انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عصمة الأئمة»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ١٣: سطر ١٣:
تعتبر عصمة الإمام وأدلتها من المباحث [[القرآن|القرآنية]] {{و}}[[علم الكلام|الكلامية]] المهمة.<ref>السبحاني، منشور جاويد، ج 3، ص 239.</ref> من وجهة نظر [[الشيعة الإثني عشرية]]، أنّ [[العصمة]] من شروط [[الإمامة]] وصفاتها، وتعتبر عصمة الأئمة الشيعة من معتقداتهم الأساسية.<ref>الطوسي، الإقتصاد فيما يتعلّق بالإعتقاد، ص 305؛ العلامة الحلي، كشف المراد، ص 184؛  اللاهيجي، سرمایه ایمان، ص 114؛ السبحاني، الإلهيات، ج  4، ص 116.</ref> وذكر [[العلامة المجلسي]] إن الإمامية متفقون على أنّ الأئمة(ع) معصومون من كل [[الذنوب]] [[الذنوب الكبيرة|كبيرها]] وصغيرها، عمداً أو سهواً، ومن أي نوع من الخطأ والإشتباه.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 25، ص 209 ، 350 و351.</ref> ونُقل أنَّ [[الإسماعيلية]] يعتبرون العصمة من شروط الإمامة.<ref>العلامة الحلي، كشف المراد، ص 184؛ الجرجاني، شرح المواقف، ج 8، ص 351.</ref> ومن ناحية أخرى، لا يعتبر [[السنة]] العصمة شرطاً للإمامة؛<ref> القاضي عبد الجبار، المُغني، ج 15، ص 251، 255 و256 وج 20، القسم الأول، ص 26، 84، 95، 98، 215 و323؛ الجرجاني، شرح المواقف، ج 8 ص 351؛ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 249.</ref> لأنهم اجمعوا على أن [[الخلفاء الثلاثة]] أئمة؛ ولكنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ. <ref>الجرجاني، شرح المواقف، ج 8، ص 351؛ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 249.</ref> فجعلوا بدل شرط العصمة للإمام [[العدالة]]؛<ref>القاضي عبد الجبار، المُغني، ج 2، القسم الأول، ص 201؛ الجرجاني، شرح المواقف، ج 8، ص 350؛ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 243 ـ 246.</ref> إلا أنَّ [[سبط بن الجوزي]] أحد علماء السنة في القرن السابع الهجري، قبل عصمة الإمام .<ref>سبط بن الجوزي، تذکرة‌ الخواص،‌ ص 328.</ref> كما أنَّ [[الوهابيين]] لا يقبلون عصمة الإمام وأئمة الشيعة ويعتبرونها حكراً على [[الأنبياء]] .<ref>ابن تیمیة، منهاج السنة النبویة، ج 2، ص 429 وج 3، ص 381؛ ابن عبد الوهاب، رسالة في الرد علی الرافضة، ص 28؛‌ القفاري، أصول مذهب الشيعة الإمامية، ج 2، ص 775.</ref> ونقل [[ابن أبي الحديد]]، كلام أبو محمد بن متَّويه من علماء [[المعتزلة]] في القرن الخامس الهجري، أنّه ذهب إلى أنّ العصمة ليست من شروط الإمامة، ولكنه ذهب إلى عصمة [[الإمام علي|علي(ع)]] واعتبره رأي المعتزلة.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ح 6، ص 376 ـ 377.</ref>
تعتبر عصمة الإمام وأدلتها من المباحث [[القرآن|القرآنية]] {{و}}[[علم الكلام|الكلامية]] المهمة.<ref>السبحاني، منشور جاويد، ج 3، ص 239.</ref> من وجهة نظر [[الشيعة الإثني عشرية]]، أنّ [[العصمة]] من شروط [[الإمامة]] وصفاتها، وتعتبر عصمة الأئمة الشيعة من معتقداتهم الأساسية.<ref>الطوسي، الإقتصاد فيما يتعلّق بالإعتقاد، ص 305؛ العلامة الحلي، كشف المراد، ص 184؛  اللاهيجي، سرمایه ایمان، ص 114؛ السبحاني، الإلهيات، ج  4، ص 116.</ref> وذكر [[العلامة المجلسي]] إن الإمامية متفقون على أنّ الأئمة(ع) معصومون من كل [[الذنوب]] [[الذنوب الكبيرة|كبيرها]] وصغيرها، عمداً أو سهواً، ومن أي نوع من الخطأ والإشتباه.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 25، ص 209 ، 350 و351.</ref> ونُقل أنَّ [[الإسماعيلية]] يعتبرون العصمة من شروط الإمامة.<ref>العلامة الحلي، كشف المراد، ص 184؛ الجرجاني، شرح المواقف، ج 8، ص 351.</ref> ومن ناحية أخرى، لا يعتبر [[السنة]] العصمة شرطاً للإمامة؛<ref> القاضي عبد الجبار، المُغني، ج 15، ص 251، 255 و256 وج 20، القسم الأول، ص 26، 84، 95، 98، 215 و323؛ الجرجاني، شرح المواقف، ج 8 ص 351؛ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 249.</ref> لأنهم اجمعوا على أن [[الخلفاء الثلاثة]] أئمة؛ ولكنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ. <ref>الجرجاني، شرح المواقف، ج 8، ص 351؛ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 249.</ref> فجعلوا بدل شرط العصمة للإمام [[العدالة]]؛<ref>القاضي عبد الجبار، المُغني، ج 2، القسم الأول، ص 201؛ الجرجاني، شرح المواقف، ج 8، ص 350؛ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 243 ـ 246.</ref> إلا أنَّ [[سبط بن الجوزي]] أحد علماء السنة في القرن السابع الهجري، قبل عصمة الإمام .<ref>سبط بن الجوزي، تذکرة‌ الخواص،‌ ص 328.</ref> كما أنَّ [[الوهابيين]] لا يقبلون عصمة الإمام وأئمة الشيعة ويعتبرونها حكراً على [[الأنبياء]] .<ref>ابن تیمیة، منهاج السنة النبویة، ج 2، ص 429 وج 3، ص 381؛ ابن عبد الوهاب، رسالة في الرد علی الرافضة، ص 28؛‌ القفاري، أصول مذهب الشيعة الإمامية، ج 2، ص 775.</ref> ونقل [[ابن أبي الحديد]]، كلام أبو محمد بن متَّويه من علماء [[المعتزلة]] في القرن الخامس الهجري، أنّه ذهب إلى أنّ العصمة ليست من شروط الإمامة، ولكنه ذهب إلى عصمة [[الإمام علي|علي(ع)]] واعتبره رأي المعتزلة.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ح 6، ص 376 ـ 377.</ref>


ذكر الشيخ السبحاني، أن هذا الاختلاف في الرأي ينبع من اعتقاد الشيعة وأهل السنة حول الإمامة والخلافة بعد النبي(ص)، من وجهة نظر الشيعة ، إنّ الإمامة مثل النبوة منصب ومقام إلهي، ويتم تعيين صاحب هذا المنصب من قبل الله تعالى، <ref>السبحاني، منشور جاوید، ج 4، ص 244 ـ 245.</ref> وذهب أهل السنة إلى إنّ الإمامة منصب يحدده العرف،<ref>السبحاني، منشور جاوید، ج 4، ص 239.</ref> حيث يتم اختيار الإمام من قبل الناس وهم من يشخصون علمه وعدالته، ولا يتم تعيينه من قبل الله تعالى.<ref>السبحاني، منشور جاوید، ج 4، ص 239 ـ 242.</ref>
ذكر [[الشيخ جعفر السبحاني]]، أن هذا الاختلاف في الرأي ينبع من اعتقاد الشيعة وأهل السنة حول الإمامة {{و}}[[الخلافة]]بعد النبي(ص)، من وجهة نظر الشيعة، إنّ الإمامة مثل النبوة منصب ومقام إلهي، ويتم تعيين صاحب هذا المنصب من قبل [[الله تعالى]]، <ref>السبحاني، منشور جاوید، ج 4، ص 244 ـ 245.</ref> وذهب أهل السنة إلى إنّ الإمامة منصب يحدده العرف،<ref>السبحاني، منشور جاوید، ج 4، ص 239.</ref> حيث يتم اختيار الإمام من قبل الناس وهم من يشخصون علمه وعدالته، ولا يتم تعيينه من قبل الله تعالى.<ref>السبحاني، منشور جاوید، ج 4، ص 239 ـ 242.</ref>


لم ترد عصمة الإمام والأئمة(ع) بشكل صريح في القرآن الكريم، ولكن استدل علماء الشيعة عليها بجملة من الآيات، كآية أولي الأمر،<ref>الطوسي، التبیان، ج 3،‌ص 236؛ الطبرسي، مجمع البیان، ج 3، ص 100؛ البحراني، منار الهدی، ص 113 ـ 114؛ الطباطبائي، المیزان، ج 4،‌ ص391.</ref> وآية التطهير،<ref>المرتضی، الشافي في الإمامة، ج 3، ص 134؛ البحراني، منار الهدی، ص 646؛ السبحاني، الإلهیات، ج 4، ص 125.</ref> وآية ابتلاء إبراهيم،<ref>المرتضی، الشافي في الإمامة، ج 3، ص 139؛ الطوسی، التبیان، ج 1، ص 449؛‌ فاضل مقداد، اللوامع الالهیه، ص 332 ـ 333؛ المظفر، دلائل الصدق، ج 4، ص 220.</ref> ولكن وردت في المصادر الروائية أحاديث كثيرة  تؤكد على عصمة  الأئمة.<ref>الصدوق، معاني الأخبار، ص 132 ـ 133؛ الخزاز القمي، كفاية الأثر، ص 16 - 19، 29، 36 - 38، 45، 76، 99  ـ 104؛‌ ابن عقدة الكوفي، فضائل أمير المؤمنين ( ع )، ص 154 ـ 155؛ البحراني، منار الهدی، ص 665 - 675.</ref>
لم ترد عصمة الإمام والأئمة(ع) بشكل صريح في [[القرآن الكريم]]، ولكن استدل علماء الشيعة عليها بجملة من [[الآيات]]، ك[[آية أولي الأمر]]،<ref>الطوسي، التبیان، ج 3،‌ص 236؛ الطبرسي، مجمع البیان، ج 3، ص 100؛ البحراني، منار الهدی، ص 113 ـ 114؛ الطباطبائي، المیزان، ج 4،‌ ص391.</ref> {{و}}[[آية التطهير]]،<ref>المرتضی، الشافي في الإمامة، ج 3، ص 134؛ البحراني، منار الهدی، ص 646؛ السبحاني، الإلهیات، ج 4، ص 125.</ref> {{و}}[[آية ابتلاء إبراهيم]]،<ref>المرتضی، الشافي في الإمامة، ج 3، ص 139؛ الطوسی، التبیان، ج 1، ص 449؛‌ فاضل مقداد، اللوامع الالهیه، ص 332 ـ 333؛ المظفر، دلائل الصدق، ج 4، ص 220.</ref> ولكن وردت في المصادر الروائية [[الأحاديث|أحاديث]] كثيرة  تؤكد على عصمة  الأئمة.<ref>الصدوق، معاني الأخبار، ص 132 ـ 133؛ الخزاز القمي، كفاية الأثر، ص 16 - 19، 29، 36 - 38، 45، 76، 99  ـ 104؛‌ ابن عقدة الكوفي، فضائل أمير المؤمنين ( ع )، ص 154 ـ 155؛ البحراني، منار الهدی، ص 665 - 675.</ref>


==المفهوم==
==المفهوم==
مستخدم مجهول