مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مريم بنت عمران»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
تحظى مريم بنت عمران بمكانة سامية في الإسلام والمسيحية: | تحظى مريم بنت عمران بمكانة سامية في الإسلام والمسيحية: | ||
===في الإسلام=== | ===في الإسلام=== | ||
ورد في [[القرآن الكريم]] أنّ الله طهّر السيدة مريم واصطفاها على نساء العالمين،<ref> | ورد في [[القرآن الكريم]] أنّ الله طهّر السيدة مريم واصطفاها على نساء العالمين،<ref>سورة آل عمران، الآية 42.</ref> وجعلها مَثَلاً للمؤمنين.<ref>سورة التحريم، الآية 12.</ref> كما يظهر من بعض الآيات القرآنية أنّ [[الملائكة]] تكلمت مع مريم.<ref>سورة آل عمران، الآيات 42 - 45.</ref> | ||
والمرأة الوحيدة التي ورد اسمها في القرآن هي مريم.<ref> | والمرأة الوحيدة التي ورد اسمها في القرآن هي مريم.<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390 هـ، ج19، ص345.</ref> | ||
وقد نسب القرآن تربية مريم إلى الله، حيث يقول: | وقد نسب القرآن تربية مريم إلى الله، حيث يقول: | ||
:::{{قرآن|فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكفَّلَهَا زَكرِيا ۖ كلَّمَا دَخَلَ عَلَيهَا زَكرِيا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يا مَرْيمُ أَنَّيٰ لَك هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ}}<ref> | :::{{قرآن|فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكفَّلَهَا زَكرِيا ۖ كلَّمَا دَخَلَ عَلَيهَا زَكرِيا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يا مَرْيمُ أَنَّيٰ لَك هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ}}<ref>سورة آل عمران، الآية 37</ref> | ||
وبحسب بعض التفاسير كانت الفواكة الصيفية متوفرة عند مريم في الشتاء، وكذلك الفواكة الشتوية في الصيف.<ref> | وبحسب بعض التفاسير كانت الفواكة الصيفية متوفرة عند مريم في الشتاء، وكذلك الفواكة الشتوية في الصيف.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، دارالمعرفة، ج2، ص740؛ العروسي الحويزي، تفسير نور الثقلين، 1415 هـ، ج3، ص323.</ref> | ||
وبحسب رواية عن [[النبي(ص)]] ذكرها مصادر [[الشيعة]] و<nowiki/>[[أهل السنة|السنة]] تعدّ مريم إلى جانب [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|السيدة فاطمة]]{{اختصار/عليها}}، و[[خديجة الكبرى عليها السلام|السيدة خديجة]]{{اختصار/عليها}}، و[[آسية زوجة فرعون|آسية]] زوجة فرعون، أفضل نساء أهل [[الجنة]].<ref>ابن عبدالبر، الاستيعاب، | وبحسب رواية عن [[النبي(ص)]] ذكرها مصادر [[الشيعة]] و<nowiki/>[[أهل السنة|السنة]] تعدّ مريم إلى جانب [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|السيدة فاطمة]]{{اختصار/عليها}}، و[[خديجة الكبرى عليها السلام|السيدة خديجة]]{{اختصار/عليها}}، و[[آسية زوجة فرعون|آسية]] زوجة فرعون، أفضل نساء أهل [[الجنة]].<ref>ابن عبدالبر، الاستيعاب، 1412 هـ، ج4، ص1822؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج8، ص178.</ref> | ||
وذهب [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] إلى [[عصمة]] السيدة مريم، وذلك بالاستناد على الآية 42 من [[سورة آل عمران]].<ref> | وذهب [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] إلى [[عصمة]] السيدة مريم، وذلك بالاستناد على الآية 42 من [[سورة آل عمران]].<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390 هـ، ج3، ص188؛ الآلوسي، روح المعاني، 1415ق، ج2، ص149.</ref> | ||
===في المسيحية=== | ===في المسيحية=== | ||
وللسيدة مريم مكانة خاصة في اللاهوت المسيحي، وأُنشئ لها فرع خاص اسمه ماريولوجيا (Mariology) أو العلوم المريميّة، وهي دراسات لاهوتية حول شخصية السيدة مريم، حيث أصبحت الدراسة حول مريم موضع اهتمام في القرون الوسطى، واعتبروا لها مقاما أدنى من مرتبة الألوهية، وأعلى وأقدس من مرتبة [[الملائكة]].<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.442</ref> | وللسيدة مريم مكانة خاصة في اللاهوت المسيحي، وأُنشئ لها فرع خاص اسمه ماريولوجيا (Mariology) أو العلوم المريميّة، وهي دراسات لاهوتية حول شخصية السيدة مريم، حيث أصبحت الدراسة حول مريم موضع اهتمام في القرون الوسطى، واعتبروا لها مقاما أدنى من مرتبة الألوهية، وأعلى وأقدس من مرتبة [[الملائكة]].<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.442</ref> | ||
وفي بعض المجتمعات التی یقطنها المسيحيون كجزيرة العرب، كان الاعتقاد بالتثليث سائدا، وكانوا يعبدون مريم إلى جانب [[الله]] و<nowiki/>[[النبي عيسى(ع)]]،<ref>مونتگمري وات، | وفي بعض المجتمعات التی یقطنها المسيحيون كجزيرة العرب، كان الاعتقاد بالتثليث سائدا، وكانوا يعبدون مريم إلى جانب [[الله]] و<nowiki/>[[النبي عيسى(ع)]]،<ref>مونتگمري وات، برخورد آراي مسلمانان و مسيحيان، ص39</ref> | ||
وقال بعض الباحثين إنّه وحتى القرن السادس عشر الميلادي كانت بعض المدن الأوروبية مشهورة بعبادة مريم العذراء.<ref>لين، | وقال بعض الباحثين إنّه وحتى القرن السادس عشر الميلادي كانت بعض المدن الأوروبية مشهورة بعبادة مريم العذراء.<ref>لين، تاريخ تفكر مسيحي، ص277 </ref> | ||
وقد عاتب القرآن هذه العقيدة عند بعض المسيحيين، واعتبرها [[الكفر|كفرا]] و<nowiki/>[[الشرك|شركا]].<ref> | وقد عاتب القرآن هذه العقيدة عند بعض المسيحيين، واعتبرها [[الكفر|كفرا]] و<nowiki/>[[الشرك|شركا]].<ref>سورة المائده، الآيات 17 و 72 و 73 و 116؛ سورة النساء، الآية 171.</ref> | ||
كما أن فكرة عصمة السيدة مريم طرحت في القرون الوسطى، حيث أعلنت الكنيسة الكاثوليكية في سنة 1854م أنّ هذه الفكرة من التعاليم القطعية،<ref>K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.442</ref>إلا أنّ الكنيسة الأرثوذكسية أنكرت عصمتها.<ref>مولند، | كما أن فكرة عصمة السيدة مريم طرحت في القرون الوسطى، حيث أعلنت الكنيسة الكاثوليكية في سنة 1854م أنّ هذه الفكرة من التعاليم القطعية،<ref>K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.442</ref>إلا أنّ الكنيسة الأرثوذكسية أنكرت عصمتها.<ref>مولند، جهان مسيحيت، ص53</ref> | ||
==حياتها== | ==حياتها== | ||
قيل أن السيدة مريم ولدت 20 عاما قبل ميلاد المسيح، لكن عن محل ولادتها لم يرد خبر في المصادر المعتبرة.<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.441</ref> | قيل أن السيدة مريم ولدت 20 عاما قبل ميلاد المسيح، لكن عن محل ولادتها لم يرد خبر في المصادر المعتبرة.<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.441</ref> | ||
اسم أبيها بحسب المصادر المسيحية «يواقيم»<ref> The Protevangelium Of James-The gospel Of Pseudo-Matthew</ref> وفي القرآن<ref> | اسم أبيها بحسب المصادر المسيحية «يواقيم»<ref> The Protevangelium Of James-The gospel Of Pseudo-Matthew</ref> وفي القرآن<ref>سورة آل عمران، الآية 35</ref> و الروايات الإسلامية «عمران»، وقد روي عن [[الإمام الباقر(ع)]] أنّ عمران كان من أنبياء [[بني إسرائيل]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج14، ص202</ref> وبحسب بعض المصادر يصل نسبه إلى [[النبي داود(ع)]].<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج2، ص56</ref> توفي عمران قبل ولادة مريم.<ref>المقدسي، البدء و التاريخ، ج3، ص119</ref> وذكرت المصادر الإسلامية أنّ والدة مريم هي حَنَّة بنت فاقود.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387 هـ، ج1، ص585 ؛ابن كثير، البداية و النهاية، دار الفكر، ج2، ص56</ref> | ||
ذُكرت في النصوص المسيحية ألقاب عديدة للسيدة مريم، منها الحواء الجديدة، والعذراء المقدسة، وأمّ الإله، والشفيعة، وأمّ الفيض الإلهي، ومحلّ الحكمة، وصندوق العهد، وسيدة المصائب.<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.444</ref> | ذُكرت في النصوص المسيحية ألقاب عديدة للسيدة مريم، منها الحواء الجديدة، والعذراء المقدسة، وأمّ الإله، والشفيعة، وأمّ الفيض الإلهي، ومحلّ الحكمة، وصندوق العهد، وسيدة المصائب.<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.444</ref> | ||
وفي المصادر الإسلامية لُقّبت مريم بالعذراء، و[[البتول]].<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، | وفي المصادر الإسلامية لُقّبت مريم بالعذراء، و[[البتول]].<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج1، ص337</ref> | ||
===خدمتها في المعبد=== | ===خدمتها في المعبد=== | ||
[[ملف:مجسمه حضرت مریم.jpg|300px|تصغير|تمثال السيدة مريم على قمّة جبل في حريصا على بعد 20 كيلو مترا من شمال [[بيروت]] بجوار الكنائس الأربعة]] | [[ملف:مجسمه حضرت مریم.jpg|300px|تصغير|تمثال السيدة مريم على قمّة جبل في حريصا على بعد 20 كيلو مترا من شمال [[بيروت]] بجوار الكنائس الأربعة]] | ||
ورد في المصادر الإسلامية أنّ حنة والدة مريم كانت عاقرا، ولم تلد حتى ثلاثين سنة،<ref> تاريخ ابن خلدون، ج1، ص159</ref> فدعت إلى الله أن يرزقها ولدا، فاستجيبت دعوتها، وحملت بمريم، فنذرت لله -شكراً على هذه النعمة- أن يكون ولدها خادما لمعبد بيت المقدس. | ورد في المصادر الإسلامية أنّ حنة والدة مريم كانت عاقرا، ولم تلد حتى ثلاثين سنة،<ref>این خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج1، ص159</ref> فدعت إلى الله أن يرزقها ولدا، فاستجيبت دعوتها، وحملت بمريم، فنذرت لله -شكراً على هذه النعمة- أن يكون ولدها خادما لمعبد بيت المقدس. | ||
وقد أشار القرآن الكريم إلى نذر حنّة وقبوله من قبل الله تعالى.<ref>سورة آل عمران، | وقد أشار القرآن الكريم إلى نذر حنّة وقبوله من قبل الله تعالى.<ref>سورة آل عمران، الآيات 35 - 37 </ref> | ||
بعد أن وُلدت مريم ذهبت بها والدته إلى المعبد تنفيذا لنذرها، فاختلف الكهنة في كفالتها، فاقترعوا وخرجت قرعة [[زكريا(ع)]] والذي كان بحسب بعض الأخبار زوج خالة مريم.<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج2، ص58؛ | بعد أن وُلدت مريم ذهبت بها والدته إلى المعبد تنفيذا لنذرها، فاختلف الكهنة في كفالتها، فاقترعوا وخرجت قرعة [[زكريا(ع)]] والذي كان بحسب بعض الأخبار زوج خالة مريم.<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج2، ص58؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج14، ص202</ref> وقد أشار القرآن إلى اختلاف الكهنة والاقتراع فيما بينهم.<ref>سورة آل عمران، الآية 44</ref> | ||
فقام زكريا بتكفلها وتربيتها، وبعد إن بلغت رشدها، خصص لها في المعبد مكانا [[العبادة|للعبادة]]،<ref> | فقام زكريا بتكفلها وتربيتها، وبعد إن بلغت رشدها، خصص لها في المعبد مكانا [[العبادة|للعبادة]]،<ref>المقدسي، البدء و التاريخ، ج3، ص119</ref> وكانت مريم عندما يأتي دورها لخدمة المعبد تقوم بالخدمة، وفي سائر أوقاتها تشتغل بالعبادة وقد بلغت في عبادة الله إلى درجة أصبح يضرب بها المثل بعبادتها في [[بني إسرائيل]].<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج2، ص58</ref> | ||
===ولادة عيسى=== | ===ولادة عيسى=== | ||
ذكر القرآن في [[سورة آل عمران]] الآيات 45 - 47 وكذلك في [[سورة مريم]] الآيات 16 - 36 قضية ولادة عيسى(ع). بحسب ما ورد في القرآن ظهر الملك الإلهي لمريم وبشّرها بولد لها: | ذكر القرآن في [[سورة آل عمران]] الآيات 45 - 47 وكذلك في [[سورة مريم]] الآيات 16 - 36 قضية ولادة عيسى(ع). بحسب ما ورد في القرآن ظهر الملك الإلهي لمريم وبشّرها بولد لها: | ||
:::{{قرآن|فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً * قَالَ كَذٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً.}}<ref> | :::{{قرآن|فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً * قَالَ كَذٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً.}}<ref>سورة مريم، الآيات 17- 21.</ref> | ||
وجاء في إنجيل لوقا توصيف مشابه لما ذكره القرآن: | وجاء في إنجيل لوقا توصيف مشابه لما ذكره القرآن: | ||
:::فدخل إليها الملاك... فقال لها لا تخافي يا مريم... وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا. فأجاب الملاك: الروح القدس يحلّ عليكِ، وقوة العليّ تظلّلكِ...<ref>إنجيل لوقا، 1: 28- 34.</ref> | :::فدخل إليها الملاك... فقال لها لا تخافي يا مريم... وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا. فأجاب الملاك: الروح القدس يحلّ عليكِ، وقوة العليّ تظلّلكِ...<ref>إنجيل لوقا، 1: 28- 34.</ref> | ||
وبالنسبة لمدة الحمل ذكرت أقوال: من عدّة ساعات حتى عدّة شهور.<ref> | وبالنسبة لمدة الحمل ذكرت أقوال: من عدّة ساعات حتى عدّة شهور.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج14، ص225</ref> | ||
وبعد هذه الفترة أنجبت مريم مولودها بجانب نخلة يابسة، وهزّها بأمر الله فأثمرت وسقط عليها الرطب الطريّ، فأكلت منها مريم. | وبعد هذه الفترة أنجبت مريم مولودها بجانب نخلة يابسة، وهزّها بأمر الله فأثمرت وسقط عليها الرطب الطريّ، فأكلت منها مريم. | ||
ثمّ ذهبت مريم مع مولودها إلى قومها، ونذرت بأمر الله أن تصوم صوم الصمت ولا تجيب على مؤاخذة القوم.<ref>علي بن | ثمّ ذهبت مريم مع مولودها إلى قومها، ونذرت بأمر الله أن تصوم صوم الصمت ولا تجيب على مؤاخذة القوم.<ref>علي بن إبراهيم، تفسير القمي، ج2، ص49</ref> | ||
===تزوجت أو بقيت عذراء؟=== | ===تزوجت أو بقيت عذراء؟=== | ||
اختلفت الفرق المسيحية هل [[الزواج|تزوجت]] مريم بعد ولادة عيسى من يوسف النجار أو لم تتزوج وبقيت عذراء؟ وبالتالي هناك خلاف حول أولادها هل انحصر في عيسى أو لها أولاد آخرون، وقد ورد في انجيل لوقا<ref> | اختلفت الفرق المسيحية هل [[الزواج|تزوجت]] مريم بعد ولادة عيسى من يوسف النجار أو لم تتزوج وبقيت عذراء؟ وبالتالي هناك خلاف حول أولادها هل انحصر في عيسى أو لها أولاد آخرون، وقد ورد في انجيل لوقا<ref>لوقا، 8: 19 - 20 </ref> وانجيل مَتّى<ref>متى، 12: 46 - 47</ref> ما يشير إلى إخوة عيسى وأخواته، بل ذكر انجيل مرقس أسماءهم<ref>مرقس، 6: 3</ref> | ||
لكن رغم ذلك رفض قسم من المسيحيين زواج مريم، كما أفتت الكنيسة منذ القرن الخامس بأن مريم بقيت عذراء حتى نهاية عمرها ولم يتزوج من يوسف.<ref> Cross, F. L. (ed.), The Oxford dictionary of the Christian Church, p.1047</ref> وذهبت الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية أن المراد من الأسماء التي ذكرت في الكتاب المقدس بعنوان إخوة عيسى وأخواته هم أقرباؤه.<ref>ميشل، | لكن رغم ذلك رفض قسم من المسيحيين زواج مريم، كما أفتت الكنيسة منذ القرن الخامس بأن مريم بقيت عذراء حتى نهاية عمرها ولم يتزوج من يوسف.<ref> Cross, F. L. (ed.), The Oxford dictionary of the Christian Church, p.1047</ref> وذهبت الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية أن المراد من الأسماء التي ذكرت في الكتاب المقدس بعنوان إخوة عيسى وأخواته هم أقرباؤه.<ref>ميشل، كلام مسيحي، ص67</ref> | ||
وفي الرؤية الإسلامية إن مريم حيث أنها كانت وَقفا لخدمة المعبد وكانت لا تخرج منه إلا للضرورة، فلا يصح قصة زواجها.<ref>[http://makarem.ir/main.aspx?typeinfo=42&lid=0&mid=322482&catid=27556 پايگاه اطلاعرساني دفتر آيت الله مكارم]</ref> | وفي الرؤية الإسلامية إن مريم حيث أنها كانت وَقفا لخدمة المعبد وكانت لا تخرج منه إلا للضرورة، فلا يصح قصة زواجها.<ref>[http://makarem.ir/main.aspx?typeinfo=42&lid=0&mid=322482&catid=27556 پايگاه اطلاعرساني دفتر آيت الله مكارم]</ref> | ||
===توفيت أو رفعت إلى السماء؟=== | ===توفيت أو رفعت إلى السماء؟=== | ||
كانت فكرة رفع مريم إلى السماء موجودة بين المسيحيين منذ العهود القديمة، فتحولت عبر الزمان إلى قناعة عامة لديهم، بل عدّتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين من العقائد الضرورية لهذه الكنيسة.<ref>Britannica Encyclopedia of World Religions, p.696</ref> واعترفت بها الكنيسة الأرثوذكسية، لكن لا مكانة لهذه الفكرة في الكنيسة البروتستانتية.<ref>مولند، | كانت فكرة رفع مريم إلى السماء موجودة بين المسيحيين منذ العهود القديمة، فتحولت عبر الزمان إلى قناعة عامة لديهم، بل عدّتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين من العقائد الضرورية لهذه الكنيسة.<ref>Britannica Encyclopedia of World Religions, p.696</ref> واعترفت بها الكنيسة الأرثوذكسية، لكن لا مكانة لهذه الفكرة في الكنيسة البروتستانتية.<ref>مولند، جهان مسيحيت، ص180</ref> | ||
وذكر بعض المصادر المسيحية أن مريم توفيت عام 35م.<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.441</ref> عن عمر ناهض 51 عاما.<ref> | وذكر بعض المصادر المسيحية أن مريم توفيت عام 35م.<ref>- K. Flinn, Frank, Encyclopedia of Catholicism, p.441</ref> عن عمر ناهض 51 عاما.<ref> ملطي، تاريخ مختصرالدول، ص66</ref> ولا يعلم مدفنها. | ||
ويظهر من رواية وردت في [[كتاب الكافي]] أنّ مريم توفيت قبل رفع عيسى إلي السماء، وتولى غسلها عيسى(ع).<ref>كليني، الكافي، | ويظهر من رواية وردت في [[كتاب الكافي]] أنّ مريم توفيت قبل رفع عيسى إلي السماء، وتولى غسلها عيسى(ع).<ref>كليني، الكافي، 1362 هـ ش، ج1، ص459</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |