الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجاب»
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ١٤: | سطر ١٤: | ||
==تاريخ الحجاب== | ==تاريخ الحجاب== | ||
ذكر العلماء أنَّ مسألة الحجاب لم تكن وليدة التشريع [[الإسلامي]]، بل كانت معروفة عند الشرائع والأمم السابقة، فقد تشددت [[اليهودية]] في الحجاب تشددا بالغا، وكذلك [[المجوس|المجوسية]]، حيث كانت المرأة في بلاد فارس تُحجب حتى عن [[المحارم|محارمها]] كالأب والأخ والعم والخال، فلم يكن لها حق في رؤية أحد من الرجال إطلاقا. وقد عرف الرومان الحجاب أيضا، ويقول جواهر لال نهرو وهو يتحدث عن نشوء ظاهرة الحجاب في [[الهند]]: إنَّ هذه الظاهرة تسرّبت إلى الهند بسبب نفوذ الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، حيث كانت عادة الحجاب منتشرة فيهما.<ref>الأمين، مسألة الحجاب في القرآن، ص 379.</ref> | ذكر العلماء أنَّ مسألة الحجاب لم تكن وليدة التشريع [[الإسلامي]]، بل كانت معروفة عند الشرائع والأمم السابقة، فقد تشددت [[اليهودية]] في الحجاب تشددا بالغا، وكذلك [[المجوس|المجوسية]]، حيث كانت المرأة في بلاد فارس تُحجب حتى عن [[المحارم|محارمها]] كالأب والأخ والعم والخال، فلم يكن لها حق في رؤية أحد من الرجال إطلاقا. وقد عرف الرومان الحجاب أيضا، ويقول جواهر لال نهرو وهو يتحدث عن نشوء ظاهرة الحجاب في [[الهند]]: إنَّ هذه الظاهرة تسرّبت إلى الهند بسبب نفوذ الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، حيث كانت عادة الحجاب منتشرة فيهما.<ref>الأمين، مسألة الحجاب في القرآن، ص 379.</ref> | ||
== أهمية الحجاب في الثقافة الإسلامية == | |||
يعدّ الحجاب وضرورة ارتداء المرأة له أمام الرجل [[الأجنبي]] من المسائل المهمة في [[الإسلام]]، وأشار البعض إلى أنّ هذه المسألة قد ذُكرت بوضوح في [[القرآن الكريم]]. ويرى فقهاء [[الشيعة]] أنّ الحجاب أمر [[الواجب|واجب]]، وهي من مسلّمات وضروريات الدين الإسلامي. ويقول [[المرجع الديني]] البارز [[ناصر مكارم الشيرازي]] إنّ كل من يعاشر المسلمين - خاصة في الوقت الحاضر - بات يعلم أنّ أحد ركائز مختلف المذاهب الإسلامية هو الحجاب، الذي تحوّل إلى شعار للمسلمين تدريجيًا، وأنهم جميعاً ملتزمون به. | |||
وقد تعرّض [[الفقهاء]] لبحث مسألة الحجاب في أبواب مختلفة مثل [[الطلاق]] و<nowiki/>[[النكاح]]، تحت عنوان [[حرمة]] النظر إلى [[الأجانب]]. وفي النصوص الفقهية والحديثية تستخدم كلمة "ستر" بدلاً من كلمة الحجاب للإشارة إلى التغطية، وانتشر مؤخراً - في القرنين 14 و15 الهجريين - استخدام كلمة الحجاب كمصطلح للتعبير عن ستر المرأة. | |||
==الحجاب في القرآن== | ==الحجاب في القرآن== | ||
سطر ٢٢: | سطر ٢٨: | ||
==أحكام الحجاب== | ==أحكام الحجاب== | ||
ذكر [[الفقهاء]] أنّ مقدار الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة هو: ستر جميع بدنها عدا الوجه والكفين عن الأجانب، وكذا يجب ستر الزينة ولو كانت الزينة في اللباس لأنها مظهرة للبدن وكاشفة عن تفاصيله، بحيث توجب جلب نظر [[الأجنبي|الرجال الأجانب]] إلى بدنها.<ref>التبريزي، صراط النجاة، ج 9، ص 116.</ref> | ذكر [[الفقهاء]] أنّ مقدار الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة هو: ستر جميع بدنها عدا الوجه والكفين عن الأجانب، وكذا يجب ستر الزينة ولو كانت الزينة في اللباس لأنها مظهرة للبدن وكاشفة عن تفاصيله، بحيث توجب جلب نظر [[الأجنبي|الرجال الأجانب]] إلى بدنها.<ref>التبريزي، صراط النجاة، ج 9، ص 116.</ref> | ||
=== حجاب الرجال === | |||
ذكر [[الفقهاء]] أنّ الرجل يجوز له إظهار ما لا يُغطّى في الغالب عند [[المسلمين]] من الرجال مثل الرأس والوجه والرقبة وبعض الساقين واليدين، وأما باقي بدنه [[الواجب|فيجب]] عليه ستره، و[[الحرام|يحرم]] على المرأة النظر إليه،<ref>الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج 1، ص 209.</ref> ولا بأس للرجل أن يلبس الثياب ذات الأكمام القصيرة العادية.<ref>الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج 1، ص 266.</ref> | |||
=== حرمة التبرج === | |||
{{مفصلة|التبرج}} | |||
لقد حكم [[فقيه|فقهاء]] الإسلام بحرمة [[التبرج]]، وهو مقابل للستر والعفاف والاحتجاب، ومعناه: إظهار المرأة زينتها وإبداء محاسنها للرجال الأجانب، مما يستدعي إثارة شهوتهم.<ref>موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، ج 4، ص 336.</ref> | |||
==حكمة تشريع الحجاب== | ==حكمة تشريع الحجاب== | ||
ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الحجاب هي من أجل حفظ شخصية المرأة، ومنع انحراف الشباب، والحيلولة دون شيوع [[الفحشاء]] في المجتمع [[الإسلامي]]، وكما أن أصل ارتداء الملابس لا يتنافى مع حرية الرجال والنساء فكذلك الحجاب.<ref>الشيرازي، أحكام النساء، ص 180.</ref> | ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الحجاب هي من أجل حفظ شخصية المرأة، ومنع انحراف الشباب، والحيلولة دون شيوع [[الفحشاء]] في المجتمع [[الإسلامي]]، وكما أن أصل ارتداء الملابس لا يتنافى مع حرية الرجال والنساء فكذلك الحجاب.<ref>الشيرازي، أحكام النساء، ص 180.</ref> | ||
== | == الحجاب في البلاد الإسلامية المختلفة == | ||
للحجاب أشكال متنوعة في مختلف البلدان الإسلامية. فعلى سبيل المثال، تُعدّ "العباءة" السوداء هي اللباس الذي تشتهر به نساء [[العراق]] وبلاد [[الحجاز]] والخليج بشكل عام، وتختلف تسمياتها من بلد لآخر، كما تختلف أشكالها وتصميماتها بشكل طفيف بين تلك البلاد. فبعض نساء تلك البلاد يرتدين العباءة الفضفاضة المسترسلة من أعلى الرأس وحتى كعب القدمين، ويطلق عليها "عباءة الرأس"، وهي مكوّنة من قطعة واحدة من القماش الأسود، وترتدي المرأة تحتها غطاءً للرأس، يكون أسوداً أيضاً في معظم الحالات. في حين تفضّل بعض نساء هذه المناطق ارتداء ما يسمّى "عباءة الكتف" وهي عباءة سوداء فضفاضة غالباً تستر البدن من الكتفين وحتى كعب القدمين، ويُغطى الرأس بوشاح منفصل أيضاً يشمل الرّقبة. هذا وينتشر أيضاً مضافاً إلى العباءة ارتداء ما يُعرف بالنّقاب أو البوشيّة لتغطية الوجه، والفرق بينهما أنّ النّقاب يغطّي معظم الوجه فيما عدا العينين عادة، والبوشيّة غطاء لكامل الوجه. | |||
وفي [[إيران]] تُعتبر العباءة الحجاب الرسمي السائد والمفضّل لدى معظم نساء الشريحة المتديّنة، وهي قطعة كبيرة من القماش تلفّ بها المرأة جسدها بما في ذلك الرأس ويطلق عليها اسم "الشادور". والفرق بينها وبين العباءة العربية هو أنّ الشادور الإيراني عبارة عن قطعة قماش لا أكمام ولا أزرار لها، ولا تعتمد عليها المرأة اعتماداً كليّاً في ستر جسمها، بل تكمن فائدتها في ستر معالم الجسم فقط، بينما تعتمد المرأة في سترها على ثياب أخرى ترتديها تحت الشادور عادة. في حين أنّ العباءة العربية في العراق والحجاز تكون شاملة لكامل البدن من الرأس وحتى القدمين، ولها أكمام واسعة وأزرار. | |||
وفي [[بلاد الشام]] ينتشر لبس ما يُعرف بـ "المانطو الشرعي" بشكل واسع بين نساء تلك المناطق، سيّما في [[سورية]] و<nowiki/>[[فلسطين]]، وهو عبارة عن قميص طويل يصل إلى الكعبين في معظم الحالات، أو إلى الركبتين في حالات أخرى، ترتدي المرأة مضافاً إليه وشاحاً يغطّي الرأس يطلق عليه "الإشارب"، وتختلف طريقة ارتداء الإشارب من منطقة لأخرى، حيث تستعمل بعض النساء الدبابيس لتثبيته، في حين تلفّه أخريات حول الرأس والرقبة عدّة مرات. وقد تستعيض بعض النسوة عن الإشارب بلبس ما يُعرف بالـ "مَقْنَعة"، وهو حجاب للرأس مكوّن عادة من قطعتين، إحداهما لتثبيت الشعر، والأخرى تدلّى فوقها حتى أسفل الرقبة. وفي [[لبنان]] يشتهر أيضاً - مضافاً لما ذكرناه - لبس العباءة السوداء المعروفة بالعباءة الزينبية، سيّما بين نساء [[الشيعة]]. | |||
وفي بلدان [[الهند]] و<nowiki/>[[باكستان]]، ترتدي بعض النساء [[المسلم|المسلمات]] نوعاً من الملابس التقليدية تسمى دوباتا (باللغة الأردية: دوپَٹَّہ) تُغطّي به معظم البدن. وهو عبارة عن لباس طويل ويصل إلى الكاحلين، وله وشاح كبير وطويل متعدد الأغراض. وعادة ما يتم ارتداء هذا اللباس مع السراويل. | |||
وفي بلاد شرق آسيا سيّما [[إندونيسيا]] و<nowiki/>[[ماليزيا]] فاللباس التقليدي عند المرأة المسلمة هو معطف أو ثوب فضفاض يسمى "الجلباب"، وهو مكوّن من قطعتين أو ثلاثة من القماش الفضفاض، وعادة ما يغطي الرأس والرقبة وباقي الجسم باستثناء اليدين، وفي بعض الحالات يتم تغطية الرأس والرقبة بالأوشحة والشالات. وينتشر هذا النوع من اللباس بين نساء [[تركيا]] أيضاً، مضافاً لانتشار المانطو الشرعي الذي تشتهر به نساء [[بلاد الشام]]. | |||
ويعتبر البرقع هو أحد الملابس الأكثر شيوعًا التي ترتديها النساء في [[أفغانستان]]. والبرقع هو قطعة قماش تغطّي الرأس من أعلاه إلى أسفل الوجه، وفي منطقة العينين يتم استخدام قماش مشبّك حتى يسهّل للمرأة الرؤية من خلاله. وكان البرقع هو اللباس الرسمي والأساسي للنساء الأفغانيات في ظلّ حكم نظام [[طالبان]]. | |||
وفي دول البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة يعتبر "الكيمشك" هو غطاء الرأس التقليدي للمرأة المسلمة هناك، وعادة ما ترتديه المرأة المتزوّجة وكبار السنّ من النساء. ويُصنع غالباً من القماش الأبيض، وهو شبيه إلى حدّ كبير بالمقنعة المشهورة في بلاد الشام ولكنه مؤلّف من قطعة كبيرة من القماش وتصل إلى منتصف البطن تقريباً. | |||
==ذات صلة== | ==ذات صلة== |