، وأكظها، وأفظعها، وأمرّها، وأفدحها؟ فعند الله نحتسب فيما أصابنا وما بلغ بنا إنه عزيز ذو انتقام.<ref>الدربندي، إكسير العبادات، ج 3، ص 717 - 718.</ref> | ||