مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المدينة المنورة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad |
imported>Alkazale لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
[[ملف:مسچدالنبی1.jpg|350px|تصغير|[[المسجد النبوي]] في المدينة المنورة]] | [[ملف:مسچدالنبی1.jpg|350px|تصغير|[[المسجد النبوي]] في المدينة المنورة]] | ||
{{تاريخ صدر الإسلام}} | {{تاريخ صدر الإسلام}} | ||
'''المدينة المنورة''' تعدّ من أهم المدن الدينية في [[الحجاز]]، وقد اكتسبت المدينة أهميتها بعد [[الهجرة|هجرة]] [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]]{{صل}} إليها، واتخاذها مقراً له وعاصمة لحكمه، وكانت تسمّى قبل ذلك ب[[يثرب]] فسماها النبي{{صل}} طيبة، تقع في الشمال الشرقي لمدينة [[مكة المكرمة]] في ناحية الحجاز ويفصلها عن مكة حوالي 450 كيلو متراً، وهي أوّل عاصمة إسلامية وفيها الكثير من الأماكن المقدسة كمرقد النبي الأكرم{{صل}} و[[النبي|مسجد النبي]]{{صل}} و[[مقبرة البقيع]]، ومن أبرز الأحداث التي حصلت في تلك البقعة المباركة الحروب التي خاضها النبي الأكرم{{صل}} والغزوات مع [[اليهود|يهود]] المدينة، و[[واقعة الحرة]] وقيام ذي [[النفس الزكية]]. | '''المدينة المنورة'''، تعدّ من أهم المدن الدينية في [[الحجاز]]، وقد اكتسبت المدينة أهميتها بعد [[الهجرة|هجرة]] [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]]{{صل}} إليها، واتخاذها مقراً له وعاصمة لحكمه، وكانت تسمّى قبل ذلك ب[[يثرب]] فسماها النبي{{صل}} طيبة، تقع في الشمال الشرقي لمدينة [[مكة المكرمة]] في ناحية الحجاز ويفصلها عن مكة حوالي 450 كيلو متراً، وهي أوّل عاصمة إسلامية وفيها الكثير من الأماكن المقدسة كمرقد النبي الأكرم{{صل}} و[[النبي|مسجد النبي]]{{صل}} و[[مقبرة البقيع]]، ومن أبرز الأحداث التي حصلت في تلك البقعة المباركة الحروب التي خاضها النبي الأكرم{{صل}} والغزوات مع [[اليهود|يهود]] المدينة، و[[واقعة الحرة]] وقيام ذي [[النفس الزكية]]. | ||
==الموقع الجغرافي== | ==الموقع الجغرافي== | ||
[[ملف:مدینه1.jpg|تصغير]] | [[ملف:مدینه1.jpg|تصغير]] | ||
اكتسبت هذه البقعة المكانية أهميتها بعد [[هجرة الرسول|هجرة النبي الأكرم]]{{صل}} إليها، واتخاذها مقراً له وعاصمة لحكمه، وكانت تسمّى ب [[يثرب]] فسماها [[النبي محمد]]{{صل}} طيبة، وتقع في الشمال الشرقي لمدينة [[مكة المكرمة]] في ناحية [[الحجاز]] ويفصلها عن مكة 450 كيلو متر.<ref>الطوفي، حجة التفاسير و بلاغ | اكتسبت هذه البقعة المكانية أهميتها بعد [[هجرة الرسول|هجرة النبي الأكرم]]{{صل}} إليها، واتخاذها مقراً له وعاصمة لحكمه، وكانت تسمّى ب [[يثرب]] فسماها [[النبي محمد]]{{صل}} طيبة، وتقع في الشمال الشرقي لمدينة [[مكة المكرمة]] في ناحية [[الحجاز]] ويفصلها عن مكة 450 كيلو متر.<ref>الطوفي، حجة التفاسير و بلاغ الإكسير، ج 2(المقدمة)، ص 1064.</ref> في أرض تكثر فيها الآجام والصخور الحادة<ref>جعفريان، أماكن وآثار إسلامي، ص 175.</ref>ومن أبرز مميزات المدينة الجغرافية وقوعها بين حرتين الأولى حرّة واقم التي تقع في الجانب الشرق [[المدينة|للمدينة]] والأخرى حرّة وَبْرة التي تقع في جانبها الغربي.<ref>القزويني، آثار البلاد و أخبار العباد، ص 157.</ref> والحرّة أرض ذات حجارة سوداء كأنَّها محترقة خشنة لم تبلغ إلى مستوى الجبال بل هي أرض متعرجة. ومن أبرز جبالها [[جبل أحد|جبل أُحد]] الذي تنسب إليه الواقعة المعروفة. وتحيط بالمدينة وما تبعها من أطراف أرض خصبة استغلها أصحابها في الزراعة وغرس الأشجار الكثيرة وخاصة النخيل منها. | ||
==سكان المدينة قبل الإسلام== | ==سكان المدينة قبل الإسلام== | ||
يتوزع سكان [[المدينة]] على مجموعة من القبائل [[إلىهود|اليهودية]] الثلاث المتمثلة ب[[بني القنيقاع]]، و [[بني النضير]] و [[بني قريظة]] التي تقطن في الغالب في القسم الجنوبي والجنوبي الشرقي من المدينة؛<ref>الأنصاري، آثار المدينة | يتوزع سكان [[المدينة]] على مجموعة من القبائل [[إلىهود|اليهودية]] الثلاث المتمثلة ب[[بني القنيقاع]]، و[[بني النضير]] و[[بني قريظة]] التي تقطن في الغالب في القسم الجنوبي والجنوبي الشرقي من المدينة؛<ref>الأنصاري، آثار المدينة المنورة، ص 210.</ref> ومن القبائل العربية المتمثلة ب[[الأوس]] و[[الخزرج]] الذين يبلغ عددهم ثلاثة أضعاف الأوسيين ويقطنون في مركز المدينة. | ||
وكان عدد سكانها من العرب يفوق عدد اليهود كثيراً، وكان الصراع قائماً على قدم وساق بين قبيلتي الأوس والخزرج قبل [[الهجرة|هجرة]] النبي الأكرم{{صل}}إليها. | وكان عدد سكانها من العرب يفوق عدد اليهود كثيراً، وكان الصراع قائماً على قدم وساق بين قبيلتي الأوس والخزرج قبل [[الهجرة|هجرة]] النبي الأكرم{{صل}}إليها. | ||
==البعد الاقتصادي للمدينة== | ==البعد الاقتصادي للمدينة== | ||
في الوقت الذي اهتم فيه المكيون بالجانب التجاري نرى المدنيين يهتمون– رغم البعد التجاري المحدود- بالجانب الزراعي والإعتناء بغرس الأشجار وخاصة زراعة النخيل في أطراف المدينة، وقد حفر أصحابها آباراً بها، وسقوها منها، وغرسوا عليها النخيل وزرعوا بها. واتخذوا لهم بها الحوائط والبساتين. ويظهر أن بعضها كانت واسعة تسقي بآبار غنية بالماء، لها جملة نواضح، وأبرزها في منطقة [[قبا]] والمناطق المتاخمة ل[[جبل أحد]].<ref> جواد علي، المفصل في | في الوقت الذي اهتم فيه المكيون بالجانب التجاري نرى المدنيين يهتمون– رغم البعد التجاري المحدود- بالجانب الزراعي والإعتناء بغرس الأشجار وخاصة زراعة النخيل في أطراف المدينة، وقد حفر أصحابها آباراً بها، وسقوها منها، وغرسوا عليها النخيل وزرعوا بها. واتخذوا لهم بها الحوائط والبساتين. ويظهر أن بعضها كانت واسعة تسقي بآبار غنية بالماء، لها جملة نواضح، وأبرزها في منطقة [[قبا]] والمناطق المتاخمة ل[[جبل أحد]].<ref> جواد علي، المفصل في تاريخ، ص 132.</ref> ومن أشهر ثمارها التمر التي هي العماد في الإقتصاد المدني بالإضافة إلى الأعناب.<ref> الطبري، السيرة النبوية، ص 266.</ref> ومع ذلك كان الكثير منهم يعيش حالة من الفقر والحرمان.<ref> المقدسي، أحسن التقاسيم، ص 34.</ref> | ||
'''طبيعتها المناخية''' | '''طبيعتها المناخية''' | ||
[[ملف:مدینه2.jpg|تصغير]] | [[ملف:مدینه2.jpg|تصغير]] | ||
عرفت المدينة – كما عن ابن قتيبة- بطيب هوائها.<ref>ابن فقيه، أبو عبد الله احمد بن محمد ؛ | عرفت المدينة – كما عن ابن قتيبة- بطيب هوائها.<ref>ابن فقيه، أبو عبد الله احمد بن محمد ؛ البلدان، ص 81 ؛ تحقيق: يوسف الهادي، عالم الكتب، الطبعة الأولى، بيروت، 1996 م.</ref> ويؤمن المدنيون المياه اللازمة من خلال الأمطار واستنباط المياه من الآبار غير العميقة لقرب المياه الجوفية من سطح الأرض هناك.<ref> البلاذري، أنساب الأشراف: ج5، ص487؛ الحموي، معجم البلدان، ج 3، ص 104.</ref> | ||
==أسماء المدينة في القرآن والحديث== | ==أسماء المدينة في القرآن والحديث== | ||
تعرضت [[الآية|آيات]] [[القرآن الكريم]] لذكر اسم المدينة المنورة، باسمها الجديد تارةً وبالقديم تارةً أخرى، من قبيل: | تعرضت [[الآية|آيات]] [[القرآن الكريم]] لذكر اسم المدينة المنورة، باسمها الجديد تارةً وبالقديم تارةً أخرى، من قبيل: | ||
* '''المدينة''': كما في قوله تعإلى: «'''يقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ'''»<ref>سورة المنافقون: الآية8/ قاموس | * '''المدينة''': كما في قوله تعإلى: «'''يقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ'''»<ref>سورة المنافقون: الآية8/ قاموس قرآن، ج 6، ص 244.</ref> وقوله تعالى: «'''وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ'''».<ref>سورة التوبة: الآية101.</ref> | ||
* '''يثرب''': وهو الاسم المعروف للمدينة قبل [[هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)|هجرة النبي]]{{صل}}إليها، والذي جاء ذكره في قوله تعالى: «'''وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يثْرِبَ'''».<ref>سورة التوبة: الآية102.</ref> قال أبو القاسم الزجاجي: يثرب مدينة رسول الله{{صل}}سمّيت بذلك لأنّ أوّل من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن [[النبي نوح عليه السلام|نوح]] {{ع}}. | * '''يثرب''': وهو الاسم المعروف للمدينة قبل [[هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)|هجرة النبي]]{{صل}}إليها، والذي جاء ذكره في قوله تعالى: «'''وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يثْرِبَ'''».<ref>سورة التوبة: الآية102.</ref> قال أبو القاسم الزجاجي: يثرب مدينة رسول الله{{صل}}سمّيت بذلك لأنّ أوّل من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن [[النبي نوح عليه السلام|نوح]] {{ع}}. | ||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
==هجرة النبي الأكرم {{صل}} إلى المدينة== | ==هجرة النبي الأكرم {{صل}} إلى المدينة== | ||
بعد أن ضاق الخناق على المؤمنين عامة وعلى الرسول الأكرم{{صل}}خاصة شدّ الرحال متوجهاً صوب المدينة المنورة بعد أن مهّد له في [[بيعة العقبة|بيعتي العقبة]] الأولى والثانية مع الأنصار من أهل [[المدينة]]، وكانت هجرته{{صل}}في أوائل [[ربيع الأول|ربيع الأوّل]] من السنة الثالثة عشرة للهجرة، متوقفاً في منطقة [[قبا|قُبا]] عدّة أيام ثم دخل بعدها المدينة مع من إلتحق به من المؤمنين، واستمرت إقامته فيها عشر سنين بعد أن اتخذها عاصمة لحكومته {{صل}}.<ref>مكة والمدينة، كردي، عبيد الله محمد | بعد أن ضاق الخناق على المؤمنين عامة وعلى الرسول الأكرم{{صل}}خاصة شدّ الرحال متوجهاً صوب المدينة المنورة بعد أن مهّد له في [[بيعة العقبة|بيعتي العقبة]] الأولى والثانية مع الأنصار من أهل [[المدينة]]، وكانت هجرته{{صل}}في أوائل [[ربيع الأول|ربيع الأوّل]] من السنة الثالثة عشرة للهجرة، متوقفاً في منطقة [[قبا|قُبا]] عدّة أيام ثم دخل بعدها المدينة مع من إلتحق به من المؤمنين، واستمرت إقامته فيها عشر سنين بعد أن اتخذها عاصمة لحكومته {{صل}}.<ref>مكة والمدينة، كردي، عبيد الله محمد الأمين، ص 212.</ref> | ||
==جهود النبي{{صل}}وحركته العمرانية في المدينة== | ==جهود النبي{{صل}}وحركته العمرانية في المدينة== | ||
===بناء المسجد=== | ===بناء المسجد=== | ||
تسجّل لنا الوثائق التاريخية أن أوّل عمل قام به [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|الرسول الأكرم]]{{صل}}هو أنّه أمر ببناء مسجد في [[المدينة]] يؤدي إلى انسجام المسلمين ووحدتهم ويكون مركزاً ثقافياً وسياسياً وخندقاً ينطلق منه [[المسلمون]] في المهمات الكبرى.<ref> الأمين، مكة | تسجّل لنا الوثائق التاريخية أن أوّل عمل قام به [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|الرسول الأكرم]]{{صل}}هو أنّه أمر ببناء مسجد في [[المدينة]] يؤدي إلى انسجام المسلمين ووحدتهم ويكون مركزاً ثقافياً وسياسياً وخندقاً ينطلق منه [[المسلمون]] في المهمات الكبرى.<ref> الأمين، مكة والمدينة، ص 212.</ref> | ||
===إصدار المعاهدة=== | ===إصدار المعاهدة=== | ||
الخطوة الثانية التي قام بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه{{صل}}كتب كتاباً بين [[المهاجرين]] و [[الأنصار]] وكافة سكان المدينة مُحدداً لهم الواجبات والحقوق ضمن فقرات تؤمن حياة كريمة ومستقرة للجميع، كما دعا فيه اليهود وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم، واشترط عليهم. وقد سجلت المصادر التاريخية فقرات تلك المعاهدة السامية.<ref> الامين، مكة | الخطوة الثانية التي قام بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه{{صل}}كتب كتاباً بين [[المهاجرين]] و [[الأنصار]] وكافة سكان المدينة مُحدداً لهم الواجبات والحقوق ضمن فقرات تؤمن حياة كريمة ومستقرة للجميع، كما دعا فيه اليهود وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم، واشترط عليهم. وقد سجلت المصادر التاريخية فقرات تلك المعاهدة السامية.<ref> الامين، مكة والمدينة، ص 212.</ref> | ||
===المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار=== | ===المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار=== | ||
الخطوة الثالثة التي قام بها (صلى الله عليه وآله) أنه آخي بين المهاجرين والأنصار من أصحابه مؤاخياً بينهم على الحق والمواساة وموجداً لهذا النظام الأخوي في المجتمع المدني والمهاجري، بأمر من الله تعالى، ولبناء أفضل مجتمع عرفه البشر ولإبعاد الغربة والوحشة عنهم سيما وأنهم تركوا الأهل والوطن، وبايجاد روح الأخوة الإسلامية نتج الانس والألفة والتفاهم والتعاون فيما بينهم.<ref> الأمين، مكة | الخطوة الثالثة التي قام بها (صلى الله عليه وآله) أنه آخي بين المهاجرين والأنصار من أصحابه مؤاخياً بينهم على الحق والمواساة وموجداً لهذا النظام الأخوي في المجتمع المدني والمهاجري، بأمر من الله تعالى، ولبناء أفضل مجتمع عرفه البشر ولإبعاد الغربة والوحشة عنهم سيما وأنهم تركوا الأهل والوطن، وبايجاد روح الأخوة الإسلامية نتج الانس والألفة والتفاهم والتعاون فيما بينهم.<ref> الأمين، مكة والمدينة، ص 212.</ref> | ||
==المساجد في المدينة== | ==المساجد في المدينة== | ||
سطر ٤٨: | سطر ٤٨: | ||
{{مفصلة|مسجد النبي صلى الله عليه وآله}} | {{مفصلة|مسجد النبي صلى الله عليه وآله}} | ||
يعدّ مسجد النبي من أشرف وأقدس الأماكن المقدسة التي أشاد بها النبي الأكرم {{صل}} فيأتي بالمرتبة الثانية بعد [[المسجد الحرام]] قداسةً بين المسلمين، حتى أن [[الصلاة]] فيه كما في الحديث النبوي «'''تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عَشَرَةَ آلافِ صَلَاةٍ فِي غَيرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِيهِ تَعْدِلُ مِائَةَ أَلْفِ صَلَاةٍ'''».<ref> تأليف مركز تحقيقات حج، مسجد | يعدّ مسجد النبي من أشرف وأقدس الأماكن المقدسة التي أشاد بها النبي الأكرم {{صل}} فيأتي بالمرتبة الثانية بعد [[المسجد الحرام]] قداسةً بين المسلمين، حتى أن [[الصلاة]] فيه كما في الحديث النبوي «'''تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عَشَرَةَ آلافِ صَلَاةٍ فِي غَيرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِيهِ تَعْدِلُ مِائَةَ أَلْفِ صَلَاةٍ'''».<ref> تأليف مركز تحقيقات حج، مسجد النبي، ص 3.</ref> | ||
====مسجد قبا==== | ====مسجد قبا==== | ||
{{مفصلة|مسجد قبا}} | {{مفصلة|مسجد قبا}} | ||
هو أوّل مسجد بني في [[الإسلام]] في منطقة [[قبا]] المعروفة بطبيعتها الخلابة وتفصله عن مسجد النبي {{صل}} ستة كيلو مترات جنوباً، وقد أطبقت الروايات على أنّه المصداق لقوله تعإلى «'''لمسجدٌ أسس على التقوى من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه'''».<ref>أبو الفتوح الرازي، روض الجنان وروح | هو أوّل مسجد بني في [[الإسلام]] في منطقة [[قبا]] المعروفة بطبيعتها الخلابة وتفصله عن مسجد النبي {{صل}} ستة كيلو مترات جنوباً، وقد أطبقت الروايات على أنّه المصداق لقوله تعإلى «'''لمسجدٌ أسس على التقوى من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه'''».<ref>أبو الفتوح الرازي، روض الجنان وروح الجنان، ج 6، ص 111 ؛ الطباطبائي، الميزان، ص 618؛ السيد قطب،الميزان، ص 305.</ref> | ||
وقد ورد في الحديث النبوي ما يدل على عظمة هذا المسجد، بأنّ «'''مَنْ تَطَهَّر في بَيتِهِ ثُمَّ أَتي مَسْجِدَ قُبا فَصَلي فيه رَكعتْين كانَ كأَجْرِ عُمْرَة'''».<ref>ابن كثير، البداية | وقد ورد في الحديث النبوي ما يدل على عظمة هذا المسجد، بأنّ «'''مَنْ تَطَهَّر في بَيتِهِ ثُمَّ أَتي مَسْجِدَ قُبا فَصَلي فيه رَكعتْين كانَ كأَجْرِ عُمْرَة'''».<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 210؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 189.</ref> | ||
====مسجد علي {{ع}}==== | ====مسجد علي {{ع}}==== | ||
يقع مسجد [[الإمام علي|علي]] {{ع}} إلى الجنوب من [[مسجد الفتح]] مشرفاً على [[وادي بطحان]]. قيل أن علياً {{ع}} كان يتعبّد في ذلك المكان أثناء [[معركة الأحزاب|حصار الأحزاب]] للمدينة في [[معركة الخندق]].<ref> السمهودي، خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفي(الدّر الثمين) | يقع مسجد [[الإمام علي|علي]] {{ع}} إلى الجنوب من [[مسجد الفتح]] مشرفاً على [[وادي بطحان]]. قيل أن علياً {{ع}} كان يتعبّد في ذلك المكان أثناء [[معركة الأحزاب|حصار الأحزاب]] للمدينة في [[معركة الخندق]].<ref> السمهودي، خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفي(الدّر الثمين)، ص 233 ؛ اليوسف، المساجد والأماكن الأثرية، ص 24.</ref> | ||
====مسجد الشجرة==== | ====مسجد الشجرة==== | ||
سطر ٦٧: | سطر ٦٧: | ||
====مسجد العمرة==== | ====مسجد العمرة==== | ||
ويعرف بمسجد عرفات أيضاً يقع في قبلة مسجد قبا، وقيل إنمّا سمّي ب[[مسجد العمرة]] أو [[مسجد العرفات]] لأنّ النبي {{صل}} كان واقفاً هناك يوم عرفات فبسطت له الأرض فشاهد جموع الحجيج في عرفات.<ref> حافظ، تاريخ معالم المدينة | ويعرف بمسجد عرفات أيضاً يقع في قبلة مسجد قبا، وقيل إنمّا سمّي ب[[مسجد العمرة]] أو [[مسجد العرفات]] لأنّ النبي {{صل}} كان واقفاً هناك يوم عرفات فبسطت له الأرض فشاهد جموع الحجيج في عرفات.<ref> حافظ، تاريخ معالم المدينة المنورة، ص 125،126.</ref> | ||
====مسجد عتبان بن مالك==== | ====مسجد عتبان بن مالك==== | ||
وهو من المساجد التي تقع في منطقة قبا، نسبة إلى [[عتبان بن مالك]] السلمي أحد نقباء [[الأنصار]]، الذي قال: «كنت أؤم قومي بني سالمٍ، وكان إِذا جاءت السيول شقّ علي أَن أَجتاز وادياً بيني وبين المسجد فأَتيت النبي {{صل}} فقلت: «يا رسول الله {{صل}} إني يشق علي أَن أَجتازه فإن رأيت أَن تأْتيني وتصلي في بيتي مكاناً أَتخذه مصلى؟» قال: «أَفعل»، فلما دخل بيتي لم يجلس حتى قال: «أَين تحب أَن أُصلي فِي بيتك؟»، «فأَشرت إلى الموضعِ الّذي أُصلي فيه، فصلى فيه ركعتين» ومن هنا اتخذه المسلمون مسجداً.<ref> حافظ، تاريخ معالم المدينة | وهو من المساجد التي تقع في منطقة قبا، نسبة إلى [[عتبان بن مالك]] السلمي أحد نقباء [[الأنصار]]، الذي قال: «كنت أؤم قومي بني سالمٍ، وكان إِذا جاءت السيول شقّ علي أَن أَجتاز وادياً بيني وبين المسجد فأَتيت النبي {{صل}} فقلت: «يا رسول الله {{صل}} إني يشق علي أَن أَجتازه فإن رأيت أَن تأْتيني وتصلي في بيتي مكاناً أَتخذه مصلى؟» قال: «أَفعل»، فلما دخل بيتي لم يجلس حتى قال: «أَين تحب أَن أُصلي فِي بيتك؟»، «فأَشرت إلى الموضعِ الّذي أُصلي فيه، فصلى فيه ركعتين» ومن هنا اتخذه المسلمون مسجداً.<ref> حافظ، تاريخ معالم المدينة المنورة، ص 155.</ref> | ||
====مسجد الفضيخ==== | ====مسجد الفضيخ==== | ||
وكلمة الفضيخ هي عصير العنب، أو شراب يتّخذ من البسر، وهو التمر قبل ارطابه. وفضخُه: أي دفقه. وقد ذكر ابن شبة في كتابه تاريخ المدينة سبب تسميته بمسجد الفضيخ أنّه روي عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله]] قال: «حاصر النبي {{صل}} [[بني النضير]] ، فضرب قبّته قريباً من مسجد الفضيخ، وكان يصلّي في موضع الفضيخ ستة ليالٍ، فلمّا حرّم الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب ونفر من الأنصار وهم يشربون فيه فضيخاً، فحلّوا وكاء السقاء، فهرقوه فيه، فبذلك سمّي مسجد الفضيخ. | وكلمة الفضيخ هي عصير العنب، أو شراب يتّخذ من البسر، وهو التمر قبل ارطابه. وفضخُه: أي دفقه. وقد ذكر ابن شبة في كتابه تاريخ المدينة سبب تسميته بمسجد الفضيخ أنّه روي عن [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله]] قال: «حاصر النبي {{صل}} [[بني النضير]] ، فضرب قبّته قريباً من مسجد الفضيخ، وكان يصلّي في موضع الفضيخ ستة ليالٍ، فلمّا حرّم الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب ونفر من الأنصار وهم يشربون فيه فضيخاً، فحلّوا وكاء السقاء، فهرقوه فيه، فبذلك سمّي مسجد الفضيخ. | ||
وروي عن [[المعصومون الأربعة عشر|الأئمة المعصومين]] {{هم}} أنهم أطلقوا عليه اسم المسجد أيضاً كما ذكر ذلك صاحب البحار.<ref> المجلسي، بحار | وروي عن [[المعصومون الأربعة عشر|الأئمة المعصومين]] {{هم}} أنهم أطلقوا عليه اسم المسجد أيضاً كما ذكر ذلك صاحب البحار.<ref> المجلسي، بحار الأنوار، ج 63، ص 487، ج 81، ص 82، ج 96، ص 335، ج 97، ص 213،214،216،224.</ref> | ||
====المساجد السبعة==== | ====المساجد السبعة==== | ||
في شمال غربي المدينة وعلى سفح جبل سلع شيدت سبعة مساجد عرفت بالمساجد السبعة وهي: [[مسجد علي]] {{ع}}، [[مسجد سلمان]]، [[مسجد فاطمة]] {{ع}}، [[مسجد أبي ذر]]، [[مسجد ذي القبلتين]]، [[مسجد أبي بكر]] و [[مسجد عمر]].<ref> السمهودي، خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى(الدّر الثمين)، | في شمال غربي المدينة وعلى سفح جبل سلع شيدت سبعة مساجد عرفت بالمساجد السبعة وهي: [[مسجد علي]] {{ع}}، [[مسجد سلمان]]، [[مسجد فاطمة]] {{ع}}، [[مسجد أبي ذر]]، [[مسجد ذي القبلتين]]، [[مسجد أبي بكر]] و [[مسجد عمر]].<ref> السمهودي، خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى(الدّر الثمين)، ص 233; اليوسف، المساجد والأماكن الأثرية، ص 24.</ref> | ||
يضاف إلى ذلك الكثير من المساجد المشيدة في المدينة المنورة، وهي: | يضاف إلى ذلك الكثير من المساجد المشيدة في المدينة المنورة، وهي: | ||
سطر ٩٥: | سطر ٩٥: | ||
* [[مسجد السقيا]] | * [[مسجد السقيا]] | ||
* [[مسجد ومشربة أم إبراهيم]].<ref>مكة ومدينة، مركز تحقيقات | * [[مسجد ومشربة أم إبراهيم]].<ref>مكة ومدينة، مركز تحقيقات الحج، ص 28.</ref> | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
سطر ١٠٨: | سطر ١٠٨: | ||
وكان النبي {{صل}} يولي هذه البقعة اهتماماً خاصاً حتى روي عنه أنّه قال: «أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع». | وكان النبي {{صل}} يولي هذه البقعة اهتماماً خاصاً حتى روي عنه أنّه قال: «أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع». | ||
وكان {{صل}} إذا مر بالبقيع قال: «'''السَّلامُ عَلَيكُمْ مِنْ دِيارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ'''».<ref> مركز تحقيقات الحج، | وكان {{صل}} إذا مر بالبقيع قال: «'''السَّلامُ عَلَيكُمْ مِنْ دِيارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ'''».<ref> مركز تحقيقات الحج، البقيع، ص 3.</ref> | ||
====جبل أحُد==== | ====جبل أحُد==== | ||
المقال الرئيسي: [[جبل أحد]] | المقال الرئيسي: [[جبل أحد]] | ||
يعد [[جبل أحد|جبل أُحُد]] من أبرز جبال المدينة وأشهرها حيث يطل على الجانب الشماليّ الشرقي من المدينة على بعد خمسة كيلومترات من [[النبي الأكرم|مسجد النبي]] {{صل}}<ref> حافظ، آثار إسلامي مكة و مدينة، ص354.</ref> وإنما سميّ بأحُد لإنفراده عن سلسلة جبال المدينة الأخرى.<ref> العسقلاني الشافعي، فتح | يعد [[جبل أحد|جبل أُحُد]] من أبرز جبال المدينة وأشهرها حيث يطل على الجانب الشماليّ الشرقي من المدينة على بعد خمسة كيلومترات من [[النبي الأكرم|مسجد النبي]] {{صل}}<ref> حافظ، آثار إسلامي مكة و مدينة، ص354.</ref> وإنما سميّ بأحُد لإنفراده عن سلسلة جبال المدينة الأخرى.<ref> العسقلاني الشافعي، فتح الباري، ج 7، ص 289-290؛ السمهودي، وفاء الوفاء، ج 3، ص 108.</ref> ويعدّ من أطول جبال [[الجزيرة العربية]] حيث يمتد على مسافة سبعة كيلو مترات طولاً وعلى مساحة قدرها ثلاثة كيلو مترات عرضاً.<ref>حافظ، تاريخ و آثار إسلامي مكة، ص 307.</ref> | ||
وقد شهد جبل أُحُد المنازلة التي دارت بين الحق والباطل في السابع من [[شوال]] في السنة الثالثة [[الهجرة|للهجرة]] وضمت تربته رفات الشهداء الذين سقطوا في تلك [[معركة أحد|المعركة]].<ref>الزهري، | وقد شهد جبل أُحُد المنازلة التي دارت بين الحق والباطل في السابع من [[شوال]] في السنة الثالثة [[الهجرة|للهجرة]] وضمت تربته رفات الشهداء الذين سقطوا في تلك [[معركة أحد|المعركة]].<ref>الزهري، المغازي، ص145؛ اليوسف، المساجد والأماكن الأثرية، ص 31 ؛ البصري، تاريخ المدينة المنورة، ج 1، ص 130.</ref> | ||
====دار كلثوم بن هدم وسعد بن خيثمة==== | ====دار كلثوم بن هدم وسعد بن خيثمة==== | ||
توجد في منطقة قباء مجموعة من المعالم التي إندثرت واختفى أثرها، منها دار [[سعد بن خيثمة]] عند الباب المسدود، ودار [[كلثوم بن الهدم]]، حيث نزل رسول الله {{صل}} بعد هجرته ومروره بقباء في دار كلثوم بن الهدم، وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكانتا مأوى للمهاجرين الأوائل.<ref> شمس الدين السخاوي، التحفة | توجد في منطقة قباء مجموعة من المعالم التي إندثرت واختفى أثرها، منها دار [[سعد بن خيثمة]] عند الباب المسدود، ودار [[كلثوم بن الهدم]]، حيث نزل رسول الله {{صل}} بعد هجرته ومروره بقباء في دار كلثوم بن الهدم، وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكانتا مأوى للمهاجرين الأوائل.<ref> شمس الدين السخاوي، التحفة اللطيفة، ص 70.</ref> | ||
====بئر أريس==== | ====بئر أريس==== | ||
سطر ١٢٤: | سطر ١٢٤: | ||
====قبر محمد ذي النفس الزكية==== | ====قبر محمد ذي النفس الزكية==== | ||
يقع قبر محمد بن [[عبد الله بن الحسن بن الحسن]] {{ع}} في شمال غرب المدينة وبالقرب من [[جبل سلع]].<ref> بلاغي عبد الحجة، حجة التفاسير و بلاغ | يقع قبر محمد بن [[عبد الله بن الحسن بن الحسن]] {{ع}} في شمال غرب المدينة وبالقرب من [[جبل سلع]].<ref> بلاغي عبد الحجة، حجة التفاسير و بلاغ الإكسير، ج 2(المقدمة)، ص 10-71.</ref> | ||
====المدينة، مولد ومدفن المعصومين {{ع}}==== | ====المدينة، مولد ومدفن المعصومين {{ع}}==== | ||
أبصر النور في المدينة المنورة الكثير من [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة الهدي]] {{هم}} في طليعتهم [[الإمام الحسن المجتبي عليه السلام|الإمام الحسن]] {{ع}}<ref>المفيد، | أبصر النور في المدينة المنورة الكثير من [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة الهدي]] {{هم}} في طليعتهم [[الإمام الحسن المجتبي عليه السلام|الإمام الحسن]] {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 309.</ref> و [[الإمام الحسين عليه السلام|الإمام الحسين]] {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 331.</ref> و [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 435.</ref> و [[الإمام الباقر عليه السلام|الإمام الباقر]] {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 452.</ref> والإمامان [[الإمام الصادق|الصادق]] {{ع}} والكاظم {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 497.</ref> و [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]] {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 525.</ref> و[[الإمام الجواد عليه السلام|الإمام الجواد]]{{ع}} و [[الإمام الهادي عليه السلام|الإمام الهادي]]{{ع}}.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 569.</ref> و [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] {{هم}} جميعاً.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 585.</ref> | ||
في حين دفن فيها كل من الإمام الحسن {{ع}}<ref>المفيد، | في حين دفن فيها كل من الإمام الحسن {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 322.</ref> والإمام السجاد {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 435.</ref> والإمام الباقر {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 452.</ref> والإمام الصادق {{ع}}<ref>المفيد، الإرشاد، ص 467.</ref>. | ||
====المدينة، عاصمة الحكومة الإسلامية==== | ====المدينة، عاصمة الحكومة الإسلامية==== | ||
سطر ١٤٦: | سطر ١٤٦: | ||
3. خلعهم ليزيد لِما صدر منه من موبقات ورذائل لا تنم عن تدين وإيمان بالله. | 3. خلعهم ليزيد لِما صدر منه من موبقات ورذائل لا تنم عن تدين وإيمان بالله. | ||
فخرج الثوار من أهل [[المدينة]] على يزيد وحاصروا بيت [[مروان بن الحكم]] فحثّ [[الأمويون]] السير نحو الشام، ونمى فعل أهل المدينة ببني أمية وعلى يزيد إلى يزيد، فسيرَ إليهم بجيش من أهل الشام قوامه خمسة آلاف عليهم [[مسلم بن عقبة]]. ولمّا انتهى الجيش من المدينة إلى الموضع المعروف بالحرَّة خرج إلى حربه مع أهلها فكانت وقعة عظيمة قتل فيها خلق كثير من الناس من [[بني هاشم]] وسائر [[قريش]] و [[الأنصار]] وغيرهم من سائر الناس. ونهب الأموال وبايع الناس على أنهم عبيدٌ ليزيد، ومن أبى ذلك قتل.<ref>المسعودي، مروج | فخرج الثوار من أهل [[المدينة]] على يزيد وحاصروا بيت [[مروان بن الحكم]] فحثّ [[الأمويون]] السير نحو الشام، ونمى فعل أهل المدينة ببني أمية وعلى يزيد إلى يزيد، فسيرَ إليهم بجيش من أهل الشام قوامه خمسة آلاف عليهم [[مسلم بن عقبة]]. ولمّا انتهى الجيش من المدينة إلى الموضع المعروف بالحرَّة خرج إلى حربه مع أهلها فكانت وقعة عظيمة قتل فيها خلق كثير من الناس من [[بني هاشم]] وسائر [[قريش]] و [[الأنصار]] وغيرهم من سائر الناس. ونهب الأموال وبايع الناس على أنهم عبيدٌ ليزيد، ومن أبى ذلك قتل.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 70-67.</ref> | ||
===ثورة ذي النفس الزكية=== | ===ثورة ذي النفس الزكية=== | ||
كان ظهور [[محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن]] بن [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} بالمدينة في سنة خمس وأربعين ومائة، و قد بويع له في كثير من الأمصار، واسند ثورته المحدثون وعلى رأسهم إمام [[المذهب المالكي]] [[مالك بن أنس]]. فأرسل إليه المنصور عيسى بن موسى من [[الكوفة]] في أربعة آلاف فارس وألفَي رجل، وأتبعه محمد بن قحطبة في جيش كثيف، فقاتلوا محمداً بالمدينة حتى قتل وهو ابن خمس وأربعين سنة ودفن في المدينة.<ref>المسعودي، مروج | كان ظهور [[محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن]] بن [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} بالمدينة في سنة خمس وأربعين ومائة، و قد بويع له في كثير من الأمصار، واسند ثورته المحدثون وعلى رأسهم إمام [[المذهب المالكي]] [[مالك بن أنس]]. فأرسل إليه المنصور عيسى بن موسى من [[الكوفة]] في أربعة آلاف فارس وألفَي رجل، وأتبعه محمد بن قحطبة في جيش كثيف، فقاتلوا محمداً بالمدينة حتى قتل وهو ابن خمس وأربعين سنة ودفن في المدينة.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 294-295.</ref> | ||
===معارك النبي الأكرم {{صل}} مع يهود المدينة=== | ===معارك النبي الأكرم {{صل}} مع يهود المدينة=== | ||
====غزوة بني قينقاع==== | ====غزوة بني قينقاع==== | ||
{{مفصلة|غزوة بني قينقاع}} | {{مفصلة|غزوة بني قينقاع}} | ||
غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من [[شوال|شوّال]]، على رأس عشرين شهراً، حاصرهم [[النبي]] {{صل}} إلى هلال [[ذي القعدة]]. ويعود السبب فيها إلى نقضهم العهد وذلك لمّا قدم [[رسول الله]] {{صل}} المدينة، ودعته يهود كلّها، وكتب بينه و بينها كتاباً وجعل بينه وبينهم آماناً، وشرّط عليهم شروطاً، فكان فيما شرّط ألّا يظاهروا عليه عدوّا. فلمّا أصاب رسول الله {{صل}} أصحاب [[معركة بدر|بدر]] وقدم المدينة، بغت يهود وقطعت ما كان بينها وبينه {{صل}} من العهد، فذكّرهم {{صل}} بالعهد وطلب منهم [[الإسلام]] ولكنهم أصرّوا واستكبروا وجابهوه بكلمات تنم عن غطرسة قائلين: لئن قاتلتنا لتعلمنّ أنّك لم تقاتل مثلنا. فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد، جاءت امرأة من العرب إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ في حلي لها، فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها ولا تشعر، فحلّ درعها إلى ظهرها بشوكة، فلمّا قامت المرأة بدت عورتها فضحكوا منها. فقام إليه رجل من [[المسلمين]] فاتّبعه فقتله، فاجتمعت بنو قينقاع، وتحايشوا فقتلوا الرجل، ونبذوا العهد مع النبي {{صل}} وحاربوه، وتحصّنوا في حصنهم، فسار إليهم رسول الله {{صل}} فحاصرهم، فكانوا أوّل من سار إليه {{صل}}، وأجلي يهود قينقاع.<ref>الواقدي، | غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من [[شوال|شوّال]]، على رأس عشرين شهراً، حاصرهم [[النبي]] {{صل}} إلى هلال [[ذي القعدة]]. ويعود السبب فيها إلى نقضهم العهد وذلك لمّا قدم [[رسول الله]] {{صل}} المدينة، ودعته يهود كلّها، وكتب بينه و بينها كتاباً وجعل بينه وبينهم آماناً، وشرّط عليهم شروطاً، فكان فيما شرّط ألّا يظاهروا عليه عدوّا. فلمّا أصاب رسول الله {{صل}} أصحاب [[معركة بدر|بدر]] وقدم المدينة، بغت يهود وقطعت ما كان بينها وبينه {{صل}} من العهد، فذكّرهم {{صل}} بالعهد وطلب منهم [[الإسلام]] ولكنهم أصرّوا واستكبروا وجابهوه بكلمات تنم عن غطرسة قائلين: لئن قاتلتنا لتعلمنّ أنّك لم تقاتل مثلنا. فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد، جاءت امرأة من العرب إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ في حلي لها، فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها ولا تشعر، فحلّ درعها إلى ظهرها بشوكة، فلمّا قامت المرأة بدت عورتها فضحكوا منها. فقام إليه رجل من [[المسلمين]] فاتّبعه فقتله، فاجتمعت بنو قينقاع، وتحايشوا فقتلوا الرجل، ونبذوا العهد مع النبي {{صل}} وحاربوه، وتحصّنوا في حصنهم، فسار إليهم رسول الله {{صل}} فحاصرهم، فكانوا أوّل من سار إليه {{صل}}، وأجلي يهود قينقاع.<ref>الواقدي، المغازي، ص 176 ؛ مع توضيحات أقل وفي بعض الموارد مختلفة مع سيرة ابن هشام، ص 315 -314؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 997؛ ابن أثير، الكامل، ج 3، ص 971-970.</ref> | ||
====غزوة بني النضير==== | ====غزوة بني النضير==== | ||
{{مفصلة|غزوة بني النضير}} | {{مفصلة|غزوة بني النضير}} | ||
كان النبي الأكرم {{صل}} يوماً في حصن [[بني النضير]] في قضية ذكرها المؤرخون فخلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حالته هذه ورسول الله {{صل}} إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد فقالوا: من رجل يعلو على هذا البيت ويلقي عليه صخرة؟ فأتاه الخبر من السماء، فأمر رسول الله {{صل}} بحربهم والسير إليهم فسار النّاس إليهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم ويسيرهم إلى منطقة أذرعات.<ref> الواقدي، | كان النبي الأكرم {{صل}} يوماً في حصن [[بني النضير]] في قضية ذكرها المؤرخون فخلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حالته هذه ورسول الله {{صل}} إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد فقالوا: من رجل يعلو على هذا البيت ويلقي عليه صخرة؟ فأتاه الخبر من السماء، فأمر رسول الله {{صل}} بحربهم والسير إليهم فسار النّاس إليهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم ويسيرهم إلى منطقة أذرعات.<ref> الواقدي، المغازي، ص 270-269؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 56-55 ؛ عبد الملك بن هشام، سيرة ابن هشام، ص 355-354 ؛ ابن أثير، الكامل، ج 3، ص 1011-1010 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 1056-1054.</ref> | ||
====غزوة يهود بني قريظة==== | ====غزوة يهود بني قريظة==== | ||
{{مفصلة|غزوة بني قريظة}} | {{مفصلة|غزوة بني قريظة}} | ||
بعد أن أخرج النبي{{صل}} بني النضير نقضت [[بني قريظة|بنو قريظة]] العهد مع النبي وتآمروا عليه متحالفين مع [[قريش]] في [[معركة الأحزاب]].<ref> الواقدي، | بعد أن أخرج النبي{{صل}} بني النضير نقضت [[بني قريظة|بنو قريظة]] العهد مع النبي وتآمروا عليه متحالفين مع [[قريش]] في [[معركة الأحزاب]].<ref> الواقدي، المغازي، ج 1، ص 365-363.</ref> إلّا أن معسكر الأحزاب وتحالفهم تضعضع بسبب قضية كان بطلها أحد المسلمين الجدد الذين لم يشهروا إسلامهم بعد.<ref> عبد الملك بن هشام، سيرة ابن هشام: ص374-371 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 67 ؛ الواقدي، المغازي، ص 363-361 ؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 1079-1078 ، ابن أثير، الكامل، ج 3، ص 1022.</ref> | ||
وبعد أن انتهت معركة الأحزاب وانسحب المشركون توجه النبي{{صل}}صوب قلاع بني قريظة فحاصرهم مدة شهر اضطروا بعدها إلى التسليم والخضوع لحكم النبي الأكرم{{صل}}.<ref>الطبري، تاريخ | وبعد أن انتهت معركة الأحزاب وانسحب المشركون توجه النبي{{صل}}صوب قلاع بني قريظة فحاصرهم مدة شهر اضطروا بعدها إلى التسليم والخضوع لحكم النبي الأكرم{{صل}}.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 1084 ؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 411.</ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == |