انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السمعة»

أُزيل ١٤ بايت ،  ١٨ مايو ٢٠٢٣
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad
imported>Foad
طلا ملخص تعديل
سطر ٣: سطر ٣:


==المفهوم==
==المفهوم==
السُمْعَة هي بمعنى إيصال خبر عمل الخير إلى أسماع الآخرين، وهو يُحسب أيضاً من [[الرياء]] بالمعنى العام.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 8، ص 162؛ الفراهيدي، العين، ج 1، ص 349.</ref>
السُمْعَة هي بمعنى إيصال خبر عمل الخير إلى أسماع الآخرين، وهو يُحسب أيضاً من [[الرياء]] بالمعنى العام.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج8، ص162؛ الفراهيدي، العين، ج1، ص349.</ref>
===الفرق بين الرّياء والسّمعة===
===الفرق بين الرّياء والسّمعة===
الرياء ما أخذ من كلمة الرؤية، والسمعة من كلمة السماع والإسماع، وعليه فالرّياء هو فعل الخير أمام مرأى و مسمع من النّاس، لكسب الوجاهة لديهم، وليشار إليه بالبنان من موقع المدح والثّناء، وأمّا السّمعة فهي أداء أفعال الخير بعيداً عن أنظار النّاس، ولكن لِيُفهمَهم لاحقاً أنّه هو الذي فعل هذه الامور، ليكتسب بذلك وجاهةً لديهم، وكلاهما فاسدان؛ لأن دافعهما غير إلهي، فهما بعبارة أخرى فاقدان ل[[قصد القربة]] ويؤديان إلى بطلان العمل.<ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 1، ص 253.</ref>
الرياء ما أخذ من كلمة الرؤية، والسمعة من كلمة السماع والإسماع، وعليه فالرّياء هو فعل الخير أمام مرأى و مسمع من النّاس، لكسب الوجاهة لديهم، وليشار إليه بالبنان من موقع المدح والثّناء، وأمّا السّمعة فهي أداء أفعال الخير بعيداً عن أنظار النّاس، ولكن لِيُفهمَهم لاحقاً أنّه هو الذي فعل هذه الامور، ليكتسب بذلك وجاهةً لديهم، وكلاهما فاسدان؛ لأن دافعهما غير إلهي، فهما بعبارة أخرى فاقدان ل[[قصد القربة]] ويؤديان إلى بطلان العمل.<ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج1، ص253.</ref>


وقد أكد [[مكارم الشيرازي]] في كتاب [[الأخلاق في القرآن (كتاب)|الأخلاق في القرآن]] على هذه النكتة وهي: إذا فسّرنا السمعة بأنّها أداء الفعل بقصد القُربّة، ولكن إذا علم النّاس فيما بعد ومدحوه وأثنوا عليه، وفرح بذلك، فهذه الحالة لا توجب بُطلان العمل، وكذلك  يُمكن أن يتحرك الإنسان في سلوكيّاته وأعماله، بقصد القُربة، ولكنّه يرويها للناس بعد ذلك‌ ليحتل مكانةً بينهم، «وهذا العمل يُسمى بالرّياء اللّاحق»، فهذا السّلوك أيضاً لا يُبطل العمل، لكنّه يُقِّلل من قيمته إلى أدنى حدّ، وخصوصاً من النّاحية [[الأخلاق|الأخلاقيّة]].<ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 1، ص 253.</ref>
وقد أكد [[مكارم الشيرازي]] في كتاب [[الأخلاق في القرآن (كتاب)|الأخلاق في القرآن]] على هذه النكتة وهي: إذا فسّرنا السمعة بأنّها أداء الفعل بقصد القُربّة، ولكن إذا علم النّاس فيما بعد ومدحوه وأثنوا عليه، وفرح بذلك، فهذه الحالة لا توجب بُطلان العمل، وكذلك  يُمكن أن يتحرك الإنسان في سلوكيّاته وأعماله، بقصد القُربة، ولكنّه يرويها للناس بعد ذلك‌ ليحتل مكانةً بينهم، «وهذا العمل يُسمى بالرّياء اللّاحق»، فهذا السّلوك أيضاً لا يُبطل العمل، لكنّه يُقِّلل من قيمته إلى أدنى حدّ، وخصوصاً من النّاحية [[الأخلاق|الأخلاقيّة]].<ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج1، ص253.</ref>


==قباحة السمعة==
==قباحة السمعة==
وذكر [[أئمة الشيعة]] السمعة على أنها أحد الرذائل الأخلاقية، وتلحق الضرر ب[[العبادات]]، وحسب [[الفتوى|فتوى]] [[فقهاء الشيعة]] إنَّ السمعة تُبطل العمل؛ لأنها تتعارض مع قصد القربة.<ref>الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقى، ج 1، ص 411.</ref>
وذكر [[أئمة الشيعة]] السمعة على أنها أحد الرذائل الأخلاقية، وتلحق الضرر ب[[العبادات]]، وحسب [[الفتوى|فتوى]] [[فقهاء الشيعة]] إنَّ السمعة تُبطل العمل؛ لأنها تتعارض مع قصد القربة.<ref>الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقى، ج1، ص411.</ref>


وجاء في حديث عن [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}: (من قرأ [[القرآن]] يُريد به السمعة وطلب الدنيا، لقى الله [[يوم القيامة]] ووجهة مظلم ليس عليه لحم، وزجه القرآن في قفاه حتى يدخله [[النار]]).<ref>الصدوق، ثواب الأعمال، ص 286.</ref> وورد عن [[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}}: (من تعلم القرآن يُريد به رياء وسمعة... لم يكن في النار أشد [[العذاب|عذاباً]] منه).<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 6، ص 184.</ref>   
وجاء في حديث عن [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}: (من قرأ [[القرآن]] يُريد به السمعة وطلب الدنيا، لقى الله [[يوم القيامة]] ووجهة مظلم ليس عليه لحم، وزجه القرآن في قفاه حتى يدخله [[النار]]).<ref>الصدوق، ثواب الأعمال، ص 286.</ref> وورد عن [[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}}: (من تعلم القرآن يُريد به رياء وسمعة... لم يكن في النار أشد [[العذاب|عذاباً]] منه).<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج6، ص184.</ref>   


وجاء في دعاء [[الإمام الرضا]]{{اختصار/ع}} في الدعاء بزمن [[غيبة الإمام المهدي (عج)]]: (اللهم واجعل ذلك لنا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى لا تعتمد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك).<ref>القمي، مفاتيح الجنان، ص 895.</ref>  
وجاء في دعاء [[الإمام الرضا]]{{اختصار/ع}} في الدعاء بزمن [[غيبة الإمام المهدي (عج)]]: (اللهم واجعل ذلك لنا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى لا تعتمد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك).<ref>القمي، مفاتيح الجنان، ص895.</ref>  


وورد عن [[الإمام السجاد]]{{اختصار/ع}} [[الدعاء الرابع والأربعون من الصحيفة السجادية|في دعائه إذا دخل شهر رمضان]]: (ثم خلص ذلك كله من رئاء المرائين وسمعة المُسمعين، لا نشرك فيه أحداً دونك، ولا نبتغي فيه مُرادا سواك).<ref>الصحيفة السجادية، الدعاء 44.</ref>
وورد عن [[الإمام السجاد]]{{اختصار/ع}} [[الدعاء الرابع والأربعون من الصحيفة السجادية|في دعائه إذا دخل شهر رمضان]]: (ثم خلص ذلك كله من رئاء المرائين وسمعة المُسمعين، لا نشرك فيه أحداً دونك، ولا نبتغي فيه مُرادا سواك).<ref>الصحيفة السجادية، الدعاء 44.</ref>


وفي [[الحديث|حديث]] عن [[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}}: (من زار [[الإمام الحسين (ع)]] بغير رياء ولا سمعة، أزيلت عنه [[الذنوب]]، كما يُزال الوسخ من الثوب بالماء، فلا يبقى عليه دنس).<ref>ابن قولويه القمي، كامل الزيارات، ص 144.</ref>
وفي [[الحديث|حديث]] عن [[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}}: (من زار [[الإمام الحسين (ع)]] بغير رياء ولا سمعة، أزيلت عنه [[الذنوب]]، كما يُزال الوسخ من الثوب بالماء، فلا يبقى عليه دنس).<ref>ابن قولويه القمي، كامل الزيارات، ص144.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول