مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، templateeditor
٢٬٤١٥
تعديل
سطر ٤٣: | سطر ٤٣: | ||
وفقاً لبعض المصادر كان أبو الدرداء في جمع من أصحاب النبي، فذكر [[الإمام علي]] مقسماً بأنه أكثر القوم ورعاً وأشدهم اجتهاداً في [[العبادة]]، فاستنكر القوم كلامه، فأخبرهم عن السبب بأنه ذات ليلة رأى الإمام علي بن أبي طالب في أحد بساتين بني النجار، حيث اعتزل بنفسه عن الناس واختفى بين شجر النخيل، فقال أبو الدرداء في نفسه لعل الإمام ذهب إلى داره، وإذا بصوت حزين ونغم شجي يقول: (إلهي، كم من موبقة حملت عني فقابلتها بنعمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك) فشغله الصوت وتبعه، فإذا به الإمام علي، فاستتر أبو الدرداء عن الإمام، وبعد أن أتمّ الإمام دعاءه وأطال في البكاء، لم يعد أبو الدرداء يسمع منه صوتاً ولا يرى له حركة، فقال لربما غلبه النوم لطول السهر، فلما أتاه وجده كالخشبة الملقاة، فقال: (إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب) فذهب إلى دار الإمام ليخبر أهله، فسألته [[السيدة فاطمة]] عن حال أمير المؤمنين وقصته، فلما أخبرها قالت: هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله، يقول أبو الدرداء: (فوالله ما رأيت ذلك لاحد من أصحاب رسول الله). <ref>الصدوق، الأمالي، 1417هـ، ص137-138.</ref> | وفقاً لبعض المصادر كان أبو الدرداء في جمع من أصحاب النبي، فذكر [[الإمام علي]] مقسماً بأنه أكثر القوم ورعاً وأشدهم اجتهاداً في [[العبادة]]، فاستنكر القوم كلامه، فأخبرهم عن السبب بأنه ذات ليلة رأى الإمام علي بن أبي طالب في أحد بساتين بني النجار، حيث اعتزل بنفسه عن الناس واختفى بين شجر النخيل، فقال أبو الدرداء في نفسه لعل الإمام ذهب إلى داره، وإذا بصوت حزين ونغم شجي يقول: (إلهي، كم من موبقة حملت عني فقابلتها بنعمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك) فشغله الصوت وتبعه، فإذا به الإمام علي، فاستتر أبو الدرداء عن الإمام، وبعد أن أتمّ الإمام دعاءه وأطال في البكاء، لم يعد أبو الدرداء يسمع منه صوتاً ولا يرى له حركة، فقال لربما غلبه النوم لطول السهر، فلما أتاه وجده كالخشبة الملقاة، فقال: (إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب) فذهب إلى دار الإمام ليخبر أهله، فسألته [[السيدة فاطمة]] عن حال أمير المؤمنين وقصته، فلما أخبرها قالت: هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله، يقول أبو الدرداء: (فوالله ما رأيت ذلك لاحد من أصحاب رسول الله). <ref>الصدوق، الأمالي، 1417هـ، ص137-138.</ref> | ||
==الفعاليات العسكرية والسياسية== | ==الفعاليات العسكرية والسياسية== | ||
أثناء [[فتح الشام]]، انضم أبو الدرداء إلى [[جيش المسلمين]]، وكان قائداً لأحد | أثناء [[فتح الشام]]، انضم أبو الدرداء إلى [[جيش المسلمين]]، وكان قائداً لأحد معسكَرَي المسلمين في تلك المنطقة،<ref>بسوي، المعرفة والتاريخ، ج3، ص298.</ref> كما كان [[قاضي]] جيش الإسلام في [[معركة اليرموك]] [[سنة 13هـ|13هـ]]،<ref>الطبري، التاريخ، ج3، ص397</ref> وقيل بأن أبو الدرداء شارك في غزو جزيرة قبرص في [[27هـ]]،<ref>انظر: البلاذري، فتوح البلدان، ص154؛ الطبري، التاريخ، ج4، ص258</ref> كما ذكره ابن كثير وأبو أمامة الباهلي من بين أولئك الذين شجعوا الناس على الثأر لدم [[عثمان]]،<ref>ابن كثير، البداية، دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان :الناشر، ج7، ص228</ref> ولكن هذه الأحاديث إنما تتوافق مع القول الغير المشهور لتاريخ وفاة أبو الدرداء ([[سنة 38 للهجرة|38]] أو [[39هـ]]، بعد واقعة صفين). <ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، 1412هـ، ج3، ص1229؛ ابن الأثير، اُسد الغابة، 1409هـ، ج4، ص20.</ref> | ||
فيما يتعلق بخلافة [[الإمام علي]]، ذكر نصر بن مزاحم أن أبو الدرداء انسحب مع [[أبو أمامة الباهلي]] من [[معركة صفين]] بعد احتجاجه على [[معاوية]] والتحدث مع الإمام علي. <ref>نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404هـ، ص 190.</ref> | فيما يتعلق بخلافة [[الإمام علي]]، ذكر نصر بن مزاحم أن أبو الدرداء انسحب مع [[أبو أمامة الباهلي]] من [[معركة صفين]] بعد احتجاجه على [[معاوية]] والتحدث مع الإمام علي. <ref>نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404هـ، ص 190.</ref> |