انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عدي بن حاتم الطائي»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
ط (إضافة باستخدام المصناف الفوري)
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
| الأعمال =
| الأعمال =
}}
}}
'''عَديّ بن حاتِم الطائي''' من [[أصحاب]] [[رسول الله (ص)]] و<nowiki/>[[الإمام علي (ع)]] ورئيس [[قبيلة الطيء|قبيلة الطَيّء]]، وكان أبوه حاتماً مشهوراً بالجود في [[الجاهلية]].
'''عَديّ بن حاتِم الطائي''' من [[أصحاب]] [[رسول الله (ص)]] و[[الإمام علي (ع)]] ورئيس [[قبيلة الطيء|قبيلة الطَيّء]]، وكان أبوه مشهوراً بالجود.
كان عدي مصاحبا للإمام علي في جميع مشاهده، وكان من أعوان [[الإمام الحسن (ع)]] أيضاً. روي عنه روايات عن النبی (ص) والإمام علي (ع).
كان عدي مصاحبا للإمام علي في جميع مشاهده، وكان من أعوان [[الإمام الحسن (ع)]] أيضاً. روي عنه روايات عن النبی (ص) والإمام علي (ع).


سطر ٣٨: سطر ٣٨:
قال لها رسول الله: ومن وافدك؟ قالت: عدىّ بن حاتم. قال (ص): الفارّ من الله ورسوله؟ ومضي، وفي اليوم التالي كررت مقالتها، وسمعت ما سمعته بالأمس، ويئست في اليوم الثالث من النبي (ص)، إلا أن [[علي بن أبي طالب]] أشار عليها أن تكرّر طلبها، ففعلت، فقبل النبي (ص)، وأرسله؟؟ مع ركب من قومها بعد أن أعطاها نفقتها، فذهبت إلى [[الشام]] عند أخيها عدي، وبعد أن عاتبته لتركه إياها أشارت عليه بالذهاب إلى النبي، وقالت:
قال لها رسول الله: ومن وافدك؟ قالت: عدىّ بن حاتم. قال (ص): الفارّ من الله ورسوله؟ ومضي، وفي اليوم التالي كررت مقالتها، وسمعت ما سمعته بالأمس، ويئست في اليوم الثالث من النبي (ص)، إلا أن [[علي بن أبي طالب]] أشار عليها أن تكرّر طلبها، ففعلت، فقبل النبي (ص)، وأرسله؟؟ مع ركب من قومها بعد أن أعطاها نفقتها، فذهبت إلى [[الشام]] عند أخيها عدي، وبعد أن عاتبته لتركه إياها أشارت عليه بالذهاب إلى النبي، وقالت:
:فإن يكن الرجل [[النبوة|نبيا]] فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تذلّ في عزّ اليمن، وأنت أنت.
:فإن يكن الرجل [[النبوة|نبيا]] فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تذلّ في عزّ اليمن، وأنت أنت.
فانطلق عديّ الى [[المدينة]]، ولاقى النبي، وبعد أن رأى من تواضعه وحسن تصرفه مع الناس وما أخبر به النبي غيبا أيقن [[النبوة|بنبوته]] وأسلم،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج ‏2، ص 578 -581.</ref> وكان [[إسلام|إسلامه]] في [[سنة 9 للهجرة|سنة 9]] وقيل [[سنة 10 للهجرة|10 هـ]]<nowiki/>ـ<ref name=":3" />
فانطلق عديّ الى [[المدينة]]، ولاقى النبي، وبعد أن رأى من تواضعه وحسن تصرفه مع الناس وما أخبر به النبي غيبا أيقن [[النبوة|بنبوته]] وأسلم،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج ‏2، ص 578 -581.</ref> وكان [[إسلام|إسلامه]] في [[سنة 9 للهجرة|سنة 9]] وقيل [[سنة 10 للهجرة|10 هـ]]ـ<ref name=":3" />


=== مكانته عند النبي ===
=== مكانته عند النبي ===
يظهر من بعض الأخبار أن عدي بن حاتم كان يحظى بمكانة عند [[النبي (ص)]] فروي عنه: ما دخلت على النبي (ص) قطّ إلا وسّع لي أو تحرّك لي، وقد دخلت عليه يوما في بيته وقد امتلأ من [[أصحاب|أصحابه]] فوسّع لي حتى جلست إلى جنبه‏<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏3، ص 1058.</ref> كما ولّاه النبي (ص) [[الصدقات|صدقات]] قبيلتي طيء وأسد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 530؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 600.</ref>
يظهر من بعض الأخبار أن عدي بن حاتم كان يحظى بمكانة عند [[النبي (ص)]] فروي عنه: ما دخلت على النبي (ص) قطّ إلا وسّع لي أو تحرّك لي، وقد دخلت عليه يوما في بيته وقد امتلأ من [[أصحاب|أصحابه]] فوسّع لي حتى جلست إلى جنبه‏<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏3، ص 1058.</ref> كما ولّاه النبي (ص) [[الصدقات|صدقات]] قبيلتي طيء وأسد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 530؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 600.</ref>
==دوره في فترة الخلفاء الثلاثة==
==دوره في فترة الخلفاء الثلاثة==
ذكر في المصادر أن عدي بن حاتم ثبت على إسلامه في قضية [[الردة]] التي وقعت بعد [[وفاة النبي (ص)]]، وبذلك منع قومه من الردة، وأحضر صدقات ([[الزكاة|زكاة]]) قومه إلى [[أبي بكر]]،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏3، ص 1057.</ref> وقد شارك في [[حروب الردة]] التي حدثت في خلافة أبي بكر،<ref>الواقدي، الردة، ص 66.</ref> فكان على ميمنة الجيش في الحرب مع [[طليحة]]<ref>الواقدي، الردة، 89؛ ابن أعثم، الفتوح، ج 1، ص 14.</ref> الذي ادعى [[النبوة]]،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج ‏3، ص 440.</ref> كما شارك في فتح [[إيران]] و<nowiki/>[[العراق]] في خلافة [[عمر بن الخطاب]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 486؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 6، ص 344.</ref> لكنه في خلافة [[عثمان]] التحق بمخالفيه، وعدّه ابن أعثم من قتلة عثمان.<ref>ابن أعثم، الفتوح، ج ‏3، ص 62.</ref>
ذكر في المصادر أن عدي بن حاتم ثبت على إسلامه في قضية [[الردة]] التي وقعت بعد [[وفاة النبي (ص)]]، وبذلك منع قومه من الردة، وأحضر صدقات ([[الزكاة|زكاة]]) قومه إلى [[أبي بكر]]،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏3، ص 1057.</ref> وقد شارك في [[حروب الردة]] التي حدثت في خلافة أبي بكر،<ref>الواقدي، الردة، ص 66.</ref> فكان على ميمنة الجيش في الحرب مع [[طليحة]]<ref>الواقدي، الردة، 89؛ ابن أعثم، الفتوح، ج 1، ص 14.</ref> الذي ادعى [[النبوة]]،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج ‏3، ص 440.</ref> كما شارك في فتح [[إيران]] و[[العراق]] في خلافة [[عمر بن الخطاب]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 486؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 6، ص 344.</ref> لكنه في خلافة [[عثمان]] التحق بمخالفيه، وعدّه ابن أعثم من قتلة عثمان.<ref>ابن أعثم، الفتوح، ج ‏3، ص 62.</ref>


==دوره في خلافة الإمام علي==
==دوره في خلافة الإمام علي==
كان عدي بن حاتم من أعوان [[الإمام علي (ع)]] في جميع مشاهده،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبری، ج 6، ص 99؛ ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 402.</ref> فجمع ثلاثة عشر ألف راکب من قبيلته لنصرة الإمام في  [[معركة الجمل]]<ref>ابن قتیبة، الإمامةوالسياسة، ج ‏1، ص 77.</ref> وعندما أمر الإمام بعقر جمل [[عائشة]] كان عديّ ممن هجم نحوه، وفقئت إحدى عينيه فيها<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 261؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 521.</ref> (وقيل في [[معركة صفين|صفين]])<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج ‏7، ص 275.</ref> كما قتل ولده طريف فيها.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 261؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 543.</ref>
كان عدي بن حاتم من أعوان [[الإمام علي (ع)]] في جميع مشاهده،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبری، ج 6، ص 99؛ ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 402.</ref> فجمع ثلاثة عشر ألف راکب من قبيلته لنصرة الإمام في  [[معركة الجمل]]<ref>ابن قتیبة، الإمامةوالسياسة، ج ‏1، ص 77.</ref> وعندما أمر الإمام بعقر جمل [[عائشة]] كان عديّ ممن هجم نحوه، وفقئت إحدى عينيه فيها<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 261؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 521.</ref> (وقيل في [[معركة صفين|صفين]])<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج ‏7، ص 275.</ref> كما قتل ولده طريف فيها.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 261؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 543.</ref>


وفي [[معركة صفين]] دفع الإمام علي (ع) الراية لعدي،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 9؛ ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 402.</ref> كما أرسله مع آخرين إلى [[معاوية]]؛ ليدعوه إلى [[الله]] و<nowiki/>[[القرآن|كتابه]] وإلى الجماعة،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 302؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 6.</ref>
وفي [[معركة صفين]] دفع الإمام علي (ع) الراية لعدي،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 9؛ ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، ص 402.</ref> كما أرسله مع آخرين إلى [[معاوية]]؛ ليدعوه إلى [[الله]] و[[القرآن|كتابه]] وإلى الجماعة،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 302؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 6.</ref>


و<nowiki/>[[معركة النهروان|يوم النهروان]] أيضا كان عدي مع الإمام علي (ع)<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 543.</ref> وقتل ابنه طرفة فيها، فدفنه عدي هناك.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 375؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 89.</ref>
و[[معركة النهروان|يوم النهروان]] أيضا كان عدي مع الإمام علي (ع)<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 543.</ref> وقتل ابنه طرفة فيها، فدفنه عدي هناك.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 375؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 89.</ref>
===بعد استشهاد الإمام علي===
===بعد استشهاد الإمام علي===
وقف عدي بعد [[استشهاد]] علي (ع) إلى جانب [[الإمام الحسن (ع)]]، وحرّض الناس للوقوف إليه و<nowiki/>[[الجهاد]] ضد [[معاوية]]،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 32.</ref> وقال [[أبو الفرج الأصفهاني]] عندما رأى عدي خذلان الناس للحسن (ع) خاطبهم قائلا:
وقف عدي بعد [[استشهاد]] علي (ع) إلى جانب [[الإمام الحسن (ع)]]، وحرّض الناس للوقوف إليه و[[الجهاد]] ضد [[معاوية]]،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 32.</ref> وقال [[أبو الفرج الأصفهاني]] عندما رأى عدي خذلان الناس للحسن (ع) خاطبهم قائلا:
: سبحان الله، ما أقبح هذا المقام؟ ألا تجيبون إمامكم، وابن [[فاطمة الزهرا|بنت نبيكم]]، أين خطباء مضر؟! أين المسلمون؟! أين الخوّاضون من أهل المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة، فإذا جدّ الجدّ فروّاغون كالثعالب، أما تخافون مقت الله، ولا عيبها وعارها؟!<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل‏ الطالبيين، ص 70.</ref>
: سبحان الله، ما أقبح هذا المقام؟ ألا تجيبون إمامكم، وابن [[فاطمة الزهرا|بنت نبيكم]]، أين خطباء مضر؟! أين المسلمون؟! أين الخوّاضون من أهل المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة، فإذا جدّ الجدّ فروّاغون كالثعالب، أما تخافون مقت الله، ولا عيبها وعارها؟!<ref>أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل‏ الطالبيين، ص 70.</ref>


مستخدم مجهول