انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة النور»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Odai78
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ١٣: سطر ١٣:
|الحروف=5755
|الحروف=5755
}}
}}
'''سورة النور'''، هي [[السورة]] الرابعة والعشرون ضمن الجزء الثامن عشر من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المدنية]]، واسمها مأخوذ من [[آية النور|الآية (35)]]. تتحدث عن العقوبة الشديدة للمرأة الزانية والرجل الزاني، وعن السُبل لاجتناب التدهور الأخلاقي، وآداب المعاملة، ومبادئ تربية الأولاد، كما تتحدث عن [[التوحيد]] والمبدأ و[[المعاد]].
'''سورة النور'''، هي [[السورة]] الرابعة والعشرون ضمن الجزء الثامن عشر من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المدنية]]، واسمها مأخوذ من [[آية النور|الآية (35)]]. تتحدث عن العقوبة الشديدة للمرأة الزانية والرجل الزاني، وعن السُبل لاجتناب التدهور الأخلاقي، وآداب المعاملة، ومبادئ تربية الأولاد، كما تتحدث عن [[التوحيد]] والمبدأ {{و}}[[المعاد]].


ومن [[الآيات|آياتها]] المشهورة قوله تعالى في الآية (35): {{قرآن|اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}}، وكذلك الآيات (11-26).  
ومن [[الآيات|آياتها]] المشهورة قوله تعالى في الآية (35): {{قرآن|اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}}، وكذلك الآيات (11-26).  
سطر ٢٠: سطر ٢٠:


==تسميتها وآياتها==
==تسميتها وآياتها==
سُميت هذه [[السورة]] بـــ ('''النور''')؛ لذكر الله مقروناً بالنور، من قوله تعالى في الآية (35): {{قرآن|اللَّهُ '''نُورُ''' السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}}،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 11، ص 87.</ref> وآياتها (64)، تتألف من (1381) كلمة في (5755) حرف.<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1244.</ref> وتُعتبر من [[سور المثاني]]، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من [[السور الطوال|الطوال]] و[[سور المئين|المئين]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref>
سُميت هذه [[السورة]] بـــ ('''النور''')؛ لذكر الله مقروناً بالنور، من قوله تعالى في الآية (35): {{قرآن|اللَّهُ '''نُورُ''' السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}}،<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 11، ص 87.</ref> وآياتها (64)، تتألف من (1381) كلمة في (5755) حرف.<ref>الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1244.</ref> وتُعتبر من [[سور المثاني]]، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من [[السور الطوال|الطوال]] {{و}}[[سور المئين|المئين]].<ref>معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.</ref>


==ترتيب نزولها==
==ترتيب نزولها==
سطر ٥٨: سطر ٥٨:
قوله تعالى:{{قرآن|اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}}،<ref>سورة النور: 35.</ref>
قوله تعالى:{{قرآن|اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}}،<ref>سورة النور: 35.</ref>


أُختلف في معنى [[الله]] نور السموات والأرض، فأحد الأقوال: الله هادي أهل السموات والأرض إلى ما فيه مصالحهم، والثاني: الله مُنوّر السموات والأرض و[[الشمس]] و[[القمر]] و[[النجوم]]، والثالث: مُزّين السموات ب[[الملائكة]] ومُزيّن الأرض ب[[الأنبياء]] والعلماء،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 378.</ref> والمشبّهةُ به ما ذُكر من قوله {{قرآن|كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ...}} لا لمجرد المشكاة، لأنّ هذا كثير في تمثيلات [[القرآن]].<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 15، ص 123.</ref>
أُختلف في معنى [[الله]] نور السموات والأرض، فأحد الأقوال: الله هادي أهل السموات والأرض إلى ما فيه مصالحهم، والثاني: الله مُنوّر السموات والأرض {{و}}[[الشمس]] {{و}}[[القمر]] {{و}}[[النجوم]]، والثالث: مُزّين السموات ب[[الملائكة]] ومُزيّن الأرض ب[[الأنبياء]] والعلماء،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 378.</ref> والمشبّهةُ به ما ذُكر من قوله {{قرآن|كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ...}} لا لمجرد المشكاة، لأنّ هذا كثير في تمثيلات [[القرآن]].<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 15، ص 123.</ref>


وفي [[تفسير نور الثقلين]]: روي عن [[الإمام الباقر]] {{ع}}، في [[توحيد الصدوق]]،‏ أنه قال: «إن المشكاة نور العلم في صدر [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}} والزجاجة صدر [[علي]] {{ع}}... ونور علي نور إمام مؤَيد بنور العلم والحكمة في أثر [[الإمام]] من [[آل محمد]] {{صل}}، وذلك من لدن [[آدم]] إلى أن [[قيام الساعة|تقوم الساعة]]، فهؤلاء [[الأوصياء]] الذين جعلهم [[اللّه]] {{عز وجل}} [[الخليفة|خلفاء]] في أرضه وحجج على خلقه، لا تخلو [[الأرض]] في كل عصر من واحد منهم». وعن [[الإمام الصادق]] {{ع‏}} في قول الله {{عز وجل}}: {{قرآن|اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}}، قال: «المشكاة [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] {{عليها السلام}} والمصباح [[الحسن السبط|الحسن]] {{ع}} والزجاجة [[الإمام الحسين|الحسين]] {{ع}}»، وغيرها من الروايات الكثيرة.<ref>الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 155-157.</ref>
وفي [[تفسير نور الثقلين]]: روي عن [[الإمام الباقر]] {{ع}}، في [[توحيد الصدوق]]،‏ أنه قال: «إن المشكاة نور العلم في صدر [[النبي (ص)|النبي]] {{ص}} والزجاجة صدر [[علي]] {{ع}}... ونور علي نور إمام مؤَيد بنور العلم والحكمة في أثر [[الإمام]] من [[آل محمد]] {{صل}}، وذلك من لدن [[آدم]] إلى أن [[قيام الساعة|تقوم الساعة]]، فهؤلاء [[الأوصياء]] الذين جعلهم [[اللّه]] {{عز وجل}} [[الخليفة|خلفاء]] في أرضه وحجج على خلقه، لا تخلو [[الأرض]] في كل عصر من واحد منهم». وعن [[الإمام الصادق]] {{ع‏}} في قول الله {{عز وجل}}: {{قرآن|اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}}، قال: «المشكاة [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] {{عليها السلام}} والمصباح [[الحسن السبط|الحسن]] {{ع}} والزجاجة [[الإمام الحسين|الحسين]] {{ع}}»، وغيرها من الروايات الكثيرة.<ref>الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 155-157.</ref>
مستخدم مجهول