انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أسطورة الغرانيق»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{قيد الإنشاء}}
{{قيد الإنشاء}}
'''أسطورة الغَرانيق''' تشير إلى روايات تقول بأن [[النبي (ص)]] حوالي شهرين بعد [[هجرة المسلمين إلى الحبشة]] كان جالسا بين [[المشركين]]، فأنزل الله عليه [[سورة النجم]]، وعندما قرأ النبي (ص) آياتها على المشركين ألقى [[الشيطان]] كلاما على النبي، وظنّ النبي أنه من [[الوحي]] وجزء من آيات [[القرآن]]، لكن [[جبرئيل]] أخبره بالأمر.
'''أسطورة الغَرانيق''' تشير إلى روايات تقول بأن [[النبي (ص)]] عندما نزلت عليه [[سورة النجم]]، قرأ آياتها على المشركين، فألقى [[الشيطان]] كلاما عليه، وظنّ النبي أنه من [[الوحي]] وجزء من آيات [[القرآن]]، لكن [[جبرئيل]] أخبره بالأمر. ويرجع زمان هذه الواقعة إلى شهرين بعد [[هجرة المسلمين إلى الحبشة]].


وردت هذه الروايات في عدد من المصادر [[علم التفسير|التفسيرية]] والتاريخية [[أهل السنة|لأهل السنة]]، كسيرة ابن إسحاق والطبقات الكبرى وتفسير الطبري، لكن الكثير من علماء السنة و[[الشيعة]] رفضوا هذه القصة، فاعتبر [[محمد هادي المعرفة]] من مفسري الشيعة أن أسناد هذه الروايات ضعيفة، لأنها لا تصل إلى [[صحابة النبي]]، وأن من رواها لم يدركوا النبي (ص). وأنكر ابن حيان الأندلسي تأثّر النبي بالإلقائات الشيطانية، وقال أن المصادر الحديثية المعتبرة عند أهل السنة لم تذكروا هذه القصة، كما اعتقد [[الفخر الرازي]] أن هذه القصة رواها أهل الظاهر من المفسرين، أما أهل التحقيق منهم اعتبروها باطلة وموضوعة، واستدلّوا عليها [[القرآن|بالقرآن]] و[[السنة]] و[[العقل]].
وردت هذه الروايات في عدد من المصادر [[علم التفسير|التفسيرية]] والتاريخية [[أهل السنة|لأهل السنة]]، كالطبقات الكبرى وتفسير الطبري، لكن الكثير من علماء [[الشيعة]] والسنة رفضوا هذه القصة، فاعتبر [[محمد هادي المعرفة]] من مفسري الشيعة أن أسناد هذه الروايات ضعيفة، لأنها لا تصل إلى [[صحابة النبي]]، وأن من رواها لم يدركوا النبي (ص). وأنكر ابن حيان الأندلسي تأثّر النبي بإلقائات شيطانية، وقال إنّ المصادر الحديثية المعتبرة عند أهل السنة لم تذكروا هذه القصة، كما اعتقد [[الفخر الرازي]] أن هذه القصة رواها أهل الظاهر من المفسرين، أما أهل التحقيق منهم اعتبروها باطلة وموضوعة، واستدلّوا عليها [[القرآن|بالقرآن]] و[[السنة]] و[[العقل]].


وقد تمسك بعض المستشرقين الغربيين بهذه القصة الموجودة في بعض المصادر الإسلامية، وذهبوا إلى إمكان تدخّل الشيطان في [[الوحي]] على النبي (ص)، كما أكد [[سلمان رشدي]] عليها في كتابه [[آيات شيطانية]]، وأصدر [[الإمام الخميني]] حكما بقتله.
وقد تمسك بعض المستشرقين الغربيين بهذه القصة الموجودة في بعض المصادر الإسلامية، وذهبوا إلى إمكانية تدخّل الشيطان في [[الوحي]] على النبي (ص)، كما أكد عليها [[سلمان رشدي]] في كتابه [[آيات شيطانية]]، فأصدر [[الإمام الخميني]] حكما بقتله.


==نبذة من القصة ==
==نبذة من القصة ==
ذكر [[السيد جعفر مرتضى العاملي]] في كتابه [[الصحيح من سيرة النبي الاعظم (كتاب)|الصحيح من سيرة النبي الاعظم]] أن بعض مصادر أهل السنة ك[[تفسير الطبري]]<ref>طبري، ج امع البيان، 1412ق، ج 17، ص 131-134.</ref> وفتح الباري،<ref>ابن‌حجر عسقلاني، فتح الباري، 1379ق، ج 8، ص 439-440.</ref>والدر المنثور،<ref>سيوطي، الدر المنثور، 1404ق، ج 4، ص 194و366-368.</ref> والسيرة الحلبيه،<ref>حلبي، السيرة الحلبيه، بيروت، ج 1، ص 325-326.</ref> أوردت روايات حول هذه القصة، فبناء عليها نزلت سورة النجم حوالي شهرين بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة، وكان النبي (ص) عند نزولها بين المشركين، فتلا النبي آياتها علي المشركين، إلا أنه عندما وصل إلى الآية العشرين منها استحوذ عليه الشيطان وزعم أن عبارة «'''تِلْكَ الْغَرانيقُ الْعُلي وَإنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجي'''» جزء من السورة، وكانت هذه العبارة مشهورة بين المشركين ومقبولة لديهم؟؟؟ .<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، 1415ق، ج 3، ص 137-138.</ref>  
ذكر [[جعفر مرتضى العاملي]] في كتابه [[الصحيح من سيرة النبي الاعظم (كتاب)|الصحيح من سيرة النبي الاعظم]] أن بعض مصادر أهل السنة ك[[تفسير الطبري]]<ref>طبري، ج امع البيان، 1412ق، ج 17، ص 131-134.</ref> وفتح الباري،<ref>ابن‌حجر عسقلاني، فتح الباري، 1379ق، ج 8، ص 439-440.</ref>والدر المنثور،<ref>سيوطي، الدر المنثور، 1404ق، ج 4، ص 194و366-368.</ref> والسيرة الحلبيه،<ref>حلبي، السيرة الحلبيه، بيروت، ج 1، ص 325-326.</ref> أوردت روايات حول هذه القصة، فبناء عليها نزلت [[سورة النجم]] حوالي شهرين بعد [[هجرة المسلمين إلى الحبشة]]، وكان [[النبي (ص)]] عند نزولها جالساً بين المشركين، فقرأ النبي آياتها على المشركين، إلا أنه عندما وصل إلى الآية العشرين منها استحوذ عليه الشيطان، فزعم أن عبارة «'''تِلْكَ الْغَرانيقُ الْعُلي وَإنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجي'''» جزء من السورة، وكانت هذه العبارة مشهورة بين المشركين.<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، 1415ق، ج 3، ص 137-138.</ref>  


فبناء على هذه الرواية إنّ النبي (ص) نطق بهذه العبارة زعماً منه أنها مما نزلت به الوحي، لكن عندما هبط جبرئيل على  النبي ليلاً وقرأ عليه النبي سورة النجم وذكر عبارة «تِلْكَ الْغَرانيقُ الْعُلي وَ اِنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجي» أنكرها جبرئيل، وقال النبي هل نسبت إلى الله ما لم يقل؟! فأنزل الله الآيات 73 حتى 75 من سورة الأسراء: {{قرآن|وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْ لاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً}}<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، 1415ق، ج 3، ص 137-138.</ref>
فبناء على هذه الرواية إنّ النبي (ص) نطق بهذه العبارة زعماً منه أنها مما نزل بها الوحي، لكن عندما هبط [[جبرئيل]] على  النبي ليلاً وقرأ عليه النبي سورة النجم وذكر عبارة «تِلْكَ الْغَرانيقُ الْعُلي وَ اِنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجي» أنكرها جبرئيل، فقال النبي هل نسبتُ إلى الله ما لم يقل؟! فأنزل الله الآيات 73 حتى 75 من سورة الأسراء: {{قرآن|وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْ لاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً}}<ref>عاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، 1415ق، ج 3، ص 137-138.</ref>


==أسطورة الغرانيق في مصادر أهل السنة==
==أسطورة الغرانيق في مصادر أهل السنة==
وردت أسطورة الغرانيق في بعض المصادر التاريخية والتفسيرية والحديثية لأهل السنة، منها [[سيرة ابن إسحاق]]،<ref>ابن‌اسحاق، سيره ابن‌اسحاق، 1424ق، ص 217-218.</ref> وهو أول ما كتبه المسلمون عن سيرة النبي (ص)،<ref>توكلي طرقي، «ابن‌اسحاق: مؤلف اولين سيره پيامبر»، كيهان فرهنگي، ص 53.</ref> و[[الطبقات الكبرى]]<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج 1، ص 160-161.</ref>، وهو يحتوي على معلومات عن حياة أكثر من أربعة آلاف من رواة الحديث حتى أواسط القرن الثالث الهجري،<ref>[https://makarem.ir/main.aspx?typeinfo=23&lid=0&mid=248643&catid=24055 «الطبقات الكبري»]، سايت دفتر آيت‌الله العظمي مكارم شيرازي.</ref> و[[تفسير الطبري]]<ref>طبري، ج امع البيان، 1412ق، ج 17، ص 131.</ref>، وهو من أقدم وأكمل المصادر التفسيرية المبتنية على الأحاديث التفسيرية.<ref>خرمشاهي، «سهم ايرانيان در تفسير قرآن»، ص 5.</ref> وتاريخ الإسلام،<ref>ذهبي، تاريخ الإسلام، 1409ق، ج 1، ص 186-187.</ref> من مصادر القرن السابع الهجري،<ref>ذهبي، تاريخ الإسلام، 1409ق، ج 1، مقدمة التحقيق، ص  أ.</ref>  
وردت أسطورة الغرانيق في بعض المصادر التاريخية والتفسيرية والحديثية لأهل السنة، منها [[سيرة ابن إسحاق]]،<ref>ابن‌اسحاق، سيره ابن‌اسحاق، 1424ق، ص 217-218.</ref> وهو أول ما كتبه المسلمون عن [[سيرة النبي (ص)]]،<ref>توكلي طرقي، «ابن‌اسحاق: مؤلف اولين سيره پيامبر»، كيهان فرهنگي، ص 53.</ref> و[[الطبقات الكبرى]]<ref>ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج 1، ص 160-161.</ref>، وهو يحتوي على معلومات عن حياة أكثر من أربعة آلاف من رواة الحديث حتى أواسط القرن الثالث الهجري،<ref>[https://makarem.ir/main.aspx?typeinfo=23&lid=0&mid=248643&catid=24055 «الطبقات الكبري»]، سايت دفتر آيت‌الله العظمي مكارم شيرازي.</ref> و[[تفسير الطبري]]<ref>طبري، ج امع البيان، 1412ق، ج 17، ص 131.</ref>، وهو من أقدم المصادر التفسيرية المعتمدة على الأحاديث التفسيرية.<ref>خرمشاهي، «سهم ايرانيان در تفسير قرآن»، ص 5.</ref> وتاريخ الإسلام،<ref>ذهبي، تاريخ الإسلام، 1409ق، ج 1، ص 186-187.</ref> من مصادر القرن السابع الهجري،<ref>ذهبي، تاريخ الإسلام، 1409ق، ج 1، مقدمة التحقيق، ص  أ.</ref>  
فهذه المصادر ذكرت قصة الغرانيق ضمن أحداث هجرة البعض من المسلمين إلى الحبشة.<ref>ابن‌اسحاق، سيره ابن‌اسحاق، 1424ق، ص 217-218؛ ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج 1، ص 160-161؛ ذهبي، تاريخ الإسلام، [1406ق]، ج 1، ص 186-187؛ طبري، ج امع البيان، 1412ق، ج 17، ص 131.</ref>
فهذه المصادر ذكرت قصة الغرانيق ضمن أحداث هجرة عدد من المسلمين إلى [[الحبشة]].<ref>ابن‌اسحاق، سيره ابن‌اسحاق، 1424ق، ص 217-218؛ ابن‌سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج 1، ص 160-161؛ ذهبي، تاريخ الإسلام، [1406ق]، ج 1، ص 186-187؛ طبري، ج امع البيان، 1412ق، ج 17، ص 131.</ref>


كما روى هذه القصة علي بن أحمد الواحدي (توفى 468 هـ)،<ref>واحدي، اسباب نزول القرآن، 1411ق، ص 320.</ref> ومحمد بن عمر الزمخشري (توفي 538 هـ)،<ref>زمخشري، الكشاف، 1407ق، ج 3، ص 164.</ref> وعبد الله بن عمر البيضاوي (توفي 791 هـ)<ref>بيضاوي، انوار التنزيل، 1416ق، ج 4، ص 75.</ref> و[[جلال الدين السيوطي]] (توفي 911 هـ).<ref> سيوطي، الدر‌المنثور، 1404ق، ج 4، ص 366.</ref>
كما روى هذه القصة علي بن أحمد الواحدي (توفى 468 هـ)،<ref>واحدي، اسباب نزول القرآن، 1411ق، ص 320.</ref> ومحمد بن عمر الزمخشري (توفي 538 هـ)،<ref>زمخشري، الكشاف، 1407ق، ج 3، ص 164.</ref> وعبد الله بن عمر البيضاوي (توفي 791 هـ)<ref>بيضاوي، انوار التنزيل، 1416ق، ج 4، ص 75.</ref> و[[جلال الدين السيوطي]] (توفي 911 هـ).<ref> سيوطي، الدر‌المنثور، 1404ق، ج 4، ص 366.</ref>


===المخالفون لهذه القصة===
===المخالفون لهذه القصة===
بالرغم من وجود هذه القصة في بعض مصادر أهل السنة، إلا أن العديد من علماء السنة والشيعة رفضوا هذه الروايات، فالسيد المرتضى في كتابه [[تنزيه الأنبياء (كتاب)|تنزيه الأنبياء]] عدّ روايات الغرانيق ضعيفة ومطرودة من قبل أصحاب الحديث.<ref>علم‌الهدي، تنزيه الانبياء، الشريف الرضي، ص  107.</ref>
بالرغم من وجود هذه القصة في بعض مصادر أهل السنة، إلا أن العديد من علماء [[أهل السنة|السنة]] و[[الشيعة]] رفضوا هذه الروايات، ومنهم:
كما قام بعض المفسرين أيضا بالردّ على هذه الأسطورة، منهم
*[[السيد المرتضى]] [[الفقيه]] و[[المتكلم]] الشيعي عدّ روايات الغرانيق ضعيفة ومطرودة من قبل أصحاب الحديث.<ref>علم‌الهدي، تنزيه الانبياء، الشريف الرضي، ص  107.</ref>
* ابن حيان الأندلسي، حيث أنكر تأثّر النبي (ص) بالهوى وإلقائات شيطانية، واستدلّ على ذلك بآيات قرآنية كالآيات 1 - 4 من سورة النجم والآية 15 من سورة يونس، كما روي عن محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية أنّ هذه القصة وضعها الزنادقة، وروى عن البيهقي المحدث الشافعي في القرن الخامس الهجري أنها لم ترد في الصحاح الحديثية وأنّ رواتها مطعون عليهم.<ref> ابوحيان، البحر المحيط في التفسير، 1420ق، ج 7، ص 526.</ref>
* ابن حيان الأندلسي أنكر تأثّر النبي (ص) بالهوى وإلقائات شيطانية، واستدلّ على ذلك بآيات قرآنية كالآيات 1 - 4 من [[سورة النجم]] والآية 15 من [[سورة يونس]]، كما روى عن محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية أنّ هذه القصة وضعها الزنادقة، وروى عن البيهقي المحدث الشافعي في القرن الخامس الهجري أنها لم ترد في الصحاح الحديثية وأنّ رواتها مطعون عليهم.<ref> ابوحيان، البحر المحيط في التفسير، 1420ق، ج 7، ص 526.</ref>


* [[ابو الفتوح الرازي]]، المفسر والمحدث الشيعي في القرن السادس، حيث رفض هذه القصة بوجوه عديدة وذلك في كتابه [[روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن]]، فردّ على بعض المفسرين الذين فسّروا الآية {{قرآن|فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ}} بتأثر النبي (ص) من الشيطان،<ref>نگاه كنيد به: ابوالفتوح رازي، روض الجنان، 1371ش، ج 13، ص 345-349.</ref> فقال إنّ المشركين كانوا يردّدون بعض الأشعار حينما يقرأ النبي (ص) القرآن على الناس وذلك ليشتبه الأمر على النبي، فمعنى الآية أنّ الله يمنع وساوسهم الشيطانية من أن تؤثر على النبي (ص)،
* [[ابو الفتوح الرازي]] المفسر والمحدث الشيعي في القرن السادس رفض هذه القصة بوجوه عديدة وذلك في كتابه [[روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن]]، فردّ على بعض المفسرين الذين فسّروا الآية {{قرآن|فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ}} بتأثر النبي (ص) من الشيطان،<ref>نگاه كنيد به: ابوالفتوح رازي، روض الجنان، 1371ش، ج 13، ص 345-349.</ref> فقال إنّ المشركين كانوا يردّدون بعض الأشعار حينما يقرأ النبي (ص) القرآن على الناس، وذلك ليشتبه الأمر على النبي، فمعنى الآية أنّ الله يمنع وساوسهم الشيطانية من أن تؤثر على النبي (ص)،
وقال الرازي أنه يحتمل أنّ أحدا من المشركين نطق بعبارة «....» حينما كان يقرأ النبي القرآن، فزعم البعض أن تلك العبارة أيضا جرى على لسان النبي.<ref>ابوالفتوح رازي، روض الجنان، 1371ش، ج 13، ص 346.</ref>
وقال الرازي أنه يحتمل أن يكون أحد من المشركين نطق بعبارة «تِلْكَ الْغَرانيقُ الْعُلي وَإنّ شَفاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجي» حينما كان النبي يقرأ القرآن، فزعم البعض أن تلك العبارة أيضا جرى على لسان النبي.<ref>ابوالفتوح رازي، روض الجنان، 1371ش، ج 13، ص 346.</ref>
كما نقل عن حسن البصري أن النبي (ص) قال عبارة «تلك الغرانيق العلي منها الشفاعة ترتجي» طعنا على المشركين وليس بمعنى تأييدهم.<ref>ابوالفتوح رازي، روض الجنان، 1371ش، ج 13، ص 347.</ref>  
كما نقل عن حسن البصري أن النبي (ص) قال هذه العبارة طعنا على المشركين وليس بمعنى تأييدهم.<ref>ابوالفتوح رازي، روض الجنان، 1371ش، ج 13، ص 347.</ref>  
*الفخر الرازي]]، المتكلم والمفسر السني في القرن.....، حيث قال إنّ هذه القصة رواها المفسرون من أهل الظاهر، لكن أهل التحقيق قالوا بأن هذه الرواية باطلة وموضوعة واحتجوا على قولهم هذا بالقرآن والسنة والعقل.<ref>رازي، تفسير كبير، 1411ق، ج 23، ص 237.</ref>
*الفخر الرازي]]، المتكلم والمفسر السني في القرن السادس قال إنّ هذه القصة رواها المفسرون من أهل الظاهر، لكن أهل التحقيق قالوا بأن هذه الرواية باطلة وموضوعة واحتجوا على قولهم هذا [[القرآن|بالقرآن]] و[[السنة]] و[[العقل]].<ref>رازي، تفسير كبير، 1411ق، ج 23، ص 237.</ref>
فذكر فخر الرازي سبع آيات تدلّ على عصمة النبي (ص) من الخطأ في تلقي الوحي، كما نقل عن البخاري في صحيحه أنّ النبي (ص) «قرأ سورة النجم وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجنّ وليس فيه حديث الغرانيق».<ref>فخر رازي، تفسير كبير، 1411ق، ج 23، ص 237.</ref> وقال في بطلان القصة من جهة العقل أنّ «من جوّز علي الرسول (ص) تعظيم الأوثان فقد كفر، لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه كان في نفي الأوثان».<ref>فخر رازي، تفسير كبير، 1411ق، ج 23، ص 237.</ref>
فذكر فخر الرازي سبع آيات تدلّ على [[عصمة]] النبي (ص) من الخطأ في تلقي الوحي، كما نقل عن [[البخاري]] في [[صحيح البخاري|صحيحه]] أنّ النبي (ص) «قرأ سورة النجم... وليس فيه حديث الغرانيق».<ref>فخر رازي، تفسير كبير، 1411ق، ج 23، ص 237.</ref> وقال في بطلان القصة من جهة العقل أنّ «من جوّز علي الرسول (ص) تعظيم الأوثان فقد كفر، لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه كان في نفي الأوثان».<ref>فخر رازي، تفسير كبير، 1411ق، ج 23، ص 237.</ref>


*وقال آية الله المعرفة في الرد على قصة الغرانيق أنّ سند رواياتها لا يصل إلى صحابة النبي وأقرب رواتها من النبي هم التابعون الذين لم يدركوا النبي ولم يحضروا عند// نزول آيات سورة النجم.<ref>معرفت، التمهيد، 1386ش، ج 1، ص 121.</ref>
*وقال [[آية الله المعرفة]] في الرد على قصة الغرانيق أنّ سند رواياتها لا يصل إلى [[صحابة النبي]] وأقرب رواتها من النبي هم [[التابعون]] الذين لم يدركوا النبي ولم يحضروا عند نزول سورة النجم.<ref>معرفت، التمهيد، 1386ش، ج 1، ص 121.</ref>
أما بالنسبة لابن عباس الذي هو أحد رواة هذه القصة فهو من مواليد السنة الثالثة قبل الهجرة ولا يمكن أن يكون من الحاضرين في هذه الواقعة التي تعود إلى قبل الهجرة النبوية أيضا، فليس أحد من رواة هذه القصة أدرك زمانها.<ref>معرفت، التمهيد، 1386ش، ج 1، ص 121.</ref>
أما بالنسبة ل[[ابن عباس]] الذي هو أحد رواة هذه القصة فهو من مواليد السنة الثالثة قبل [[الهجرة]] ولا يمكن أن يكون من الحاضرين في هذه الواقعة التي تعود إلى قبل الهجرة النبوية أيضا، فليس أحد من رواة هذه القصة أدرك زمانها.<ref>معرفت، التمهيد، 1386ش، ج 1، ص 121.</ref>


==عواقبها/نتائجها==
==عواقبها==
تذرّع بعض المستشرقين بقصة الغرانيق التي وردت في عدد من المصادر الإسلامية وذهبوا إلى إمكان تدخّل الشيطان في الوحي .<ref>كنگره بزرگداشت آيت‌الله معرفت، معرفت قرآني، 1387ش، ج 5، ص 236.</ref> كما ذهب يوسف درة الحداد الكاتب المسيحي والمطران اللبناني إلي تدخل الشيطان في الوحي وذلك بالاعتماد على الآية 98 من سورة النحل التي تأمر النبي (ص) أن يستعيذ بالله من الشطان عند قرائة القرآن.<ref>كنگره بزرگداشت آيت‌الله معرفت، معرفت قرآني، 1387ش، ج 5، ص 236.</ref>
تذرّع بعض المستشرقين بقصة الغرانيق التي وردت في عدد من المصادر الإسلامية، وذهبوا إلى إمكان تدخّل [[الشيطان]] في [[الوحي]].<ref>كنگره بزرگداشت آيت‌الله معرفت، معرفت قرآني، 1387ش، ج 5، ص 236.</ref> كما ذهب يوسف درة الحداد الكاتب المسيحي والمطران اللبناني إلى تدخل الشيطان في الوحي وذلك بالاعتماد على الآية 98 من [[سورة النحل]] التي تأمر النبي (ص) أن يستعيذ بالله من الشطان عند قرائة القرآن.<ref>كنگره بزرگداشت آيت‌الله معرفت، معرفت قرآني، 1387ش، ج 5، ص 236.</ref>


وقال مرتضى كريمي نيا الباحث القرآني المعاصر إن بعض المستشرقين الغربيين كآرثر جفري ومونتغمري وات وجوزيف هورويتز قبلوا//أيدوا// مضمون القصة.<ref>كريمي‌نيا، «سيري اجمالي در سيره‌نگاري پيامبر اسلام در غرب»، ص 24.</ref>
وقال مرتضى كريمي نيا الباحث القرآني المعاصر إن بعض المستشرقين الغربيين كآرثر جفري ومونتغمري وات وجوزيف هورويتز ذهبوا إلى صحة هذه القصة.<ref>كريمي‌نيا، «سيري اجمالي در سيره‌نگاري پيامبر اسلام در غرب»، ص 24.</ref>
كما تمسك بها سلمان رشدي في كتابه آيات شيطانية<ref>سبحاني، «نويسندگان ارتباط خود را با علماي حوزه حفظ كنند»، ص 27؛ «تهاجم شيطاني: نقدي بر آيه‌هاي شيطاني (1)»، ص 35.</ref> والذي حكم الإمام الخميني بقتل الكاتب ومن قام بنشره عالماً ///بمحتواه.<ref>امام خميني، ص حيفه امام، 1389ش، ج 21، ص 262.</ref>
كما تمسك بها [[سلمان رشدي]] في كتابه [[آيات شيطانية]]،<ref>سبحاني، «نويسندگان ارتباط خود را با علماي حوزه حفظ كنند»، ص 27؛ «تهاجم شيطاني: نقدي بر آيه‌هاي شيطاني (1)»، ص 35.</ref> وحكم [[الإمام الخميني]] بقتل الكاتب ومن قام بنشر كتابه عالماً بمحتواه.<ref>امام خميني، ص حيفه امام، 1389ش، ج 21، ص 262.</ref>


==للمطالعة==
==للمطالعة==
مستخدم مجهول