انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام الحسين بن علي عليه السلام»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٤٧: سطر ٤٧:
وقد جُمعت أقوال الحسين (ع) وأحاديثه، وأدعيته، ورسائله، وأشعاره وخطبه في كتابين هما [[موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) (كتاب)|موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع)]] وكتاب [[مسند الإمام الشهيد (كتاب)|مسند الإمام الشهيد]] وألّفت كتب عديدة حول سيرته الذاتية وحياته (ع)، في ضمن موسوعات، أو تحت عنوان سيرته الذاتية (ع)، أو مقتله أو دراسات تاريخية حوله أيضاً.
وقد جُمعت أقوال الحسين (ع) وأحاديثه، وأدعيته، ورسائله، وأشعاره وخطبه في كتابين هما [[موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) (كتاب)|موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع)]] وكتاب [[مسند الإمام الشهيد (كتاب)|مسند الإمام الشهيد]] وألّفت كتب عديدة حول سيرته الذاتية وحياته (ع)، في ضمن موسوعات، أو تحت عنوان سيرته الذاتية (ع)، أو مقتله أو دراسات تاريخية حوله أيضاً.
{{أهم أحداث حياة الإمام حسين (ع)}}
{{أهم أحداث حياة الإمام حسين (ع)}}
==مكانته==
===في المصادر الحديثية والتاريخية===
ذكرت روايات الفريقين إنّ الحسين بن علي (ع) كان أحد [[أصحاب الكساء]]،<ref>النيشابوري، صحیح مسلم، 1423 هـ ، ج 15، ص 190؛ الكلیني، الكافي، 1363، ج 1، ص 287.</ref>
و[[أهل البيت]] (ع) الذين نزلت في حقهم [[آية التطهير]].<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، دار صادر، ج 1، ص 331؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، 1419 هـ، ج 3، ص 799؛ الشوكاني، فتح القدير، عالم الكتب، ج 4، ص 279.</ref>
وكان حاضراً في واقعة [[المباهلة]] مع نصارى نجران،<ref>المفید، الإرشاد، 1413، ج 1، ص 168.</ref>
وكان هو وأخوه [[الحسن (ع)]] مصداقاً لكلمة أبناءنا في [[آية المباهلة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، 1415  هـ، ذیل آیه 61 آل عمران؛ الفخر الرازي، التفسیر الكبیر، 1405 هـ، ذیل آیه 61 سوره آل عمران.</ref>
وبعد استشهاد الإمام الحسن (ع) أصبح الحسين (ع) زعيم قومه، مع أنّه هناك أشخاصاً أكبر منه سناً في [[بني هاشم]] إلاّ أنّ الحسين (ع) كان أعظم شأناً وأوجههم؛ فأورد [[أحمد بن إسحاق اليعقوبي|اليعقوبي]] في [[تاريخ اليعقوبي(كتاب)|تاريخه]]، أنّ معاوية قال ل[[ابن عباس]] بعد أحداث استشهاد الإمام الحسن (ع): ستكون بعد ذلك كبير قومك. فردّ عليه: ما بقي أبو عبد الله فلا.<ref>الیعقوبي، تاريخ الیعقوبي، دار صادر، ج 2، ص 226؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 363.</ref>
وكما ورد في بعض الروايات كان بنو هاشم يشاورون الحسين (ع) ويقدمون رأيه على سائر الآراء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 414ـ416.</ref>
وورد أنّ [[عمرو بن العاص]] كان يقول إنّ الحسين (ع) أكثر الأشخاص حباً عند أهل السماء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 395؛ ابن أبي ‌شیبة، المصنَّف، 1409 هـ، ج 7، ص 269.</ref>
===في الثقافة الشيعية===
=== عند أهل السنة===
{{Quote box
|class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
|title = <small>قال إمام المذهب الشافعي في رثاء الحسين (ع):</small>
|quote =
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|تَأَوَّهَ قلبي و الفؤاد كئيب‌| و أرق نومي فالسهاد عجيب‌}}
{{بيت|فمن مبلغ عني الحسين رسالة| و إن كرهتها أنفس وقلوب‌}}
{{بيت|ذبيح بلا جرم كأن قميصه‌| صبيغ بماء الأرجوان خضيب‌}}
{{بيت|فللسيف إعوال و للرمح رنة| و للخيل من بعد الصهيل نحيب‌}}
{{بيت|تزلزلت الدنيا لآل محمد| و كادت لهم صم الجبال تذوب‌}}
{{بيت|و غارت نجوم و اقشعرت كواكب‌| و هتك أستار و شق جيوب‌}}
{{بيت|يصلى على المبعوث من آل هاشم‌| و يغزى بنوه إن ذا لعجيب‌}}
{{بيت|لئن كان ذنبي حب آل محمد| فذلك ذنب لست عنه أتوب‌}}
{{بيت|هم شُفَعَائِي يوم حشري و موقفي‌| إذا ما بدت للناظرين خُطُوب}}
{{نهاية قصيدة}}
|source = <small>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 124</small>
|align =left
|width =
|border =
|fontsize =68%
|bgcolor =#F2F2F2
|style =
|title_bg =
|title_fnt =
|tstyle =
|qalign =centar
|qstyle =
|quoted =
|salign =left
|sstyle =
}}
هناك أحاديث كثيرة في مصادر موثوقة لدى [[أهل السنة]] في فضل ومكانة الإمام الحسين (ع).<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 376-410؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 3، ص 7؛ النيشابوري، صحیح مسلم، 1423 هـ، ج 15، ص 190؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، 1419 هـ، ج 3، ص 799.</ref> <ref>راجع الحسینی الشاهرودي، «امام حسین (ع) و عاشورا از ديدگاه اهل سنت»و أیوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>
وبغض النظر عن روايات الفضائل، فإنّ مقام الحسين (ع) ومكانته الرفيعة هو ناتج عن قناعة لدى عامة المسلمين، بأنّ الحسين (ع) ضحّى بنفسه وماله وأعز ما لديه في سبيل الله.<ref>ایوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>
مع ذلك فإنّ أهل السنة ينقسمون حول [[ثورة الحسين (ع)]] إلى قسمين:
فقسم مادح وقسم ذام.
فمن جملة من ذم ثورة الحسين (ع) هو [[أبو بكر بن العربي]]، فيقول إنّ الناس حاربوا الحسين (ع) بسبب سماعهم أحاديث عن [[النبي (ص)]] في ذم من يريد أن يشق صفّ الأمة.<ref>أبو بكر ابن عربي، العواصم من القواصم، المكتبة السلفیة، ص 232.</ref>
ويعتقد [[ابن تيمية]] إنّ ثورة الحسين (ع)، لم تغيّر واقع الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك، بل زادت بين الأمّة شرّاً وفتنة.<ref>ابن تيمية، منهاج السنة النبویة، 1406 هـ، ج 4، ص 530-531.</ref>
إنّ [[ابن خلدون]] أظهر رأياً مغايراً عمّا اعتقده ابن العربي؛ فهو يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد [[الظالم]]، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسين (ع) مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة [[العدل]] وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم [[بني أمية]]-.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار أحیاء التراث العربي، ج 1، ص 217.</ref>
وقال في موضع آخر: بعد ظهور [[الفسق|فسق]] [[يزيد]] لعامة الناس، أوجب الحسين (ع) على نفسه الخروج على يزيد؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً عليه،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار أحیاء التراث العربي، ج 1، ص 216.</ref>
فإنّ الآلوسي لعن ابن العربي في كتابه روح المعاني، وقال إنّ قوله على الحسين (ع) كذب وافتراء وتهمة كبيرة.<ref>الآلوسي، روح المعاني، 1415 هـ، ج 13، ص 228.</ref>
وكتب عباس محمود العقاد في كتابه «[[أبو الشهداء الحسين بن علي (كتاب)|أبو الشهداء الحسين بن علي]]»: إنّ الأوضاع الحاكمة في زمن يزيد وصلت إلى مستوى من الظلامة حيث لم يغيّرها شيء إلاّ دم الشهادة.<ref>العقاد، أبو الشهداء، 1429 هـ، ص 207.</ref>
معتقداً أنّ مثل هكذا ثورات ضد الظالم لا تتأتّى إلاّ من إنسان نادر الوجود والذي خُلق من أجل ذلك، ولا يمكن مقارنة حركته الإصلاحية بحركات أخرى تريد الإصلاح والتغيير؛ لأنّ مثل هؤلاء الناس يفهمون بشكل مختلف ويطالبون بشيء مختلف أيضاً.<ref>العقاد، أبو الشهداء، 1429 هـ، ص 141.</ref>
المؤلف المعاصر [[طه حسين]] يعتقد أنّ امتناع الحسين من البيعة ليزيد لم يكن عناداً أو ركوباً لرأسه، وإنما كان على علم أنّ يزيد سيأخذه بالبيعة أخذاً عنيفاً، فإن بايع غشّ نفسه وخان ضميره وخالف دينه؛ لأنه كان يرى بيعة يزيد إثماً.<ref>حسین، علي وبنوه، دار المعارف، ص 239.</ref>
ويؤكّد عمر فروخ أنّ السكوت على الظلم لا يجوز بوجه من الوجوه، معتقداً أنّ المسلمين في الوقت الحاضر يحتاجون إلى أن ينهض حسيناً من بينهم ويهديهم إلى [[الصراط المستقيم]] في الدفاع عن الحق.<ref>فروخ، تجديد في المسلمین لا فی الإسلام، دار الكتاب العربي، ص 152.</ref>


==اسمه، نسبه، كناه، وألقابه==
==اسمه، نسبه، كناه، وألقابه==
سطر ٢٩٩: سطر ٣٦٦:
* حُسين مِني وَأنَا مِنْهُ أحَبَ اللَّهُ مَنْ أحَبَّ حُسَينا.<ref>أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 3، ص 142؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418 هـ، ج 10، ص 385.</ref>
* حُسين مِني وَأنَا مِنْهُ أحَبَ اللَّهُ مَنْ أحَبَّ حُسَينا.<ref>أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 3، ص 142؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418 هـ، ج 10، ص 385.</ref>
* مَنْ أحبَّ الحَسنَ وَالحُسينَ فَقدْ أحبني وَمَنْ أبغضَهُما فَقدْ أبغَضَني.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418 هـ، ج 10، ص 266؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 13، ص 198-199؛ الإربلي، كشف الغمة، 1421 هـ، ج 1، ص 602.</ref>
* مَنْ أحبَّ الحَسنَ وَالحُسينَ فَقدْ أحبني وَمَنْ أبغضَهُما فَقدْ أبغَضَني.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418 هـ، ج 10، ص 266؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 13، ص 198-199؛ الإربلي، كشف الغمة، 1421 هـ، ج 1، ص 602.</ref>
'''مكانته؛'''
وذكرت روايات الفريقين إنّ الحسين بن علي (ع) كان أحد [[أصحاب الكساء]]،<ref>النيشابوري، صحیح مسلم، 1423 هـ ، ج 15، ص 190؛ الكلیني، الكافي، 1363، ج 1، ص 287.</ref>
و[[أهل البيت]] (ع) الذين نزلت في حقهم [[آية التطهير]].<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، دار صادر، ج 1، ص 331؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، 1419 هـ، ج 3، ص 799؛ الشوكاني، فتح القدير، عالم الكتب، ج 4، ص 279.</ref>
وكان حاضراً في واقعة [[المباهلة]] مع نصارى نجران،<ref>المفید، الإرشاد، 1413، ج 1، ص 168.</ref>
وكان هو وأخوه [[الحسن (ع)]] مصداقاً لكلمة أبناءنا في [[آية المباهلة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، 1415  هـ، ذیل آیه 61 آل عمران؛ الفخر الرازي، التفسیر الكبیر، 1405 هـ، ذیل آیه 61 سوره آل عمران.</ref>
وبعد استشهاد الإمام الحسن (ع) أصبح الحسين (ع) زعيم قومه، مع أنّه هناك أشخاصاً أكبر منه سناً في [[بني هاشم]] إلاّ أنّ الحسين (ع) كان أعظم شأناً وأوجههم؛ فأورد [[أحمد بن إسحاق اليعقوبي|اليعقوبي]] في [[تاريخ اليعقوبي(كتاب)|تاريخه]]، أنّ معاوية قال ل[[ابن عباس]] بعد أحداث استشهاد الإمام الحسن (ع): ستكون بعد ذلك كبير قومك. فردّ عليه: ما بقي أبو عبد الله فلا.<ref>الیعقوبي، تاريخ الیعقوبي، دار صادر، ج 2، ص 226؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 363.</ref>
وكما ورد في بعض الروايات كان بنو هاشم يشاورون الحسين (ع) ويقدمون رأيه على سائر الآراء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 414ـ416.</ref>
وورد أنّ [[عمرو بن العاص]] كان يقول إنّ الحسين (ع) أكثر الأشخاص حباً عند أهل السماء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 395؛ ابن أبي ‌شیبة، المصنَّف، 1409 هـ، ج 7، ص 269.</ref>


'''الإخبار عن استشهاده؛'''
'''الإخبار عن استشهاده؛'''
سطر ٣٧٣: سطر ٤٢٨:
وآخرها على يد [[الوهابية]]،<ref>[https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=29966 غارات القبائل النجدية على كربلاء في مطلع القرن التاسع عشر]</ref>
وآخرها على يد [[الوهابية]]،<ref>[https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=29966 غارات القبائل النجدية على كربلاء في مطلع القرن التاسع عشر]</ref>
فإنّ [[المتوكل العباسي]] قام بنبش قبر الحسين عليه‌السلام وجري الماء عليه.<ref>الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص 327؛ ابن شهر آشوب، المناقب، 1379، ج 2، ص 211.</ref>
فإنّ [[المتوكل العباسي]] قام بنبش قبر الحسين عليه‌السلام وجري الماء عليه.<ref>الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص 327؛ ابن شهر آشوب، المناقب، 1379، ج 2، ص 211.</ref>
==الحسين (ع) عند أهل السنة==
{{Quote box
|class = <!-- Advanced users only.  See the "Custom classes" section below. -->
|title = <small>قال إمام المذهب الشافعي في رثاء الحسين (ع):</small>
|quote =
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|تَأَوَّهَ قلبي و الفؤاد كئيب‌| و أرق نومي فالسهاد عجيب‌}}
{{بيت|فمن مبلغ عني الحسين رسالة| و إن كرهتها أنفس وقلوب‌}}
{{بيت|ذبيح بلا جرم كأن قميصه‌| صبيغ بماء الأرجوان خضيب‌}}
{{بيت|فللسيف إعوال و للرمح رنة| و للخيل من بعد الصهيل نحيب‌}}
{{بيت|تزلزلت الدنيا لآل محمد| و كادت لهم صم الجبال تذوب‌}}
{{بيت|و غارت نجوم و اقشعرت كواكب‌| و هتك أستار و شق جيوب‌}}
{{بيت|يصلى على المبعوث من آل هاشم‌| و يغزى بنوه إن ذا لعجيب‌}}
{{بيت|لئن كان ذنبي حب آل محمد| فذلك ذنب لست عنه أتوب‌}}
{{بيت|هم شُفَعَائِي يوم حشري و موقفي‌| إذا ما بدت للناظرين خُطُوب}}
{{نهاية قصيدة}}
|source = <small>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 124</small>
|align =left
|width =
|border =
|fontsize =68%
|bgcolor =#F2F2F2
|style =
|title_bg =
|title_fnt =
|tstyle =
|qalign =centar
|qstyle =
|quoted =
|salign =left
|sstyle =
}}
هناك أحاديث كثيرة في مصادر موثوقة لدى [[أهل السنة]] في فضل ومكانة الإمام الحسين (ع).<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 376-410؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 3، ص 7؛ النيشابوري، صحیح مسلم، 1423 هـ، ج 15، ص 190؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، 1419 هـ، ج 3، ص 799.</ref> <ref>راجع الحسینی الشاهرودي، «امام حسین (ع) و عاشورا از ديدگاه اهل سنت»و أیوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>
وبغض النظر عن روايات الفضائل، فإنّ مقام الحسين (ع) ومكانته الرفيعة هو ناتج عن قناعة لدى عامة المسلمين، بأنّ الحسين (ع) ضحّى بنفسه وماله وأعز ما لديه في سبيل الله.<ref>ایوب، م، ترجمه قاسمی، «فضائل الإمام الحسین (ع) في أحاديث أهل السنة»</ref>
مع ذلك فإنّ أهل السنة ينقسمون حول [[ثورة الحسين (ع)]] إلى قسمين:
فقسم مادح وقسم ذام.
فمن جملة من ذم ثورة الحسين (ع) هو [[أبو بكر بن العربي]]، فيقول إنّ الناس حاربوا الحسين (ع) بسبب سماعهم أحاديث عن [[النبي (ص)]] في ذم من يريد أن يشق صفّ الأمة.<ref>أبو بكر ابن عربي، العواصم من القواصم، المكتبة السلفیة، ص 232.</ref>
ويعتقد [[ابن تيمية]] إنّ ثورة الحسين (ع)، لم تغيّر واقع الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك، بل زادت بين الأمّة شرّاً وفتنة.<ref>ابن تيمية، منهاج السنة النبویة، 1406 هـ، ج 4، ص 530-531.</ref>
إنّ [[ابن خلدون]] أظهر رأياً مغايراً عمّا اعتقده ابن العربي؛ فهو يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد [[الظالم]]، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسين (ع) مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة [[العدل]] وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم [[بني أمية]]-.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار أحیاء التراث العربي، ج 1، ص 217.</ref>
وقال في موضع آخر: بعد ظهور [[الفسق|فسق]] [[يزيد]] لعامة الناس، أوجب الحسين (ع) على نفسه الخروج على يزيد؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً عليه،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار أحیاء التراث العربي، ج 1، ص 216.</ref>
فإنّ الآلوسي لعن ابن العربي في كتابه روح المعاني، وقال إنّ قوله على الحسين (ع) كذب وافتراء وتهمة كبيرة.<ref>الآلوسي، روح المعاني، 1415 هـ، ج 13، ص 228.</ref>
وكتب عباس محمود العقاد في كتابه «[[أبو الشهداء الحسين بن علي (كتاب)|أبو الشهداء الحسين بن علي]]»: إنّ الأوضاع الحاكمة في زمن يزيد وصلت إلى مستوى من الظلامة حيث لم يغيّرها شيء إلاّ دم الشهادة.<ref>العقاد، أبو الشهداء، 1429 هـ، ص 207.</ref>
معتقداً أنّ مثل هكذا ثورات ضد الظالم لا تتأتّى إلاّ من إنسان نادر الوجود والذي خُلق من أجل ذلك، ولا يمكن مقارنة حركته الإصلاحية بحركات أخرى تريد الإصلاح والتغيير؛ لأنّ مثل هؤلاء الناس يفهمون بشكل مختلف ويطالبون بشيء مختلف أيضاً.<ref>العقاد، أبو الشهداء، 1429 هـ، ص 141.</ref>
المؤلف المعاصر [[طه حسين]] يعتقد أنّ امتناع الحسين من البيعة ليزيد لم يكن عناداً أو ركوباً لرأسه، وإنما كان على علم أنّ يزيد سيأخذه بالبيعة أخذاً عنيفاً، فإن بايع غشّ نفسه وخان ضميره وخالف دينه؛ لأنه كان يرى بيعة يزيد إثماً.<ref>حسین، علي وبنوه، دار المعارف، ص 239.</ref>
ويؤكّد عمر فروخ أنّ السكوت على الظلم لا يجوز بوجه من الوجوه، معتقداً أنّ المسلمين في الوقت الحاضر يحتاجون إلى أن ينهض حسيناً من بينهم ويهديهم إلى [[الصراط المستقيم]] في الدفاع عن الحق.<ref>فروخ، تجديد في المسلمین لا فی الإسلام، دار الكتاب العربي، ص 152.</ref>
هناك رأيان عند أهل السنة في [[اللعن|لعن]] يزيد بقتله الحسين (ع)، وغالبيتهم يجوزون ذلك بل يرون ضرورة لعنه.<ref>ناصري داودي، انقلاب كربلا از ديدگاه أهل سنت، 1385، ص 287-319.</ref>


==ميراثه المعنوي==
==ميراثه المعنوي==
مستخدم مجهول