انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام الحسين بن علي عليه السلام»

ط
imported>Maytham
ط (إضافة باستخدام المصناف الفوري)
imported>Foad
سطر ٥٣: سطر ٥٣:


===في المصادر الحديثية والتاريخية===
===في المصادر الحديثية والتاريخية===
ذكرت روايات الفريقين شيعةً وسنةً إنّ الحسين بن علي (ع) كان أحد [[أصحاب الكساء]]،<ref>النيشابوري، صحیح مسلم، 1423 هـ ، ج 15، ص 190؛ الكلیني، الكافي، 1363، ج 1، ص 287.</ref>
ذكرت روايات الفريقين شيعةً وسنةً إنّ الحسين بن علي (ع) كان أحد [[أصحاب الكساء]]،<ref>النيشابوري، صحیح مسلم، ج 15، ص 190؛ الكلیني، الكافي، ج 1، ص 287.</ref>
و[[أهل البيت]] (ع) الذين نزلت في حقهم [[آية التطهير]].<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، دار صادر، ج 1، ص 331؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، 1419 هـ، ج 3، ص 799؛ الشوكاني، فتح القدير، عالم الكتب، ج 4، ص 279.</ref>
و[[أهل البيت]] (ع) الذين نزلت في حقهم [[آية التطهير]].<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، ج 1، ص 331؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، ج 3، ص 799؛ الشوكاني، فتح القدير، ج 4، ص 279.</ref>
وكان حاضراً في واقعة [[المباهلة]] مع نصارى نجران،<ref>المفید، الإرشاد، 1413، ج 1، ص 168.</ref>
وكان حاضراً في واقعة [[المباهلة]] مع نصارى نجران،<ref>المفید، الإرشاد، 1413، ج 1، ص 168.</ref>
وكان هو وأخوه [[الحسن (ع)]] مصداقاً لكلمة أبناءنا في [[آية المباهلة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، 1415  هـ، ذیل آیه 61 آل عمران؛ الفخر الرازي، التفسیر الكبیر، 1405 هـ، ذیل آیه 61 سوره آل عمران.</ref>
وكان هو وأخوه [[الحسن (ع)]] مصداقاً لكلمة أبناءنا في [[آية المباهلة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، ذیل آیه 61 آل عمران؛ الفخر الرازي، التفسیر الكبیر، ذیل آیه 61 سوره آل عمران.</ref>


وبعد استشهاد الإمام الحسن (ع) أصبح الحسين (ع) زعيم قومه، مع أنّه هناك أشخاصاً أكبر منه سناً في [[بني هاشم]] إلاّ أنّ الحسين (ع) كان أعظم شأناً وأوجههم؛ فأورد [[أحمد بن إسحاق اليعقوبي|اليعقوبي]] في [[تاريخ اليعقوبي(كتاب)|تاريخه]]، أنّ معاوية قال ل[[ابن عباس]] بعد أحداث استشهاد الإمام الحسن (ع): ستكون بعد ذلك كبير قومك. فردّ عليه: ما بقي أبو عبد الله فلا.<ref>الیعقوبي، تاريخ الیعقوبي، دار صادر، ج 2، ص 226؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 363.</ref>
وبعد استشهاد الإمام الحسن (ع) أصبح الحسين (ع) زعيم قومه، مع أنّه هناك أشخاصاً أكبر منه سناً في [[بني هاشم]] إلاّ أنّ الحسين (ع) كان أعظم شأناً وأوجههم؛ فأورد [[أحمد بن إسحاق اليعقوبي|اليعقوبي]] في [[تاريخ اليعقوبي(كتاب)|تاريخه]]، أنّ معاوية قال ل[[ابن عباس]] بعد أحداث استشهاد الإمام الحسن (ع): ستكون بعد ذلك كبير قومك. فردّ عليه: ما بقي أبو عبد الله فلا.<ref>الیعقوبي، تاريخ الیعقوبي، ج 2، ص 226؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 363.</ref>
وكما ورد في بعض الروايات كان بنو هاشم يشاورون الحسين (ع) ويقدمون رأيه على سائر الآراء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 414ـ416.</ref> وورد أنّ [[عمرو بن العاص]] كان يقول إنّ الحسين (ع) أكثر الأشخاص حباً عند أهل السماء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 395؛ ابن أبي ‌شیبة، المصنَّف، 1409 هـ، ج 7، ص 269.</ref>
وكما ورد في بعض الروايات كان بنو هاشم يشاورون الحسين (ع) ويقدمون رأيه على سائر الآراء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 414ـ416.</ref> وورد أنّ [[عمرو بن العاص]] كان يقول إنّ الحسين (ع) أكثر الأشخاص حباً عند أهل السماء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 395؛ ابن أبي ‌شیبة، المصنَّف، ج 7، ص 269.</ref>


===في الثقافة الشيعية===
===في الثقافة الشيعية===
سطر ٩٧: سطر ٩٧:
}}
}}


هناك أحاديث كثيرة في مصادر موثوقة لدى [[أهل السنة]] في فضل ومكانة الإمام الحسين (ع).<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 376-410؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 3، ص 7؛ النيشابوري، صحیح مسلم، 1423 هـ، ج 15، ص 190؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، 1419 هـ، ج 3، ص 799.</ref> <ref>راجع الحسینی الشاهرودي، «امام حسین (ع) و عاشورا از ديدگاه اهل سنت»و أیوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>
هناك أحاديث كثيرة في مصادر موثوقة لدى [[أهل السنة]] في فضل ومكانة الإمام الحسين (ع).<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 376 - 410؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 7؛ النيشابوري، صحیح مسلم، ج 15، ص 190؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، ج 3، ص 799.</ref> <ref>راجع الحسینی الشاهرودي، «امام حسین (ع) و عاشورا از ديدگاه اهل سنت»و أیوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>
وبغض النظر عن روايات الفضائل، فإنّ مقام الحسين (ع) ومكانته الرفيعة هو ناتج عن قناعة لدى عامة المسلمين، بأنّ الحسين (ع) ضحّى بنفسه وماله وأعز ما لديه في سبيل الله.<ref>ایوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>
وبغض النظر عن روايات الفضائل، فإنّ مقام الحسين (ع) ومكانته الرفيعة هو ناتج عن قناعة لدى عامة المسلمين، بأنّ الحسين (ع) ضحّى بنفسه وماله وأعز ما لديه في سبيل الله.<ref>ایوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>


مع ذلك فإنّ أهل السنة ينقسمون حول [[ثورة الحسين (ع)]] إلى قسمين:
مع ذلك فإنّ أهل السنة ينقسمون حول [[ثورة الحسين (ع)]] إلى قسمين:
فقسم مادح وقسم ذام.
فقسم مادح وقسم ذام.
فمن جملة من ذم ثورة الحسين (ع) هو [[أبو بكر بن العربي]]، فيقول إنّ الناس حاربوا الحسين (ع) بسبب سماعهم أحاديث عن [[النبي (ص)]] في ذم من يريد أن يشق صفّ الأمة.<ref>أبو بكر ابن عربي، العواصم من القواصم، المكتبة السلفیة، ص 232.</ref>
فمن جملة من ذم ثورة الحسين (ع) هو [[أبو بكر بن العربي]]، فيقول إنّ الناس حاربوا الحسين (ع) بسبب سماعهم أحاديث عن [[النبي (ص)]] في ذم من يريد أن يشق صفّ الأمة.<ref>أبو بكر ابن عربي، العواصم من القواصم، ص 232.</ref>
ويعتقد [[ابن تيمية]] إنّ ثورة الحسين (ع)، لم تغيّر واقع الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك، بل زادت بين الأمّة شرّاً وفتنة.<ref>ابن تيمية، منهاج السنة النبویة، 1406 هـ، ج 4، ص 530-531.</ref>
ويعتقد [[ابن تيمية]] إنّ ثورة الحسين (ع)، لم تغيّر واقع الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك، بل زادت بين الأمّة شرّاً وفتنة.<ref>ابن تيمية، منهاج السنة النبویة، ج 4، ص 530 - 531.</ref>


إنّ [[ابن خلدون]] أظهر رأياً مغايراً عمّا اعتقده ابن العربي؛ فهو يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد [[الظالم]]، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسين (ع) مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة [[العدل]] وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم [[بني أمية]]-.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار أحیاء التراث العربي، ج 1، ص 217.</ref>
إنّ [[ابن خلدون]] أظهر رأياً مغايراً عمّا اعتقده ابن العربي؛ فهو يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد [[الظالم]]، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسين (ع) مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة [[العدل]] وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم [[بني أمية]]-.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 1، ص 217.</ref>


وقال في موضع آخر: بعد ظهور [[الفسق|فسق]] [[يزيد]] لعامة الناس، أوجب الحسين (ع) على نفسه الخروج على يزيد؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً عليه،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار أحیاء التراث العربي، ج 1، ص 216.</ref>
وقال في موضع آخر: بعد ظهور [[الفسق|فسق]] [[يزيد]] لعامة الناس، أوجب الحسين (ع) على نفسه الخروج على يزيد؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً عليه،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 1، ص 216.</ref>
فإنّ الآلوسي لعن ابن العربي في كتابه روح المعاني، وقال إنّ قوله على الحسين (ع) كذب وافتراء وتهمة كبيرة.<ref>الآلوسي، روح المعاني، 1415 هـ، ج 13، ص 228.</ref>
فإنّ الآلوسي لعن ابن العربي في كتابه روح المعاني، وقال إنّ قوله على الحسين (ع) كذب وافتراء وتهمة كبيرة.<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 13، ص 228.</ref>


وكتب عباس محمود العقاد في كتابه «[[أبو الشهداء الحسين بن علي (كتاب)|أبو الشهداء الحسين بن علي]]»: إنّ الأوضاع الحاكمة في زمن يزيد وصلت إلى مستوى من الظلامة حيث لم يغيّرها شيء إلاّ دم الشهادة.<ref>العقاد، أبو الشهداء، 1429 هـ، ص 207.</ref>
وكتب عباس محمود العقاد في كتابه «[[أبو الشهداء الحسين بن علي (كتاب)|أبو الشهداء الحسين بن علي]]»: إنّ الأوضاع الحاكمة في زمن يزيد وصلت إلى مستوى من الظلامة حيث لم يغيّرها شيء إلاّ دم الشهادة.<ref>العقاد، أبو الشهداء، ص 207.</ref>
معتقداً أنّ مثل هكذا ثورات ضد الظالم لا تتأتّى إلاّ من إنسان نادر الوجود والذي خُلق من أجل ذلك، ولا يمكن مقارنة حركته الإصلاحية بحركات أخرى تريد الإصلاح والتغيير؛ لأنّ مثل هؤلاء الناس يفهمون بشكل مختلف ويطالبون بشيء مختلف أيضاً.<ref>العقاد، أبو الشهداء، 1429 هـ، ص 141.</ref>
معتقداً أنّ مثل هكذا ثورات ضد الظالم لا تتأتّى إلاّ من إنسان نادر الوجود والذي خُلق من أجل ذلك، ولا يمكن مقارنة حركته الإصلاحية بحركات أخرى تريد الإصلاح والتغيير؛ لأنّ مثل هؤلاء الناس يفهمون بشكل مختلف ويطالبون بشيء مختلف أيضاً.<ref>العقاد، أبو الشهداء، ص 141.</ref>


المؤلف المعاصر [[طه حسين]] يعتقد أنّ امتناع الحسين من البيعة ليزيد لم يكن عناداً أو ركوباً لرأسه، وإنما كان على علم أنّ يزيد سيأخذه بالبيعة أخذاً عنيفاً، فإن بايع غشّ نفسه وخان ضميره وخالف دينه؛ لأنه كان يرى بيعة يزيد إثماً.<ref>حسین، علي وبنوه، دار المعارف، ص 239.</ref>
المؤلف المعاصر [[طه حسين]] يعتقد أنّ امتناع الحسين من البيعة ليزيد لم يكن عناداً أو ركوباً لرأسه، وإنما كان على علم أنّ يزيد سيأخذه بالبيعة أخذاً عنيفاً، فإن بايع غشّ نفسه وخان ضميره وخالف دينه؛ لأنه كان يرى بيعة يزيد إثماً.<ref>حسین، علي وبنوه، ص 239.</ref>


ويؤكّد عمر فروخ أنّ السكوت على الظلم لا يجوز بوجه من الوجوه، معتقداً أنّ المسلمين في الوقت الحاضر يحتاجون إلى أن ينهض حسيناً من بينهم ويهديهم إلى [[الصراط المستقيم]] في الدفاع عن الحق.<ref>فروخ، تجديد في المسلمین لا فی الإسلام، دار الكتاب العربي، ص 152.</ref>
ويؤكّد عمر فروخ أنّ السكوت على الظلم لا يجوز بوجه من الوجوه، معتقداً أنّ المسلمين في الوقت الحاضر يحتاجون إلى أن ينهض حسيناً من بينهم ويهديهم إلى [[الصراط المستقيم]] في الدفاع عن الحق.<ref>فروخ، تجديد في المسلمین لا في الإسلام، ص 152.</ref>


==اسمه، نسبه، كناه، وألقابه==
==اسمه، نسبه، كناه، وألقابه==
مستخدم مجهول