انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشهيد الثاني»

ط
إصلاح الترقيم
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
imported>Nabavi
ط (إصلاح الترقيم)
سطر ٨٠: سطر ٨٠:
'''الشهيد الثاني''' هو '''زين الدين بن نورالدين العاملي''' ، من أحفاد [[العلامة الحلي]] ومن أبرز علماء و[[الفقيه|فقهاء]] [[الإمامية]] في القرن العاشر [[الهجرة|الهجري]]. ويعدّ من أساطين الفقاهة و[[الاجتهاد]]، وله مصنفات كثيرة أشهرها [[شرح اللمعة الدمشقية|''شرح اللمعة الدمشقية'']] في الفقه الإسلامي.  
'''الشهيد الثاني''' هو '''زين الدين بن نورالدين العاملي''' ، من أحفاد [[العلامة الحلي]] ومن أبرز علماء و[[الفقيه|فقهاء]] [[الإمامية]] في القرن العاشر [[الهجرة|الهجري]]. ويعدّ من أساطين الفقاهة و[[الاجتهاد]]، وله مصنفات كثيرة أشهرها [[شرح اللمعة الدمشقية|''شرح اللمعة الدمشقية'']] في الفقه الإسلامي.  


ذاع صيت الشهيد الثاني في الأوساط العلمية بعد استقراره في بعلبك وتصدّيه لإدارة المدرسة البعلبكية حيث شدّ الرحال إليه الكثير من الفضلاء والعلماء، وأخيرا استشهد [[سنة 965 للهجرة]] في بلاد الروم.
ذاع صيت الشهيد الثاني في الأوساط العلمية بعد استقراره في بعلبك وتصدّيه لإدارة [[المدرسة البعلبكية]] حيث شدّ الرحال إليه الكثير من الفضلاء والعلماء، وأخيرا استشهد [[سنة 965 للهجرة]] في بلاد الروم.


==ولادته ونسبه==
==ولادته ونسبه==
سطر ٨٩: سطر ٨٩:
* والده الشيخ نور الدين علي الذي يعد من أكابر عصره.
* والده الشيخ نور الدين علي الذي يعد من أكابر عصره.


* ولده الشيخ أبو منصور جمال الدين حسن المعروف ب[[صاحب المعالم]].
* ولده الشيخ أبو منصور جمال الدين حسن المعروف بـ[[صاحب المعالم]].


* سبطه السيد محمد علي العاملي المعروف ب[[صاحب المدارك]].
* سبطه السيد محمد علي العاملي المعروف بـ[[صاحب المدارك]].


* أحفاده الشيخ علي والشيخ زين الدين أبناء الشيخ حسن صاحب المعالم.<ref>أعيان الشيعة، ج 7، ص 144.</ref>
* أحفاده الشيخ علي والشيخ زين الدين أبناء الشيخ حسن صاحب المعالم.<ref>أعيان الشيعة، ج 7، ص 144.</ref>
{{Div col end}}
{{Div col end}}
وتعود اليه – من جهة الأم- [[عائلة آل الصدر]] ك[[السيد حسن الصدر]] صاحب كتاب [[تأسيس الشيعة|''تأسيس الشيعة'']] لعلوم الاسلام، و[[الإمام السيد موسى الصدر]]، والإمام الشهيد [[السيد محمد باقر الصدر]] وأخته العلوية [[بنت الهدى الصدر]].<ref>مفاخر اسلام، ج 4، ص 484.</ref>
وتعود اليه – من جهة الأم- [[عائلة آل الصدر]] ك[[السيد حسن الصدر]] صاحب كتاب [[تأسيس الشيعة|''تأسيس الشيعة'']] لعلوم الاسلام، و[[الإمام السيد موسى الصدر]]، والإمام الشهيد [[السيد محمد باقر الصدر]].<ref>مفاخر اسلام، ج 4، ص 484.</ref>


==أحواله في طلب العلم‏==
==أحواله في طلب العلم‏==
اشتغل بالدراسة بعد أن ختم [[القرآن الكريم|كتاب الله العزيز]] وسنّه إذ ذاك تسع سنين، مشتغلا بقراءة الفنون العربية والفقه على والده علي بن أحمد العاملي إلى أن توفي سنة 925 هـ ، وكان من جملة ما قرأه عليه [[المختصر النافع|''المختصر النافع'']] [[المحقق الحلي|للمحقق الحلي]] و[[اللمعة الدمشقية]] [[الشهيد الأول|للشهيد الأول]]، وغير ذلك من الكتب.
اشتغل بالدراسة بعد أن ختم [[القرآن الكريم|كتاب الله العزيز]] وسنّه إذ ذاك تسع سنين، مشتغلا بقراءة الفنون العربية والفقه على والده علي بن أحمد العاملي إلى أن توفي سنة 925 هـ، وكان من جملة ما قرأه عليه [[المختصر النافع|''المختصر النافع'']] [[المحقق الحلي|للمحقق الحلي]] و[[اللمعة الدمشقية]] [[الشهيد الأول|للشهيد الأول]]، وغير ذلك من الكتب.


وفي السنة التي توفي فيها والده (سنة 925هـ ) هاجر في طلب العلم إلى قرية ميس مشتغلا في طلب العلم على زوج خالته الشيخ الجليل [[علي بن عبد العالي الميسي]] إلى أواخر سنة 933هـ وكان من جملة ما قرأه عليه مجموعة من المتون الفقهية كشرائع الإسلام وإرشاد الأذهان وأكثر قواعد الأحكام للعلامة الحلي.
وفي السنة التي توفي فيها والده (925 هـ )، هاجر في طلب العلم إلى قرية ميس مشتغلا في طلب العلم على زوج خالته الشيخ الجليل [[علي بن عبد العالي الميسي]] إلى أواخر سنة 933 هـ وكان من جملة ما قرأه عليه مجموعة من المتون الفقهية كـ[[شرائع الإسلام]] وإرشاد الأذهان وأكثر قواعد الأحكام للعلامة الحلي.


===أسفاره ورحلاته===
===أسفاره ورحلاته===
عرف عن الشهيد ولعه بطلب العلم والانتهال من نمير علماء الأمصار والمناطق التي يسافر إليها منذ صباه حيث كان العلم ضالته التي يشدّ الرحال إليها أينما وجدها، حيث ارتحل من ميس إلى كرك [[النبي نوح عليه السلام|نوح]] (ع) وقرأ فيها على السيد حسن ابن [[السيد جعفر الكركي]] (صاحب كتاب ''المحجة البيضاء'') وبعد ثلاث سنين قضاها في جُبَع توجه صوب [[دمشق]] مشتغلا بطلب العلم على يد الشيخ الفاضل المحقق الفيلسوف شمس الدين محمد بن مكي فقرأ عليه مجموعة من كتب الطب والهيئة وبعض حكمة الإشراق للسهروردي.
عرف عن الشهيد ولعه بطلب العلم والانتهال من نمير علماء الأمصار والمناطق التي يسافر إليها منذ صباه حيث كان العلم ضالته التي يشدّ الرحال إليها أينما وجدها، حيث ارتحل من ميس إلى كرك [[النبي نوح عليه السلام|نوح]] (ع) وقرأ فيها على السيد حسن ابن [[السيد جعفر الكركي]] (صاحب كتاب ''المحجة البيضاء'') وبعد ثلاث سنين قضاها في جُبَع توجه صوب [[دمشق]] مشتغلا بطلب العلم على يد الشيخ الفاضل المحقق الفيلسوف شمس الدين محمد بن مكي فقرأ عليه مجموعة من كتب الطب والهيئة وبعض حكمة الإشراق لـ[[السهروردي|لسهروردي]].


وقرأ في تلك المدة بدمشق على المرحوم الشيخ أحمد بن جابر، الشاطبية َفي علم القراءة. وفي دمشق تتلمذ على الشيخ شمس الدين بن طولون الدمشقي الحنفي وقرأ عليه جملة من صحيحي [[صحيح البخاري|البخاري]] و[[صحيح مسلم|مسلم]]. في سنة 943هـ وفي نسخة 942 هـ  توّجه صوب مصر مشتغلا بها على ستة عشر شيخاً من شيوخها فقرأ عليهم العلوم العقلية والعربية (المعاني، البيان، العروض) و[[تفسير القرآن|التفسير]] وغير ذلك من العلوم. وفي سنة 944 ق توجه نحو الديار المقدسة لأداء فريضة [[الحج]]، وفي سنة 946 هـ  سافر إلى [[العراق]] لزيارة [[الأئمة الأطهار (ع)|الأئمة الأطهار]] (ع). وتخلل تلك الأسفار العودة بين الفينة والأخرى إلى موطنه جُبَع. وفي سنة 948 هـ  توجّه لزيارة [[بيت المقدس‏]] واجتمع في تلك الرحلة بالشيخ شمس الدين بن أبي اللطف المقدسي وقرأ عليه بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم وأجازه إجازة عامة ثم رجع إلى وطنه جُبع. وفي سنة 949 هـ  قرر السفر إلى القسطنطينية واصفا ذلك بقوله:
وقرأ في تلك المدة بدمشق على المرحوم الشيخ أحمد بن جابر، الشاطبية َفي علم القراءة. وفي دمشق تتلمذ على الشيخ شمس الدين بن طولون الدمشقي الحنفي وقرأ عليه جملة من صحيحي [[صحيح البخاري|البخاري]] و[[صحيح مسلم|مسلم]]. في سنة 943 هـ وفي نسخة 942 هـ  توّجه صوب مصر مشتغلا بها على ستة عشر شيخاً من شيوخها فقرأ عليهم العلوم العقلية والعربية (المعاني، البيان، العروض) و[[تفسير القرآن|التفسير]] وغير ذلك من العلوم. وفي سنة 944 هـ توجه نحو الديار المقدسة لأداء فريضة [[الحج]]، وفي سنة 946 هـ  سافر إلى [[العراق]] لزيارة [[الأئمة الأطهار (ع)|الأئمة الأطهار]] (ع). وتخلل تلك الأسفار العودة بين الفينة والأخرى إلى موطنه جُبَع. وفي سنة 948 هـ  توجّه لزيارة [[بيت المقدس‏]] واجتمع في تلك الرحلة بالشيخ شمس الدين بن أبي اللطف المقدسي وقرأ عليه بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم وأجازه إجازة عامة ثم رجع إلى وطنه جُبع. وفي سنة 949 هـ  قرر السفر إلى القسطنطينية واصفا ذلك بقوله:


:: «ثم برزت لي الأوامر الإلهية والإشارات الربانية (يشير إلى [[الاستخارة]]) بالسفر إلى جهة الروم والاجتماع بمن فيها من أهل الفضائل والعلوم»
:: «ثم برزت لي الأوامر الإلهية والإشارات الربانية (يشير إلى [[الاستخارة]]) بالسفر إلى جهة الروم والاجتماع بمن فيها من أهل الفضائل والعلوم»


وكان وصوله إلى مدينة القسطنطينية سنة 952هـ  . كتب في الأيام الأولى من وصوله رسالة جيدة تشتمل على عشرة مباحث جليلة كل بحث في فن من الفنون العقلية والفقهية والتفسير وغيرها وأوصلها إلى قاضي العسكر وهو محمد بن قطب الدين بن محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي وهو رجل فاضل أديب عاقل لبيب من أحسن الناس خلقا وتهذيبا وأدبا فوقعت منه موقعا حسنا وحصل له بسبب ذلك منه حظّ عظيم وأكثر من تعريفه والثناء عليه للأفاضل وفي اليوم الثاني عشر من اجتماعه به أرسل إليه الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره وأكّد في كون ذلك في الشام أو حلب فاقتضى الحال أن اختار منه المدرسة النورية ب[[بعلبك]]. ثمّ شدّ الرحال لزيارة الأئمة الأطهار (ع) ومن هناك رجع إلى موطنه جُبَع ملقيا فيها رحله ومشتغلا بالتدريس والتأليف حتى شهادته.<ref>أعيان الشيعة، ج 7، ص 147 - 152.</ref>
وكان وصوله إلى مدينة القسطنطينية سنة 952 هـ. كتب في الأيام الأولى من وصوله رسالة جيدة تشتمل على عشرة مباحث جليلة كل بحث في فن من الفنون العقلية والفقهية والتفسير وغيرها وأوصلها إلى قاضي العسكر وهو محمد بن قطب الدين بن محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي وهو رجل فاضل أديب عاقل لبيب من أحسن الناس خلقا وتهذيبا وأدبا فوقعت منه موقعا حسنا وحصل له بسبب ذلك منه حظّ عظيم وأكثر من تعريفه والثناء عليه للأفاضل وفي اليوم الثاني عشر من اجتماعه به أرسل إليه الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره وأكّد في كون ذلك في الشام أو حلب فاقتضى الحال أن اختار منه المدرسة النورية بـ[[بعلبك]]. ثمّ شدّ الرحال لزيارة الأئمة الأطهار (ع) ومن هناك رجع إلى موطنه جُبَع ملقيا فيها رحله ومشتغلا بالتدريس والتأليف حتى شهادته.<ref>أعيان الشيعة، ج 7، ص 147 - 152.</ref>


==مرجعيته==
==مرجعيته==
ذاع صيت الشهيد الثاني في الأوساط العلمية بعد استقراره في بعلبك وتصدّيه لإدارة المدرسة البعلبكية حيث شدّ الرحال صوب درسه الكثير من الفضلاء والعلماء لينهلوا من نمير علمه وكرم خلقه، خاصّة وأنّ الشهيد عرف بتبحّره في الدروس المقارنة على المذاهب الخمسة [[الجعفري]]، [[الحنفي]]، [[الشافعي]]، [[المالكي]] [[الحنبلي]]، فكان يدّرس الفقه والعقائد المقارنة على جميع المذاهب الخمسة.
بعد استقراره في بعلبك وتصدّيه لإدارة المدرسة البعلبكية ذاع صيت الشهيد الثاني في الأوساط العلمية، حيث شدّ الرحال صوب درسه الكثير من الفضلاء والعلماء لينهلوا من نمير علمه وكرم خلقه، خاصّة وأنّ الشهيد عرف بتبحّره في الدروس المقارنة على المذاهب الخمسة [[الجعفري]]، [[الحنفي]]، [[الشافعي]]، [[المالكي]] [[الحنبلي]]، فكان يدّرس الفقه والعقائد المقارنة على جميع المذاهب الخمسة.


==أقوال العلماء في حقه‏==
==أقوال العلماء في حقه‏==
سطر ٢٢٤: سطر ٢٢٤:


==شهادته==
==شهادته==
كان السبب في قتله أنّه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الأخر فغضب المحكوم عليه وذهب إلى قاضي صيدا وكتب القاضي إلى سلطان الروم أنّه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ وقال: «له ائتني به حيا حتى أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثوا معه ويطلعوا على مذهبه ويخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكة»، فقال له: «تكون معي حتى نحج بيت الله ثم افعل ما تريد. فلما فرغ من الحج سافر معه إلى بلاد الروم فقتله ذلك الرجل في مكان على ساحل البحر وأخذ الرجل رأسه إلى السلطان وألقى جسده في البحر فأنكر عليه وقال أمرتك أن تاتيني به حيّاً فقتلته».<ref>أمل الآمل، ج 1، ص 90 و 91.</ref> وذلك سنة 955 هـ  وذهب السيد الأمين في اعيان الشيعة الى القول بأن شهادته كانت سنة 965 هـ.<ref>أعيان الشيعة، ج ۷، ص ۱۴۳.</ref>
كان السبب في قتله أنّه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الأخر فغضب المحكوم عليه وذهب إلى قاضي صيدا وكتب القاضي إلى سلطان الروم أنّه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ وقال له: «ائتني به حيا حتى أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثوا معه ويطلعوا على مذهبه ويخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكة»، فقال له: «تكون معي حتى نحج بيت الله ثم افعل ما تريد. فلما فرغ من الحج سافر معه إلى بلاد الروم فقتله ذلك الرجل في مكان على ساحل البحر وأخذ الرجل رأسه إلى السلطان وألقى جسده في البحر فأنكر عليه وقال أمرتك أن تاتيني به حيّاً فقتلته».<ref>أمل الآمل، ج 1، ص 90 و 91.</ref> وذلك سنة 955 هـ  وذهب السيد الأمين في أعيان الشيعة الى القول بأن شهادته كانت سنة 965 هـ.<ref>أعيان الشيعة، ج ص 143.</ref>


==وصلات خارجية==
==وصلات خارجية==
مستخدم مجهول