انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية الصادقين»

imported>Ya zainab
لا ملخص تعديل
imported>Ya zainab
سطر ١٣: سطر ١٣:
==من هم الصادقون==
==من هم الصادقون==
هناك عدة أقوال منقولة عن المفسرين في بيان مصاديق الصادقين وخصائصهم، وهي ما يلي:
هناك عدة أقوال منقولة عن المفسرين في بيان مصاديق الصادقين وخصائصهم، وهي ما يلي:
* المقصود من الصادقين في الآية هم المتصفون بالأوصاف الواردة في الآية 177 من سورة البقرة وهي عبارة عن: '''مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ'''.<ref>مجمع البيان، ج3، ص 81.</ref>
* المقصود من الصادقين في الآية هم المتصفون بالأوصاف الواردة في الآية 177 من [[سورة البقرة]] وهي عبارة عن: '''مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ'''.<ref>مجمع البيان، ج3، ص 81.</ref>


* وذهب بعض إلى أن المقصود من «الصادقين» هم المذكورون في الآية 23 من سورة الأحزاب، وهي قوله تعالى: '''مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا'''.<ref>التبيان، ج5، ص 318.</ref>
* وذهب بعض إلى أن المقصود من «الصادقين» هم المذكورون في الآية 23 من [[سورة الأحزاب]]، وهي قوله تعالى: '''مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا'''.<ref>التبيان، ج5، ص 318.</ref>


* المقصود من «الصادقين» هم المهاجرون الذين وصفتهم الآية 8 من سورة الحشر بأنهم الصادقون.<ref>الجامع لأحكام القرآن، ج8، ص 288.</ref>
* المقصود من «الصادقين» هم المهاجرون الذين وصفتهم الآية 8 من [[سورة الحشر]] بأنهم الصادقون.<ref>الجامع لأحكام القرآن، ج8، ص 288.</ref>


* وذهب بعض إلى أن المراد من «الصادقين» هم الأشخاص الثلاثة الذين تخلفوا في [[معركة تبوك|غزوة تبوك]] ثم ندموا، وهم الذين أشارت إليهم الآية 118 من سورة التوبة.<ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>
* وذهب بعض إلى أن المراد من «الصادقين» هم الأشخاص الثلاثة الذين تخلفوا في [[معركة تبوك|غزوة تبوك]] ثم ندموا، وهم الذين أشارت إليهم الآية 118 من [[سورة التوبة]].<ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>


* وفسر بعض آخر «الصادقين» ب[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) وأصحابه، وطبّقوا عبارة (الذين آمنوا) الواردة في صدر آية الصادقين على الثلاثة المتخلفين من غزوة تبوك.<ref>جامع البيان، ج11، ص 46.</ref> <ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>
* وفسر بعض آخر «الصادقين» ب[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) و[[الصحابة|أصحابه]]، وطبّقوا عبارة (الذين آمنوا) الواردة في صدر آية الصادقين على الثلاثة المتخلفين من غزوة تبوك.<ref>جامع البيان، ج11، ص 46.</ref> <ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>


* استند البعض إلى قراءة [[عبد الله بن مسعود]]، فقال: إنّ كلمة «مع» بمعنى «من»، فمعنى الآية هو أن على المؤمنين اجتناب الكذب والتزام الصدق.<ref>المنار، ج11، ص 72.</ref> <ref>التبيان، ج5، ص 318.</ref>
* استند البعض إلى قراءة [[عبد الله بن مسعود]]، فقال: إنّ كلمة «مع» بمعنى «من»، فمعنى الآية هو أن على المؤمنين اجتناب الكذب والتزام الصدق.<ref>المنار، ج11، ص 72.</ref> <ref>التبيان، ج5، ص 318.</ref>


* تشير بعض الأحاديث التي رواها [[المحدثون|المحدّثون]] [[شيعة|الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]] بأن «الصادقين» هم [[الإمام علي عليه السلام|الإمام عليّ]] (ع) وأصحابه، أو عليّ وأهل بيته.<ref>الدرّ المنثور، ج4، ص 287.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 50ـ 51.</ref> <ref>الغدير، ج2، ص 306.</ref>
* تشير بعض الأحاديث التي رواها [[المحدثون|المحدّثون]] [[شيعة|الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]] بأنّ «الصادقين» هم [[الإمام علي عليه السلام|الإمام عليّ]] (ع) وأصحابه، أو عليّ وأهل بيته.<ref>الدرّ المنثور، ج4، ص 287.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 50ـ 51.</ref> <ref>الغدير، ج2، ص 306.</ref>


* وقد طبقت بعض الروايات «الصادقين» على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|محمد]] (ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]].<ref>شواهد التنزيل، ج1، ص 262.</ref>
* وقد طبقت بعض [[الروايات]] «الصادقين» على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|محمد]] (ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]].<ref>شواهد التنزيل، ج1، ص 262.</ref>


* وقد ورد في المجاميع الروائية الشيعية أحاديث كثيرة في تطبيق «الصادقين» على [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت]] (ع).<ref>أصول الكافي، ج1، ص 208.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 52.</ref>
* وقد ورد في المجاميع الروائية الشيعية أحاديث كثيرة في تطبيق «الصادقين» على [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت]] (ع).<ref>أصول الكافي، ج1، ص 208.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 52.</ref>


* وقد روى [[الشيخ الصدوق]] أنّه حينما نزلت آية الصادقين قال سلمان: يا رسول الله (ص) عامة هذه أم خاصة؟ فقال (ص) : «أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة».<ref>إكمال الدين، ص 262.</ref> <ref>بحارالأنوار، ج33، ص 149.</ref> <ref>نابيع المودة، ص 115.</ref>
* وقد روى [[الشيخ الصدوق]] أنّه حينما نزلت آية الصادقين قال [[سلمان المحمدي|سلمان]]: يا رسول الله (ص) عامة هذه أم خاصة؟ فقال (ص) : «أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة».<ref>إكمال الدين، ص 262.</ref> <ref>بحارالأنوار، ج33، ص 149.</ref> <ref>نابيع المودة، ص 115.</ref>


===نقد وتقييم===
===نقد وتقييم===
هناك من يرى إشكالات في النظريات الأربع:
هناك من يرى إشكالات في النظريات الأربع:


*ففي الأولى: لا ريب في أن بعض الآيات أطلقت عنوان «الصادقين» على بعض المؤمنين، لكن هذا لا يعني بأن المراد من «الصادقين» في هذه الآية هو نفس ذلك، لأنه سيأتي فيما بعد إثبات أن «الصادقين» هم من كان في أسمى مراتب [[الصدق]]، ولا يصدق ذلك إلا على [[المعصوم]].
*ففي الأولى: لا ريب في أن بعض الآيات أطلقت عنوان «الصادقين» على بعض المؤمنين، لكن هذا لا يعني بأنّ المراد من «الصادقين» في هذه الآية هو نفس ذلك، لأنه سيأتي فيما بعد إثبات أنّ «الصادقين» هم من كان في أسمى مراتب [[الصدق]]، ولا يصدق ذلك إلا على [[المعصوم]].
*وأما النظرية الخامسة فهي مخدوشة لأن قوله (الذين آمنوا) عام ولا دليل على تخصيصه بالأفراد الثلاثة المتخلفين.
*وأما النظرية الخامسة فهي مخدوشة لأنّ قوله (الذين آمنوا) عام ولا دليل على تخصيصه بالأفراد الثلاثة المتخلفين.
*وأما النظرية السادسة فإنه على فرض أن كلمة «مع» تستعمل في اللغة العربية بمعنى «من» لكن مثل هذا الاستعمال غير شائع ويحتاج إلى دليل.
*وأما النظرية السادسة فإنه على فرض أنّ كلمة «مع» تستعمل في اللغة العربية بمعنى «من» لكن مثل هذا الاستعمال غير شائع ويحتاج إلى دليل.
*وأما قراءة [[عبد الله بن مسعود]] فهي شاذة، ولا يمكن الاعتماد عليها.<ref>تفسير الطبري، ج11، ص 76.</ref>
*وأما قراءة [[عبد الله بن مسعود]] فهي شاذة، ولا يمكن الاعتماد عليها.<ref>تفسير الطبري، ج11، ص 76.</ref>


مستخدم مجهول