مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية النفس المطمئنة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
==النفس المطمئنة== | ==النفس المطمئنة== | ||
{{مفصلة|النفس المطمئنة}} | {{مفصلة|النفس المطمئنة}} | ||
قال الشيخ مصباح اليزدي إن النفس المطمئنة هي حالة للنفس يشعر الإنسان من خلالها بالاطمئنان، ولا يميل إلى المعاصي.<ref>مصباح يزدي، آيين پرواز، 1399ش، ص27.</ref> وقد ذكر العلماء المسلمون مراتب وحالات للنفس، أدناها النفس الأمّارة، التي تأمر الإنسان بالسوء. والمرتبة التالية هي النفس اللوّامة، التي تندم من أفعالها السيئة وتلوم صاحبها. والمرتبة العالية هي النفس المطمئنة.<ref>مصباح يزدي، آيين پرواز، 1399ش، ص26-27؛ مطهري، مجموعه آثار، | قال الشيخ مصباح اليزدي إن النفس المطمئنة هي حالة للنفس يشعر الإنسان من خلالها بالاطمئنان، ولا يميل إلى المعاصي.<ref>مصباح يزدي، آيين پرواز، 1399ش، ص27.</ref> وقد ذكر العلماء المسلمون مراتب وحالات للنفس، أدناها النفس الأمّارة، التي تأمر الإنسان بالسوء. والمرتبة التالية هي النفس اللوّامة، التي تندم من أفعالها السيئة وتلوم صاحبها. والمرتبة العالية هي النفس المطمئنة.<ref>مصباح يزدي، آيين پرواز، 1399ش، ص26-27؛ مطهري، مجموعه آثار، 1389ش، ج3، ص595-596.</ref> | ||
==تفسيرها== | ==تفسيرها== | ||
[[ملف:فادخلی فی عبادی و ادخلی جنتی سوره فجر.jpg|تصغير|]] | [[ملف:فادخلی فی عبادی و ادخلی جنتی سوره فجر.jpg|تصغير|]] | ||
يرى المفسرون أنّ المراد من النفس المطمئنة في آية 27 من سورة الفجر هو المؤمنون الذين بلغوا مرتبة اليقين والطمأنينة؟؟؟، ولا يدخل إيمانهم شك وريب.<ref> براي نمونه نگاه كنيد به طبرسي، مجمعالبيان، 1372ش، ج10، ص742؛ مكارم شيرازي، تفسير نمونه، 1374ش، ج26، ص475-477.</ref> ويقول العلامة الطباطبائي أنّ النفس المطمئنة هي إنسان حصل على الطمأنينة بالاعتماد على الله، ورضي برضا الله، حيث لا يؤثر عليه صعوبات الحياة، فمثل هذا الإنسان يعيش عبودية كاملة ولا ينحرف عن الصراط المستقيم.<ref>طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، | يرى المفسرون أنّ المراد من النفس المطمئنة في آية 27 من سورة الفجر هو المؤمنون الذين بلغوا مرتبة اليقين والطمأنينة؟؟؟، ولا يدخل إيمانهم شك وريب.<ref> براي نمونه نگاه كنيد به طبرسي، مجمعالبيان، 1372ش، ج10، ص742؛ مكارم شيرازي، تفسير نمونه، 1374ش، ج26، ص475-477.</ref> ويقول العلامة الطباطبائي أنّ النفس المطمئنة هي إنسان حصل على الطمأنينة بالاعتماد على الله، ورضي برضا الله، حيث لا يؤثر عليه صعوبات الحياة، فمثل هذا الإنسان يعيش عبودية كاملة ولا ينحرف عن الصراط المستقيم.<ref>طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، ص285.</ref> ويرى صاحب تفسير مجمع البيان أن النفس المطمئنة اطمئنت في ظل الإيمان بالله، و بلغت مرحلة اليقين، وتصدّق بالثواب والبعث في القيامة.<ref>طبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج10، ص742.</ref> واعتبر الإمام الخميني أن النفس المطمئنة هي نفس لا سؤال؟؟ لها.<ref> امام خميني، صحيفه امام، 1378ش، ج14، ص206.</ref> | ||
وبالنسبة للوصفين: «راضية» و«مرضية» يرى الطبرسي في مجمع البيان أنّ صاحب النفس المطمئنة راض عن الثواب الإلهي، كما أنّ الله راض عن أعماله.<ref>طبرسي، مجمعالبيان، 1372ش، ج10، ص742.</ref> وقال العلامة الطباطبائي إنّ النفس المطمئنة اتصفت بالراضية من حيث؟؟ أن الاطمئنان بالله يجعل الإنسان يرضى بالقضاء والقدر التكويني، فلا يحزن لو أصيب بسوء ولا يرتكب المعاصي، كما اتصفت بالمرضية حيث أن رضا العبد من ربّه يوجب رضا الرب منه لأنّ الله لا يسخط من عبده إلا إذا خرج من طريق العبودية.<ref> طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، | وبالنسبة للوصفين: «راضية» و«مرضية» يرى الطبرسي في مجمع البيان أنّ صاحب النفس المطمئنة راض عن الثواب الإلهي، كما أنّ الله راض عن أعماله.<ref>طبرسي، مجمعالبيان، 1372ش، ج10، ص742.</ref> وقال العلامة الطباطبائي إنّ النفس المطمئنة اتصفت بالراضية من حيث؟؟ أن الاطمئنان بالله يجعل الإنسان يرضى بالقضاء والقدر التكويني، فلا يحزن لو أصيب بسوء ولا يرتكب المعاصي، كما اتصفت بالمرضية حيث أن رضا العبد من ربّه يوجب رضا الرب منه لأنّ الله لا يسخط من عبده إلا إذا خرج من طريق العبودية.<ref> طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، ص285.</ref> | ||
وبحسب ما ورد في التفسير الأمثل إن وصف «راضية» تشير إلى أنها تشاهد تحقق الوعود الإلهية بالثواب و النعيم بأكثر ممّا كانت تتصور. ومعنى «مرضية» أن هؤلاء نالوا رضا الله تعالى.<ref>مكارم شيرازي، التفسير الأمثل، ج20، | وبحسب ما ورد في التفسير الأمثل إن وصف «راضية» تشير إلى أنها تشاهد تحقق الوعود الإلهية بالثواب و النعيم بأكثر ممّا كانت تتصور. ومعنى «مرضية» أن هؤلاء نالوا رضا الله تعالى.<ref>مكارم شيرازي، التفسير الأمثل، ج20، ص198 - 199.</ref> | ||
وبالنسبة للخطاب الإلهي: ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ)) قال البعض إنه يرتبط بيوم القيامة حيث يدخل المؤمنون في الجنة، فيما اعتقد آخرون أن هذا الخطاب يصدر حين الموت.<ref>طبرسي، مجمعالبيان، 1372ش، ج10، ص742.</ref> وقد اختار العلامة الطباطبائي القول الثاني.<ref>طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، | وبالنسبة للخطاب الإلهي: ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ)) قال البعض إنه يرتبط بيوم القيامة حيث يدخل المؤمنون في الجنة، فيما اعتقد آخرون أن هذا الخطاب يصدر حين الموت.<ref>طبرسي، مجمعالبيان، 1372ش، ج10، ص742.</ref> وقد اختار العلامة الطباطبائي القول الثاني.<ref>طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، ص285.</ref> | ||
ويرى الطباطبائي أن المراد من ((فَادْخُلِي فِي عِبادِي» هو أن النفس المطمئنة بلغت مرتبة العبودية الكاملة، حيث لا تريد إلا ما أراده الله.<ref>طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، | ويرى الطباطبائي أن المراد من ((فَادْخُلِي فِي عِبادِي» هو أن النفس المطمئنة بلغت مرتبة العبودية الكاملة، حيث لا تريد إلا ما أراده الله.<ref>طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، ص285-286.</ref> كما أنّ الآية (((وَادْخُلِي جَنَّتِي» فيها تكريم من نوع خاص، لأنّها الآية الوحيدة في القرآن التي نسب الله فيها الجنة إلى نفسه (جنتي).<ref>طباطبايي، الميزان، 1417ق، ج20، ص286.</ref> | ||
==التفسير الروائي للنفس المطمئنة== | ==التفسير الروائي للنفس المطمئنة== | ||
ذكرت المصادر التفسيرية الروائية والحديثية مصاديق للنفس المطمئنة في هذه الآية، فبناء على حديث عن الإمام الصادق(ع) ورد في تفسير الفرات الكوفي<ref>فرات كوفي، تفسير فرات الكوفي، 1410ق، ص555.</ref> و[[شواهد التنزيل لقواعد التفضيل (كتاب)|شواهدالتنزيل]]،<ref>حسكاني، شواهدالتنزيل، 1411ق، ج2، ص429.</ref> إن الإمام علي(ع) هو مصداق لهذه الآية. وبحسب رواية أخرى عن الإمام الصادق وردت في كتاب تفسير القمي إنّ المراد من النفس المطمئنة هو الإمام الحسين(ع).<ref>قمي، تفسيرالقمي، 1404ق، ج2، ص422.</ref> وقد رود في بحار الأنوار أن سورة الفجر هي سورة الحسين(ع) لأنه كان ذا النفس المطمئنة الراضية المرضية، كما أنّ أصحابه أيضا مصاديق لـ«راضية» و«مرضية» حيث أنهم في القيامة راضون عن الله والله راض عنهم أيضا.<ref>مجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ج24، ص93.</ref> | ذكرت المصادر التفسيرية الروائية والحديثية مصاديق للنفس المطمئنة في هذه الآية، فبناء على حديث عن الإمام الصادق(ع) ورد في تفسير الفرات الكوفي<ref>فرات كوفي، تفسير فرات الكوفي، 1410ق، ص555.</ref> و[[شواهد التنزيل لقواعد التفضيل (كتاب)|شواهدالتنزيل]]،<ref>حسكاني، شواهدالتنزيل، 1411ق، ج2، ص429.</ref> إن الإمام علي(ع) هو مصداق لهذه الآية. وبحسب رواية أخرى عن الإمام الصادق وردت في كتاب تفسير القمي إنّ المراد من النفس المطمئنة هو الإمام الحسين(ع).<ref>قمي، تفسيرالقمي، 1404ق، ج2، ص422.</ref> وقد رود في بحار الأنوار أن سورة الفجر هي سورة الحسين(ع) لأنه كان ذا النفس المطمئنة الراضية المرضية، كما أنّ أصحابه أيضا مصاديق لـ«راضية» و«مرضية» حيث أنهم في القيامة راضون عن الله والله راض عنهم أيضا.<ref>مجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ج24، ص93.</ref> | ||
وقد روى الكليني في كتاب الكافي أن الإمام الصادق(ع) قال في تفسير آيات النفس المطمئنة: إن المؤمن إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه ينادي مناد من قبل الله تعالي: <blockquote>«يا أيّتها النفس المطمئنة (إلى محمّد و أهل بيته) ارجعي إلى ربّك راضية (بالولاية) مرضيّة (بالثواب) فادخلي في عبادي (يعني محمّدا و أهل بيته) و ادخلي جنّتي»، فما شيء أحبّ إليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادي.<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج3، ص127- | وقد روى الكليني في كتاب الكافي أن الإمام الصادق(ع) قال في تفسير آيات النفس المطمئنة: إن المؤمن إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه ينادي مناد من قبل الله تعالي: <blockquote>«يا أيّتها النفس المطمئنة (إلى محمّد و أهل بيته) ارجعي إلى ربّك راضية (بالولاية) مرضيّة (بالثواب) فادخلي في عبادي (يعني محمّدا و أهل بيته) و ادخلي جنّتي»، فما شيء أحبّ إليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادي.<ref>كليني، الكافي، 1407ق، ج3، ص127-128.</ref> </blockquote> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
* | * الإمام الخميني، السيد روح الله، صحيفة نور، طهران، مؤسسة تنظيم ونشر آثار امام خميني، 1378ش. | ||
* | * الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، تحقيق وتصحيح: محمد باقر محمودى، طهران، مجمع إحياي فرهنگ اسلامي وابسته به وزارت افرهنگ و ارشاد اسلامي، 1411هـ. | ||
* | * الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، دفتر انتشارات اسلامي، ط 5، 1417هـ. | ||
* | * الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، د. ت. | ||
* فرات | * فرات الكوفي، الفرات بن إبراهيم، تفسير فرات الكوفي، تحقيق و تصحيح: محمد كاظم، طهران، مؤسسه چاپ و نشر وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامي، 1410هـ. | ||
* | * القمى، على بن إبراهيم، تفسير القمي، تحقيق و تصحيح طيّب الموسوى الجزايرى، قم، دار الكتاب، ط 3، 1404هـ. | ||
* | * الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق و تصحيح: علي أكبر غفارى و محمد آخوندى، طهران، دار الكتب الاسلامية، ط 4، 1407هـ. | ||
* | * المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1403هـ. | ||
* مصباح | * مصباح اليزدي، محمد تقي، آيين پرواز، تلخيص: جواد محدثي، قم، انتشارات مؤسسه آموزشي و پژوهشي امام خميني، ط ، 1399ش. | ||
* مطهري، | * مطهري، مرتضى، مجموعه آثار، طهران، انتشارات صدرا، 1389 هـ ش. | ||
* مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، 1379 هـ ش. | * مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، 1379 هـ ش. | ||
{{آيات قرآنية مشهورة}} | |||
{{الآيات والأحاديث الأخلاقية}} |