انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية الصادقين»

ط
imported>Bassam
imported>Foad
سطر ٢٧: سطر ٢٧:
هناك عدة أقوال منقولة عن [[علم التفسير|المفسرين]] في بيان مصاديق الصادقين وخصائصهم، وهي ما يلي:
هناك عدة أقوال منقولة عن [[علم التفسير|المفسرين]] في بيان مصاديق الصادقين وخصائصهم، وهي ما يلي:
* المقصود من الصادقين في [[الآية]] هم المتصفون بالأوصاف الواردة في الآية 177 من [[سورة البقرة]] وهي عبارة عن: {{قرآن|مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}}.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 3، ص 81.</ref>
* المقصود من الصادقين في [[الآية]] هم المتصفون بالأوصاف الواردة في الآية 177 من [[سورة البقرة]] وهي عبارة عن: {{قرآن|مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}}.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 3، ص 81.</ref>
 
*وذهب بعض إلى أن المقصود من «الصادقين» هم المذكورون في الآية 23 من [[سورة الأحزاب]]، وهي قوله تعالى: {{قرآن|مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}}.<ref>الطوسي، التبيان، ج 5، ص 318.</ref>
* وذهب بعض إلى أن المقصود من «الصادقين» هم المذكورون في الآية 23 من [[سورة الأحزاب]]، وهي قوله تعالى: {{قرآن|مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}}.<ref>الطوسي، التبيان، ج 5، ص 318.</ref>
*المقصود من «الصادقين» هم المهاجرون الذين وصفتهم الآية 8 من [[سورة الحشر]] بأنهم الصادقون.<ref>القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 8، ص 288.</ref>
 
*وذهب بعض إلى أن المراد من «الصادقين» هم الأشخاص الثلاثة الذين تخلفوا في [[معركة تبوك|غزوة تبوك]] ثم ندموا، وهم الذين أشارت إليهم الآية 118 من [[سورة التوبة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 2، ص 321.</ref>
* المقصود من «الصادقين» هم المهاجرون الذين وصفتهم الآية 8 من [[سورة الحشر]] بأنهم الصادقون.<ref>القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 8، ص 288.</ref>
*وفسر بعض آخر «الصادقين» ب[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) و[[الصحابة|أصحابه]]، وطبّقوا عبارة (الذين [[الإيمان|آمنوا]]) الواردة في صدر آية الصادقين على الثلاثة المتخلفين من غزوة تبوك.<ref>الطبري، تفسير الطبري، ج 11، ص 46.؛ الزمخشري، الكشاف، ج 2، ص 321.</ref>
 
*استند البعض إلى قراءة [[عبد الله بن مسعود]]، فقال: إنّ كلمة «مع» بمعنى «من»، فمعنى الآية هو أن على المؤمنين اجتناب الكذب والتزام الصدق.<ref>رشيد رضا، المنار، ج 11، ص 72.</ref> <ref>الطوسي، التبيان، ج 5، ص 318.</ref>
* وذهب بعض إلى أن المراد من «الصادقين» هم الأشخاص الثلاثة الذين تخلفوا في [[معركة تبوك|غزوة تبوك]] ثم ندموا، وهم الذين أشارت إليهم الآية 118 من [[سورة التوبة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 2، ص 321.</ref>
*تشير بعض الأحاديث التي رواها [[المحدثون|المحدّثون]] [[شيعة|الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]] بأنّ «الصادقين» هم [[الإمام علي عليه السلام|الإمام عليّ]](ع) وأصحابه، أو عليّ وأهل بيته.<ref>السيوطي، الدرّ المنثور، ج 4، ص 287؛ الآمدي، غاية المرام، ج 3، ص 50ـ 51؛ الأميني، الغدير، ج 2، ص 306.</ref>
 
*وقد طبقت بعض [[الروايات]] «الصادقين» على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|محمد]] (ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]].<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 262.</ref>
* وفسر بعض آخر «الصادقين» ب[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) و[[الصحابة|أصحابه]]، وطبّقوا عبارة (الذين [[الإيمان|آمنوا]]) الواردة في صدر آية الصادقين على الثلاثة المتخلفين من غزوة تبوك.<ref>الطبري، تفسير الطبري، ج 11، ص 46.؛ الزمخشري، الكشاف، ج 2، ص 321.</ref>
*وقد ورد في المجاميع الروائية الشيعية أحاديث كثيرة في تطبيق «الصادقين» على [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت]] (ع).<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 208؛ الآمدي، غاية المرام، ج 3، ص 52.</ref>
 
*وقد روى [[الشيخ الصدوق]] أنّه حينما نزلت آية الصادقين قال [[سلمان المحمدي|سلمان]]: يا رسول الله (ص) عامة هذه أم خاصة؟ فقال (ص) : «أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة».<ref>الصدوق، إكمال الدين، ص 262؛ المجلسي، بحارالأنوار، ج 33، ص 149؛ القندوزي، ينابيع المودة، ص 115.</ref>
* استند البعض إلى قراءة [[عبد الله بن مسعود]]، فقال: إنّ كلمة «مع» بمعنى «من»، فمعنى الآية هو أن على المؤمنين اجتناب الكذب والتزام الصدق.<ref>رشيد رضا، المنار، ج 11، ص 72.</ref> <ref>الطوسي، التبيان، ج 5، ص 318.</ref>
 
* تشير بعض الأحاديث التي رواها [[المحدثون|المحدّثون]] [[شيعة|الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]] بأنّ «الصادقين» هم [[الإمام علي عليه السلام|الإمام عليّ]](ع) وأصحابه، أو عليّ وأهل بيته.<ref>السيوطي، الدرّ المنثور، ج 4، ص 287.</ref> <ref>الآمدي، غاية المرام، ج 3، ص 50ـ 51؛ الأميني، الغدير، ج 2، ص 306.</ref>
 
* وقد طبقت بعض [[الروايات]] «الصادقين» على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|محمد]] (ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]].<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 262.</ref>
 
* وقد ورد في المجاميع الروائية الشيعية أحاديث كثيرة في تطبيق «الصادقين» على [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت]] (ع).<ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 208؛ الآمدي، غاية المرام، ج 3، ص 52.</ref>
 
* وقد روى [[الشيخ الصدوق]] أنّه حينما نزلت آية الصادقين قال [[سلمان المحمدي|سلمان]]: يا رسول الله (ص) عامة هذه أم خاصة؟ فقال (ص) : «أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة».<ref>الصدوق، إكمال الدين، ص 262؛ المجلسي، بحارالأنوار، ج 33، ص 149.</ref> <ref>القندوزي، ينابيع المودة، ص 115.</ref>
 
===نقد وتقييم===
===نقد وتقييم===
هناك من يرى إشكالات في النظريات الأربع:
هناك من يرى إشكالات في النظريات الأربع:
*ففي الأولى: لا ريب في أن بعض الآيات أطلقت عنوان «الصادقين» على بعض المؤمنين، لكن هذا لا يعني بأنّ المراد من «الصادقين» في هذه الآية هو نفس ذلك؛ لأنه سيأتي فيما بعد إثبات أنّ «الصادقين» هم من كان في أسمى مراتب [[الصدق]]، ولا يصدق ذلك إلا على [[المعصوم]].
*ففي الأولى: لا ريب في أن بعض الآيات أطلقت عنوان «الصادقين» على بعض المؤمنين، لكن هذا لا يعني بأنّ المراد من «الصادقين» في هذه الآية هو نفس ذلك؛ لأنه سيأتي فيما بعد إثبات أنّ «الصادقين» هم من كان في أسمى مراتب [[الصدق]]، ولا يصدق ذلك إلا على [[المعصوم]].
*وأما النظرية الخامسة فهي مخدوشة؛ لأنّ قوله (الذين آمنوا) عام ولا دليل على تخصيصه بالأفراد الثلاثة المتخلفين.
*وأما النظرية الخامسة فهي مخدوشة؛ لأنّ قوله (الذين آمنوا) عام ولا دليل على تخصيصه بالأفراد الثلاثة المتخلفين.
مستخدم مجهول