مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبيد الله بن زياد»
←مغادرته من العراق إلى الشام
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ١٠٧: | سطر ١٠٧: | ||
==مغادرته من العراق إلى الشام== | ==مغادرته من العراق إلى الشام== | ||
بعد موت [[يزيد بن معاوية]] أعلن عبد الله بن الزبير خلافته في [[الحجاز]] (64هـ)، فاضطر ابن زياد لمغادرة [[العراق]] إلى [[الشام]]، وقد اختلف المؤخرون حول هذه الحادثة، فيرى البلاذري <ref>البلاذري، أنساب الأشراف، | بعد موت [[يزيد بن معاوية]] أعلن عبد الله بن الزبير خلافته في [[الحجاز]] (64هـ)، فاضطر ابن زياد لمغادرة [[العراق]] إلى [[الشام]]، وقد اختلف المؤخرون حول هذه الحادثة، فيرى البلاذري <ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 97.</ref> أن ابن زياد قال لأهل البصرة أن يبايعوه بالإمرة، حتى ينظروا ما يصنع الناس، فبايعوه، ووجه إلى أهل الكوفة من يسألهم البيعة له، فأبوا، فخلعه أهل البصرة من الإمارة أيضاً. | ||
غير أن الطبري <ref>الطبري، تاريخ الطبري، | غير أن الطبري <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 504.</ref> وأبا علي مسكويه <ref>أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 83-84.</ref> ذكرا أن ابن زياد وزّع مالاً كثيراً قبل إيراد الخطبة، بين أعيان البصرة كشقيق بن ثور ومالك بن مسع وحصين بن المنذر، فوقفوا بعد الخطبة وطلبوا منه الاستمرار في الحكم، ولكن لم تمض فترة قصيرة، حتى انفض الناس من حوله، وطالبوا بالبيعة ل[[عبدالله بن الزبير]]، فقطع ابن زياد عطاياهم وأرزاقهم وحمل ما بقي في بيت المال <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 508.</ref>، وأراد معارضة البصريين والتصدي لعامل عبدالله بن الزبير في البصرة، غير أن أخاه عبدالله رده عن ذلك. | ||
ولم يذكر الدينوري <ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص281-283.</ref> شيئاً من هذه الحوادث وأشار فقط إلى أن ابن زياد بعد موت يزيد لجأ إلى الأزد بإشارة من ابن أخيه الحارث بن عباد بن زياد ومهران غلامه وفي رواية أخرى كاتبه <ref>أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، | ولم يذكر الدينوري <ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص281-283.</ref> شيئاً من هذه الحوادث وأشار فقط إلى أن ابن زياد بعد موت يزيد لجأ إلى الأزد بإشارة من ابن أخيه الحارث بن عباد بن زياد ومهران غلامه وفي رواية أخرى كاتبه <ref>أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 92.</ref>، واستدعى الحارث بن قيس من أجل ذلك، وقد احتال الحارث وابن زياد لإجبار رئيس الأزد مسعود بن عمرو على إلجائه، حتى اضطر مسعود إلى الموافقة رغم غضبه الشديد منه. ومن ناحية أخرى لم يعثر البصريون على ابن زياد في دار الإمارة، فهاجموا سجن المدينة وأطلقوا المساجين منه، ثم أمّروا عليهم عبدالله بن الحارث بن نوفل <ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 283.</ref>، كما حدث نزاع بين بني تميم وقيس وبين الأزد بسبب لجوء ابن زياد إليهم، مما زاد من خوفه واضطر إلى الهرب من المدينة. وأخيراً وجه مسعود من شخص به إلى الشام <ref>أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 86.</ref>، ويبدو أن الخوارج قتلوا مسعود بعد فترة قصيرة <ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 98.</ref>. | ||
وفي هذه الأثناء بلغ ابن الزبير من القدرة، بحث دانت له مناطق من الشام وكاد مروان بن الحكم أن يتوجه إلى الحجاز لبيعته، فالتقى ابن زياد مروان في البثنية، ومنعه من ذلك وقال له إنه سيد عمه إن دعا لنفسه. فرجع مروان وتوجه ابن زياد إلى دمشق، واحتال على الضحاك بن قيس وكان يأخذ البيعة فيها لابن الزبير فخدعه وأخرجه منها وأخذ البيعة لمروان، ودارت معركة بين المروانيين والضحاك بن قيس في مرج راهط قرب دمشق، هزم فيها الأخير وكان ابن زياد يتولى قيادة فرسان مروان <ref>ابن سعد، الطبقات، | وفي هذه الأثناء بلغ ابن الزبير من القدرة، بحث دانت له مناطق من الشام وكاد مروان بن الحكم أن يتوجه إلى الحجاز لبيعته، فالتقى ابن زياد مروان في البثنية، ومنعه من ذلك وقال له إنه سيد عمه إن دعا لنفسه. فرجع مروان وتوجه ابن زياد إلى دمشق، واحتال على الضحاك بن قيس وكان يأخذ البيعة فيها لابن الزبير فخدعه وأخرجه منها وأخذ البيعة لمروان، ودارت معركة بين المروانيين والضحاك بن قيس في مرج راهط قرب دمشق، هزم فيها الأخير وكان ابن زياد يتولى قيادة فرسان مروان <ref>ابن سعد، الطبقات، ج 5، ص 40-42.</ref> <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 536-539.</ref>. | ||
==قيام التوابين== | ==قيام التوابين== |