انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العصمة»

←‏منشأ العصمة: عدد انگلیسی
(←‏منشأ العصمة: عدد انگلیسی)
سطر ٤٠: سطر ٤٠:


== منشأ العصمة ==
== منشأ العصمة ==
ركز الكثير من المتكلمين والعلماء عند تعرضهم لمسألة العصمة على قدرة المعصوم وتمكنه واختياره في ترك الذنوب والمعاصي وعدم الإلجاء وسلب الاختيار. إلا أنّ السؤال المطروح هنا هو: ما هي العوامل التي تجعل المعصومين يسلكون طريق الصلاح وعدم اقتراف المعصية عن اختيار والتنزه عن الخطأ والنسيان؟ وبعبارة أخرى: ما هو منشأ العصمة؟ هناك آراء مختلفة حوله، فمنها: اللطف الإلهي، والعلم بعواقب المعاصي، والإرادة والانتخاب، ومجموع العوامل الطبيعية والانسانية والإلهية. ويرى بعض المحققين المعاصرين أن العصمة ليست نتيجة عامل واحد بل هي وليدة مجموعة من العوامل الطبيعية (المتمثلة بالوراثة والمحيط والأسرة)، والإنسانية (يعني العلم والمعرفة والإرداة والانتخاب والعقل والملكات النفسيانية)، واللطف والمواهب الربانية الخاصة.
ركز الكثير من المتكلمين والعلماء عند تعرضهم لمسألة العصمة على قدرة المعصوم وتمكنه واختياره في ترك الذنوب والمعاصي وعدم الإلجاء وسلب الاختيار، إلا أنّ السؤال المطروح هنا هو: ما هي العوامل التي تجعل المعصومين يسلكون طريق الصلاح وعدم اقتراف المعصية عن اختيار والتنزه عن الخطأ والنسيان؟ وبعبارة أخرى: ما هو منشأ العصمة؟ هناك آراء مختلفة حوله، فمنها: اللطف الإلهي، والعلم بعواقب المعاصي، والإرادة والانتخاب، ومجموع العوامل الطبيعية والانسانية والإلهية. ويرى بعض المحققين المعاصرين أن العصمة ليست نتيجة عامل واحد بل هي وليدة مجموعة من العوامل الطبيعية (المتمثلة بالوراثة والمحيط والأسرة)، والإنسانية (يعني العلم والمعرفة والإرداة والانتخاب والعقل والملكات النفسيانية)، واللطف والمواهب الربّانية الخاصة.
وتتمثل الإجابة عن السؤال في التوجيهات التالية:
* الأسباب الأربعة لقاعدة اللطف: إنّ القائلين بأنّ العصمة لطف إلهي، ذكروا أربعة أسباب تكون هي المنشأ لتحقق اللطف وحصول العصمة، قال [[العلامة الحلي]]:
:وأسباب هذا اللطف أمور أربعة:
أحدها: أن يكون لنفس المعصوم أو لبدنه خاصية تقتضي ملكة مانعة من الفجور وهذه الملكة مغايرة للفعل.
الثاني: أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات.
الثالث: تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي والإلهام من الله تعإلى.
الرابع: مؤاخذته على ترك الأولى بحيث يعلم أنّه لا يترك مهملا بل يضيق عليه الأمر في غير الواجب من الأمور الحسنة. فإذا اجتمعت هذه الأمور كان الانسان معصوماً. <ref>الحلي، كشف المراد، ص494.</ref>


* العلم بعواقب المعاصي؛ هناك من يرى أن منشأ العصمة نتيجة العلم القطعي بعواقب المعاصي؛ بمعنى أنّ المعصومين يعلمون باطن المعاصي والذنوب والآثار السيئة التي تترتب عليه علما حضوريا، بنحو كأنهم يرونها ويلمسونها ومن هنا ينتفي عندهم حتى قصد المعصية ونيّة الخوض فيها. <ref>ري شهري، فلسفه وحي ونبوت، ص210.</ref>
===اللطف الإلهي===
بحسب رأي [[الشيخ المفيد]] و<nowiki/>[[السيد المرتضى]] فإنّ منشأ العصمة لدى [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]]{{اختصار/عليهم}} هو اللطف الإلهي بحقهم.<ref>المفيد، تصحيح الاعتقادات الإمامية، 1414هـ، ص128؛ السيد المرتضی، الذخيرة، 1411هـ، ص189.</ref> الأسباب الأربعة لقاعدة اللطف: إنّ القائلين بأنّ العصمة لطف إلهي، ذكروا
وذكر [[العلامة الحلي]] أربعة أسباب تكون هي المنشأ لتحقق اللطف وحصول العصمة وهي
#أن يكون لنفس المعصوم أو لبدنه خاصية تقتضي ملكة مانعة من الفجور وهذه الملكة مغايرة للفعل.
# أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات.
# تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي والإلهام من الله تعإلى.
# مؤاخذته على ترك الأولى بحيث يعلم أنّه لا يترك مهملا بل يضيق عليه الأمر في غير الواجب من الأمور الحسنة. فإذا اجتمعت هذه الأمور كان الانسان معصوماً. <ref>الحلي، كشف المراد، ص494.</ref>


* الإرادة والانتخاب؛ ذهب فريق ثالث من [[علم الكلام|المتكلمين]] إلى إرجاع العصمة إلى الارادة والانتخاب وأن العصمة هي عين ملكة [[التقوى]] التي تترسخ بمزاولة [[الأعمال الصالحة]] باستمرار والابتعاد عن المعاصي؛ فإنّ الإنسان إذا بلغ درجة قصوى من التقوى، يصل إلى حدّ من الطهارة لا يُرى معه في حياته أثر من آثار المعصية والتمرّد على أوامر اللَّه تعإلى.
===العلم بعواقب المعاصي===
هناك من يرى أن منشأ العصمة نتيجة العلم القطعي بعواقب المعاصي؛ بمعنى أنّ المعصومين يعلمون باطن المعاصي والذنوب والآثار السيئة التي تترتب عليه علما حضوريا، بنحو كأنهم يرونها ويلمسونها ومن هنا ينتفي عندهم حتى قصد المعصية ونيّة الخوض فيها. <ref>ري شهري، فلسفه وحي ونبوت، ص210.</ref>
 
===الإرادة والانتخاب====
ذهب فريق ثالث من [[علم الكلام|المتكلمين]] إلى إرجاع العصمة إلى الارادة والانتخاب وأن العصمة هي عين ملكة [[التقوى]] التي تترسخ بمزاولة [[الأعمال الصالحة]] باستمرار والابتعاد عن المعاصي؛ فإنّ الإنسان إذا بلغ درجة قصوى من التقوى، يصل إلى حدّ من الطهارة لا يُرى معه في حياته أثر من آثار المعصية والتمرّد على أوامر اللَّه تعإلى.
ولاريب أن شدّة هذه الملكة في العصمة أقوى درجة من التقوى. وأن تكرار عمل الخير يتوقف على إرادة وانتخاب المعصوم نفسه. ويرى أصحاب هذه النظرية حتى العلم الكامل بحقائق الأشياء وقبح الذنوب والمعاصي يكمنان في الإرادة القوية للمعصومين. <ref>ري شهري، فلسفه وحي ونبوت، ص215.</ref>
ولاريب أن شدّة هذه الملكة في العصمة أقوى درجة من التقوى. وأن تكرار عمل الخير يتوقف على إرادة وانتخاب المعصوم نفسه. ويرى أصحاب هذه النظرية حتى العلم الكامل بحقائق الأشياء وقبح الذنوب والمعاصي يكمنان في الإرادة القوية للمعصومين. <ref>ري شهري، فلسفه وحي ونبوت، ص215.</ref>


confirmed، movedable، templateeditor
٢٬٠٤٧

تعديل