مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النواب الأربعة»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Abo baker |
imported>Abo baker لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢: | سطر ٢: | ||
==مصادر البحث== | =='''مصادر البحث'''== | ||
تعتمد [[الإمامية]] في معرفة أخبار [[السفراء الأربعة]] على ما دوَّنه [[الشيخ الطوسي]] في [[كتاب الغيبة للطوسي|كتاب الغيبة]]، وهو بنفسه اعتمد على مصدرين قديمين هما : | تعتمد [[الإمامية]] في معرفة أخبار [[السفراء الأربعة]] على ما دوَّنه [[الشيخ الطوسي]] في [[كتاب الغيبة للطوسي|كتاب الغيبة]]، وهو بنفسه اعتمد على مصدرين قديمين هما : | ||
*كتاب « في أخبار أبي عمرو أبي جعفر عمريون » تأليف هبة الله بن احمد بن محمد الكاتب، المعروف بابن برينة ، ابن أم كلثوم بنت محمد بن عثمان بن سعيد العمري . | *كتاب « في أخبار أبي عمرو أبي جعفر عمريون » تأليف هبة الله بن احمد بن محمد الكاتب، المعروف بابن برينة ، ابن أم كلثوم بنت محمد بن عثمان بن سعيد العمري . | ||
*والآخر كتاب « أخبارالوكلاءالأربعة » تأليف أحمد بن نوح.<ref>رجال النجاشي، ص 343.</ref> إلاّ أنّ الشيخ الطوسي وغيره من المؤلفين الذين تعرضوا لحياة السفراء لم يذكروا لنا الا النَّزر القليل منها وخاصّة حياة السفير الأول. | *والآخر كتاب « أخبارالوكلاءالأربعة » تأليف أحمد بن نوح.<ref>رجال النجاشي، ص 343.</ref> إلاّ أنّ الشيخ الطوسي وغيره من المؤلفين الذين تعرضوا لحياة السفراء لم يذكروا لنا الا النَّزر القليل منها وخاصّة حياة السفير الأول. | ||
==بدء حركة النواب الأربعة== | =='''بدء حركة النواب الأربعة'''== | ||
مرّت غيبة الإمام المهدي {{عج}} بمرحلتين عرفت الأولى منهما ب[[الغيبة الصغرى]] والثانية ب[[الغيبة الكبرى]] ، وإنما سمّيت الأولى بالصغرى لوجهين : | مرّت غيبة الإمام المهدي {{عج}} بمرحلتين عرفت الأولى منهما ب[[الغيبة الصغرى]] والثانية ب[[الغيبة الكبرى]] ، وإنما سمّيت الأولى بالصغرى لوجهين : | ||
#محدودية زمن هذه الغيبة . | #محدودية زمن هذه الغيبة . | ||
سطر ١٥: | سطر ١٥: | ||
أمّا من الناحية الزمانية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً ، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة يمثلون الواسطة بينه {{عج}} وبين شيعته، فكان {{عج}} يعالج مشاكل الشيعة من خلال هذه الواسطة وعلى جميع المستويات المالية والعقائدية و[[الفقه|الفقهية]] . | أمّا من الناحية الزمانية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً ، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة يمثلون الواسطة بينه {{عج}} وبين شيعته، فكان {{عج}} يعالج مشاكل الشيعة من خلال هذه الواسطة وعلى جميع المستويات المالية والعقائدية و[[الفقه|الفقهية]] . | ||
==الحركة السرّية للنواب== | =='''الحركة السرّية للنواب'''== | ||
والجدير بالذكر هنا، أن الظروف الموضوعية لم تقتض غيبة [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}} واختفائه عن الانظار فقط ، بل امتد ذلك إلى [[النواب الأربعة|النواب]] حيث كانوا يتحركون بسرية وحذر شديدين كي لا يقعوا تحت رقابة السلطة ، وإن كان ابتعاد [[الشيعة]] [[الإمامية]] في ذلك الوقت عن الخوض في الثورات والتحركات التي تهدد السلطة ، جعل السلطة لا تشعر بخطورة وجودهم مما جعلهم بعيدين- الى حد ما- عن مرصد الدولة وجواسيسها مما سهّل [[النواب الأربعة|للنواب]] إدارة شؤون [[الشيعة]] . | والجدير بالذكر هنا، أن الظروف الموضوعية لم تقتض غيبة [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}} واختفائه عن الانظار فقط ، بل امتد ذلك إلى [[النواب الأربعة|النواب]] حيث كانوا يتحركون بسرية وحذر شديدين كي لا يقعوا تحت رقابة السلطة ، وإن كان ابتعاد [[الشيعة]] [[الإمامية]] في ذلك الوقت عن الخوض في الثورات والتحركات التي تهدد السلطة ، جعل السلطة لا تشعر بخطورة وجودهم مما جعلهم بعيدين- الى حد ما- عن مرصد الدولة وجواسيسها مما سهّل [[النواب الأربعة|للنواب]] إدارة شؤون [[الشيعة]] . | ||
سطر ٢١: | سطر ٢١: | ||
ونتيجة لذلك تمكن [[الشيعة]] من المحافظة على كيانهم في مركز الخلافة [[بني العباس|العباسية]] كأقلية معترف بها فارضين وجودهم على الحكومة العباسية والخطوط الإفراطية [[أهل السنة|السنيّة]] في بغداد التي كانت تمثل مركز [[الشيعة]] آنذاك.<ref>جباري، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج۱، ص۶۶.</ref> | ونتيجة لذلك تمكن [[الشيعة]] من المحافظة على كيانهم في مركز الخلافة [[بني العباس|العباسية]] كأقلية معترف بها فارضين وجودهم على الحكومة العباسية والخطوط الإفراطية [[أهل السنة|السنيّة]] في بغداد التي كانت تمثل مركز [[الشيعة]] آنذاك.<ref>جباري، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام، ج۱، ص۶۶.</ref> | ||
==سياسات النواب الخاصة== | =='''سياسات النواب الخاصة'''== | ||
اعتمد [[الشيعة]] عامّة و [[النواب الأربعة]] خاصّة وبتوجيه من [[الإمام المهدي (ع)|الإمام]] {{عج}} سياسةً خاصة تقوم على اختراق دائرة السلطة العباسية الحاكمة من قبل بعض كبار [[الشيعة]] وتسنّم مناصب مرموقة فيه كالتصدّي لمنصب الوزارة.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۱۰۹.</ref> | اعتمد [[الشيعة]] عامّة و [[النواب الأربعة]] خاصّة وبتوجيه من [[الإمام المهدي (ع)|الإمام]] {{عج}} سياسةً خاصة تقوم على اختراق دائرة السلطة العباسية الحاكمة من قبل بعض كبار [[الشيعة]] وتسنّم مناصب مرموقة فيه كالتصدّي لمنصب الوزارة.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۱۰۹.</ref> | ||
==نبذة عن حياتهم== | =='''نبذة عن حياتهم'''== | ||
وللتعريف [[النواب الأربعة|بالنواب]] الخاصّين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] {{عج}} لابد من الإشارة إلى ما قام به كل واحد منهم ممتثلاً لأمر [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}}. | وللتعريف [[النواب الأربعة|بالنواب]] الخاصّين [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] {{عج}} لابد من الإشارة إلى ما قام به كل واحد منهم ممتثلاً لأمر [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}}. | ||
===عثمان بن سعيد العمري السمّان=== | ==='''عثمان بن سعيد العمري السمّان'''=== | ||
{{مفصلة|عثمان بن سعيد العمري}} | {{مفصلة|عثمان بن سعيد العمري}} | ||
[[عثمان بن سعيد العمري]] هو أوّل [[النواب الأربعة|النوّاب الأربعة]] [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] {{عج}} والملقب بالسمّان، كان من كبار العلماء ، ولكن [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام العسكري]] {{ع}} دفعه للاتجار بالسمن (الزيت) ليوجد من ذلك تغطية ظاهرية لدوره الهام في ايصال الأموال إلى [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}} بسرية كافية. فباعتباره بائعًا للسمن كان يملأ بعض أجرّة السمن بالأموال المتوفرة لديه من الحقوق الشرعية ثم يبعثها إلى بيت [[الإمام المهدي]] {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۱۴.</ref> | [[عثمان بن سعيد العمري]] هو أوّل [[النواب الأربعة|النوّاب الأربعة]] [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|للإمام المهدي]] {{عج}} والملقب بالسمّان، كان من كبار العلماء ، ولكن [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام العسكري]] {{ع}} دفعه للاتجار بالسمن (الزيت) ليوجد من ذلك تغطية ظاهرية لدوره الهام في ايصال الأموال إلى [[الإمام المهدي|الإمام]] {{عج}} بسرية كافية. فباعتباره بائعًا للسمن كان يملأ بعض أجرّة السمن بالأموال المتوفرة لديه من الحقوق الشرعية ثم يبعثها إلى بيت [[الإمام المهدي]] {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۱۴.</ref> | ||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
استغرقت نيابة [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان بن سعيد]] السنوات الخمس الأولى من غيبة [[الإمام المهدي]] {{عج}} التي بدأت سنة 260 هـ ق. | استغرقت نيابة [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان بن سعيد]] السنوات الخمس الأولى من غيبة [[الإمام المهدي]] {{عج}} التي بدأت سنة 260 هـ ق. | ||
===محمد بن عثمان بن سعيد العمري=== | ==='''محمد بن عثمان بن سعيد العمري'''=== | ||
{{مفصلة|محمد بن عثمان بن سعيد العمري}} | {{مفصلة|محمد بن عثمان بن سعيد العمري}} | ||
النائب الثاني من [[النواب الأربعة]] [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان]] ، وكان وكيلا [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} ، فلما مضى والده السفير الأوّل قام مقام أبيه بنص من أبي محمد {{ع}} ، ونصّ أبوه [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان]] عليه أيضا ، بأمرٍ من [[الإمام المهدي|الإمام القائم]] {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۱۹.</ref> ، وكان كوالده من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام العسكري]] {{ع}} المعتمدين لديه ، كما يكشف لنا ذلك النّص المروي عن [[الإمام العسكري]] {{ع}} ،وهو أنّه {{ع}} قال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص۲۱۹.</ref> وقد استغرقت نيابتة أربعين سنة من عمر [[الغيبة الصغرى]] بدأها سنة 265 ق. | النائب الثاني من [[النواب الأربعة]] [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري|محمد بن عثمان]] ، وكان وكيلا [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} ، فلما مضى والده السفير الأوّل قام مقام أبيه بنص من أبي محمد {{ع}} ، ونصّ أبوه [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان]] عليه أيضا ، بأمرٍ من [[الإمام المهدي|الإمام القائم]] {{عج}}.<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۱۹.</ref> ، وكان كوالده من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام العسكري]] {{ع}} المعتمدين لديه ، كما يكشف لنا ذلك النّص المروي عن [[الإمام العسكري]] {{ع}} ،وهو أنّه {{ع}} قال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص۲۱۹.</ref> وقد استغرقت نيابتة أربعين سنة من عمر [[الغيبة الصغرى]] بدأها سنة 265 ق. | ||
===الحسين بن روح=== | ==='''الحسين بن روح'''=== | ||
{{مفصلة|آل نوبخت|الحسين بن روح النوبختي}} | {{مفصلة|آل نوبخت|الحسين بن روح النوبختي}} | ||
[[الحسين بن روح النوبختي|أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي]] النائب الثالث من [[النواب الأربعة]] [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} والمعتمدين لدى النائب الثاني [[محمد بن عثمان العمري]] والمقربين لديه في بغداد.<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص۲۲۳.</ref> ، وكان [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن عثمان]] قد مهّد من قبل ذلك لنيابته من خلال إرجاع [[الشيعة]] إليه، وفي الأيام الاخيرة من عمره أفصح عن تنصيبه بأمر من [[الإمام المهدي]] {{عج}} نائباً خاصاً له {{عج}} فكانت [[الشيعة]] ترجع اليه كما كانت ترجع الى من سبقه من النواب الخاصين ، وقد استغرقت نيابته إحدى وعشرين سنة بدأها سنة 305 هـ ق.<ref>الطوسي، الغيبة، صص۲۲۴- ۲۲۶.</ref> ، و يُعدّ النوبختي من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] {{ع}}. | [[الحسين بن روح النوبختي|أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي]] النائب الثالث من [[النواب الأربعة]] [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} والمعتمدين لدى النائب الثاني [[محمد بن عثمان العمري]] والمقربين لديه في بغداد.<ref>الشيخ الطوسي، الغيبة، ص۲۲۳.</ref> ، وكان [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن عثمان]] قد مهّد من قبل ذلك لنيابته من خلال إرجاع [[الشيعة]] إليه، وفي الأيام الاخيرة من عمره أفصح عن تنصيبه بأمر من [[الإمام المهدي]] {{عج}} نائباً خاصاً له {{عج}} فكانت [[الشيعة]] ترجع اليه كما كانت ترجع الى من سبقه من النواب الخاصين ، وقد استغرقت نيابته إحدى وعشرين سنة بدأها سنة 305 هـ ق.<ref>الطوسي، الغيبة، صص۲۲۴- ۲۲۶.</ref> ، و يُعدّ النوبختي من أصحاب [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] {{ع}}. | ||
سطر ٤٩: | سطر ٤٩: | ||
فقال لهم: «هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي ، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل، والثقة الامين ، فارجعوا اليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أُمِرت وقد بلغت».<ref>الطوسي، الغيبة، صص۲۲۶- ۲۲۷.</ref> | فقال لهم: «هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي ، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل، والثقة الامين ، فارجعوا اليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أُمِرت وقد بلغت».<ref>الطوسي، الغيبة، صص۲۲۶- ۲۲۷.</ref> | ||
===أبو الحسن علي بن محمد السَمُري=== | ==='''أبو الحسن علي بن محمد السَمُري'''=== | ||
{{مفصلة|علي بن محمد السمري}} | {{مفصلة|علي بن محمد السمري}} | ||
النائب الرابع من [[النواب الأربعة]] [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} والذي أفصح عن تنصيبه السفير الثالث [[الحسين بن روح النوبختي]] بأمر من [[الإمام المهدي|الإمام الحجّة]] {{عج}} هو« [[علي بن محمد السمري|أبو الحسن علي بن محمد السَمُري]] » ، وقد استمرت نيابته ثلاث سنوات انتهت بانتهاء [[الغيبة الصغرى]] سنة 329 ق. | النائب الرابع من [[النواب الأربعة]] [[الإمام المهدي|للإمام المهدي]] {{عج}} والذي أفصح عن تنصيبه السفير الثالث [[الحسين بن روح النوبختي]] بأمر من [[الإمام المهدي|الإمام الحجّة]] {{عج}} هو« [[علي بن محمد السمري|أبو الحسن علي بن محمد السَمُري]] » ، وقد استمرت نيابته ثلاث سنوات انتهت بانتهاء [[الغيبة الصغرى]] سنة 329 ق. | ||
==إطلالة على حركة النواب== | =='''إطلالة على حركة النواب'''== | ||
لاشك أن حركة النواب الأربعة كانت تخضع لتوجيهات الإمام {{عج}} وتدور في فلك ارشاداته {{عج}} ومن هنا لابد من رصد حركتهم وفقا لما جاء في التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدسة؛ وان لم يصل لنا– ولشديد الأسف- الكثير منها. | لاشك أن حركة النواب الأربعة كانت تخضع لتوجيهات الإمام {{عج}} وتدور في فلك ارشاداته {{عج}} ومن هنا لابد من رصد حركتهم وفقا لما جاء في التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدسة؛ وان لم يصل لنا– ولشديد الأسف- الكثير منها. | ||
سطر ٥٩: | سطر ٥٩: | ||
ومن هنا يمكن تصنيف حركة النواب ضمن الفقرات التالية: | ومن هنا يمكن تصنيف حركة النواب ضمن الفقرات التالية: | ||
===التصدّي للغلاة=== | ==='''التصدّي للغلاة'''=== | ||
الملاحظ من خلال رصد حركة [[الأئمة الاثني عشر|الأئمة]] {{هم}} أنهم كانوا يرصدون التشعبات الفكرية في الجسد [[التشيع|الشيعي]] وعلى رأسها حركة [[الغلاة|الغلو]]، والذين تمكنوا في العقود الاخيرة من عمر الأئمة {{هم}} من النفوذ في الوسط الإمامي مستفدين من الدعم الذي قدم لهم من قبل شخصيات منسوبة الى الأئمة كـ[[جعفر بن علي الهادي]] المعروف بجعفر الكذاب وحماية ودعم بعض الشخصيات السياسية [[الشيعة|الشيعية]]. | الملاحظ من خلال رصد حركة [[الأئمة الاثني عشر|الأئمة]] {{هم}} أنهم كانوا يرصدون التشعبات الفكرية في الجسد [[التشيع|الشيعي]] وعلى رأسها حركة [[الغلاة|الغلو]]، والذين تمكنوا في العقود الاخيرة من عمر الأئمة {{هم}} من النفوذ في الوسط الإمامي مستفدين من الدعم الذي قدم لهم من قبل شخصيات منسوبة الى الأئمة كـ[[جعفر بن علي الهادي]] المعروف بجعفر الكذاب وحماية ودعم بعض الشخصيات السياسية [[الشيعة|الشيعية]]. | ||
سطر ٧٥: | سطر ٧٥: | ||
وفي سنة أواخر 312 هـ ق صدر توقيع خطير من الإمام المهدي {{عج}} سلمه الحسين بن روح وهو في سجنه إلى أبي علي بن همام وطلب منه تعميمه على عموم [[الشيعة]]...<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۴۸؛ كمال السيد، الشمس وراء السحاب، ص302- 303.</ref> | وفي سنة أواخر 312 هـ ق صدر توقيع خطير من الإمام المهدي {{عج}} سلمه الحسين بن روح وهو في سجنه إلى أبي علي بن همام وطلب منه تعميمه على عموم [[الشيعة]]...<ref>الطوسي، الغيبة، ص۲۴۸؛ كمال السيد، الشمس وراء السحاب، ص302- 303.</ref> | ||
===معالجة الارتياب والشكوك المثارة حول الإمام المهدي | ==='''معالجة الارتياب والشكوك المثارة حول الإمام المهدي''' === | ||
من الأمور المهمة التي تكفل بها النواب الخاصون رفع الشك وإزالة الريبة من النفوس والرد على ما يثار من شبهات حول قضية [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عجل الله تعالى فرجه) وقد تجلّت بوضوح في حياة النائبين الأوّل والثاني وما بعدهما حتى نهاية [[الغيبة الصغرى]]. حيث كانت تثار تساؤلات متعددة في هذا المجال. | من الأمور المهمة التي تكفل بها النواب الخاصون رفع الشك وإزالة الريبة من النفوس والرد على ما يثار من شبهات حول قضية [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عجل الله تعالى فرجه) وقد تجلّت بوضوح في حياة النائبين الأوّل والثاني وما بعدهما حتى نهاية [[الغيبة الصغرى]]. حيث كانت تثار تساؤلات متعددة في هذا المجال. | ||
سطر ٨٧: | سطر ٨٧: | ||
وهناك توقيعات اخرى أزاح فيها [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عجل الله تعالى فرجه) الريبة عن وجوده (عليه السلام) مع الإجابة عن بعض المسائل [[الفقه|الفقهية]].<ref>الكليني، ج ۱، ص۱۷۶.</ref> | وهناك توقيعات اخرى أزاح فيها [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عجل الله تعالى فرجه) الريبة عن وجوده (عليه السلام) مع الإجابة عن بعض المسائل [[الفقه|الفقهية]].<ref>الكليني، ج ۱، ص۱۷۶.</ref> | ||
===تنظيم شبكة الوكلاء=== | ==='''تنظيم شبكة الوكلاء'''=== | ||
بدأ أسلوب نشر شبكة الوكلاء والتواصل مع عموم [[الشيعة]] منذ عصر [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]] (عليه السلام) على أقلّ تقدير وتواصل العمل في زمن الأئمة المتاخرين عنه، ومع بدء [[الغيبة الصغرى]] توقف الاتصال المباشر بوكلاء [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عجل الله تعالى فرجه) وأخذ التواصل يتم عن طريق الوكيل الخاص الذي يعينه الإمام (عجل الله تعالى فرجه). | بدأ أسلوب نشر شبكة الوكلاء والتواصل مع عموم [[الشيعة]] منذ عصر [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]] (عليه السلام) على أقلّ تقدير وتواصل العمل في زمن الأئمة المتاخرين عنه، ومع بدء [[الغيبة الصغرى]] توقف الاتصال المباشر بوكلاء [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام المهدي]] (عجل الله تعالى فرجه) وأخذ التواصل يتم عن طريق الوكيل الخاص الذي يعينه الإمام (عجل الله تعالى فرجه). | ||
سطر ٩٣: | سطر ٩٣: | ||
===عدم الافصاح عن مكان الإمام | ==='''عدم الافصاح عن مكان الإمام''' === | ||
يستفاد من المصادر الروائية والتاريخية أن الإمام (عج) كان يتردد بين [[العراق]] و[[مكة]] و[[المدينة]] ولم يعلم عن مكان وجوده الّا النائب الخاص. نعم، قد يتشرف بلقائه بعض الأصحاب كما حصل بالنسبة الى محمد بن أحمد القطان. | يستفاد من المصادر الروائية والتاريخية أن الإمام (عج) كان يتردد بين [[العراق]] و[[مكة]] و[[المدينة]] ولم يعلم عن مكان وجوده الّا النائب الخاص. نعم، قد يتشرف بلقائه بعض الأصحاب كما حصل بالنسبة الى محمد بن أحمد القطان. | ||
سطر ١٠٥: | سطر ١٠٥: | ||
جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِ اللهِ وَمُوالاةِ اَوْلِيائِهِ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِهِمْ وَمِنَ الّذينَ خالَفُوكَ يا حُجَّةَ الْمَوْلى وَبِكَ اِلَيْهِمْ تَوَجُّهي وَبِهِمْ اِلىَ اللهِ تَوَسُّلي. ثمّ تدعُووتسأل الله ما تُحِبّ تجب ان شاء الله تعالى | جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِ اللهِ وَمُوالاةِ اَوْلِيائِهِ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِهِمْ وَمِنَ الّذينَ خالَفُوكَ يا حُجَّةَ الْمَوْلى وَبِكَ اِلَيْهِمْ تَوَجُّهي وَبِهِمْ اِلىَ اللهِ تَوَسُّلي. ثمّ تدعُووتسأل الله ما تُحِبّ تجب ان شاء الله تعالى | ||
==مواضيع ذات صلة== | =='''مواضيع ذات صلة'''== | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
* [[عثمان بن سعيد العمري]] | * [[عثمان بن سعيد العمري]] | ||
سطر ١١٤: | سطر ١١٤: | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
== الهوامش == | == '''الهوامش''' == | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} | ||
==المصادر== | =='''المصادر'''== | ||
* الصدر، السيد محمد؛ تاريخ الغيبة، بيروت، دار التعارف، 1412 هـ ق. | * الصدر، السيد محمد؛ تاريخ الغيبة، بيروت، دار التعارف، 1412 هـ ق. | ||
* جباري، محمد رضا، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام[مؤسسة الوكالة ودورها في عصر الأئمة عليهم السلام]، قم، مؤسسه آموزش بجوهشي إمام خميني، 1382 هـ ش. | * جباري، محمد رضا، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمة عليهم السلام[مؤسسة الوكالة ودورها في عصر الأئمة عليهم السلام]، قم، مؤسسه آموزش بجوهشي إمام خميني، 1382 هـ ش. |