مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية سأل سائل»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٥: | سطر ١٥: | ||
}} | }} | ||
'''آية سأل سائل''' أو '''آية عذاب واقع''' الآيتان الاُولى والثانية من [[سورة المعارج]]، نزلتا في رجل كافر سأل الله أن ينزل عليه العذاب، فعلى ما ذكره [[المفسرون]] وقع حجر على رأسه فهلك. | '''آية سأل سائل''' أو '''آية عذاب واقع''' الآيتان الاُولى والثانية من [[سورة المعارج]]، نزلتا في رجل كافر سأل الله أن ينزل عليه العذاب، فعلى ما ذكره [[المفسرون]] وقع حجر على رأسه فهلك. | ||
وقد ذهب المفسرون [[الشيعة]] إلى أن هذه الآية نزلت في [[النعمان بن الحارث الفهري]] عندما اعترض على [[ولاية]] [[علي بن أبي طالب (ع)]] وتنصيبه لخلافة [[رسول الله (ص)]] من بعده، وقد أنكر [[ابن تيمية]] إمام [[السلفية]] نزول هذه الآية في [[واقعة الغدير]] بدعوى أن [[سورة المعارج]] [[سور مكية|مكية]] وأن ما ذكر عن النعمان بن الحارث غير مشهور. | وقد ذهب المفسرون [[الشيعة]] إلى أن هذه الآية نزلت في [[النعمان بن الحارث الفهري]] عندما اعترض على [[ولاية]] [[علي بن أبي طالب (ع)]] وتنصيبه في [[يوم الغدير]] لخلافة [[رسول الله (ص)]] من بعده، وقد أنكر [[ابن تيمية]] إمام [[السلفية]] نزول هذه الآية في [[واقعة الغدير]] بدعوى أن [[سورة المعارج]] [[سور مكية|مكية]] وأن ما ذكر عن النعمان بن الحارث غير مشهور. | ||
وقد أجاب عنه [[العلامة الطباطبائي]] أن هذه السورة وإن كانت سياق بعض آياتها تشبه السور المكية، إلا أن آيات أخرى منها مدنية حيث تتحدث عن المنافقين ووجوب | وقد أجاب عنه [[العلامة الطباطبائي]] أن هذه السورة وإن كانت سياق بعض آياتها تشبه السور المكية، إلا أن آيات أخرى منها مدنية حيث تتحدث عن [[المنافقين]] ووجوب [[الزكاة]]، كما ذكر [[العلامة الأميني]] هذه الواقعة نقلاً عن ثلاثين من علماء [[أهل السنة]]. | ||
==نص الآية== | ==نص الآية== | ||
{{قرآن|سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}} | {{قرآن|سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}} | ||
قال [[العلامة الطباطبائي]] أن هاتين [[الآية|الآيتين]] لهما طابع التحقير والتحكم في إجابة الدعاء ونزول العذاب،<ref>الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6.</ref> وكلمة السؤال في هذه الآية بمعنى الطلب والدعاء.<ref>نگاه كنيد به الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62؛ الطوسي، التبيان، ج 10، ص 113.</ref> | قال [[العلامة الطباطبائي]] أن هاتين [[الآية|الآيتين]] لهما طابع التحقير والتحكم في إجابة الدعاء ونزول العذاب،<ref>الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6.</ref> وكلمة السؤال في هذه الآية بمعنى الطلب والدعاء.<ref>نگاه كنيد به الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62؛ الطوسي، التبيان، ج 10، ص 113.</ref> | ||
==شأن نزولها== | ==شأن نزولها== | ||
ذهب بعض المفسرين [[الشيعة]] إلى أن الآية الاولي من [[سورة المعارج]] نزل في [[النعمان بن الحارث الفهري]] حيث اعترض على [[ولاية]] [[علي بن أبي طالب (ع)]] وتنصيبه في [[يوم الغدير]] [[خلافة|لخلافة]] النبی (ص).<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 11؛ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 7.</ref> فبناءا على ما ورد في الروايات والتفاسير، عندما سمع الرجل بولاية علي (ع) قال: | ذهب بعض المفسرين [[الشيعة]] إلى أن الآية الاولي من [[سورة المعارج]] نزل في [[النعمان بن الحارث الفهري]]، حيث اعترض على [[ولاية]] [[علي بن أبي طالب (ع)]] وتنصيبه في [[يوم الغدير]] [[خلافة|لخلافة]] النبی (ص).<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 11؛ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 7.</ref> فبناءا على ما ورد في الروايات والتفاسير، عندما سمع الرجل بولاية علي (ع) قال للنبي (ص): | ||
:أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأمرتنا [[الجهاد|بالجهاد]] و[[الحج]] و[[الصوم]] و[[الصلاة]] و[[الزكاة]]، فقبلناها، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام، فقلت: ''من كنت مولاه فعلي مولاه''، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ | :أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأمرتنا [[الجهاد|بالجهاد]] و[[الحج]] و[[الصوم]] و[[الصلاة]] و[[الزكاة]]، فقبلناها، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام، فقلت: ''من كنت مولاه فعلي مولاه''، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ | ||
فقال [[رسول الله]]: والله الذي لا إله إلا هو | فقال [[رسول الله]]: والله الذي لا إله إلا هو أنّ هذا من الله. | ||
فقال النعمان اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك | فقال النعمان: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، فوقع حجر من السماء على رأسه فهلك، فنزلت الآية.<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62؛ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 7؛ الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 11؛ الشريف اللاهيجى، تفسير الشريف اللاهيجى، ج 4، ص 574؛ الكاشاني، منهج الصادقين، ج 10، ص 4؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 529.</ref> | ||
وهناك بعض المفسرين قالوا أن الآية نزلت في النضر بن الحارث<ref> الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.</ref> حيث قال للنبي انكارا واستهزاء: {{قرآن|اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ}}<ref>سوره انفال، آيه32.</ref> فنزلت الآية.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 8، ص 235؛ الكاشاني، منهج الصادقين، ج 10، ص 3؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 278.</ref> وقد أشار هولاء المفسرون إلى ما | وهناك بعض المفسرين قالوا أن الآية نزلت في النضر بن الحارث<ref> الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.</ref> حيث قال للنبي انكارا واستهزاء: {{قرآن|اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ}}<ref>سوره انفال، آيه32.</ref> فنزلت الآية.<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 8، ص 235؛ الكاشاني، منهج الصادقين، ج 10، ص 3؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 278.</ref> وقد أشار هولاء المفسرون إلى ما حكي في النعمان بن الحارث، إلا أنهم رجحوا القول الأول.<ref>القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 278؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.</ref> | ||
كما قيل أن الآية نزلت في [[أبو جهل|أبي جهل]]، حيث قال: {{قرآن|فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}}<ref> سوره شعراء، آيه187.</ref><ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.</ref> | كما قيل أن الآية نزلت في [[أبو جهل|أبي جهل]]، حيث قال: {{قرآن|فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}}<ref> سوره شعراء، آيه187.</ref><ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.</ref> | ||
سطر ٣٨: | سطر ٣٩: | ||
وقد ردّ هذا القول [[العلامة الطباطبائي]]، لما وردت في هذه السورة من آيات تثبت أن الآيات الاولى من السورة [[سور مدنية|مدنية]]، رغم أن سياق بعض آياتها تشبه السور المكية، ومن هذه الآيات، الآية 24 التي تتحدث عن [[الزكاة]]، وكان تشريعها في [[المدينة]] لا [[مكة]].<ref>الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 5-6.</ref> وأضاف الطباطبائي أن هذه الآيات تناسب [[المنافقين]]، وقد برزت ظاهرة النفاق في المدينة، لا مكة.<ref>الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6.</ref> | وقد ردّ هذا القول [[العلامة الطباطبائي]]، لما وردت في هذه السورة من آيات تثبت أن الآيات الاولى من السورة [[سور مدنية|مدنية]]، رغم أن سياق بعض آياتها تشبه السور المكية، ومن هذه الآيات، الآية 24 التي تتحدث عن [[الزكاة]]، وكان تشريعها في [[المدينة]] لا [[مكة]].<ref>الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 5-6.</ref> وأضاف الطباطبائي أن هذه الآيات تناسب [[المنافقين]]، وقد برزت ظاهرة النفاق في المدينة، لا مكة.<ref>الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6.</ref> | ||
وذكر [[ابن تيمية]] أن نزول العذاب على الحارث بن النعمان في حياة النبي (ص) لا تناسب ما ورد في الآية 33 من [[سورة الأنفال]] مخاطبا رسول الله: {{قرآن|وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنْتَ فِيهِمْ}}، فلا يصح نزول العذاب والنبي حيّ، إضافة إلى أن الرجل كان [[مسلم|مسلما]] حيث أنه أُمر بمباني الإسلام الخمس، ولم يعرف نزول العذاب على المسلمين في عهد النبي (ص).<ref>ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 45-46.</ref> | |||
وقد أجاب عنه [[مكارم الشيرازي]] بأن المراد في الآية 33 من سورة الأنفال العذاب | وقد أجاب عنه [[مكارم الشيرازي]] بأن المراد في الآية 33 من سورة الأنفال العذاب الجماعي العام، لا العذاب الفردي،<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 12.</ref> كما ورد في تاريخ الإسلام أسماء بعض الذين نزل عليهم العذاب في عهد النبي مثل أبي زمعة، ومالك بن طلالة، و[[حكم بن أبي العاص]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 12.</ref> على أنّ اعتراض النعمان على أمر الله من أشد مراتب [[الكفر]] ويعدّ نوعا من [[الارتداد]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 12.</ref> | ||
كما | كما أستشكل ابن تيمية عدم ذكر اسم النعمان بن الحارث في مصادر التراجم ككتاب الاستيعاب، وعدم اشتهار هذه الواقعة كاشتهار واقعة [[أصحاب الفيل]].<ref>ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 47-46.</ref> | ||
وقد ردّ عليه مكارم الشيرازي بأن مصادر التراجم ليست بصدد إحصاء [[الصحابة]] كلّهم، فمثلا ذكر في كتاب أسد الغابة 7504 من أصحاب النبي (ص) فيما كان عدد الذين حضروا [[حجة الوداع]] مع [[رسول الله (ص)]] 100 ألف أو أكثر.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 13.</ref> | وقد ردّ عليه مكارم الشيرازي بأن مصادر التراجم ليست بصدد إحصاء [[الصحابة]] كلّهم، فمثلا ذكر في كتاب أسد الغابة 7504 من أصحاب النبي (ص)، فيما كان عدد الذين حضروا [[حجة الوداع]] مع [[رسول الله (ص)]] 100 ألف أو أكثر.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 13.</ref> | ||
وقد نقل مكارم الشيرازي أنّ [[العلامة الأميني]] في كتابه [[الغدير في الكتاب والسنة]] ذكر 30 من علماء [[أهل السنة]] أكدوا أن هذه الآية نزلت في اعتراض النعمان بن الحارث أو شخص آخر على ولاية [[الإمام علي (ع)]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 13.</ref> | وقد نقل مكارم الشيرازي أنّ [[العلامة الأميني]] في كتابه [[الغدير في الكتاب والسنة]] ذكر 30 من علماء [[أهل السنة]] أكدوا أن هذه الآية نزلت في اعتراض النعمان بن الحارث أو شخص آخر على ولاية [[الإمام علي (ع)]].<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 13.</ref> | ||