الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المتوكل العباسي»

== عداؤه لأهل البيت {{اختصار/عليهم}} ==

كان المتوكل يبغض [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] بشدة وبخاصة الإمام علي،<ref>ابن‌ الأثیر، الکامل في التاريخ، 1385هـ، ج7، ص56.</ref> ويقول [[أبو الفرج الأصفهاني]] أنّ المتوكل فاق جميع خلفاء بني العباس في سوء معاملته للعلويين، حتى أنه أقدم على [[تخريب قبر الحسين]].<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص478.</ref> وكان إذا ظنّ في شخص أنه يحب عليّاً أو آل علي قتله وصادر أمواله.<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص478.</ref>

ويقول [[الذهبي]] المؤرخ في القرن الثامن أنّ المتوكل كان [[ناصبي|ناصبيّاً]] ولا يختلف أحد في كونه من النواصب.<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413هـ، ج18، ص552.</ref> وكان يجالس نواصب آخرين من قبيل '''علي بن الجهم''' و'''عمر بن فرج''' و'''ابن اترجة'''<ref>ابن‌ الأثیر، الکامل في التاريخ، 1385هـ، ج7، ص55-56.</ref> وينتقصون علياً {{اختصار/ع}} .<ref>ابن‌ خلدون، تاريخ ابن‌ خلدون، 1408هـ، ج3، ص349.</ref> وكان لديه خادم يتشبّه بعلي فيقوم بالسخرية منه.<ref>ابن‌ الأثیر، الکامل في التاريخ، 1385هـ، ج7، ص56-55.</ref>

وطبقاً لما نقله [[البغدادي]] المؤرخ في القرن الخامس الهجري فإنّ شخصاً يدعى '''نصر بن علي''' نقل حديثاً في مجلس المتوكل في فضيلة [[الحسنان|الحسن والحسين]] {{اختصار/عليهما}} فأمر المتوكل أن يجلد ألف جلدة لأنه ظنه شيعياً.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج13، ص289.</ref> وظلّ نصر بن علي يُجلد باستمرار حتى شهدوا عند المتوكل بأنّه [[أهل السنة والجماعة|سنّي المذهب]] فعفا عنه المتوكل ما بقي من السياط.<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج13، ص289.</ref>

=== تخريب قبر الإمام الحسين {{اختصار/ع}} ===

أمر المتوكل العباسي سنة 236هـ بتخريب قبر [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الحسين بن علي]] {{اختصار/ع}} ،<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص237.</ref> وعليه تم تدمير جميع الآثار التي حول القبر، لكن أحداً لم يقدم على ذلك حتى كُلّفت مجموعة من اليهود بذلك.<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص479.</ref> وبعد أن تم تدمير الدور التي في المكان، أُمر أن يُسقى ذلك الموضع ويُحرث، ثم تمّت زراعته.<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص237.</ref> كما تمت ملاحقة زائريه.<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص479.</ref> وقيل بأن المتوكل أقدم على تخريب قبر الحسين مرتين؛ إحداهما سنة 233هـ والأخرى في سنة 236هـ. وتمّ إصلاح المزار خلال هذه الفترة، غير أن التخريب الثاني كان الأهمّ بينهما.<ref>مدرّس، شهر حسین(ع)، 1380ش، ص206-207.</ref>

أغضب تخريب مزار الحسين {{اختصار/ع}} المسلمين، حتى قام أهل [[بغداد]] بكتابة عبارات تدين المتوكل على جدران مساجدها، وقام الشعراء بهجائه.<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، 1425هـ، ص253.</ref>

=== إحضار الإمام الهادي إلى سامراء ===

أجبر المتوكل [[الإمام الهادي]] {{اختصار/ع}} سنة 233هـ على ترك المدينة وأشخصه إلى [[سامراء]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص484؛ النوبختي، فرق الشيعة، 1404هـ، ص92؛ الأشعري القمي، المقالات و الفرق، 1360ش، ص100.</ref> ويروي [[الشيخ المفيد]] المتكلم والفقيه الإمامي أنّ ذلك كان في سنة 243هـ،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.</ref> بينما يرى [[رسول جعفريان]] الباحث في التاريخ الإسلامي أن هذا التاريخ غير صحيح.<ref>جعفريان، رسول، حيات فكرى و سياسى ائمه، 1381ش، ص503</ref> ويقال أن المتوكل فعل هذا على إثر وشاية والي [[المدينة المنورة|المدينة]] عبد الله بن محمد،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.</ref> وبُريحة العباسي إمام [[الحرمين]] المعيّن من قبل الخليفة،<ref>المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.</ref> وكذلك لأجل تعلّق الناس المتزايد بإمام الشيعة العاشر.<ref>سبط ابن الجوزي، تذکرة الخواص، 1426هـ، ج2، ص493.</ref>

كان الإمام الهادي في سامراء محلّ احترام المتوكل ظاهر الأمر، غير أنّ الأخير كان يكنّ له الدسائس<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.</ref> حتى يحطّ من شأن الإمام بين الناس،<ref>الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص126.</ref> فكان دائماً ما يسخر منه.<ref>جعفريان، حيات فکری و سياسی امامان شيعه، 1381ش، ص510.</ref> بناءً على رواية ذكرها [[ابن طاووس]] في [[مهج الدعوات ومنهج العبادات (كتاب)|مهج الدعوات]] أنه في إحدى محاولات المتوكل للنيل من الإمام وتصغيره؛ دعا {{اختصار/ع}} بدعاء المظلوم على الظالم، فلم يلبث المتوكل بعد ذلك إلا ثلاثة أيام حتى قُتل.<ref>ابن طاووس، مهج الدعوات، 1411هـ، ص265-271.</ref>