انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المصحف العثماني»

imported>Maytham
imported>Ahmadnazem
سطر ١١: سطر ١١:


==سبب تدوين المصحف العثماني==
==سبب تدوين المصحف العثماني==
لما انتشرت [[المصحف|مصاحف]] [[الصحابة]] في أوساط [[المسلمين]]، ووجدوها مختلفة في ترتيب [[السورة|السور]] والقراءة، بدأوا يخطّئون بعضهم البعض، ويعتبر كلّ واحد قراءته هي الصحيحة، وينتقد قراءة الطرف الآخر، فثارت فيما بينهم خلافات كثيرة حول [[القرآن]]، وكما قال السيد محمد باقر الحجتى ناقلا عن الطبري إن الشجار قد كان يبلغ درجة [[تكفير أهل القبلة|تكفير]] بعضهم البعض،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 438. </ref> ومن هنا قرّر [[عثمان بن عفان]] أن يوحّد المصاحف، فشكّل لجنة من أربعة أشخاص، وأمرهم بجمع نُسخ القرآن كلّها، وتدوين نسخة واحدة،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، صص 439 و440؛ معرفة، التمهيد، ج 1، صص 338 و339.</ref> وحرق ما سواها.<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص440؛ معرفة، التمهيد، ج 1، ص 346.</ref>
لما انتشرت مصاحف [[الصحابة]] في أوساط [[المسلمين]]، ووجدوها مختلفة في ترتيب [[السورة|السور]] والقراءة، بدأوا يخطّئون بعضهم البعض، ويعتبر كلّ واحد قراءته هي الصحيحة، وينتقد قراءة الطرف الآخر، فثارت فيما بينهم خلافات كثيرة حول [[القرآن]]، وكما قال السيد محمد باقر الحجتى ناقلا عن الطبري إن الشجار قد كان يبلغ درجة [[تكفير أهل القبلة|تكفير]] بعضهم البعض،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 438. </ref> ومن هنا قرّر [[عثمان بن عفان]] أن يوحّد المصاحف، فشكّل لجنة من أربعة أشخاص، وأمرهم بجمع نُسخ القرآن كلّها، وتدوين نسخة واحدة،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، صص 439 و440؛ معرفة، التمهيد، ج 1، صص 338 و339.</ref> وحرق ما سواها.<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص440؛ معرفة، التمهيد، ج 1، ص 346.</ref>


==زمن تدوينه==
==زمن تدوينه==
سطر ١٩: سطر ١٩:


==لجنة تدوينه==
==لجنة تدوينه==
يوجد خلاف حول أعضاء لجنة تدوين [[المصحف]] العثماني وعددهم، فرأى البعض أن [[زيد بن ثابت]] كان مسؤولا عنه، وذكر البعض الآخر أن [[سعيد بن العاص]] ساعده في ذلك، وعدّ ثالث [[أبي بن كعب|أبيّ بن كعب]] معهم،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 417.</ref> وقال رابع إن اللجنة كانت تضمّ خمسة أشخاص، وهناك من يقول بأنها كانت تضمّ اثني عشر شخصا من [[قريش]] و[[الأنصار]].<ref>راميار، تاريخ قرآن، 419.</ref>
يوجد خلاف حول أعضاء لجنة تدوين المصحف العثماني وعددهم، فرأى البعض أن [[زيد بن ثابت]] كان مسؤولا عنه، وذكر البعض الآخر أن [[سعيد بن العاص]] ساعده في ذلك، وعدّ ثالث [[أبي بن كعب|أبيّ بن كعب]] معهم،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 417.</ref> وقال رابع إن اللجنة كانت تضمّ خمسة أشخاص، وهناك من يقول بأنها كانت تضمّ اثني عشر شخصا من [[قريش]] و[[الأنصار]].<ref>راميار، تاريخ قرآن، 419.</ref>


ويعتقد البعض أن أوثق [[الروايات]] هي رواية [[أنس بن مالك]] وأسلم (مولى [[عمر بن الخطاب]]) الذين ساهما في التدوين،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 417.</ref> وبناء على هذه الرواية كانت لجنة التدوين تضم أربعة، وهم: زيد بن ثابت، و[[عبد الله بن زبير]]، وسعيد بن العاص، و[[عبد الرحمن بن الحارث]]،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 339؛ الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، صص 439 و440؛ راميار، تاريخ قرآن، ص 417.</ref> وقال الباحث في [[علوم القرآن]] ومؤلف كتاب [[التمهيد في علوم القرآن]] [[محمد هادي معرفة]] في تبرير رواية الاثني عشر شخصا إن أولئك الأربعة لم يتمكنوا وحدهم من إنجاز المهمة، ولهذا استعانوا بأشخاص آخرين [[عبد الله بن عباس|كعبد الله بن عباس]] وأنس بن مالك.<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 339 و340.</ref>
ويعتقد البعض أن أوثق [[الروايات]] هي رواية [[أنس بن مالك]] وأسلم (مولى [[عمر بن الخطاب]]) الذين ساهما في التدوين،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 417.</ref> وبناء على هذه الرواية كانت لجنة التدوين تضم أربعة، وهم: زيد بن ثابت، و[[عبد الله بن زبير]]، وسعيد بن العاص، و[[عبد الرحمن بن الحارث]]،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 339؛ الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، صص 439 و440؛ راميار، تاريخ قرآن، ص 417.</ref> وقال الباحث في [[علوم القرآن]] ومؤلف كتاب [[التمهيد في علوم القرآن]] [[محمد هادي معرفة]] في تبرير رواية الاثني عشر شخصا إن أولئك الأربعة لم يتمكنوا وحدهم من إنجاز المهمة، ولهذا استعانوا بأشخاص آخرين [[عبد الله بن عباس|كعبد الله بن عباس]] وأنس بن مالك.<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 339 و340.</ref>
سطر ٢٨: سطر ٢٨:


==طريقة تدوينه==
==طريقة تدوينه==
بحسب [[الروايات]] التاريخية، تدوّن [[المصحف]] العثماني بناء على [[المصحف]] الذي تدوّن في عصر [[أبي بكر]]، وقد كانت نسخ [[السورة|السور]] التي كُتبَت في زمن [[رسول الله]]{{صل}} ملحوظة أيضا، وكذا مصحف [[أبي بن كعب|أُبيّ]]،<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 421 و422.</ref>  
بحسب [[الروايات]] التاريخية، تدوّن [[المصحف]] العثماني بناء على المصحف الذي تدوّن في عصر [[أبي بكر]]، وقد كانت نسخ [[السورة|السور]] التي كُتبَت في زمن [[رسول الله]]{{صل}} ملحوظة أيضا، وكذا مصحف [[أبي بن كعب|أُبيّ]]،<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 421 و422.</ref>  
وقال [[عثمان بن عفان|عثمان]] لأعضاء لجنة التدوين: إذا اختلفتم في كلمة مّا فاكتبوها بلسان [[قريش]]؛ لأن [[القرآن]] نزل بلسانهم.<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 421 و422.</ref>  
وقال [[عثمان بن عفان|عثمان]] لأعضاء لجنة التدوين: إذا اختلفتم في كلمة مّا فاكتبوها بلسان [[قريش]]؛ لأن [[القرآن]] نزل بلسانهم.<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 421 و422.</ref>  


سطر ٣٤: سطر ٣٤:


===انتقاداته===
===انتقاداته===
انتقد [[محمد هادي معرفة]] طريقة تدوين [[المصحف]] العثماني، فقال: قد حدثت تساهلات واضحة في تدوينه، ومن هذا المنطلق حدثت أخطاء إملائية كثيرة في المصاحف العثمانية،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 348.</ref> وبما أن المصاحف لم يقارن بعضها ببعض اختلفت بعضها عن بعض،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 348.</ref> نقل معرفة عن ابن أبي داود أن أهل [[الشام]] كانوا يعتقدون بأن مصحفهم ومصحف [[البصرة]] أصح من مصحف [[الكوفة]]؛ لأن مصحف الكوفة أُرسل إليهم بعد المقارنة والتصحيح،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 348 و349.</ref> ونقل عنه أيضا: أن [[عثمان بن عفان|عثمان]] بعد أن شاهد المصحف العثماني قال: لو كان المُملي من طائفة هذيل والكاتب من طائفة ثقيف لما حدثت كلّ هذه الأخطاء.<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 349.</ref>
انتقد [[محمد هادي معرفة]] طريقة تدوين المصحف العثماني، فقال: قد حدثت تساهلات واضحة في تدوينه، ومن هذا المنطلق حدثت أخطاء إملائية كثيرة في المصاحف العثمانية،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 348.</ref> وبما أن المصاحف لم يقارن بعضها ببعض اختلفت بعضها عن بعض،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 348.</ref> نقل معرفة عن ابن أبي داود أن أهل [[الشام]] كانوا يعتقدون بأن مصحفهم ومصحف [[البصرة]] أصح من مصحف [[الكوفة]]؛ لأن مصحف الكوفة أُرسل إليهم بعد المقارنة والتصحيح،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 348 و349.</ref> ونقل عنه أيضا: أن [[عثمان بن عفان|عثمان]] بعد أن شاهد المصحف العثماني قال: لو كان المُملي من طائفة هذيل والكاتب من طائفة ثقيف لما حدثت كلّ هذه الأخطاء.<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 349.</ref>


==مميزاته==
==مميزاته==
بحسب ما نقله [[محمد هادي معرفة]]، تقدّمت في [[المصحف]] العثماني [[السور الطوال]] على غيرها كمصاحف [[الصحابة]] التي كتبت قبله، إلا أن هناك فرقا صغيرا حيث إن [[سورة يونس]] تأخرت في هذا المصحف؛ لأن [[عثمان بن عفان|عثمان]] كان يتصور أن [[سورة الأنفال]] و<nowiki/>[[سورة التوبة]]، سورة واحدة،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 354 و355.</ref> وأثار صدور هذا الفعل من عثمان اعتراض [[ابن عباس]].<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 355.</ref>
بحسب ما نقله [[محمد هادي معرفة]]، تقدّمت في المصحف العثماني [[السور الطوال]] على غيرها كمصاحف [[الصحابة]] التي كتبت قبله، إلا أن هناك فرقا صغيرا حيث إن [[سورة يونس]] تأخرت في هذا المصحف؛ لأن [[عثمان بن عفان|عثمان]] كان يتصور أن [[سورة الأنفال]] و<nowiki/>[[سورة التوبة]]، سورة واحدة،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 354 و355.</ref> وأثار صدور هذا الفعل من عثمان اعتراض [[ابن عباس]].<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 355.</ref>


ولم يكن المصحف العثماني منقوطا ومشكولا؛ وذلك لأن الخط العربي في بدايته لم يكن منقوطا ومشكولا،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 355.</ref> فكان على القارئ أن يميز بين الحروف المتشابهة كالباء والتاء والياء والثاء وكذلك الجيم والحاء والخاء، وكان المصحف العثماني خاليا عن الإعراب والعلامات أيضا، فتشابهت بعض الكلمات ك‍"يُعلِّمه" و"نَعلَمُه"، ولهذا كانت قراءة [[القرآن]] آنذاك موقوفة على سماع القرآن، وتسبب هذا الأمر باختلاف [[القراءات السبعة|القراءات]].<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 355 و356.</ref>  
ولم يكن المصحف العثماني منقوطا ومشكولا؛ وذلك لأن الخط العربي في بدايته لم يكن منقوطا ومشكولا،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 355.</ref> فكان على القارئ أن يميز بين الحروف المتشابهة كالباء والتاء والياء والثاء وكذلك الجيم والحاء والخاء، وكان المصحف العثماني خاليا عن الإعراب والعلامات أيضا، فتشابهت بعض الكلمات ك‍"يُعلِّمه" و"نَعلَمُه"، ولهذا كانت قراءة [[القرآن]] آنذاك موقوفة على سماع القرآن، وتسبب هذا الأمر باختلاف [[القراءات السبعة|القراءات]].<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 355 و356.</ref>  
سطر ٤٨: سطر ٤٨:
واستنتج محمد هادي معرفة من خلال الجمع بين روايتي ابن أبي داود و[[أحمد بن أبي يعقوب|اليعقوبي]] أن عددها كان تسعا؛ وذلك أن ابن أبي داود ذكر سبع نسخ، وهي ما يخصّ [[مكة]]، والكوفة، والبصرة، والشام، و[[البحرين]]، و[[اليمن]]، وذكر اليعقوبي نسختين وهما يخصان [[مصر]]، و[[الجزيرة]].<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 349 و350.</ref>
واستنتج محمد هادي معرفة من خلال الجمع بين روايتي ابن أبي داود و[[أحمد بن أبي يعقوب|اليعقوبي]] أن عددها كان تسعا؛ وذلك أن ابن أبي داود ذكر سبع نسخ، وهي ما يخصّ [[مكة]]، والكوفة، والبصرة، والشام، و[[البحرين]]، و[[اليمن]]، وذكر اليعقوبي نسختين وهما يخصان [[مصر]]، و[[الجزيرة]].<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، صص 349 و350.</ref>
===المصحف الإمام===
===المصحف الإمام===
ورد في بعض مصادر [[العلوم القرآنية]] أن [[المصحف]] الإمام (أو مصحف الإمام) كان يطلق على مصحف [[المدينة]]،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 350.</ref> وذهب [[المحدث]] و[[الفقيه]] [[شافعية|الشافعي]] ابن الجزري  في [[القرن الثامن الهجري|القرن الثامن]] و[[القرن التاسع الهجري|التاسع]] الهجري إلى أنه لم يكن مصحفا عاما يستخدمه أهل [[المدينة]] بل هو كان مصحفا خاصّا [[عثمان بن عفان|بعثمان]]،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 462.</ref> ورأى ابن كثير - مِن [[علم التفسير|المفسرين]] في القرن الثامن الهجري - في كتابه فضائل القرآن أن المصحف الإمام كان يطلق على كلّ واحد من المصاحف العثمانية،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 461. </ref> وبناء على ما ذكره كتاب [[التمهيد في علوم القرآن|التمهيد]] كان المصحف الإمام مرجعا لسائر المصاحف العثمانية في مختلف المدن، فإذا وجدوا خلافا فيها كانوا يراجعونه.<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 350.</ref>
ورد في بعض مصادر [[العلوم القرآنية]] أن المصحف الإمام (أو مصحف الإمام) كان يطلق على مصحف [[المدينة]]،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 350.</ref> وذهب [[المحدث]] و[[الفقيه]] [[شافعية|الشافعي]] ابن الجزري  في [[القرن الثامن الهجري|القرن الثامن]] و[[القرن التاسع الهجري|التاسع]] الهجري إلى أنه لم يكن مصحفا عاما يستخدمه أهل [[المدينة]] بل هو كان مصحفا خاصّا [[عثمان بن عفان|بعثمان]]،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 462.</ref> ورأى ابن كثير - مِن [[علم التفسير|المفسرين]] في القرن الثامن الهجري - في كتابه فضائل القرآن أن المصحف الإمام كان يطلق على كلّ واحد من المصاحف العثمانية،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 461. </ref> وبناء على ما ذكره كتاب [[التمهيد في علوم القرآن|التمهيد]] كان المصحف الإمام مرجعا لسائر المصاحف العثمانية في مختلف المدن، فإذا وجدوا خلافا فيها كانوا يراجعونه.<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 350.</ref>


==موقف الصحابة والتابعين==
==موقف الصحابة والتابعين==
سطر ٥٨: سطر ٥٨:


==موقف أئمة الشيعة==
==موقف أئمة الشيعة==
حسب ما قاله [[محمد هادي معرفة]] لم يعارض [[الأئمة|أئمة]] [[الشيعة]] [[المصحف]] العثماني، ومن هنا يعتقد الشيعة كلّهم أن [[القرآن]] الذي يوجد اليوم بين أيديهم صحيح وكاملٌ،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 342.</ref> وروى [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] في [[رواية]] أن الإمام علي{{عليه السلام}} وافق [[عثمان بن عفان|عثمان]] على مشروع تدوين المصحف،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 341.</ref> وبناء على الرواية التي وردت في [[وسائل الشيعة]] إن شخصا قرأ القرآن بغير ما يقرأه الناس، فمنعه [[الإمام الصادق]]{{عليه السلام}} عن ذلك، وأمره بأن يقرأه كما يقرأه الناس.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 4، ص 821.</ref>
حسب ما قاله [[محمد هادي معرفة]] لم يعارض [[الأئمة|أئمة]] [[الشيعة]] المصحف العثماني، ومن هنا يعتقد الشيعة كلّهم أن [[القرآن]] الذي يوجد اليوم بين أيديهم صحيح وكاملٌ،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 342.</ref> وروى [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] في [[رواية]] أن الإمام علي{{عليه السلام}} وافق [[عثمان بن عفان|عثمان]] على مشروع تدوين المصحف،<ref>معرفة، التمهيد، ج 1، ص 341.</ref> وبناء على الرواية التي وردت في [[وسائل الشيعة]] إن شخصا قرأ القرآن بغير ما يقرأه الناس، فمنعه [[الإمام الصادق]]{{عليه السلام}} عن ذلك، وأمره بأن يقرأه كما يقرأه الناس.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 4، ص 821.</ref>


==مصير المصاحف العثمانية==
==مصير المصاحف العثمانية==
وفقا للمصادر التاريخية كانت [[المصحف|المصاحف]] العثمانية ذات قدسية خاصة بين [[المسلمين]]، وكانت [[المسجد|المساجد]] والمدن في اعتقادهم تتشرّف بها، وبهذا السبب كانوا يحتفظون بها بعناية فائقة بل كانوا يتنافسون على الاحتفاظ بأحدها في مدائنهم أو مساجدهم،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 465.</ref> وعلى الرغم مِن ذلك، ومِن أنهم استنسخوا منها كثيرا،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 471.</ref> فإنا لا نملك  معلومات دقيقة عن مصير نفس المصاحف العثمانية.<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 465.</ref>  
وفقا للمصادر التاريخية كانت المصاحف العثمانية ذات قدسية خاصة بين [[المسلمين]]، وكانت [[المسجد|المساجد]] والمدن في اعتقادهم تتشرّف بها، وبهذا السبب كانوا يحتفظون بها بعناية فائقة بل كانوا يتنافسون على الاحتفاظ بأحدها في مدائنهم أو مساجدهم،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 465.</ref> وعلى الرغم مِن ذلك، ومِن أنهم استنسخوا منها كثيرا،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 471.</ref> فإنا لا نملك  معلومات دقيقة عن مصير نفس المصاحف العثمانية.<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 465.</ref>  


ومن أجل تلك القدسية طالما كانت هناك نسخٌ تُدّعى أنها مصاحف عثمانية،<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 465 و468.</ref> ولكن الباحثين في تاريخ [[القرآن]] يرون هذه الدعاوي باطلة، ويعتقدون بأنه لا أثر للمصاحف العثمانية اليوم،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 460؛ راميار، تاريخ قرآن، صص 465 و466.</ref> فعلى سبيل المثال هناك مصحف في طشقند يعرف بمصحف سمرقند، يدّعى أنه المصحف الذي قتل عثمان عليه، وأن بقع الدم على صفحاته تشير إلى ذلك،<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 466 و467.</ref> ولكن الباحث في تاريخ القرآن [[محمود راميار]] قال: إن هذا المصحف على الرغم مِن قِدمه، وخلوه من النقط والأشكال، فإنه لا يعود إلى عصر [[عثمان بن عفان|عثمان]]،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 467.</ref> وكذلك هناك مصحف في متحف [[إسطنبول]] يُقال إنه مصحف عثمان، ولكن هذا غير صحيح؛ لأن المصاحف العثمانية كانت خالية عن العلائم والحركات بينما هو ليس كذلك.<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 460.</ref>
ومن أجل تلك القدسية طالما كانت هناك نسخٌ تُدّعى أنها مصاحف عثمانية،<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 465 و468.</ref> ولكن الباحثين في تاريخ [[القرآن]] يرون هذه الدعاوي باطلة، ويعتقدون بأنه لا أثر للمصاحف العثمانية اليوم،<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 460؛ راميار، تاريخ قرآن، صص 465 و466.</ref> فعلى سبيل المثال هناك مصحف في طشقند يعرف بمصحف سمرقند، يدّعى أنه المصحف الذي قتل عثمان عليه، وأن بقع الدم على صفحاته تشير إلى ذلك،<ref>راميار، تاريخ قرآن، صص 466 و467.</ref> ولكن الباحث في تاريخ القرآن [[محمود راميار]] قال: إن هذا المصحف على الرغم مِن قِدمه، وخلوه من النقط والأشكال، فإنه لا يعود إلى عصر [[عثمان بن عفان|عثمان]]،<ref>راميار، تاريخ قرآن، ص 467.</ref> وكذلك هناك مصحف في متحف [[إسطنبول]] يُقال إنه مصحف عثمان، ولكن هذا غير صحيح؛ لأن المصاحف العثمانية كانت خالية عن العلائم والحركات بينما هو ليس كذلك.<ref>الحجتي، بزوهشي در تاريخ قرآن كريم، ص 460.</ref>
مستخدم مجهول