انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المعاد»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤: سطر ٤:
'''المعاد''' أصل من [[أصول الدين|أصول الدين الإسلامي]] والأديان السماوية، ويراد منه في اصطلاح [[المتكلم|المتكلمين]] عودة [[روح الإنسان|الروح]] إلى البدن بعد [[الموت]] والحياة مرة أخرى [[يوم القيامة]]. ويؤكد هذا الأصل أنَّ جميع البشر يبعثون يوم القيامة، وتوزن أعمالهم أمام [[الله تعالى]]، فيثاب المحسنين، ويُعذب المسيئين.
'''المعاد''' أصل من [[أصول الدين|أصول الدين الإسلامي]] والأديان السماوية، ويراد منه في اصطلاح [[المتكلم|المتكلمين]] عودة [[روح الإنسان|الروح]] إلى البدن بعد [[الموت]] والحياة مرة أخرى [[يوم القيامة]]. ويؤكد هذا الأصل أنَّ جميع البشر يبعثون يوم القيامة، وتوزن أعمالهم أمام [[الله تعالى]]، فيثاب المحسنين، ويُعذب المسيئين.


يأتي المعاد في [[الدين الإسلامي]] من حيث الأهمية والاعتقاد بعد [[التوحيد]]، و<nowiki/>[[الإيمان]] به يعتبر شرطًا من شروط [[الإسلام]]. ورد الحديث عن المعاد والحياة الآخرة في 1400 إلى 2000 آية من [[القرآن الكريم]]. وقد اعتبر الاعتقاد بالمعاد عاملا من عوامل تحقيق [[العدالة]]، وسلامة المجتمع، وعدم اليأس من مصاعب الحياة، واحترام حقوق الآخرين.
يأتي المعاد في [[الدين الإسلامي]] من حيث الأهمية والاعتقاد بعد [[التوحيد]]، و<nowiki/>[[الإيمان]] به، ويعد شرطًا من شروط [[الإسلام]]. ورد الحديث عن المعاد والحياة الآخرة في 1400 إلى 2000 آية من [[القرآن الكريم]]. وقد اعتبر الاعتقاد بالمعاد عاملا من عوامل تحقيق [[العدالة]]، وسلامة المجتمع، وعدم اليأس من مصاعب الحياة، واحترام حقوق الآخرين.


لا يختلف [[المسلمون]] في قبول أصل المعاد؛ إلا أنهم يختلفون في حقيقته وكيفية تحققه، فطرحوا حول هذا الأمر ثلاثة أقوال: يعتقد الكثير من علماء المسلمين ومنهم [[الفلسفة|الفلاسفة]]، ب[[المعاد الجسماني]] والروحاني، وأكثر المتكلمين اعتبروا المعاد جسمانيًا فقط، ونسبوا القول بالمعاد الروحاني إلى [[الفلسفة المشائية|الفلاسفة المشاء]] فقط، ويرى [[ابن سينا]] من كبار فلاسفة المشاء، إن المعاد الجسماني وعودة البدن يوم القيام لا يثبت إلا من خلال [[الشارع|الشرع]].
لا يختلف [[المسلمون]] في قبول أصل المعاد؛ إلا أنهم يختلفون في حقيقته وكيفية تحققه، فطرحوا حول هذا الأمر ثلاثة أقوال: يعتقد الكثير من علماء المسلمين ومنهم [[الفلسفة|الفلاسفة]]، ب[[المعاد الجسماني]] والروحاني، وأكثر المتكلمين اعتبروا المعاد جسمانيًا فقط، ونسبوا القول بالمعاد الروحاني إلى [[الفلسفة المشائية|الفلاسفة المشاء]] فقط، ويرى [[ابن سينا]] من كبار فلاسفة المشاء، إن المعاد الجسماني وعودة البدن يوم القيام لا يثبت إلا من خلال [[الشارع|الشرع]].


لقد قدم القائلون بالمعاد الروحاني الجسماني وجهات نظر مختلفة في تبيين بدن الآخرة، منها: عودة الروح إلى البدن المادي الدنيوي، وعودة الروح إلى [[البدن المثالي]]، وتعلق الروح ببدن فلكي سماوي.
وقد قدم القائلون بالمعاد الروحاني الجسماني وجهات نظر مختلفة في تبيين بدن الآخرة، منها: عودة الروح إلى البدن المادي الدنيوي، وعودة الروح إلى [[البدن المثالي]]، وتعلق الروح ببدن فلكي سماوي.


لقد استدل الفلاسفة المسلمون من أجل إثبات وحدة الإنسان في الدنيا والآخرة بمسألة [[الروح الإنسانية|الروح]] وتجردها، واعتبروا أن الروح هي عامل وحدة وعينية الإنسان في الدنيا و<nowiki/>[[الآخرة]].
واستدل الفلاسفة المسلمون لإثبات وحدة الإنسان في الدنيا والآخرة بمسألة [[الروح الإنسانية|الروح]] وتجردها، واعتبروا أن الروح هي عامل وحدة وعينية الإنسان في الدنيا و<nowiki/>[[الآخرة]].


ومن أجل إثبات إمكانية المعاد، تم الاستناد على مجموعة من الأدلة [[القرآن|القرآنية]]، ك[[الآيات]] التي تشير إلى إحياء الأرض، والآيات التي ذكرت بعض الأمثلة الملموسة لإحياء الموتى، مثل [[أصحاب الكهف]]، و<nowiki/>[[عزير]]. ولإثبات أدلة ضرورة ووقوع المعاد تم ذكر العديد من الأدلة والبراهين، مثل برهان الصدق، وبرهان [[الفطرة]]، وبرهان الحكمة، وبرهان [[العدالة]].
ومن أجل إثبات إمكانية المعاد، واستند إلى مجموعة من الأدلة [[القرآن|القرآنية]]، ك[[الآيات]] التي تشير إلى إحياء الأرض، والآيات التي ذكرت بعض الأمثلة الملموسة لإحياء الموتى، مثل [[أصحاب الكهف]]، و<nowiki/>[[عزير]]. ولإثبات أدلة ضرورة ووقوع المعاد تم ذكر العديد من البراهين، مثل برهان الصدق، وبرهان [[الفطرة]]، وبرهان الحكمة، وبرهان [[العدالة]].


وعلى الرغم من تعدد الأدلة على إمكانية المعاد ووقوعه، إلا أن البعض أنكره. ومن جملة عوامل إنكار المعاد، الجهل والغفلة عن القدرة الإلهية، والميل نحو العصيان وانعدام المسؤولية. وقد طرح المنكرون للمعاد الكثير من الشبهات حول وقوعه، منها: [[شبهة الآكل والمأكول]]، و<nowiki/>[[شبهة إعادة المعدوم]]، والشبهة في مجال علم وقدرة الله تعالى في وقوع المعاد. وقد أجاب عليها علماء [[المسلمين]] بأجوبة متعددة.
وعلى الرغم من تعدد الأدلة على إمكانية المعاد ووقوعه، إلا أن البعض أنكره. ومن جملة عوامل إنكار المعاد، الجهل والغفلة عن القدرة الإلهية، والميل نحو العصيان وانعدام المسؤولية. وقد أثار المنكرون للمعاد الكثير من الشبهات حول وقوعه، منها: [[شبهة الآكل والمأكول]]، و<nowiki/>[[شبهة إعادة المعدوم]]، والشبهة حول علم وقدرة الله تعالى في وقوع المعاد. وقد ردّ عليها علماء [[المسلمين]] بأجوبة متعددة.
==المعاد، من معتقدات الأديان السماوية==
==المعاد، من معتقدات الأديان السماوية==
إن الاعتقاد بالمعاد وبعث الإنسان في [[الآخرة]] هي أحد أصول الاعتقاد،<ref>السبحاني، الإلهيات، ج4، ص158؛ النمازي، المعاد من وجهة نظر الآيات والروايات، ص11.</ref> وكذلك من المعتقدات الأساسية في جميع [[الأديان السماوية]].<ref>مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص37؛ السبحاني، الإلهيات، ج4، ص158.</ref> وورد في كتاب أديان العالم الحية أن الحياة بعد الموت من معتقدات وتعاليم جميع الأديان، بما في ذلك الأديان الإلهية والهندوسية والبوذية والطاوية والشنتو.<ref>هيوم، أديان العالم الحية، ص380 ـ 382.</ref>
إن الاعتقاد بالمعاد وبعث الإنسان في [[الآخرة]] هي أحد أصول الاعتقاد،<ref>السبحاني، الإلهيات، ج4، ص158؛ النمازي، المعاد من وجهة نظر الآيات والروايات، ص11.</ref> وكذلك من المعتقدات الأساسية في جميع [[الأديان السماوية]].<ref>مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص37؛ السبحاني، الإلهيات، ج4، ص158.</ref> وورد في كتاب أديان العالم الحية أن الحياة بعد الموت من معتقدات وتعاليم جميع الأديان، بما في ذلك الأديان الإلهية والهندوسية والبوذية والطاوية والشنتو.<ref>هيوم، أديان العالم الحية، ص380 ـ 382.</ref>
مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، movedable، إداريون، templateeditor
٧٬٥٣١

تعديل