مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ذبح إسماعيل»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣: | سطر ٣: | ||
'''ذبح إسماعيل'''، هو أمرٌ وامتحانٌ من قبل [[الله تعالى]] جاء في المنام [[النبي إبراهيم (ع)|لإبراهيم]] {{ع}} بأن يذبح ابنه [[إسماعيل النبي (ع)|إسماعيل]]، وقد قبِل إبراهيم وابنه أمر الله تعالى، لكن حال [[جبرائيل]] دون قطع السكين لرقبته، وقد ذُبح بدلاً عن إسماعيل كبشٌ. | '''ذبح إسماعيل'''، هو أمرٌ وامتحانٌ من قبل [[الله تعالى]] جاء في المنام [[النبي إبراهيم (ع)|لإبراهيم]] {{ع}} بأن يذبح ابنه [[إسماعيل النبي (ع)|إسماعيل]]، وقد قبِل إبراهيم وابنه أمر الله تعالى، لكن حال [[جبرائيل]] دون قطع السكين لرقبته، وقد ذُبح بدلاً عن إسماعيل كبشٌ. | ||
سنّة [[الأضحية]] في [[عيد الأضحى|عيد الاضحى]] هو تخليداً لهذا الحدث. وبناءً على بعض [[الحديث|الروايات]] أن [[رمي الجمرات]] من قبل [[النبي إبراهيم (ع)|النبي إبراهيم]] {{ع}} قد وقع في حدث ذبح النبي إسماعيل. يطلقون [[الشيعة]] بناءً على [[الحديث|الروايات]] وسياق [[الآيات]] على النبي إسماعيل بـ[[ذبيح الله]]، لكن [[اليهود]] سموا [[النبي إسحاق (ع)|إسحاق]] ذبيح الله، وهناك خلاف بين [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] في هذا الأمر. | |||
==منام النبي إبراهيم== | ==منام النبي إبراهيم== | ||
{{مفصلة| النبي إبراهيم عليه السلام}} | {{مفصلة| النبي إبراهيم عليه السلام}} | ||
استناداً إلى صريح [[القرآن الكريم|القرآن]] قد جاء أمر [[الله تعالى]] لنبيه [[النبي إبراهيم (ع)|إبراهيم]] {{ع}} أن يذبح ابنه: {{قرآن|يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}}.<ref>سورة الصافات: 102.</ref> وبناءً على بعض [[الروايات]] أن هذا المنام قد تكرّر ثلاث مرات،<ref>القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج 16، ص 101.</ref> لكن يعتقد المفسرون أنه لا يبعُد أن هناك ترديد قد وقع عند النبي ابراهيم {{ع}} بعد هذا المنام، وأن الله أزال هذا التردد بوحيه الصريح.<ref> الفخر الرازي، مفاتیح الغیب، ج 26، ص 346.</ref> | استناداً إلى صريح [[القرآن الكريم|القرآن]] قد جاء أمر [[الله تعالى]] لنبيه [[النبي إبراهيم (ع)|إبراهيم]] {{ع}} أن يذبح ابنه: {{قرآن|يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}}.<ref>سورة الصافات: 102.</ref> وبناءً على بعض [[الروايات]] أن هذا المنام قد تكرّر ثلاث مرات،<ref>القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج 16، ص 101.</ref> لكن يعتقد [[المفسرون]] أنه لا يبعُد أن هناك ترديد قد وقع عند النبي ابراهيم {{ع}} بعد هذا المنام، وأن الله أزال هذا التردد بوحيه الصريح.<ref> الفخر الرازي، مفاتیح الغیب، ج 26، ص 346.</ref> | ||
==ذبح الابن== | ==ذبح الابن== | ||
أخبر النبي إبراهيم ابنه إسماعيل بقصة منامه والأمر الإلهي وطلب رأيه بذلك، كما ورد في صريح القرآن هذه المحاورة بينهما: {{قرآن|قَالَ يَٰبُنَىَّ إِنِّىٓ أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنِّىٓ أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ}}.<ref>سورة الصافات: 102.</ref> | أخبر النبي إبراهيم ابنه إسماعيل بقصة منامه والأمر الإلهي وطلب رأيه بذلك، كما ورد في صريح [[القرآن]] هذه المحاورة بينهما: {{قرآن|قَالَ يَٰبُنَىَّ إِنِّىٓ أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنِّىٓ أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ}}.<ref>سورة الصافات: 102.</ref> | ||
بعد التصميم على القيام | بعد التصميم على القيام بالأمر الإلهي قال [[اسماعيل(ع)|اسماعيل]] لأبيه: '''فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى الذَّبْحِ قَالَ يَا أَبَتِ خَمِّرْ وَجْهِي وَ شُدَّ وَثَاقِي قَالَ يَا بُنَيَّ الْوَثَاقُ مَعَ الذَّبْحِ وَ اللهِ لَا أَجْمَعُهُمَا عَلَيْكَ'''.<ref>الکلیني، الکافي، ج 4، ص 208.</ref> عندما وقع جبين إسماعيل على التراب وضع إبراهيم السكين عل رقبة ابنه، ورفع رأسه إلى السماء وسلَّ السكين، {{قرآن|فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}}<ref>سورة الصافات: 103</ref> منع [[جبرائيل]] ذلك،<ref>الکلیني، الکافي، ج 4، ص 208.</ref> وقد تكرّر هذا الأمر حتى نزل [[الوحي]]: {{قرآن|أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}}<ref>سورة الصافات: 105</ref>. ثم أنزل [[الله جل جلاله|الله]] كبشاً بدلاً عن النبي إسماعيل.<ref>الکلیني، الکافي، ج 4، ص 208.</ref> والقرآن عبر عن هذا الامتحان {{قرآن|إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبینُ}}،<ref>سورة الصافات: 106.</ref> وبناء على بعض الروايات أن [[الشيطان]] سعى سعياً بليغاً على أن يحول دون هذا الأمر الإلهي وقام بمساعي كثيرة لإضلال النبي إبراهيم وزوجته وابنه ليجعلهم ينحرفون عن هذا الأمر، لكنه لم يتمكن من ذلك.<ref>ابن أبي حاتم، تفسیر القرآن العظیم،ج 10، ص 3222.</ref> | ||
===حوار بين النبي ابراهيم وشيخ عجوز=== | ===حوار بين النبي ابراهيم وشيخ عجوز=== | ||
بحسب بعض المصادر الشيعية نُقل حوار بين [[النبي إبراهيم(ع)|النبي إبراهيم]] ورجل عجوز، فقال الشيخ العجوز لإبراهيم {{ع}}: | بحسب بعض المصادر الشيعية نُقل حوار بين [[النبي إبراهيم(ع)|النبي إبراهيم]] ورجل عجوز، فقال الشيخ العجوز لإبراهيم {{ع}}: | ||
:ماذا تريد من ابنك هذا؟ | |||
:قال ابراهيم: أريد أن أذبحه | |||
:قال العجوز: سبحان الله أنت تريد أن تقتله وهو لم يعص الله بمقدار طرفة عين | |||
:قال له إبراهيم: الله أمرني بذبحه | |||
:قال العجوز: كلا أن الله نهاك عن هذا الأمر، لكن الشيطان جاءك في المنام وأمرك به | |||
:قال إبراهيم: ويلك هذا أمر الله وأقسمُ بالله أن لا أتكلم معك | |||
:قال العجوز: يا بارإبراهيم أنك قائد يقتدي بك الآخرون، فإن ذبحت ابنك فسيذبح الناس أبنائهم | |||
:لم يتكلم إبراهيم بعد ذلك بعده.<ref>الکلیني، الکافي، ج 4، ص 208.</ref> | |||
==ذبح إسماعيل أم إسحاق؟== | |||
{{مفصلة|ذبيح الله}} | |||
أشار [[القرآن الكريم|القرآن]] إلى ابن إبراهيم وحده: {{قرآن|يَٰبُنَىَّ}}،<ref>سورة الصافات: 102.</ref> لكن لم يذكر اسمه؛ لذلك حصل اختلاف في اسم ابنه هل هو إسماعيل أم اسحاق، أما [[الشيعة]] فتعتقد أنه إسماعيل،<ref>المازندراني، شرح فروع الکافي، ج 4، ص 402.</ref> وإثبات هذه الدعوى أن [[الآية]] 112 من [[سورة الصافات]] التي بشّرت بولادة إسحاق بعد ولادة إسماعيل، فكانت حادثة الذبح في الآيات 110 -107، إضافة إلى أنّ الآية بشّرت بنبوة إسحاق، مما يعني إنّه لابدّ أن يبقى حياً ليعمل بوظائف النبوة، وهذا لا يتلائم مع الأمر بالذبح.<ref>مکارم الشیرازي، تفسیر الأمثل، ج 19، ص 129.</ref> وكذلك هناك [[روايات]] نُقلت عن [[الأئمة المعصومين]] {{هم}} أن إسماعيل هو ذبيح الله.<ref> القمي، تفسیر القمي، ج 2، ص 226 ؛ الشیخ الصدوق، عیون أخبار الرضا علیه السلام، ج 1، ص 210.</ref> | |||
وأما [[أهل السنة والجماعة]] فقد اختلفوا فيما بينهم بمَن هو ذبيح الله،<ref>القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج 16، ص 100.</ref> فبعضهم ذهب إلى أن ذبيح الله هو لقبٌ لإسحاق،<ref>القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج 16، ص 100.</ref> حيث إن بعض الكتّاب من [[الشيعة]] اعتبروا أن [[الروايات]] التي استند إليها [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]] هي من [[الإسرائيليات]]، وأن هذه الروايات هي مفتعلة من [[اليهود]].<ref>مکارم الشیرازي، تفسیر الأمثل، ج 19، ص 120.</ref> وذهب البعض الآخر إلى أنه إسماعيل.<ref>القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج 16، ص 100.</ref> [[الفخر الرازي]] وابن عاشور يحتملان أن ذبيح الله هو [[النبي إسماعيل (ع)|إسماعيل]].<ref> الفخر الرازي، مفاتیح الغیب، ج 26، ص 351 ؛ ابن عاشور، التحریر والتنویر، ج 23، ص 69 - 70.</ref> | |||
وأما [[أهل السنة والجماعة]] فقد اختلفوا فيما بينهم بمَن هو ذبيح الله،<ref>القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج 16، ص 100.</ref> فبعضهم ذهب إلى أن ذبيح الله هو لقبٌ لإسحاق،<ref>القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج 16، ص 100.</ref> حيث إن بعض الكتّاب من [[الشيعة]] اعتبروا أن [[الروايات]] التي استند إليها [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]] هي من | |||
==عيد الأضحى ورمي الجمرات== | ==عيد الأضحى ورمي الجمرات== | ||
{{مفصلة|عيد الأضحى}} | {{مفصلة|عيد الأضحى}} | ||
عيد الأضحى هو من الأعياد الكبيرة عند [[المسلمين]]، تعتبر | عيد الأضحى هو من الأعياد الكبيرة عند [[المسلمين]]، تعتبر سنّة الأضحية في عيد الأضحى، تخليداً لذبح اسماعيل{{ع}}،<ref>الطهراني، البلاغ في تفسیر القرآن بالقرآن، ص 450 ؛ سید قطب، في ظلال القرآن، ج 5، ص 299.</ref> وبناءً على بعض [[الروايات]] أن جميع الحيوانات تذبح في [[منى]] فداءً لإسماعيل.<ref>الصدوق، عیون أخبار الرضا علیه السلام، ج 1، ص 211.</ref> وهناك بعض الروايات نقلت بخصوص [[رمي الجمرات]] أن [[النبي إبراهيم]] {{ع}} قد رمى [[الشيطان]] بالجمرات في حادثة الذبح.<ref>الکاشاني، تفسیر منهج الصادقین، ج 8، ص 50.</ref> | ||
==ذبح الابن في التوراة== | ==ذبح الابن في التوراة== | ||
{{مفصلة| التوراة}} | {{مفصلة| التوراة}} | ||
نُقل في التوراة قصة ذبح الابن، وهي: بعد هذه الواقعة التي اختبر بها [[الله]] أوراهام (إبراهيم)، قال له: الآن خذ ابنك الوحيد الذي تحبه [[النبي إسحاق (ع)|إسحاق]] إلى منطقة موريا، وهناك عند جبلٍ سأقول لك ما هو، وتضحي بحرقه.<ref>الکتاب المقدس، سِفر التكوين، 22: 1- 2.</ref> وعندما اتخذ [[النبي إبراهيم]] القرار في التضحية بابنه سلّ السكين ليقطع رأسه، فجاءت [[الملائكة]] من الله ونادته بأن لا | نُقل في التوراة قصة ذبح الابن، وهي: بعد هذه الواقعة التي اختبر بها [[الله]] أوراهام ([[النبي إبراهيم (ع)|إبراهيم]])، قال له: الآن خذ ابنك الوحيد الذي تحبه [[النبي إسحاق (ع)|إسحاق]] إلى منطقة موريا، وهناك عند جبلٍ سأقول لك ما هو، وتضحي بحرقه.<ref>الکتاب المقدس، سِفر التكوين، 22: 1- 2.</ref> وعندما اتخذ [[النبي إبراهيم]] القرار في التضحية بابنه سلّ السكين ليقطع رأسه، فجاءت [[الملائكة]] من الله ونادته بأن لا تمدّ يدك لهذا الشاب واتركه، أننا عرفنا أنك تخاف من الله؛ لأنك لم تدّخر جهداً في ذبح ابنك الوحيد لأجلي.<ref>الکتاب المقدس، سِفر التكوين، 22: 10- 12.</ref> وفي النهاية أرسل الله كبشاً فذبح النبي إبراهيم الكبش بدلاً عنه.<ref>الکتاب المقدس، سِفر التكوين، 22: 13.</ref> | ||
كذلك ورد في بعضٍ من أسفارهم أن الذبيح هو الابن الوحيد لإبراهيم في زمن التضحية. ومن ناحية أخرى أن المسلّم به أن إسحاق ولِد بعد إسماعيل. | كذلك ورد في بعضٍ من أسفارهم أن الذبيح هو الابن الوحيد لإبراهيم في زمن التضحية. ومن ناحية أخرى أن المسلّم به أن إسحاق ولِد بعد إسماعيل. فعندما جاء أمر الذبح لم يكن إسحاق ابنه الوحيد فقط.<ref>الکتاب المقدس، سِفر التكوين، 22: 10- 2.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |